تخطى إلى المحتوى

الكُـنَّــاشة في بعض خصـائص عائشة – رضي الله عنها 2024.

الكُـنَّــاشة
في
بعض خصـائص عائشة – رضي الله عنها

في ظل هذه الهجمات ضد أمنا عائشة رضي الله عنها من الشيعة الحاقدين

أردت أن أنقل هذا الكتاب ليعلم كل مسلم ومسلمة وخاصة الأجيال القادمة قدر أمنا رضي الله عنها وعن كل صحابتنا الكرام

ذَاعَتْ مَنَاقِبُهَا فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ *** كَالشَّمْسِ بَازِغَةً بِالنُّورِ تَزْدَهِرُ
إِذْ أَعْجَزَ الْكُلَّ إِدْرَاكًا لِمَنْزِلِهَا *** كَأَنَّهَا الغَيْثُ سَحَّاءً وَتَنْهَمِرُ

تقريظ الشيوخ

حفيظ الدوسري ذياب الغامدي عمر الحدوشي

تأليف: تركي بن مبارك بن عبد الله البنعلي

الطبعة الثانية
1445هـ – 2024م

إهـــداء

إلى من أرضعتني العقيدة والشريعة والأخلاق..
إلى من غرست فيّ المبادئ والقيم وخشية الخَلاّق..
إلى من شنجت مسامعي بقصص الزهد والورع والمواعظ الرقاق..
إلى من نشأتني على حب الأنبياء والأولياء..
إلى من رسمت لي الطريق وحذرتني من البدع والأهواء..
إلى حفيدة الخنساء، وسميت فاطمة الزهراء..
إلى من جعلها الله تعالى باباً من أبواب الجنة، وسبباً من الأسباب..
إلى من أمرني نبينا صلى الله عليه وسلم بحسن رفقتها والاصطحاب..
إلى أمي الغالية العالية: أم تركي فاطمة بنت إبراهيم بن محمد البنعلي حفظها الله..
أهدي هذا الكتاب.

إضاءة

قال الإمام أبو عثمان الصابوني رحمه الله (المتوفى سنة 449هـ) في مجمل عقيدة الفرقة الناجية: "وكذلك يرون تعظيم قدر أزواجه رضي الله عنهن، والدعاء لهن، ومعرفة فضلهن، والإقرار بأنهن أمهات المؤمنين".اهـ [عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص294].

مَا شَانُ أُمِّ المؤمنين وشَاني

مَا شَانُ أُمِّ المؤمنين وشَاني
هُدي المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّاني

إنِّي أقول مُبَيِّناً عن فَضْلِها
ومُتَرجماً عن قوْلها بلِسَاني

يا مُبْغضي لا تَأْت قَبْرَ محمَّدٍ
فالبَيْتُ بيتي والمَكانُ مَكاني

إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ
بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعاني

وَسَبَقْتُهُن إلى الفَضَائِل كُلَّها
فالسَّبْقُ سَبقي والعِنَانُ عِنَاني

مَرِضَ النَّبِيُّ وَمَاتَ بين تَرَائِبِي
فاليَوْمَ يَوْمي والزَّمانُ زَماني

زَوْجي رَسولُ الله لَمْ أرَ غَيْرَهُ
الله زَوَّجَني به وحَبَاني

وأتاهُ جِبريلُ الأمينُ بِصُورتي
فَأحَبَّني المُخْتَار حِينَ رَآني

أنا بِكْرُه العَذْراءُ عِنْدي سِرُّهُ
وضَجيعُهُ في مَنْزِلي قَمَرانِ

وَتَكَلَّمَ اللهُ العظيمُ بِحُجَّتي
وَبَرَاءَتِي في مُحْكَمِ القُرآنِ .

