تخطى إلى المحتوى

المدرسة مريضة يابوتفليقة 2024.

المدرسة* ‬مريضة* ‬يا* ‬بن* ‬بوزيد
2024.09.11
رشيد* ‬ولد* ‬بوسيافة

الأمم التي حققت التطور والازدهار يحظى قطاع التربية والتعليم فيها بالأولوية في سياسات الحكومة، ويوضع المعلم والأستاذ وكل المكلفين بتربية الأجيال الجديدة في مكانة مجتمعية مرموقة، ويوفر للتلميذ كل الوسائل والإمكانات من أجل أن يحصل العلوم والمعارف بشكل أفضل من* ‬السابق*.‬

فأين نحن من هذا كله، وهل تنفع تلك الأرقام ـ المتفائلة جدا ـ التي يقدمها وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد عن النتائج ـ المشجعة ـ التي حققها قطاعه، وكيف أن الإصلاحات رفعت معدلات النجاح إلى مستويات لم تتحقق منذ الاستقلال؟!
وهل يمكن التغطية بهذه الأرقام عن المرض المستعصي الذي أصاب المدرسة الجزائرية والذي تزداد أعراضه في الظهور يوما بعد يوم؟ وماذا عن المعلم الذي بات وضعه المادي أسوأ من كل المنتسبين إلى الوظيف العمومي، بل إن صاحب عربة بيع النعناع والمعدنوس بات أكثر دخلا من المعلم* ‬الذي* ‬سلمناه* ‬أبناءنا* ‬ليعلمهم* ‬القراءة* ‬والكتابة* ‬ومعهما* ‬عزة* ‬النفس* ‬والكرامة؟
هل يعلم السيد الوزير أن نسبة معتبرة من الأساتذة والمعلمين يضطرون للقيام بمهن إضافية ليسدوا بها رمق أبنائهم، فمنهم سائق الفرود، ومنهم البنّاء الليلي، ومنهم التّاجر غير الشّرعي، ومنهم الفلاّح والبزناسي والسمسار؟ وما حكاية الدروس الخصوصية التي انتشرت في كل بيت* ‬وفي* ‬كل* ‬زنقة؟* ‬هل* ‬هذا* ‬مظهر* ‬لنجاح* ‬الإصلاحات* ‬أم* ‬لفشلها؟* ‬
المدرسة مريضة يا بن بن بوزيد، ويفترض أن تكون أول من يقلق على هذا الوضع المتردي، الذي هوت إليه المدرسة، بينما تشير النتائج والمعدلات المعلنة على أن المستوى هو الأحسن منذ الاستقلال، لدرجة أصبح الحاصل على البكالوريا بمعدل 15 من 20 لا يستطيع أن يختار التخصص الذي* ‬يريده* ‬في* ‬الجامعة،* ‬لأن* ‬عدد* ‬الذين* ‬حصلوا* ‬على* ‬معدلات* ‬الامتياز* ‬باتوا* ‬بالآلاف*.‬
لن تنفع تلك الندوات والأيام الدراسية والاجتماعات التي تنظمها الوزارة دوريا إذا لم تدرس الخلل الواقع في قطاع التربية، وسيبقى الوضع على ما هو عليه إذا لم يتم الالتفات إلى الوضع المعيشي للأستاذ والمعلم، وإذا استمر التعامل مع المدرسة كحقل تجارب من خلال القرارات* ‬العشوائية* ‬في* ‬توسيع* ‬البرنامج،* ‬ثم* ‬اختصاره،* ‬وتمديد* ‬ساعات* ‬الدراسة،* ‬ثم* ‬تقليصها*.‬ منقول من الشروق

فاقد الشيء لا يعطيه….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.