تخطى إلى المحتوى

إذا فقدت الثقة في علماء المسلمين فمن يقود الأمة الإسلامية؟ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إذا فقدت الثقة في علماء المسلمين
فمن يقود الأمة الإسلامية؟

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ،،
وأنتم تقرءون هاتين الآيتين ، وهي قوله تعالى :
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ .
أتدرون فيمن نزلتا ؟
نزلتا في جماعة كانوا يضحكون من رسول الله ، ومن صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويسخرون منهم وينتقصونهم
ويقولون : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا ولا أكذب ألسنًا، ولا أجبن عند اللقاء – يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه –
فأنزل الله هاتين الآيتين ، وجاءوا يعتذرون للرسول -صلى الله عليه وسلم- بأنهم لم يقصدوا ما قالوا ، وإنما أرادوا المزاح
وتقطيع السفر ، كما حكى الله عنهم في الآية في قوله :
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ .
فالله -جل وعلا- ردّ عليهم بقوله :
قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ
ويقول – سبحانه وتعالى- :
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ .
ويقول – سبحانه وتعالى- : وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ .

فالحاصل أن المسلم له حق على أخيه المسلم ، وله مكانة عند الله – سبحانه وتعالى- ، ولهذا يقول -صلى الله عليه وسلم- :
إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت . . اللهم فاشهد
[ أخرجه البخاري ( 1 / برقم 1739، 1741 ) ومسلم ( 4 / جزء 11 / 169، 170 ) ] .
الحاصل من هذا كله أن المسلمين يجب أن يكونوا جماعة واحدة ، وأن يكون مصدرهم واحدًا ، وأن تكون قيادتهم واحدة
كما أنهم يجتمعون على عقيدة واحدة ، وهي عبادة الله -عز وجل- وحده لا شريك له ، هذه هي جماعة المسلمين ، وإذا دبّ فيهم
خلل أو دب فيهم تباغض وهجر أو وُجِدَ فيهم منافقون فإن الأمر خطير جدًّا .
لا سيما وأننا نسمع في زماننا هذا من يتكلم في أعراض العلماء ، ويتهمهم بالغباوة والجهل ، وعدم إدراك الأمور ، وعدم فقه
الواقع كما يقولون ، وهذا أمر خطير .

فإنه إذا فقدت الثقة في علماء المسلمين فمن يقود الأمة الإسلامية ؟

ومن يُرْجَعُ إليه في الفتاوى والأحكام ؟
وأعتقد أن هذا دَسٌّ من أعدائنا ، وأنه انطلى على كثير من الذين لا يدركون الأمور أو الذين فيهم غيرة شديدة وحماس لكنه على
جهل ، فأخذوه مأخذ الغيرة ومأخذ الحرص على المسلمين ، لكن الأمر لا يكون هكذا .
أعزّ شيء في الأمة هم العلماء فلا يجوز أن نتنقصهم أو نتهمهم بالجهل والغباوة وبالمداهنة أو نسميهم علماء السلاطين أو غير
ذلك؛ هذا خطر عظيم يا عباد الله، فلنتق الله من هذا الأمر ولنحذر من ذلك
فإنه كما يقول الشاعر :
علمــاءَ الـدِّين يـامِلـح البلـد ،، بصلحُ الزّاد إذا المِلحُ فسد

أنا لا أقول إن العلماء معصومون وأنهم لا يخطئون . العصمة لكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والعلماء يخطئون
ولكن ليس العلاج أننا نُشهّر بهم وأننا نتخذهم أغراضًا في المجالس، أو ربما على بعض المنابر أو بعض الدروس لا يجوز
هذا أبدًا ، حتى لو حصلت من عالم زلة أو خطأ فإن العلاج يكون بغير هذه الطريقة ، قال – تعالى – :
إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ
نسأل الله العافية والسلامة ، فالواجب أن نتنبه لهذا الأمر وأن يحترم بعضنا بعضًا ولا سيما العلماء، فإن العلماء ورثة الأنبياء
ولو كان فيهم ما فيهم