وَالله خَفَّرَني وَعَظَّمَ حُرْمَتِي
وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِي

والله في القُرآنِ قد لَعَنَ الذي
بَعْدَ البَرَاءَةِ بالقَبيح رَماني

والله وَبَّخَ مَنْ أرَادَ تَنَقُّصي
إفْكاً وسَبَّحَ نَفسَهُ في شاني

إنّي لمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ
ودليلُ حُسْنِ طَهَارتي إحْصاني

واللهُ أَحْصَنَنِي بخاتِمِ رُسْلِه
وَأَذَلَّ أَهْلَ الإِفْكِ والبُهتانِ

وسَمِعْتُ وَحْيَ الله عِنْدَ مُحَمَّدٍ
من جِبَرَئيلَ ونُورُه يَغْشاني

أَوْحَى إِلَيْهِ وَكُنْتُ تَحتَ ثِيابِهِ
فَحَنَا عليَّ بِثَوْبِهِ وخَبَّاني

مَنْ ذَا يُفَاخِرُني وينْكِرُ صُحْبَتي
ومُحَمَّدٌ في حِجْرِه رَبَّاني؟

وأَخَذتُ عن أَبَوَيَّ دينَ مُحَمَّدٍ
وَهُمَا على الإِسْلامِ مُصْطَحِبَانِ

وأبي أَقامَ الدِّين بَعْدَ مُحَمَّدٍ
فَالنَّصْلُ نصْلي والسِّنَان سِناني

والفَخْرُ فَخْرِي والخِلَافَةُ في أبي
حَسْبِي بِهَذَا مَفْخَراً وَكَفاني

وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صَاحِبِ أَحْمَدٍ
وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإِعلانِ

نَصَر النبيَّ بمالِهِ وفِعالِه
وخُرُوجِهِ مَعَهُ من الأوطانِ

ثَانيه في الغارِ الذي سَدَّ الكُوَى
بِرِدَائِهِ أَكْرِم بِهِ مِنْ ثانِ

وَجَفَا الغِنى حَتَّى تَخَلَّل بالعَبَا
زُهداً وأَذْعَنَ أَيَّما إِذْعَانِ

وتَخَلَّلَتْ مَعَهُ مَلائِكَةُ السَّما
وأَتَتْهُ بُشرى اللهِ بالرِّضْوَانِ

وهو الذي لَمْ يَخْشَ لَوْمَة لائمٍ
في قَتْلِ أهْلِ البَغْيِ والعُدوانِ

قَتَلَ الأُلى مَنَعوا الزَّكاة بكُفْرِهِمْ
وأَذَل أَهْلَ الكُفر والطُّغيانِ

سَبَقَ الصَّحَابَةَ والقَرَابَةَ لِلهُدى
هو شَيْخُهُمُ في الفضلِ والإِحْسَانِ

واللهِ ما اسْتَبَقُوا لِنَيْلِ فضيلةٍ
مِثْلَ استباقِ الخيلِ يومَ رِهانِ

إلاَّ وطارَ أبي إلى عَلْيَائِها
فمكانُه منها أَجَلُّ مكانِ

وَيْلٌ لِعَبْدٍ خانَ آلَ مُحَمَّدٍ
بِعَدَاوةِ الأزواجِ والأخْتانِ

طُوبى لِمَنْ والى جماعةَ صَحْبِهِ
ويكونُ مِن أحْبَابِهِ الحَسَنانِ

بينَ الصحابةِ والقرابةِ أُلْفَةٌ
لا تستحيلُ بِنَزْغَةِ الشيطانِ

هُمْ كالأَصابِع في اليدينِ تواصُلاً
هل يَسْتَوي كَفُّ بغير بَنَانِ

حَصِرَتْ صُدُورُ الكافرين بوالدي
وقُلوبُهُمْ مُلِئَتْ من الأضغانِ

حُبُّ البَتولِ وَبَعْلِها لم يَخْتَلِفْ
مِن مِلَّةِ الإِسلامِ فيه اثنانِ

أكرم بأربعةٍ أئمةِ شَرْعِنا
فَهُمُ لِبيتِ الدينِ كالأَرْكَان

نُسِجَتْ مَوِدَّتُهم سَدًا في لُحْمَةٍ
فَبِناؤها مِنْ أَثْبَتِ البُنيانِ

الله ألَّفَ بَيْنَ وُدِّ قُلُوبِهِمْ
لِيَغِيظَ كُلَّ مُنَافِقٍ طعَّانِ

رُحَماءُ بَيْنَهُمُ صَفَتْ أَخْلاَقُهُمْ
وخَلَتْ قُلُوبُهُمُ مِنَ الشَّنَآنِ

فَدُخُولُهُم بَيْنَ الأَحِبَّةِ كُلْفَةٌ
وسِبَابُهُمْ سَبَبٌ إِلى الحِرْمَانِ

جَمَعَ الإِلهُ المسلمين على أبي
واستُبدلوا مِنْ خوْفهم بأَمان

وإذا أرادَ اللهُ نُصْرَة عَبْدِهِ
مَنْ ذا يُطيقُ لَهُ على خُذْلانِ

مَن حَبَّني فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ سَبَّني
إنْ كانَ صانَ مَحَبَّتي ورعاني

