اليوتيوب الأمين عملية سهلة ميسرة فلا عذر 2024.

اليوتيوب الأمين " عملية سهلة ميسرة فلا عذر لك بعده أن تنقل من اليوتيوب

——————————————————————————–

اليوتيوب الأمين " عملية سهلة ميسرة " فلا عذر لك بعده أن تنقل من اليوتيوب

بسم الله

هذا الرابط الأمين الذي يحمل عنك تبعة النقل من اليوتيوب ونحن نعلم أن الطهارة في اليوتيوب بين النجسات فلا تكاد ينقل رابط فيه خير إلا جاء ومعه ما يدلك على السوء والشر فبعد هذا الرابط لا أظن أن
لأحد حجة في النقل من اليوتيوب … أتمنى نشر الموضوع :

https://www.safeshare.tv/

الطريقة سهلة جداً …. تنسخ الرابط من اليوتيوب ثم تلصقه في الفراغ وتضغط على أيقونة التحويل :

مثال :
أهمية طلب العلم والتفقه في الدين – المختار الشنقيطي
1
https://www.safeshare.tv/w/pkMomsqfoQ
2
https://www.safeshare.tv/w/klAUvTpZkd

بارك الله فيك أخي وجزاك الله كل خير وجعل أعمالك في ميزان حسناتك يا رب

السلام عليكم ورحمة الله.
فعلا لا عذر لنا بعد اليوم, بارك الله فيك أن أرشدتنا إلى الخير والدال عليه كفاعله, جزاك الله عنا خير الجزاء.

بارك الله فيك اخي وجزاك خيرا

بارك الله فيكم اخي

بارك الله فيك اخي ابو هاجر

بارك الله فيكم وأحسن إليكم وجزاكم الله خيرا على مواضيعكم المتميزة المنتقاة بعناية

بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء

جزاكم الله خيرا أخانا الفاضل وباركـ فيكم ونفع بكم
هذه تجربتي لمقطع من المقاطع وقد نجحت ولله الحمد

https://www.safeshare.tv/w/pYIrFfMgCO

نسأل الله أن لا يحرمكم الأجروالمثوبة اللهم آآمين

" ان مع العسر يسرا , ان مع العسر يسرا " 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم .
" ان مع العسر يسرا , انما مع العسر يسرا "
فهل يغلب عسرا يسرين ؟
ان الفرج لا بد وأن يعقب ويأتي بعد الكرب , وان العسر لامحالة
يعقبه يسر , وهذا هو الطريق الذي سلكه انبياء الله جمميعا عليهم
الصلاة والسلام , فما كتب النصر ل نوح عليه السلام الا بعد سلسلة
طويلة مع الجهاد مع قومه والصبر على أذاهم استمرت الف سنة
الا خمسن عاما , وما أنجى الله يونس من بطن الحوت وظلمة البحر
وطلمة بطن الحوت , الا بعد معاناة طويلة عاشها مستغفرا لربه ,
راجيا فرجه , معتمدا عليه في بلائه ومحنته , وهذا نبينل عليه افضل
الصلاة والسلام بعد ان طرد من مكة والقيت عليه الحجارة , يعود
اليها فاتحا منتصرا مع تواضع لله , وهاهي رسالته تدك حصون فارس
والروم بعد ان كانت محاصرة في شعب مكة ,

اذا فما علينا الا الصبر وانتظار الفرج والذي لا محالة آتي مهما طال ,
يا صاحب الهم إن الهم منفرج = أبشر بخير فإن الفـارِج الله
اليأس يَقْطَع أحيانا بصاحِبِه = لا تيأسَنّ فإن الكـــافي الله
الله يحدث بعد العُسْر مَيسرة = لا تجزعنّ فإن الصَّـانِع الله
وإذا بُلِيتَ فَثِقْ بالله وارضَ به = إن الذي يَكْشِف البلوى هو الله
والله ما لَك غير اللهِ مِن أحَدٍ = فَحَسْبُك الله .. في كلٍّ لكَ الله
اذا فالفرج مرهون بالصبر والرضا بما قدر الله وكتب من أمتحان
وبلاء وتمحيص ,, وحينها لا بد وأن يأتي الفرج واليسر ,
" ومن يتق الله يجعل له مخرجا "