أثر فقد العلماء وما يترتب عليه
.. أتدرون ما أثر فقد العلماء وما الذي يترتب عليه ؟
ثبت في الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :
كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعًا وتسعين نفسًا، فجاء يطلب من يفتيه هل له توبة ؟ وجواب هذا السؤال لا يقدر عليه إلا عالم
لكنهم دلّوه على عابد مجتهد في العبادة والورع والزهد لكنه جاهل فتعاظم الأمر ، وقال : ليس لك توبة، فقتله الرجل فكمّل به المائة
ثم سأل عن عالم فدلوه عليه فسأله، إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة ؟ !
قال له : نعم ومن يحول بينك وبين التوبة ؟ !
ولكن أرضك أرض سوء فاذهب إلى أرض كذا وكذا، فإن فيها أناسًا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك .
تاب الرجل وخرج مهاجرًا إلى الأرض الطيبة وحضرته الوفاة وهو في الطريق ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب
فأنزل الله إليهم ملكًا في صورة آدمي ليحكم بينهم فقال : قيسوا ما بين البلدتين فوجدوه إلى البلدة الطيبة أقرب بشبر فقبضته
ملائكة الرحمة .
وفي – رواية أخرى – أنه لما حضرته الوفاة نأى بصدره إلى الأرض الطيبة لما عجز عن المشي برجليه صار ينوء بصدره
وذلك بسبب الحرص وصدق التوبة .
هذا كان بسبب العالم وبسبب فتواه الصحيحة المبنية على العلم . أرأيتم لو بقي على فتوى ذلك العابد الجاهل لصار يقتل الناس
ويستمر في القتل ، وربّما مات من غير توبة بسبب
الفتوى الخاطئة .

وكذلك قوم نوح لما صورت الصور ، ونصبت على المجالس ، وكان العلماء موجودين لم تعبد هذه الصور؛ لأن العلماء ينهون عن
عبادة غير الله ، فلما مات العلماء وفُقِدَ العِلمُ جاء الشيطان وتسلّط على الجهّال ، وقال : إن آباءكم ما نصبوا هذه الصور إلا لِيُسقَوا
بها المطر وليعبدوها ، فعبدوها وحينئذٍ وقع الشرك في الأرض، وذلك كله بسبب فقد العلم وموت العلماء .

وفي الحديث الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال :
إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بموت العلماء حتى إذا لم يبق عالمًا اتخذ الناس رؤساء
جهالاً فسُئِلُوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلّوا
[ أخرجه البخاري ( 1 / 100 / ص53 ) ، ومسلم ( 6 / جزء 16 / ص223-225 / نووي ) ] .

أرأيتم إن فقدت هذه الأمة علماءها ماذا تكون الحال ! ! ؟
إن الذين يسخرون من العلماء يريدون أن يُفقِدُوا الأمة علماءها، حتى ولو كانوا موجودين على الأرض ما دام أنها قد نزعت
الثقة منهم فقد فُقِدُوا … ولا حول ولا قوة إلا بالله .

إن وجود المثقفين والخطباء المتحمسين لا يعوض الأمة عن علمائها ، وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- :
أنه في آخر الزمان يكثر القراء ويقل الفقهاء
[ رواه الحاكم في مستدركه وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه 4 / 8412 ص504 ط دار الكتب العلمية 1411هـ
والهيثمي في المجمع ( 1 / 187 ) وابن عبد البر في ” جامع بيان العلم وفضله 1 / ص156 ] .

وهؤلاء قُرّاء وليسوا فقهاء ، فإطلاق لفظ العلماء على هؤلاء إطلاق في غير محله والعبرة بالحقائق لا بالألقاب فكثير من
يجيد الكلام ويستميل العوام وهو غير فقيه .
والذي يكشف هؤلاء أنه عندما تحصل نازلة يحتاج إلى معرفة الحكم الشرعي فيها ، فإن الخطباء والمتحمسين تتعاصر أفهامهم
وعند ذلك يأتي دور العلماء .
فلنتنبه لذلك ونعطي علماءنا حقهم ، ونعرف قدرهم وفضلهم ، وننزل كلا منزلته اللائقة به .

هذا وأسأل الله أن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وأن لا يجعله ملتبسًا علينا فنضل
والله الموفق إلى الصواب ، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
لفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان – حفظه الله –

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
واحسن اليكم

من يظن ان الامة سيقودها ءال سعود فهو واهم …………

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عجان الحديد الجيريا
من يظن ان الامة سيقودها ءال سعود فهو واهم …………

الأمة يقودها العلماء العاملون بمعية الأمراء الصالحون

الأمة تتبع العلماء المخلصين العاملين و تلفظ العلماء الذين يركنون إلى الحكام الظلمة
إذا رأيت عالما راضيا عنه حاكمه فاعلم أن هذا العالم لا يقول الحق لحاكم هذا معنى ما قاله سفيان الثوري رضي الله عنه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.