وإذا مُحِبِّي قَدْ أَلَظَّ بِمُبْغِضي
فَكِلَاهُما في البُغضِ مُسْتِويانِ

إِني لَطَيِّبَةٌ خُلِقْتُ لطيِّبٍ
ونِساءُ أَحْمَدَ أطيبُ النِّسْوانِ

إني لأَمُّ المؤمنينَ فَمَنْ أَبَى
حُبِّي فَسَوْف يَبُوءُ بالخُسْرَانِ

اللهُ حَبَّبَني لِقَلْبِ نَبِيِّه
وإلى الصراطِ المستقيمِ هداني

واللهُ يُكْرِمُ مَنْ أَرَادَ كَرامتي
ويُهينُ رَبِّي من أرادَ هواني

واللهُ أَسْأَلُهُ زيادةَ فَضْلِهِ
وحَمِدْتُهُ شكْراً لِما أوْلاني

يا من يَلُوذُ بِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ
يرجو بذلك رحمةَ الرحمانِ

صِلْ أُمَّهَاتِ المؤمنينَ ولا تَحُدْ
عَنَّا فَتُسْلَبْ حُلَّةَ الإِيمانِ

إِني لصادِقَةُ المقالِ كريمةٌ
إِيْ والَّذي ذَلَّتْ لَهُ الثَّقَلانِ

خُذْها إليكَ فإِنَّمَا هي رَوْضَةٌ
محفوفَةٌ بالرَّوحِ والرَّيحانِ

صَلَّى الإلهُ على النبيِّ وآلِهِ
فَبِهمْ تُشَمُّ أزاهِرُ البُستانِ

لأبي عمران موسى بن محمد بن عبد الله الواعظ الأندلسي
(ابن بهيج الأندلسي) رحمه الله.

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الطبعة الثانية:
الحمد لله ذي الجلال والكمال، والصلاة والسلام على خير الرجال، وعلى أصحابه وزوجاته والآل، أما بعد:
فقد منّ الله عليّ بانتشار الطبعة الأولى من كتابي "الكناشة؛ ببعض خصائص عائشة"، وثناء كل من وقف عليه من المشايخ الأماثل، وطلاب العلم الأفاضل..
وعلى الرغم من ذلك إلا أن النقص من صفات البشر، والخطأ والسقط وارد في كل كراسة ودفتر، حاشا كتاب الله الذي (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)) [فصلت].
قال الربيع بن سليمان رحمه الله: "قرأت كتاب الرسالة المصرية على الشافعي نيفاً وثلاثين مرة، فما من مرة إلا كان يصححه، ثم قال الشافعي في آخره: أبى الله أن يكون كتاب صحيح غير كتابه. قال الشافعي: يدل على ذلك قوله عز وجل: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)) [النساء]".اهـ [مناقب الشافعي للبيهقي 2/63].
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل رحمهما الله: "عارضت بكتاب لأبي ثلاث عشرة مرة، فلما كان في الرابعة خرج فيه خطأ، فوضعه من يده ثم قال: قد أنكرت أن يصح غير كتاب الله عز وجل!".اهـ [موضح أوهام الجمع والتفريق 1/6].
وحكي عن الإمام المزني رحمه الله أنه قال: "لو عورض كتاب سبعين مرة لوجد فيه خطأ؛ أبى الله أن يكون كتاب صحيحاً غير كتابه".اهـ [موضح أوهام الجمع والتفريق 1/6].
ولقد قام أحد إخواني من أرض الكنانة، من باب التكاتف والإعانة؛ بغربلة "الكناشة" غربلة علمية، فأخرج بعض الأخطاء المطبعية، وهي تعد على الأصابع، فجزاه الله خيراً على هذا الجهد النافع..

