يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "
الناس كاإبل مائة لاتكاد تجد فيها راحلة
" , والراحلة هي
: الناقة أو الجمل القوي الذي يقود قافلة الأبل ,
فيكون في مقدمة الركب وتتبعه الأبل .
وفي عبارة مشهورة يقول مصطفى صادق الرافعي رحمة الله عليه :
" من لم يزد على الدنيا , كان زائداً في الدنيا " ..
الذي زاد على الدنيا هو من كان معروفاً بالهمة والعزم والإرادة ,
وكان تقياً صالحاً جمع الناس حوله وقادهم ,
وترك أثراًحسناً زاد به على هذه الدنيا ,
فاأصبح معروفاً حتى بعد مماته ,
وأما الزائد عليها هو من عاش لنفسه ولذاته ,
وعاش وفق هواه , ومات ولم يعرفه أحد ,
بل وكان على هامش الحياة والتاريخ .
الذي يزيد على الدنيا هو الراحلة التي تقود الناس ,
والذين هم قلة بين البشر , والزائد عليها هم الناس ..
فليختر الإنسان أي الصنفين يريد ..؟
والشاعر يحث الإنسان فيقول :
فخذ لك زادين من سيرة *** ومن عمل صالح يدخر
وكن في الحياة عفيف الخطا *** شريف السماع كريم النظر
وكن رجلاً إذا أتوا بعده *** يقولون مر وهذا الأثر
وحتى يستطيع الإنسان أن يكون كما قال الشاعر ,
ويكون تلك الشخصية التي لها زادين في هذه الدنيا ,
السيرة والعمل الصالح , والتي بهما تستطيع هذه الشخصية
وصفاتها عفة الخطى وشرف السماع وكرم النظر
أن تترك أثراً حسناً يستفيد منه الناس في حياتهم ,
كان عليه أن يعرف الغاية من خلقه ويعمل لها ولأجلها؟
وعندما يُسئل كثير من الناس عن الغاية من خلقهم
يجيبون سريعاً بالأيةفي قوله عزوجل "
وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " ,
وهذاصحيح , ولكن مفهوم العبادة شامل , يشمل كل جوانب الحياة ,
فالدراسة عبادة , والعمل عبادة , ومساعدة الأخرين عبادة ,
بل والتبسم في وجه الاخرين عبادة ,
ويدخل في مفهوم العبادة مهمة الإنسان على وجه الأرض ,
والتي خُلق من أجلها واسُتعمر في هذه البسيطة
, وهذه المهمة تتجلى في قوله تعالى "
وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " ..
سبحان الله .. !! الإنسان خليفة لله في أرضه أي ممثل لرب العالمين .
الا ترون كيف تكون فرحة الإنسان الذي يُختار كاأفضل موظف ,
أو أفضل طالب , أو حتى يختار كممثل لمجموعة معينة من الناس ,
ألا نرى كيف تكون فرحته كبيره بهذه المزية وهذا الإختيار ,
فما بالنا لانقدر ولا نفرح بالإختيارالأكبر والمزية الأسمى
بكوننا وقع علينا الإختيار كاأفضل مخلوقات الله ,
ليكون هذاالمخلوق الأفضل ممثل لرب العالمين على هذه الأرض .
والخلافة في الأرض , والتي تعني تعمير هذه الأرض
واستخراج مكنوناتها لمنفعة الناس والزيادة فيها ..
تتطلب من الإنسان أن يكون دائم التطور والتفاعل
والحركة الدائبة والدائمة لإعمار الأرض ,
وتسخير كل مافيها لخدمة البشرية
. واستيعاب هذا المفهوم الإستيعاب الكامل والأمثل ,
وترسيخ الطموح والهمة والنجاح في ذات الإنسان ,
يجعل الإنسان يعرف أن التاريخ شحيح ,
وأنه أي التاريخ لايسمح لأحد بأن يشغل صفحة من صفحاته
إلا بحقها وجهدها وبذل الغالي والنفيس لأجلها .
عفواً .. التاريخ يعرف فقط الأعلام من أمثال
ابن حنبل وابن تيمية وابن القيم وابن باز
وحسن البنا وابن عثيمين رحمة الله عليهم اجمعين ,
وغيرهم من الأعلام سواءً الأموات منهم أوالأحياء
الذين تركوا بصمات واضحة في الحياة
, وشغلوا صفحات مهمة في التاريخ تحمل أسمائهم وسيرة حياتهم وإنجازاتهم ,
وذلك لأنهم عرفوا الغاية من وجودهم في هذه الدنيا ,
فزادوا عليها , ونفعوا غيرهم وكانوا رواحل فتبعهم الناس ,
فصنعوا النجاح وصنعوا الحياة .
قد مات قوم وماتت مكارمهم *** وعاش قوم وهو فيالناس أموات
ألف شكر لك أخي أحمد
موضوع قمة
قرأته أمي فأعجبها كثيرا
بارك الله فيك اخي علي حسن انتقاء المواضيع
جزاك الله خيرا اخي ماسكارا موضوعك قيم جدا
بااااااااااارك الله فيك اخي الأمير أحمد على مواضيعك القيمة
جزاك الله عنا خير الجزاء
شكرا لك اخي على هذا الموضوع القيم
بارك الله فيكم
وصح عيدكم
انتقاء مميز
مشكور اخي على الموضوع و صحة عيدكم.
شكرا انسام شكرا اختي الدكتورة
بارك الله فيكم
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااا
موضوع مميز اخي احمد
مشكوووووووووووووور
شكراااااااا لكم اخواني
بارك الله فيكم