تعريف الاستقامة :سئل أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن الاستقامة؟ فقال: " أن لا تشرك بالله شيئاً "
يريد الاستقامة على محض التوحيد.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه الاستقامة : أن تستقيم على الأمر والنهي, ولا تروغ روغان الثعلب "."
وقال عثمان رضي الله عنه استقاموا أخلصوا العمل لله"
"وقال علي رضي الله عنه استقاموا: أدوا الفرائض"
"وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "أعظم" الكرامة لزوم الاستقامة"
"وقال ابن القيم رحمه الله : "فالاستقامة كلمة جامعة", آخذة بمجامع الدين.
وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء. والاستقامة تتعلق بالأقوال – وابل الصيب
وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء. والاستقامة تتعلق بالأقوال والأفعال والأحوال والنيات.
فالاستقامة فيها: وقوعها لله وبالله وعلى أمر الله".
"وقال القرطبي رحمه الله بعد سياق الأقوال فيها:"وهذه الأقوال وإن تداخلت
فتلخيصها: اعتدلوا على طاعة الله عقداً وقولاً وفعلاً وداوموا على ذلك".
"بعض الأدلة على فضلها وطلبها
( )1.قال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) (فصلت: 30"
).2.قال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) "(الأحقاف: 13"
).3.قال تعالى:" وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16) "(الجن: 16"
)4.وفي صحيح مسلم عن سفيان بن عبدالله رضي الله عنه قال قلت يارسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسئل عنه أحداً غيرك.
قال صل الله عليه وسلم: "قل آمنت بالله ثم استقم"
5.وفيه عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال :"استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة "
ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن".
"6.قال ابن القيم رحمه الله: والمطلوب من العبد الاستقامة – وهي السداد – فإن لم يقدر
عليها فالمقاربة فإن نزل عنها فالتفريط والإضاعة,
كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صل الله عليه وسلم قال:"سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن ينجو أجد منكم بعمله" قالوا ولا أنت يارسول الله؟
قال:"ولا أنا, إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل".
فجمع في هذا الحديث مقامات الدين كلها. فأمر بالاستقامة – وهي السداد والإصابة في النيات
والأقوال والأعمال – وأخبر في حديث ثوبان أنهم لا يطيقونها فنقلهم إلى المقاربة – وهي أن يقربوا من الاستقامة
بحسب طاقتهم كالذي يرمي إلى الغرض فإن لم يصبه يقاربه – ومع هذا فأخبرهم أن الاستقامة والمقاربة
لا تنجي يوم القيامة فلا يركن أحد إلى عمله, ولا يعجب به, ولا يرى أن نجاته به, بل إنما نجاته برحمة الله
وعفوه وفضله.