فقمت بدوري في تصحيح ما أُرشدت إليه في هذه الطبعة الجديدة، لتخرج في هذه الحلة البهية الجيدة، لاسيما وأن هذه الطبعة قد زُودت ببصمة صادع صادح بالإسلام، إضافة إلى بصمات من قدمه في السابق من الأعلام.. وبالله التوفيق
وكتب: أبو سفيان السلمي
1445هـ -2016م

تقريظ شيخنا الدكتور حفيظ بن عجب الدوسري حفظه الله:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وآله وأصحابه وأزواجه الطيبين الطاهرين، وبعد:
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم الذين حملوا الرسالة، والدعوة، وضحوا في سبيل ذلك بالغالي، والنفيس، رضي الله عنهم ورضوا عنه، قال تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدَّ لهم جنَّات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم).
هم الذين اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، والجهاد معه، وتحت رايته فلله درهم قال تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رُحماء بينهم تراهم رُكّعاً سُجداً يبتغون فضلا من الله ورضوانا).
وقد قال: قائدهم وحبيبهم، وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سبَّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).
فنحن نحبهم جميعا، ونترضَّى عليهم، ونُدافع عنهم، وعن أعراضهم فحبهم دين، وإيمان، وبغضهم كفر، ونفاق، وخروج من رِبقة الإسلام، فكيف بمن سبَّ أم المؤمنين زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها وأرضاها التي برأها الله سبحانه وتعالى في كتابه، وزكاها فهي الطيبة الطاهرة المطهرة فراش النبي صلى الله عليه وسلم، وحبيبته من قذفها وسبها أو طعن فيها وفي عرضها كفر وخرج من دائرة الإسلام، ووجب قتله فهو مُكذب لله وللقرآن.
سُئل الإمام أحمد رحمه الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم أجمعين فقال: ما أراه على الإسلام.
وقد ظهر وزاد في زماننا هذا التعدي على أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها من بعض الزنادقة، والكفرة فطعنوا فيها، وفي عرضها، وقد كفروا بذلك، ووجب قتلهم، فتصدّى لهم الشيخ الفاضل تركي البنعلي بهذا الكتاب النافع الذي يدل على حبه لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وجودة جمعه، وتأليفه وتدقيقه، أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته ويبارك في جهوده وحرصه على نُصرة أم المؤمنين والحمد لله رب العالمين.
وكتبه
العبد الفقير إلى عفو الله ورضاه
حفيظ بن عجب الدوسري
20/11/1433هجرية

تقريظ شيخنا المحدث ذياب بن سعد الغامدي حفظه الله:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الأمين، وعلى آله الطاهرين، وعلى أمهات المؤمنين، وعلى أصحابه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد؛ فقد قرأت كتاب «الكنَّاشة في بعض خصائص عائشة» رضي الله عنها، للأخ الشيخ تركي بن مبارك البنعلي، فألفيته كتابا مفيدا، قد أجاد فيه صاحبه وأفاد، كما أنَّه حرَّر فيه كثيرا من المسائل العلمية، وقرَّر كثيرا من الدلائل الشرعية، التي تدل على علو كعبه في مسالك الاستنباط، وسبك الحجج عند الاعتراض، الأمر الذي يشجع كل مسلم ـ لاسيما طلاب العلم ـ على مطالعته والاستفادة منه، بل إخاله كتابا مهمًّا لا يقِلُّ قدرًا عمَّا سبقه من كتب أهل العلم الكبار، وهو وإن سُبِقَ إلَّا أنه قد لحِقَ، ولا نزكيه على الله تعالى!
ويزيد الكتابَ أهميةً؛ أنَّ شرذمة من بقايا الفرس المجوسية هذه الأيام لم تزل تنفث بين الحين والآخر بعض عقائدها النجسة ما بين طعن ولعن وبين غمز ولمز في سيدة أمهات المؤمنين ـ عائشة الصديقة رضي الله عنها ـ ، وما سمعناه هذه الأيام من بعض دعاة الرافضة الشيعية المجوسية من تطاولٍ قبيحٍ في أبي بكر وعمر وعثمان وعِرْضِ عائشة وغيرهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛ ما يعلمه القاصي والداني، فالله طليبهم!
وأخيرا فإني أثني شكري للمؤلف فيما سطرَّه وحبَّره انتصارًا منه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فجزاه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته خير الجزاء، كما أرجو من الله تعالى أن يحشرني وإياه مع الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين عائشة، آمين.
والصلاة والسلام على رسوله الآمين، وزوجه سيدة أمهات المؤمنين.
وكتبه
ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي
الطائف المأنوس
ضحى يوم السبت (12/5/1432)

