بسم الله الرحمن الرحيم .
يقول عليه الصلاة والسلام " ان الدنيا خضرة حلوة , وان الله مستخلفكم فيها
فينظر كيف تعلمون , فاتقوا الدنيا .."
وبما ان الرزق مضمون لنا من قبل الله عز وجل , لذا ماخشي رسولنا عليه الصلاة
والسلام علينا الفقر , بل خشي علينا الغنى , فأقسم وهو الذي لايحتاج لقسم بقوله :
" والله ما الفقر اخشى عليكم , ولكن اخشى عليكم ان تبسط عليكم الدنيا كما بسطت
على من كان من قبلكم , فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم " .
والحق ان شهوة حب المال عمت غالب الخلق تقريب , حتى فتنوا بالدنيا وزهرتها
فتجد الكثير من الصبح لليل وهو يجري ويركض في هذه الحياة ركض الوحوش ,
يغضب من اجل الدنيا , ويرضى بها , وبسببها يوالون , وبها يعادون , فكم قطعت
من أرحام بسبب الدنيا , وسفكن دماء , ووقعت فواحش من أجلها , وحلت البغضاء
بين الأخ وأخيه , وتقاتل الأبن مع ابنه , وتعادى الأصحاب والخلان بسب الدنيا .
واصبحت العلاقات اليوم مبينة على مصالح الدنيا , وبانقضاء تلك المصالح تهدم
تلك العلاقات , ولأنها علاقات بنيت على حب الدنيا , ولم تبنى على حب الله وفي الله .
لهذا يقول عليه الصلاة والسلام " كيف انتم اذا فتحت عليكم خزائن فارس والروم ,
اي قوم أنتم ؟ " قال عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه : نقول كما امرنا الله , قال :
" او غير ذالك ؟ تتنافسوها , ثم تتحاسدون , ثم تتدابرون " مسلم .
لهذا يقول عز من قائل في كتابه " كلا ان الأنسان ليطغى أن رأه استغنى "
ومن اثرها المدمرة عدم الجدوى للنصيحة لمن سكنت قلبه وافتتن بها , وهذا ما اشار
له مالك بن دينار بقوله " ان البدن اذا سقم لم ينجح فيه طعام ولاشراب , ولانوم ولاراحة
وكذالك القلب اذا علقه حب الدنيا لم تنجح فيه الموعظة "
ومن آثرها المؤلمة والمشاهدة مرارا انك " بقدر ما تحزن للدنيا يخرج هم الأخرة من قلبك
وبقدر ماتحزن للأخرة كذالك يخرج هم الدنيا من قلبك " احمد
وما نشاهده اليوم من عدم مبالاة الناس بمصدر المال سواء احلال ام حرام لهو من عشق
الدنيا . يقول عليه الصلاة والسلام " ليأتين على الناس زمان لايبالي المرء مما اخذ المال
؟ امن حلال ام حرام " وما اكثر الشبهات اليوم .
والمؤمن ليس مطلوب منه ان يسب الدنيا او الهرب منها " ولاتنسى نصيبك من الدنيا "
" وهو الذي خلقكم من الأرض واستعمركم فيها " .
بل ما ينبغي هو تحقيق الزهد فيها في ابسط صوره ومعانيه أن تحوز الدنيا في يدك لا في
قلبك , وأن تملكها لا ان تملكك , وان تضحي بها من اجل آخرتك , لا ان تبيع الأخرة من
اجلها .
وهذا هو الأحتراف الأيماني بشقيه الدنيوي والأخروي , وبلوغ المؤمن اقصى ما يبلغه
صاحب دنيا من علوم وفنون , , وما يبلغه صاحب آخره من تقوى واهتداء ..
ابو شادي ,, مع اضافة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن لله عبــادا فـــطنا ***طلقوا الدنيا وخافـوا الفتنا
نظــروا فيهـا فلما علموا ***أنها ليـست للـحي وطنا
نظــروا فيهـا فلما علموا ***أنها ليـست للـحي وطنا
جــعلوها لجــة واتخذوا * **صالح الأعمـال فيها سفنا
بارك الله فيكم وجزاكم المولى أجزل الثواب وأوفره
بارك الله فيكم وجزاكم المولى أجزل الثواب وأوفره
بس الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء
لكن اين المصدر ؟؟