بارك الله فيك
و جعله الله في ميزان حسناتك

بارك الله فيك اخي
جزاك الله خيرا
ان مع العسر يسرا
الكثير يظن انه بعد العسر يسرا لكنه معه
اينما دخل العسر الا واليسر معه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهور الياسمين الجيريا
بارك الله فيك
و جعله الله في ميزان حسناتك

جزيت خيرا اخت زهور على المرور هنا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله 31 الجيريا
بارك الله فيك اخي
جزاك الله خيرا
ان مع العسر يسرا
الكثير يظن انه بعد العسر يسرا لكنه معه
اينما دخل العسر الا واليسر معه

وفيك بركة اخي عبدالله وجزيت خيرا على الأضافة ,

فمتى نحسن الظن بالله وندرك انه ارحم بنا من ابائنا

جزاك الله كل خير

و جعله الله في ميزان حسناتك

بارك الله لنا وللمنتدى في امثالك

السلام عليكم

جزاك الله كل الخير على الافادة والتوضيح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى قاسمي الجيريا
جزاك الله كل خير

و جعله الله في ميزان حسناتك

بارك الله لنا وللمنتدى في امثالك

جزاك الله خيرا اخ مصطفى على المرور والأضافة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينب الجيريا
السلام عليكم

جزاك الله كل الخير على الافادة والتوضيح

جزيت خيرا اخت زينب على مرورك الطيب

السّلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك أخي الكريم

ثُمّ علينا أن نحرِص إذا كتبنا قُرءانًا أن يكون برسمِهِ الصّحيحِ المُتواتر ، و أن نذكُر اسمَ السّورةِ وأرقام الآيات ، وكان عليكَ أن تنتبهَ وتكتُب هكذا :

أعوذُ بالله من الشّيطانِ الرّجيم

" فَإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا "
سورة الشّرح الآية 5-6

اقتباس:
فهل يغلب عسرا يسرين ؟

كيفَ تعرب عسرًا هُنا إذ نصبتَها ؟ أَ تُدرِك أنّ حركَتَها الخاطئة حرّفت معنى السّؤال ؟

بَلْ سَلْ : هَلْ يغلِبُ عُسرٌ يُسرين ؟

والله من وراء القصد

الله يخليك

بارك الله فيك
أدعوا الله لي أن يرزقني الذرية الصالحة بارك الله فيكم

الجيريا
الجيريا

الجيريا

♪♫♪♪♫♪♪♫♪♪♫♪
الجيريا

█║▌│▌║║█│║▌║║▌│▌

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسُف سُلطان الجيريا
السّلام عليكم ورحمة الله

بارك الله فيك أخي الكريم

ثُمّ علينا أن نحرِص إذا كتبنا قُرءانًا أن يكون برسمِهِ الصّحيحِ المُتواتر ، و أن نذكُر اسمَ السّورةِ وأرقام الآيات ، وكان عليكَ أن تنتبهَ وتكتُب هكذا :

أعوذُ بالله من الشّيطانِ الرّجيم

" فَإنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا "
سورة الشّرح الآية 5-6
كيفَ تعرب عسرًا هُنا إذ نصبتَها ؟ أَ تُدرِك أنّ حركَتَها الخاطئة حرّفت معنى السّؤال ؟

بَلْ سَلْ : هَلْ يغلِبُ عُسرٌ يُسرين ؟

والله من وراء القصد

جزيت خيرا على التنبيه حضرة سيبويه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة pro24 الجيريا
الله يخليك

جزيت خيرا اخي على المرور

الطعن في الوهَّابية طعن في المالكية 2024.