تقريظ شيخنا العلامة عمر بن مسعود الحدوشي حفظه الله:
أرسل لي تلميذي بالمراسلة والإجازة الأستاذ الفاضل، والباحث النبيل، والداعية الأصيل، تركي البنعلي البحريني كتابه القيم، الذي أسماه: (الكناشة في بعض خصائص عائشة-رضي الله عنها) لأقدم له بمقدمة ليقدمه للمطبعة، وقد قرأته قراءة سريعة وألفيته كتاباً جيداً في بابه، وآية في موضوعه، وكاتبنا معروف باختياراته الصائبة، وأبحاثه السديدة، وقد صححت ما ند عن البصر، وختمت ذلك بهذه الأبيات العشرة النونية، بعنوان: (فيصل الحق في كشف وفضح المجلسي الزنديق):
سَجْعُ الحمائمِ أجْرى الدمع هَتَّاناً
من مُقلتيَّ فهاج القلبُ تَحْنَاناً

فالقلبُ في حُرَقٍ وَالْجَفْنُ في أَرَقٍ
والنفسُ في فَرَقٍ تَزدادُ أحزاناً

لولا خليليَّ (تُركيْ البنعليُّ) أَتَى
بفيصلِ الحقِّ يُجْلِي اللُّبسَ تِبياناً

بذلك الأثرِ الموسومِ طابَ جنىً
(كُناشةً) بفيوضِ العلمِ روَّاناً

أبدى فضائل أم المؤمنين لها
من المحاسن ما عطَّرَنْ أكواناً

ألم ترَ (النُّورَ) بَرَّتْها ِبمُصحفِنَا
فبوركتْ سورةً يا طابَ قرآناً

فقل لصاحبِ رفضٍ خاب مَقْصِدُه
إِخْسَأْ ونكِّصْ على الأعقاب خِزْياناً

لا تأتِ محراب طُهْرٍ أنتَ تَجْهَلُه
فلستَ تَرقَى كمََاناً جَلَّ إيماناً

ما جئتَهُ من أباطيلٍ سوى زَبَدٍ
َيمْضي جُفاءً وما في الأرض أجْداناً

وما جنته أباطيلٌ سوى زبدٍ
يمضي جفاءً وما في الأرض أجدانا

يَبقَى الصحيحُ. سَقيمُ الفكرِ مُنْدَثِرٌ
سُبحانَ مَن بحكيمِ الذِّكْرِ أَغْنَانَاً

كتبه عمر بن مسعود الحدوشي26-ربيع الأول 1445هـ
ولما قرأته مرة أخرى قراءة سريعة لمست من كاتبه الشاب اليافع، الداعية النابغة: غيرة عظيمة وحباً مخلصاً لأصحاب وأزواج النبي-صلى الله عليه وعلى آله وصحبه-فقلت قصيدة أخرى بعنوان: (درَّةُ التاجِ ومَنارةُ المِنهاجِ):
بِلَهِيبِ شَوْقٍ خَافِقِي يَتَعَذَّبُ *** مَا مَنْ يَلُومُ عَلَيَّ مِمَّنْ يَعْتِبُ

