و له نعبد و به نستعين ، نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له ..
اللهم صل و سلم على خير خلقك أحمد أزكى صلاة و سلام ….
لقد شغلني منذ أسابيع قليلة موضوع الرجولة و محلها في ديننا الحنيف ، دفعني فضولي و حبي للتطلع إلى البحث في آيات الله المحكمات عن كلمة الرجولة أو مشتقاتها أو مما يدل عليها و أنوه إلى ان الرجولة ليست مخصوصة للذكران بل لخلق الله جميعا ذكورا و إناثا ….
و كان هذا البحث من أجل الاجابة عن السؤال الذي راودني : ما هي صفات الرجل الحقيقي في الإسلام ؟؟؟ فتأملوا معي ماذا وجدت …
أول آية صادفتي كانت الآية 108 من سورة التوبة التي يقول الله فيها : "لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ، فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ " [ التوبة108]
هنا وصف المولى عز و جل الرجال بالطهارة و وظف صيغة مبالغة بقوله الْمُطَّهِّرِينَ ، و الطهارة هنا تحمل معنين ، الطهارة البدنية و الطهارة المعنوية .
الطهارة البدنية تقضي بأن الرجل الحقيقي يجب أن يترفع عن الرذائل و أن يكون عفيفا طاهرا
بابتعاده عن ما حرم الله من منكرات كشرب الخمر و الزنا ، ولا بد له من الاعتناء بمظهره فلا يكون متسخ الهندام إذا ما توفر له سبيل للنظافة …
و الطهارة المعنوية و هي الأهم أن يرتقي المسلم بنفسه عن الصفات النميمة فيكون صادقا أمينا حكيما رحيما مع إخوانه و رؤوفا بأهله و يجب أن يكون كما قال النبي صلى الله عليه و سلم آلفا مألوفا لا فظا غليظ القلب …..
أما الىية الثانية فهي من سورة النور حيث قال الله تعلى في محكم كتابه : رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ( 37 ) ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب ( 38 )
و هنا قد توقفت كثيرا و تسائلت مرارا و تكرارا و تحسرت عندما فهمت الآية ……..أين هي الرجولة الآن يا شباب الأمة ؟؟؟؟
لقد ضيعنا الرجولة فعلا …أين نحن من الصلاة و من الزكاة و من الذكر ؟؟؟؟….إنشغلنا بالدنيا ظنا منا أنها هي مصنع الرجال ……..لكن هيهات …..فلقد ولينا أدبارنا للصلاة و لعبادة الله
فعلا إن الصلاة هي التي تصقل الرجولة بأتم معنى الكلمة فمن واظب على الصلاة عرف قيمة الوقت ، و من واظب على الصلاة جعل الله في جسمه بركة و قوة …..و أطلق على لسانه الحكمة …………..فما ضيع شباب الأمة إلا نفسه و لم يجدع بحبل الصلاة إلا أنفه…..
أما الآية الثالثة التي استوقفتني كثيرا هي من سورة الأحزاب التي قال الله فيها :
( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ( 23 ) ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما ( 24 ) )
آه …هنا كانت الضربة القاضية لمن يدعون الرجولة و يخلفون العهود و المواثيق مع رب العزة…
فهنا الرجل الحقيقي هو الذي عاهد الله على العبادة و وفى بعهده و لم يخلفه و لو على قطع الأعناق …..فكيف و نحن اليوم نرى أناسا يتوبون إلى الله أياما ثم يعودون لما كانوا عليه
فبماذا نحكم عليهم……………قولوها بصراحة و بدون تردد ……..أنهم ليسوا رجالا …و ليس لهم من الكرامة شيء…….
هنا توقفت لأن الحبر ينفذ و كلام الله لا ينفذ ….
ألخص ما وصلت إليه في بحثي المتواضع :
1- الرجل في الإسلام طاهرٌ قلبا و قالبا..
2- عبادة الله باب الرجولة الحقيقي
3- وعد الرجل الحر دين عليه أمام الله
إن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان
بقلمي المتواضع
السلام عليكم ورحمـة الله وبركـــــــــاته
وإضـــــافـة عـلى ماتكـرمت بـه أضيف آيا من الذكـر الحكيم في قولـه تعالـى
{وَلَوْ كـُنْتَ فَظــــــــــًّا غَليـظَ القَلْبِ لَانْفَـضُّوا مـِنْ حَـوْلِك…}
لكن هيهات هيهات لمن يتدبر في هاته الآيـة ويتأمل لكي يعرف أن من أسمـى صفات الرجولـة رقّة القلب وحسن التعامل مع النـاس …
إذ أصبـح يخال إلى بعض الناس أن الرجولـة هي في الشـدّة وغلظـة التعامل وعدم الرأفـة بقلوب الناس
ولإن مثال يقتدى به في الرجولة هو رسول الله صلى الله عليـه وسلم فليكن ذلك أسوة لكل شباب المسلمـين
شكرا جزيلا لكـ وباركـ الله فيكـ
لنا في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله
شكرا على الموضوع المتميز ، وصح عيدكم