الطعن في الوهَّابية طعن في المالكية
«ولهذا قلت وما زلت ولن أزال أقول: إنَّ المالكي الذي يطعن في الوهَّابيِّين يطعن في مالكٍ ومذهبِه من حيث يشعر أو لا يشعر، أو لأنه جاهلٌ أو متجاهلٌ» [أبو يعلى الزواوي، العدد السابع من جريدة «الصراط السويُّ» (7)].

منقول من موقع الشيخ علي قركوس

بارك الله فيك وحفظ الله الشيخ فركوس

السلام عليكم
إذا رأيت أعداء الله يتكلمون اليوم في الوهابيــة ؛
فأعلم أنها تقض مضجعهم ،
وأنها تسبب لهم أرقاً
****
مازالت علوم ومعارف علماء الحركة السلفية
من أتباع مدرسة المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
أقرب إلى الكتاب والسنة ،
وفتاواهم أسد وأعدل ،
ونهجهم أوسط المناهج في تلقي وفهم وتعليم علوم الشريعة ،
ومواقفهم أحكم وأعلم واسلم المواقف بالنظر إلى غيرهم في الجملة ،
وتمسكهم بما كان عليه السلف
من العقائد والعلوم والمعارف والأخلاق والسلوك في أصول الشريعة وفروعهــا ،
تمسكهم بذلك أقوم وأهــدى سبيــلا .

ولا ينكر هذا كله
إلا مكابر أو جاهل لا يعرف حقيقة هذه الدعوة ومكانة علماءها ،
أو متعصب أعماه هواه عن الإنصاف .
سلام على نجد ومن حل في نـجد وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
قفي واسألي عن عالمٍ حل سوحها به يهتدي من ضل عن منهج الرشدِ
محمد الهـادي لسنّـة أحمدٍ فيا حبذا الهادي ويا حبـذا المهدي
لقد سرنـي ما جائني من طريقه وكنت أرى هذه الطريقــة لي وحدي
ويُـعزى إليـه كل مـا لا يقوله لتنقيصه عند التهامي والنجدي
فيرميه أهل الرفض بالنصب فرية ويرميه أهل النصب بالرفض والجحد
وليس له ذنـبٌ سوى أنه أتى بتحكيم قول الله في الحل والعقدِ
ويتبع أقوال النبي محمد وهل غيره بالله في الشـرع من يهدي
لئن عدّه الجُهّال ذنباً فحبذا به حبذا يوم انفرادي في لحدي
ويقوم أعداء الدين في هذه الأيام
بالطعنِ في دعوة الشيخ رحمه الله ،
وإعادة الثارات والنعرات ورفع راية محاربة الوهابية!!
لماذا ؟!!

لأن تلك الدعوة المباركة ،
وهي إحيــاء السنة المحمدية ،
والدعوة إلى الكتاب والسنة أشد ما يقظ مضاجع هؤلاء.
ويريدون أيضاً
أن يستفيدوا من التشويهات الحاصلة
عند بعض الناس ضد الوهابية ليكسبوهم إلى صفهم.

نسأل الله تعالى بمنه و كرمه أن يعجل النصرة الإسلام والمسلمين ،
وتدمير العملاء والمنافقين .

ما أبعد مالك رحمه الله عن هؤلاء كفاكم عبثا بعلماء السنة رحمة الله عليهم
ما هذا الهراء ؟ متى كان الإمام مالك وهابيا ؟ ليغفر الله لي ولكم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لزرق الجيريا
ما أبعد مالك رحمه الله عن هؤلاء كفاكم عبثا بعلماء السنة رحمة الله عليهم
ما هذا الهراء ؟ متى كان الإمام مالك وهابيا ؟ ليغفر الله لي ولكم
السلام عليكم
من تقصد بالعبث؟

بارك الله فيك

انا بالنسبة لي لا وهابية ولا مالكية انا اتبع كتاب الله و رسوله ففي راي الخاص هذه الطرق تؤدي الى الفتنة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة yondaim الجيريا
انا بالنسبة لي لا وهابية ولا مالكية انا اتبع كتاب الله و رسوله ففي راي الخاص هذه الطرق تؤدي الى الفتنة