الْبَيْنُ سَهَّدَ جَفْنَ عَيْنِي، إنْ تَنَمْ *** عَيْنُ الْخَلِيِّ فَأَدْمُعِي تَتَصَبَّبُ
ذَاكَ الرَّشَا مِنْ أَخْذِ ثَأْرِي مَا اخْتَشَى *** مِنْ بَعْدِ مَا سَرِّي فَشَا يَتَعَجَّبُ
أَمْسَيْتُ فِي الْعُشَّاقِ صَاحِبَ عَنْتَرٍ *** لَكِنَّ سَيْفِي فِي الْهَوَى لاَ يَضْرِبُ
لَوْلاَ "الْكُنَاشَةُ" بِالفِعْلِ كُنَاشَةٍ *** بِالْمُسْتَهَامِ لَمَا أَنَارَ الْكَوكَبُ
سِفْرٌ بِهِ قَدْ أَسْفَرَ الصُّبْحُ لِذِي *** عَيْنَيْنِ، وانكَشَفَ الظَّلاَمُ الْغَيْهَبُ
جُدِعَتْ أُنُوفُ الأَعْيَانِ وَأَذْعَنَتْ *** لِيَراعِ صَاحِبِهِ النُّفُوسُ الْكُذَّبُ
مَنْ مِثْلِ بَنْتِ رَفِيقِ أحمدَ فِي الْوَرَى *** طُهْراً، لَهُ مَحْضُ الثَّنَا يُتَنَخَّبُ
هي دُرَّةُ التَّاجِ الذِي دَانَتْ لَهُ *** تِيجَانُ مُلْكٍ فِي الذِي تَتَقَلَّبُ
وَلأَهْلِ إِيمَان هِي الأمُّ التي *** مِنْ فَضْلِكَ يَزْكُو النَّبَات ويُـعْشِبُ
نَشَأْتْ عَلَى الْخَلْقِ الْكَرِيمِ وَعُولِجَتْ *** كَالتِّبْرِ مِنْ فَوْق التُّرَابِ يُهَذَّبُ
نَزَلَتْ مِنَ الْهَادِي بِمَنْزِلِ وُلْدِهِ *** أَنْعِمْ بِهَا زَوْجاً وصَاحِبُهَا أَبُ
قَدْ أَحْرَزْتْ سَبْقاً بِسَاحِ لِدَاتِهَا *** فِي الْخَيْرِ، لَمْ تُلْحَقْ، وليسَتْ تُغْلَبُ
ذَاتُ الْعَفَافِ وَبِالْفَعَالِ صَدُوقَةٌ *** إِنَّ الْمَكَارِمَ لِلأَكَارِمِ تُوهَبُ
اللهُ شَرَّفَهَا وَعَظَّمَ قَدْرَهَا *** فِي: "النُّورِ"، وَالْقَلَمُ الْمُقَدَّسُ يَكْتُبُ
قالها خطاً ونطقاً المحبوس في سبيل عقيدته ودينه في سجون العلمانيين الظالمين أبو الفضل عمر الحدوشي بتاريخ:4-ربيع الثاني 1445 هـ.

مقدمة المؤلف
الحمد لله العظيم الوهاب، الذي برأ عائشة في الكتاب، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله والأصحاب، وعلى من سار على هديهم إلى يوم الحساب، أما بعد:
فقد تتالى النعيق، وتعالى الشهيق -هذه الأيام، من بعض اللئام-، بوصم أم المؤمنين، بكل فعلٍ مشين!
قال -علامة الشيعة- المجلسي: "وعقيدتنا في التبرؤ أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، ومن النساء الأربع عائشة وحفصة وهند وأم الحكم ومن جميع أتباعهم وأشياعهم وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض وأنه لا يتم الإيمان بالله ورسوله والأئمة إلا بعد التبرؤ من أعدائهم".اهـ [حق اليقين: 519].
وقال أيضاً معلقاً على قوله تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) [التحريم: 10] قال: "لا يخفى على الناقد البصير والفطن الخبير ما في تلك الآيات من التعريض، بل التصريح بنفاق عائشة وحفصة وكفرهما".اهـ [بحار الأنوار 22/33].
وأسند -المفسر الشيعي- العياشي إلى أبي عبد الله جعفر الصادق في تفسير قوله تعالى: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً) قال: "التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً عائشة، هي نقضت إيمانها".اهـ [تفسير العياشي 2/269، والبرهان للبحراني 2/383، وبحار الأنوار للمجلسي 7/454].
وقال الزنجاني: "عائشة لم يثبت لها الإيمان".اهـ [عقائد الإمامية الاثني عشرية للزنجاني 3/89].
فليت شعري: لو كانت أم المؤمنين عائشة كما يصفون، وفيها ما يصمون، أكان الله تعالى سيُقر نبيه على حبها وقربها وكونه لها خير بعل؟! وهو تعالى الذي لم يُقر نبيه على

