تخطى إلى المحتوى

إلى صديقي المعلّم زعموش عبد الحقّ 2024.

ذكرياتٌ من الزّمن الجميل
وأخيرا التقيتُك يا "زعموش" بعد سبعٍ وعشرين سنة
البشير بوكثير
إهداء : إلى صديقي وبُطينَ قلبي " عبد الحقّ زعموش" أهدي هذه الومضات من محطّة حياتنا الدّراسية بالمعهد التّكنولوجي للتّربيّة ببرج بوعريريج.

شاءت الأقدار أن نلتقي اليوم بمستشفى مجانة بعد سبع وعشرين سنة .. التقينا وقد شابت الذّوائب ولم تشب القلوب أيها الأخ الحبيب المحبوب..
أتذكُرُ ياصديقي حين جمعتنا تلك المناضد العتيقة الأنيقة ذات خريف جميل سنة 1987م بالمعهد التكنولوجي للتّربيّة ببرج بوعريريج ؟ كنتُ منغلقا على نفسي وخجولا جدّا ، وكنتَ أنتَ كما عرفتُك إلى اليوم ذلك الإنسان المرح المتفتّح، الذي لايعرف العبوس طريقا إلى قلبه ، وإن كنتُ أنسى فلن أنسى عبارتك التي كنتَ تردّدها كلما خرجنا إلى فناء الساحة للرّاحة: ما تتْفتّحْ أمّالْ يابشير !
وهل تذكُر اللقب الذي أطلقه عليك أستاذنا القدير " لعور بولعيد " رحمه الله، حين كانت لحيتك السوداء تزيّن طلعتك البهية الوضّاءة ؟
كان يناديك : أجبْ ياتشي غيفارا، ويضحك ..وتضحك .. ونضحك جميعا .. ياله من زمن جميل، ويالها من أيام ولّت إلى غير رجعة ياصديقي الحبيب!
وهل تذكر حين كنّا نذهب زرافات ووحدانا إلى مطعم " الجيجلي" بوسط المدينة وكلّنا شوق إلى صحن "الحمص دوبل زيت"، فلا نخرج إلاّ والبطون قد انتفخت،حتّى نعجز أحيانا عن الحركة، فنمشي كالسّكارى، ومانحن بسُكارى ، ثمّ نعزف بعد هنيهة أعذب الألحان بتأثير الحمص الجيجلي العجيب.
أتذكر حين كنّا نتنافس على مَن يقدّم أحسن الدّروس التطبيقية بمدرسة العربي التّبسي، أمام مُعلمين أخيار أطهار مارأيتُ مثلهم إلى اليوم سي "علي شحمي" ، و"قروج السعيد"، و"نزار الميلود" وغيرهم، آملا أن يكونوا على قيد الحياة ؟
وهل تذكر حين سُرِق مني حذائي بمسجد "الجبّاس " ورجعتُ إلى مدرسة العربي التبسي بـ"كلاكات نيلو"، وقد حان دوري لتقديم درس تطبيقي في التعبير ، ولم ينقذني سوى المعلم القدوة "شحمي علي" الذي هرع إلى بيته وأحضر لي حذاء من أحذيته العملاقة، وقدّمتُ الدّرس وأنا منشغل ومهتمّ بشكل هذا الحذاء العجيب ، أكثر من اهتمامي بتقديم الدّرس.
وبعد الانتهاء من الدروس التطبيقية أسرعتَ أنتَ وبقية الزملاء والزميلات لجمع مبلغ من المال- رغم قلّة ذات اليد في ذلك الوقت- واشتريتم لي حذاء من الزمن الجميل، لأنّكم تعرفون ظروفي الصّعبة وقتها من جهة، ومن جهة أخرى لأنّ نفوسكم النّبيلة أبتْ أن ترى زميلا يعود إلى بيته حافيَ القدميْن.
وهل تذكر دروس أستاذنا عبد الحقّ زواوي في التّربية الخاصّة وعلم النّفس ؟ تلك الدّروس التي أنارت دروبنا وكانت منارة هداية لنا خلال مسيرتنا التربوية والتعليمية ؟
ذكرياتٌ كثيرةٌ ياصاحبي لازالت تختزنها ذاكرتي المثقوبة، وحنينٌ لايُقاوم إلى زمنٍ كنّا نعيش فيه إخوة متحابين، ورفقاء متعاونين، لأننا كنّا على قلب رجل واحد..
ولن ازيد لأنّ الدّموع دوما تغلبني وتقهرني ، ونبضاتُ قلبي العليل تخفت تدريجيا فأحسّ معها بالنّهاية.
السّبت: 22 نوفمبر 2024م

ادام الله هده المحبة الاخوية التى نفتقدها عند ابنائنا هده الايام

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام عطاء الله الجيريا
ادام الله هده المحبة الاخوية التى نفتقدها عند ابنائنا هده الايام

آمين أختاه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.