كلام ممتاز اخي الكريم
عجيب امر مسلمي هذا الزمان
يتركون الاسلام العظيم الرحيم الرحب
الذي يستوعب الكل
ويتعصبون
لمذهب من المذاهب
قد يخطئ اصحابه وقد يصيبون
الامام مالك ليس نبي بل عالم بحر مجتهد محدث
والوهابيه فرقة من الفرق الاسلامية
لايجوز هذا التعصب

الحمد لله ردود الاخوة تبين مدى فهمهم للاسلام الحقيقي
اسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
ياجماعة محمد بن عبد الوهاب عالم مجتهد له اجره عند الله يخطيء ويصيب بشر مثله مثل كل العلماء السابقين له
له منهج تفرقت منه عدة مناهج وفرق
فرق بالغت في الغلو والتكفير لكل مخالف وفرق بالغت في الطاعة العمياء والركون للحاكم وفرق بين ذالك وذاك وفرق اخرى
حتى ان اتباع الوهابية بعضهم يكفر بعضا
اما اتباع المذاهب الاسلامية الاخرى كالمالكية والشافعية والحنبلية والحنفية
وغيرها من المذاهب الاسلامية
فانهم يتبنون منهجا اسلاميا وسطيا ولايكفر بعضهم بعضا ولايهدر بعضهم دم بعض
فلا المالكية يكفرون الحنابلة ولا الشافعية يكفرون الحنفية
يختلفون لكنهم في سعة في اختلافهم
وهذا هو الفرق بين الوهابية وغيرها من المذاهب الاسلامية الاخرى
الوهابية يرون انهم هم الحق وغيرهم على باطل وان اجتهادهم لا اجتهاد معه وان مخالفهم ظال ومبتدع
وانهم هم اصحاب الفرقة الناجية كما حدث مؤخرا حيث ان شيخا وهابيا قال ان الفرقة الناجية هم اهل نجد وان عاميا من اهل نجد افضل من عالم من اهل مصر
اما باقي المذاهب الاسلامية فمهما اختلفو ا يردونه للاجتهاد والخطا والصواب ويتركون المسلمين في سعة الاختيار
وهو فرق شاسع جدا بين اتباع المنهجين

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لزرق الجيريا
ما أبعد مالك رحمه الله عن هؤلاء كفاكم عبثا بعلماء السنة رحمة الله عليهم
ما هذا الهراء ؟ متى كان الإمام مالك وهابيا ؟ ليغفر الله لي ولكم

يوجد عندك خلط في المفاهيم,

الذي يتبع مالكا فهو متبع لمنهج محمد بن عبد الوهاب

فعقيدة محمد بن عبد الوهاب من عقيدة مالك رحم الله الجميع

الجيريا

الجيرياالجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

♪♫♪♪♫♪♪♫♪♪♫♪

الجيريا

█║▌│▌║║█│║▌║║▌│▌

الله المستعان

لايمكن الطعن في السلفية او الوهابية ابدا والاولى بالطعن هم الليبراليون والعلمانيون واللائكيون ولكننا لا نعتقد انهم يحتكرون الدين الحق والمنهج الحق والكلمة الفصل فهم احد المذاهب المشروعة للتعبد والاعتقاد والتعامل كغيرهم من المالكية والحنفية والشافعية والحنبلية

استغفرأكثرمن 100مرة في أقل من دقيقة 2024.

الجيريا

merciiiiiiiiiii

جزاك الله خيرا

[شكرا لكككككككك

شكرا على المرور والردود

بارك الله فيك على هذا الموضوع

بوركت و بارك الله فيك على هاته المواضيع القيمة

جزيت الجنان بإذن الله

دمت في رعاية الله و حفظه

أضواء على حياة الشيخ الطيب العقبي 2024.