ف النعل؟! فأرسل إليه جبريل خصيصاً ليخلع نعله في أثناء صلاته، فكيف لا يرسله ليفارق زوجه طيلة حياته ي ؟!
ولم يكتف هؤلاء، بهذا الهراء، بل زادوا الطين بِلة، وازدادوا نقضاً للملة، فرموا عائشة؛ بجريمة الفاحشة!
وليت شعري: إن كان أحدنا لا يصدق ذلك في أهله في ظل غياب الحكم بشريعة الرحمن، فكيف يصدقه في أفضل زوجة، لأفضل نبي، في أفضل نجاسةٍ الأزمان؟!
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القوم، ألقوا نعالهم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال: (ما حملكم على إلقائكم نعالكم؟) قالوا: رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن جبريل صلى الله عليه وسلم أتاني فأخبرني أن فيهما قذرا) أو قال: (أذى). [أخرجه أبو داود في سننه، وأحمد في مسنده، وصححه الألباني، وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال مسلم غير يزيد بن هارون فمن رجال الشيخين].
اجمع أهل العلم على أن عائشة أفضل زوجةٍ مات عنها النبي صلى الله عليه وسلم، قال الإمام بدر الدين الزركشي رحمه الله: "أنها أفضل امرأة مات عنها صلى الله عليه وسلم بلا خلاف".اهـ [الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة ص69].
ولكن اختلفوا في التفضيل بين عائشة وخديجة، فالبعض فضل خديجة، والبعض فضل عائشة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وأفضل نساء الأمة: خديجة، وعائشة، وفاطمة. وفي تفضيل بعضهن على بعض نزاع".اهـ [مجموع الفتاوى 4/394].
والبعض توقف في ذلك، قال العماد ابن كثير رحمه الله: "والحق أن كلاً منهما لها من الفضائل ما لو نظر الناظر فيه لبهره وحيره، والأحسن التوقف في ذلك، ورد علم ذلك إلى الله عز وجل، ومن ظهر له دليل يقطع به، أو يغلب على ظنه في هذا الباب فذاك الذي يجب عليه أن يقول بما عنده من العلم، ومن حصل له توقف في هذه المسألة أو في غيرها فالطريق الأقوم، والمسلك الأسلم، أن يقول: الله أعلم".اهـ [البداية والنهاية 3/139]. وقال أيضاً: " وهي أشرف أمهات المؤمنين، حتى خديجة بنت خوليد أم البنات والبنين، في قول طائفة من العلماء السابقين واللاحقين، والأحسن الوقف فيهما رضي الله عنهما".اهـ [البداية والنهاية 1/599]. وقال الإمام شمس الدين الذهبي رحمه الله بعد أن

عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، أن زوجته أم أيوب قالت له: أما تسمع ما يقول الناس في عائشة؟ قال: "بلى، وذلك الكذب، أكنتِ فاعلة ذلك يا أم أيوب؟!" قالت: لا والله. قال: "فعائشة والله خير منكِ".اهـ [رواه الطبراني، وسكت عنه الحافظ في الفتح 8/597].
وإنما الجزاء من جنس العمل، والبلاء فيهم قد حصل؛ فلما طعن القوم في عرض الطاهرة، صار الزنا عندهم أكبر ظاهرة!
كتبت مجلة (الشراع) الشيعية العدد (684) السنة (الرابعة) الصفحة الرابعة: "أن رفسنجاني أشار إلى ربع مليون لقيط في إيران بسبب زواج المتعة!".اهـ

