السبعة الذين تكلموا في المهد…
إن الله على كل شيء قدير ، لا شيء يعوزه ولا جبار يقهره ، ولا تقف قدرته
عند حد معلوم ، أو منتهى محدود ، فليس لقدرته نهاية ، وإنما تنطلق قدرته في كل
زمان ومكان .
تأمل في الأسباب والمسببات تجد أن الله – عز وجل – جعل المسببات مرتبطة
بالأسباب ، فمن أدى الأسباب نال المسببات بإذن الله ، وكلما زاد اتقانا في الأسباب
جاءته المسببات على مقدار اتقانه للأسباب
فمن ذاكر نجح .
ومن زرع حصد .
إلا أن حرية القدرة الإلهية جاءتنا بالعجب العُجاب
فالأسباب والمسببات بيد الله – وحده – يغيرها ويقلبها كيف يشاء ، فإذا كان
النظام السائد أن المسببات تتبع الأسباب ، إلا أن طلاقة القدرة جعلت المسببات تأتي
بلا أسباب .
ومثالا لذلك نقول : أن الله خلق البشر جميعا من أب وأم ، إلا أن طلاقة
قدرته لا تقف عند هذا الحد :
فقد خلق إنسان (لا أب ولا أم)
إنه آدم عليه الصلاة والسلام .
وخلق إنسانا بلا أم
إنها حواء عليها السلام .
وخلق إنسانا بلا أب وله أم
إنه عيسى عليه الصلاة والسلام .
أما التفكر في مخلوقات الله من نبات وحيوان
وحشرات …… إلخ . وكيفية رعايتها وخلقها فهي إعجاز
ومن طلاقة القدرة الإلهية أن يتكلم مولود في المهد
والمهد في اللغة : (مهد الصبي ، ومهد الصبي موضعه الذي يُهيأ له ويوطَّأ
لينام فيه … والجمع "مهود") .
والمقصود : أن يُنطِق الله المولود في وقت لم يتكلم الأطفال فيه ، وهو وقت
الرضاع .
وهــــــــــــم :
1- عيسى ابن مريم – عليه السلام
2- صاحب جُريج
3- ابن امرأة الأخدود
4- الصبي الرضيع
5- ابن ماشطة بنت فرعون
6- شاهد يوسف – عليه السلام
7- ابن رجل اليمامة
بارك الله فيكم
لو اتيت بدليل كل واحد كان ذلك خيرا
هناك ثلاثة متفق عليهم و هم
عيسى عليه الصلاة و السلام
قصة جريج
الطفل الرضيع
أخرج البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي هريرة عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – قال: ((لَم يتكلَّمْ في المهد إلا ثلاثة: عيسى، وكان في بني إسرائيل رجلٌ يُقال له: جُرَيْج كان يصلي، جاءته أُمُّه فدعتْه، فقال: أُجيبها أو أصلِّي؟ فقالتْ: اللهم لا تُمِتْه حتى تُرِيَه وجوه المومسات، وكان جريج في صَوْمعته، فتعرَّضتْ له امرأة وكلَّمتْه، فأبى فأتتْ راعيًا فأمكنتْه من نفسها، فولدتْ غلامًا، فقالتْ: مِن جُرَيْج، فأتوه فكَسروا صومعته، وأنزلوه وسبُّوه، فتوضَّأ وصلَّى، ثُمَّ أتى الغلام، فقال: مَن أبوك يا غلام؟ قال: الراعي، قالوا: نبني صومعتك من ذَهَبٍ، قال: لا، إلا من طين، وكانتِ امرأة ترضِع ابنًا لها من بني إسرائيل، فمرَّ بها رجلٌ راكبٌ ذو شارة، فقالتْ: اللهم اجعل ابني مثلَه، فترك ثَدْيها وأقبلَ على الراكب، فقال: اللهم لا تجعلْني مثلَه، ثم أقبل على ثَدْيها يَمصُّه – قال أبو هريرة: كأنِّي أنظرُ إلى النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – يمصُّ إصبعَه – ثم مرَّ بأَمَةٍ، فقالتْ: اللهم لا تجعلِ ابني مثلَ هذه، فتَرَك ثَدْيها، فقال: اللهم اجعلْني مثلَها، فقالتْ: لِمَ ذاك؟ فقال: الراكب جَبَّارٌ من الجبابرة، وهذه الأَمَة يقولون: سَرَقْتِ زَنَيْتِ، ولَم تَفعلْ))؛ أخرجه البخاري، (ح / 3181)، ومسلم (ح/4626) نحوه، واللفظ للبخاري
أما الآخرين فقد اختلف فيهم
منهم من وردت فيهم أحاديث ضعيفة و بعضهم لم يكن في المهد