[

color="red"]أضواء على حياة الشيخ الطيب العقبي ودعوته الإصلاحية[/color]
الإثنين, 22 شباط/فبراير 2024 09:06
تاريخ آخر تحديث: الأحد, 24 تشرين1/أكتوير 2024 23:41
الكاتب: أبو عبد الله محمد حاج عيسى الجزائري
إن الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد: فإن الشيخ العقبي علم من أعلام الجزائر وواحد من أكبر علمائها وأشهر دعاتها، ورمز من رموز الدعوة السلفية فيها، وذلك بشهادة أنصاره ومحبيه وباعتراف أعدائه ومخالفيه، ومع كونه كذلك فإننا وجدناه قد أُخمد ذكره ولم يجد من يهتم بآثاره فيجمعها وبأفكاره فيجليها وينشرها، فما سأقوم به في هذه الأسطر ما هو إلا محاولةُ جمعٍ لما تفرق من أخباره، وتذكيرٌ ببعض فضله، وإشارةٌ إلى أهم أصول دعوته .

المطلب الأول : النشأة وبداية النشاط
أولا : مولد العقبي ونشأته

هو الطيب بن محمد بن إبراهيم، من عائلة محمد ابن عبد الله التي تنتسب إلى قبيلة« أولاد عبد الرحمن» الأوراسية، ولد في شهر شوال سنة 1307هـ الموافق لـ1890م في ضواحي بلدة «سيدي عقبة» التي ينسب إليها. وهاجرت أسرته كلها إلى المدينة النبوية في سنة 1895م، أثناء حملات الهجرة التي سببها محاولة فرض التجنيد الإجباري على الجزائريين في صفوف الجيش الفرنسي، وفي المدينة النبوية حفظ القرآن الكريم ودرس العلوم الشرعية، ورغم أن والده توفي وهو في سن الثالثة عشر فإنه لم ينقطع عن الطلب واستمر فيه.

واشتغل بالتدريس هناك ونشر في الصحف مقالات أكسبته صداقة بعض المصلحين كشكيب أرسلان ومحب الدين الخطيب. وعند قيام ثورة الشريف حسين نفاه العثمانيون إلى شبه الجزيرة التركية، بحجة انتمائه إلى القوميين العرب، وقيل لأنه رفض الانخراط في صفوف العثمانيين، وعند انتهاء الحرب العالمية الأولى عاد إلى مكة حيث أكرمه الأمير الحسين وأسند إليه رئاسة تحرير جريدة « القبلة » وكذا إدارة « المطبعة الأميرية » في مكة خلفا للشيخ محب الدين الخطيب .

وفي مارس 1920م رجع العقبي إلى الجزائر، وذلك لأسباب منها عدم الاستقرار الذي خيم على الحجاز في تلك الأيام نتيجة الصراع السعودي الهاشمي، ومنها الاعتداء الذي وقع على أملاك عائلته في مسقط رأسه.

ثانيا: بداية نشاطه الدعوي

ولما رجع إلى الجزائر وانتظم أمر تلك الأملاك لم يرجع إلى الحجاز، بل أقام ببسكرة وانتصب للدعوة إلى الله تعالى، فشرع في إلقاء الدروس العلمية والوعظية لطلبة العلم، ولكل العامة وذلك في مسجد « بكار » وهو المسجد الوحيد الذي بقي محافظا على مكانته دون أن تدخله الطرقية التيجانية، فمما كان يدرسه للطلبة كتاب الجوهر المكنون وكتاب القطر في النحو، وأما درس العامة فكان موضوعه التفسير، وقد اختار له الشيخ تفسير المنار، هذا إضافة إلى مجالسه الأدبية في «جنينة البايليك» أين كان يجري الحوار الأدبي يوميا في شتى أنواعه وألوانه ويحضره أدباء ومثقفون أمثال الأمين العمودي ومحمد العيد آل خليفة وغيرهما .