ساق بعض فضائل عائشة: ".. وإن كان للصديقة خديجة شأوٌ لا يُلحق، وأنا واقفٌ في أيَّتِهما أفضل".اهـ [سير أعلام النبلاء 2/140].
والبعض فصّل في التفضيل، فقد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن خديجة وعائشة أمي المؤمنين، أيتهما أفضل؟ فأجاب رحمه الله: "بأن سبق خديجة، وتأثيرها في أول الإسلام، ونصرها، وقيامها في الدين، لم تشركها فيه عائشة، ولا غيرها من أمهات المؤمنين. وتأثير عائشة في آخر الإسلام، وحمل الدين، وتبليغه إلى الأمة، وإدراكها من العلم ما لم تشركها فيه خديجة، ولا غيرها مما تميزت به عن غيرها".اهـ [مجموع الفتاوى 4/393].
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع) [أخرجه مسلم].
عن عبد الله رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم) [متفق عليه]. قال الإمام أبو زكريا الصرصري رحمه الله في منظومته:
وأمته خير القرون وخيرهم *** صحابته أزكى الأنام وأورع
زواج المتعة: عند الشيعة، ستار للزنا والخنا.. ابتدعوه ولفقوا له أحكاماً، كقولهم:
1 – إن الإيمان بالمتعة أصل من أصول الدين، ومنكرها منكر للدين! [انظر: من لا يحضره الفقيه 3/366، وتفسير منهج الصادقين 2/495].
2 – المتعة من فضائل الدين وتطفئ غضب الرب! [انظر: تفسير منهج الصادقين للكشاني 2/493].
3 – إن المتمتعة من النساء مغفور لها. [انظر: من لا يحضره الفقيه 3/366].

وقد وُصفت مدينة (مشهد) الشيعية الإيرانية حيث شاعت ممارسة المتعة بأنها: "المدينة الأكثر انحلالاً على الصعيد الأخلاقي في آسيا".اهـ [مجلة الشراع، عدد: 684].
البغيُ يَصرعُ أهلَهُ *** والظلمُ مرتعُهُ وخيم!
وبتنا اليوم نسمع ونشاهد، حفنة من كل جاحد وحاسد، اجتمع فيها كُسير وعُوير، وثالث ما فيه خير! عمائم وطيلسان، ولحى للخداع والبهتان!
يحتفلون في يوم موت الصديقة، ويحلفون أنها في النار محروقة! ألا فشاهت تلك الوجوه الممحوقة..
سِيئَتْ وجوهُ المرجفِينَ، وقطِّعتْ *** أيدي النفاقِ، وأُخرسَ الجبناءُ
مـاذا يضـيرُ النجـمَ في عَليائهِ *** نَبـحٌ بغِيـضٌ في الثَّرى وعُواءُ
4 – المتعة من أعظم أسباب دخول الجنة! بل إنها توصلهم إلى درجة تجعلهم يزاحمون الأنبياء في مراتبهم في الجنة! [انظر: من لا يحضره الفقيه 3/366].
5 – حذروا من الإعراض عن التمتع، فقالوا: (من خرج من الدنيا ولم يتمتع جاء يوم القيامة وهو أجذع – أي مقطوع العضو)! [انظر: تفسير منهاج الصادقين 2/495].
6 – ليس هناك حد لعدد النساء المتمتع بهن، فيجوز للرجل أن يتمتع بمن شاء من النساء ولو بألف امرأة أو أكثر! [انظر: الاستبصار للطوسي 3/143، وتهذيب الأحكام 7/259].
7 – قالوا بجواز التمتع بالبكر ولو من غير إذن وليها ولو من غير شهود أيضاً! [انظر: شرائع الأحكام لنجم الدين الحلي 2/186، وتهذيب الأحكام 7/254].
8 – جوزوا إتيان المتمتع بها من دبرها! [انظر: الاستبصار للطوسي 3/243، وتهذيب الأحكام 7/514].
9 – يرون انه لا داعي لسؤال المرأة التي يتمتع بها إن كانت متزوجة أو كانت عاهرة!! [انظر: الاستبصار للطوسي 3/145، والكافي في الفروع 5/463].
10 – ويرون أيضاً أن الحد الأدنى لوقت المتعة ممكن أن يكون مضاجعة واحدة فقط ويسمون ذلك: (إعارة الفروج). [انظر: الاستبصار للطوسي 3/151، والكافي في الفروع 5/460].
11 – امـرأة الـمـتـعـة لا تَـرِث ولا تُـوَرِّث. [انظر: المتعة ومشروعيتها في الإسلام – لمجموعة من علماء الشيعة ص116-121، وتحرير الوسيلة للخميني، 2/288].

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.