{ الفرق بين السخرية والإستهزاء}
(أن الانسان يستهزأ به من غير أن يسبق منه فعل يستهزأ به من أجله , . والسخر : يدل على فعل يسبق من المسخور منه والعباة من اللفظين تدل عن صحة ما قلناه وذلك أنك تقول استهزأت به فتعدى الفعل منك بالباء , والباء للالصاق , كأنك ألصقت به استهزاء من غير أن يدل على شئ وقع الاستهزاء من أجله، وتقول سخرت منه فيقتضي ذلك من وقع السخر من أجله كما تقول تعجبت منه فيدل ذلك على فعل وقع التعجب من أجله.
ويجوز أن يقال أصل( سخرت منه )التسخير وهو تذليل الشئ وجعلك إياه منقادا فكأنك إذا سخرت منه جعلته كالمنقاد لك، ودخلت من للتبعيض لانك لم تسخره كما تسخر الدابة وغيرها وإنما خدعته عن بعض عقله، وبني الفعل منه على فعلت لانه بمعنى عنيت وهو أيضا كالمطاوعة والمصدر السخرية كأنها منسوبة إلى السخرة مثل العبودية واللصوصية.
وأما قوله تعالى " ليتخذ بعضهم بعضا سخريا " فإنما هو بعث الشئ المسخر ولو وضع موضع المصدر جاز، والهزء يجري مجرى العبث ولهذا جاز هزأت مثل عبثت فلا يقتضي معنى التسخير فالفرق بينهما بـيِّن)
ونقل شيخنُا إحسان العتيـبي عن الشيخ الدكتور فاضل السامرّائـي :
أنَّ الفرق َ بينهما :
الاستهزاء : في الفعل والقول والشخص ( أي الذات ) .
الدليل :{ قل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزءون}
وكذلك :{ قالوا : إنا معكم إنما نحن مستهزءون , الله يستهزئ بهم}
السُّخرية : في الشخص أي ( الذات ) فقط .
الدليل : {إن تسخروا منّا فإنا نسخر منكم كما كنتم تسخرون }
وكذلك : {يأيها الذين ءامنوا لا يسخر قومٌ من قوم ٍ }
بارك الله فيك
بارك الله فيك