وما إن استقر في مدينة بسكرة وانتشر نشاطه سارعت السلطة الفرنسية إلى اعتقاله لتخوُّفها منه، فلبث في السجن قرابة شهر ثم أفرج عنه وخلي سبيله، وعاد لنشاطه بل وسعه واتخذ من مساجد المنطقة منبرا لبث دعوة التوحيد والأخلاق الفاضلة، فأعلن بذلك حربا عوانا على الطرقيين الخرافيين والجامدين، والتف حوله جماعة من الأدباء والمصلحين لبوا نداءه وشاركوه في دعوته. وكان أيضا ينشر مقالات وصفت بالنارية في جريدة المنتقد ثم الشهاب، مقالاتٍ كانت تهدم صروح ضلالات الطرقية صرحا صرحا وتكشف عن انحرافها عن الصراط المستقيم ومخالفتها لجوهر الدين، مما جعل مشائخ الطرق يفزع بعضهم إلى بعض ويُهرعون إلى الشيخ ابن باديس ليوقف هذا السيل الجارف عليهم من المقالات، ثم أسس بالاشتراك مع إخوانه ببسكرة جريدة «صدى الصحراء» في ديسمبر 1925م، ثم انفرد بتأسيس جريدة «الإصلاح» وذلك في 8سبتمبر 1927م، وقد صدر من هذه الأخيرة 14عددا ثم أوقفتها السلطة الفرنسية وذلك في سنة 1928م.

ثالثا : التحاق الشيخ بنادي الترقي بالعاصمة

ولما تأسست جمعية العلماء انتخب ضمن أعضاء مجلسها الإداري، وعين نائب الكاتب العام وكان ممثلها في عمالة الجزائر. وكذلك تولى رئاسة تحرير جرائد الجمعية السنة والشريعة والصراط، ثم جريدة البصائر من أول عدد لها 27سبتمبر 1935م إلى العدد 83 الصادر في 30سبتمبر 1937م حيث انتقلت إدارتها إلى قسنطينة، وأشرف عليها الميلي إلى أن توقفت بسبب الحرب في العدد 180 الصادر في 25أوت 1939م.

ومن نشاطه في ظل الجمعية إشرافه على مدرسة الشبيبة الإسلامية، وترأس الجمعية الخيرية الإسلامية، ولازم نادي الترقي يدرس فيه إلى أن أقعده المرض في بيته في حي « بولوغين » بالعاصمة.

وكان رحمه الله تعالى قد انتقل إلى العاصمة والتحق بهذا النادي مباشرة بعد تأسيس الجمعية، إذ كان أهل النادي يبحثون عن عالم يتولى مهمة المحاضرة والتدريس فيه، فلما حضر اجتماع العلماء المسلمين الأول ألقى محاضرة خلبت الألباب وأثرت في النفوس، كما أعجب الجميع بسلوكه وأخلاقه العالية، فرأى فيه أهل النادي الأهلية لأداء تلك المهام فاتفقوا معه على أن ينتقل إلى العاصمة. ولم يكن نشاطه التعليمي مقتصرا على النادي، بل كان يلقي دروسا في مساجد العاصمة المسجد الجديد والمسجد الكبير موضوعها التفسير والعقيدة والفقه، بل هذه الدروس هي مظهر دعوته الأول والذي استمر فيه إلى آخر أيامه وكانت له الثمرة الجلية والتأثير الواضح في سكان العاصمة .

المطلب الثاني : محنة الشيخ رحمه الله

أولا : مكيدة السلطة الفرنسية به

وبعد مدة من انطلاقه في العمل ظهرت نتائج دعوته ونشاطه حيث كثرت المدارس العربية الحرة في مدن عمالة الجزائر، وتزايد عدد الملازمين لدروس الشيخ، وصار تمسك الناس بالدين في العاصمة أمرا ظاهرا، وهجر الناس شرب الخمر والميسر ومواطنها، ورجع أكثرهم إلى بيوت الله بعد أن خلت منهم، ولم تصمد أمامه دعوة الطرقية بل ولا صمد المتعاطفون معهم الذين اختاروا غير منهاج الشيخ في فضحهم وتنفير الناس منهم، يقول الشيخ أحمد حماني :« فأقبل الناس عليه وأثر في الوسط تأثيرا كبيرا، وقل الفساد والسكر والاعتداء، وكان مستشريا بالعاصمة، وانخفضت نسبة الجرائم، وتفتحت العقول والأذهان، وزالت منها كثير من الخرافات والبدع والأوهام، وصار للحركة جمهور غفير، خصوصا من العمال والشباب الذي سماه الشيخ العقبي الجيش الأزرق لما كان يمتاز به العمال من لباس البذل الزرقاء».

فأثار كل ذلك قلق المستعمرين فسلكوا مع الشيخ سبلا شتى بغرض ضرب دعوته، منها سبيل الإغراء فعرض عليه منصب الإفتاء فرفض حفاظا على استقلاله وحريته، ومنها إصدار الوالي «ميشال» قرار منع الشيخ من التدريس سنة 1933م لما وجد الدعم من بعض الطرقيين، ومنها أن أصدر المنشور القاضي بغلق المساجد في وجه غير الرسميين الذي اشتهر باسم صاحبه، ولما انظم الشيخ إلى المؤتمر الإسلامي مع ابن باديس والإبراهيمي ولعب فيه دورا بارزا، بلغ الأمر بالنسبة إليهم منتهاه، فحيكت مؤامرة مقتل المفتي محمود بن دالي (كحول) لإحباط مسعى المؤتمر وإسقاط الشيخ العقبي.

كحُّول المفتي لم يكن طرقيا لكنه رجل باع دينه وأخلص ولاءه لأعداء الإسلام، فكان معارضا لحركة المؤتمر الإسلامي، وكتب برقية للحكومة الفرنسية ينتقص بها علماء الجمعية، ويصفهم فيها بأنهم لا يمثلون سوى شرذمة من المشوشين الذين يحاولون بث الفوضى في البلاد. ولما رأته فرنسا عنصرا رخيصا لا تنتفع به حيا أرادت أن تستغله ميتا فدست له من قتله، رجل معروف الإجرام يقال له عكاشة، فنفذ هذا الأخير جريمته يوم 2أوت 1936م في الوقت الذي كان فيه العقبي وسائر ممثلي المؤتمر مجتمعين بالملعب البلدي[20أوت حاليا] يشرحون للأمة المطالب التي تقدموا بها إلى الحكومة الفرنسية، فلما ألقي عليه القبض ادعى الجاني أنه تسلم من العقبي خنجرا من صنع بوسعادة ومبلغ 30000فرنكا، فاعتقل العقبي ورفيق له وزج بهما في السجن، وأغلق نادي الترقي، وضيق على أعضاء الجمعية في العاصمة، واحتشدت الجماهير وتجمعت تلقائيا احتجاجا على اعتقال الشيخ وصاحبه فكادت تحدث فتنة عمياء لولا أن توجه إليهم ابن باديس والإبراهيمي بأن يقابلوا الصدمة بالصبر والتزام الهدوء والسكينة، قال الإبراهيمي[الآثار (1/265)]: « وكان هذا أول فشل للمكيدة ومدبريها». فقضى الشيخ في السجن سبعة أيام، ثم تراجع عكاشة عن تصريحاته بعد ذلك وأنكر أن تكون له علاقة بالعقبي وصاحبه ، فأفرج عنهما بصفة مؤقتة، ووضعا تحت المراقبة مع إمكانية التوقيف عند الضرورة، ثم لم يُفصل في القضية إلا بعد ثلاث سنوات، حيث حكم ببراءة العقبي وصاحبه وحكم بالسجن المؤبد على شخصين، وبعشرين سنة على شخص ثالث وذلك بتاريخ 28 جوان 1939.

ثانيا : هل أثرت الحادثة على دعوة الشيخ؟

إن هدف تلك المؤامرة كان واضحا جليا وهو إفشال المؤتمر وإسقاط العقبي وضرب دعوته، فهل وصلت فرنسا إلى تحقيق هدفها الثاني؟ قد اختلفت في ذلك الأنظار والتحليلات، والذي جنح إليه أغلب الكتاب أن الحادثة قد أضعفت الشيخ وأثرت على مواقفه بعدها، والذي نراه خلاف ذلك فإن الشيخ ما أوقفه عن الدعوة إلا المرض، وقد أرخ الإبراهيمي ضد ما قرره هؤلاء فقال [الآثار (1/279)]:« ومن آثار هذه الحادثة على الأستاذ العقبي أنها طارت باسمه كل مطار ووسعت له دائرة الشهرة حتى فيما وراء البحار، وكان يوم اعتقاله يوما اجتمعت فيه القلوب على الألم والامتعاض، وكان يوم خروجه يوما اجتمعت فيه النفوس على الابتهاج والسرور».ومما استند إليه هؤلاء الكتاب، وليس بشيء، خلاف الشيخ الطيب العقبي مع الشيخ ابن باديس في قضية برقية التأييد لفرنسا ضد ألمانيا، وذلك أن الهيئة الإدارية للجمعية اجتمعت في 23سبتمبر 1938 لدراسة الأمر، فكان العقبي مع إرسال برقية التأييد، لأن هذه البرقية ستجعل فرنسا لا تتعرض لنشاط الجمعية وتخفف من تضييقها عليها على الأقل وذلك باعتبار مواصلة الدعوة أولى الأولويات، بينما اعتبر ابن باديس البرقية نوعا من الولاء لفرنسا وموافقة صريحة على تجنيد الجزائريين، فلما احتد النقاش بين الطرفين عُرض الأمر على التصويت، فكانت النتيجة 12صوتا موافقا لرأي ابن باديس، مقابل 4 أصوات فقط موافقة لرأي العقبي، وعندها استقال العقبي من المجلس الإداري واحتفظ بعضويته في الجمعية، وبمناسبة هذه القضية يقول محمد العيد آل خليفة:

خصمان فيما يفيد الأمة اختصما إياك أن تنقص الخصمين إياك

كـلاهما في سبيـل الله مجتهـد فلا تـلومن لا هذا و لا ذاك

وبعدها اضطرت الجمعية إلى توقيف جريدة البصائر لكي لا ترغم على نشر ما لا ترضاه، فأعاد العقبي إصدار جريدته «الإصلاح» في 28 ديسمبر 1939 والتي استمرت إلى العدد 73 الصادر في 3مارس 1948. والذي ينبغي الوقوف عنده هنا هو روح الأخوة والتعاون التي بقيت قائمة بين الشيخ العقبي وبقية رجال الجمعية رغم انسحابه من الهيئة الإدارية للجمعية، فقد هنأ الإبراهيمي العقبيَ لما أصدر جريدة الإصلاح ونشر ذلك في 11جانفي 1940م، وكذلك اشترك العقبي والإيراهيمي في تنظيم الهيئة العليا لإعانة فلسطين، التي نشر خبرها في 21جوان 1948م فترأسها الشيخ الإبراهيمي وكان الشيخ العقبي أمين مالها، وقد شهد له الإبراهيمي بأنه الروح المدبرة لتلك الهيئة، كما شارك إخوانه رجال الجمعية في أعمال أخرى منها مواصلة المطالبة بتحرير المساجد وفتحها للعلماء الأحرار.

المطلب الثالث : من أصول دعوته

أولا : الدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك

هذا أمر اشتهر به الشيخ الطيب العقبي، إلى درجة ارتباط النهي عن مظاهر الشرك عند أكثر العامة باسم الطيب العقبي، وربما سمي دعاة التوحيد في منطقة الوسط بالعقبيين، وقد كان محور خطبه ودروسه وكتابته هو بيان التوحيد والنهي عن مظاهر الشرك، إضافة إلى الترغيب في السنن والنهي عن البدع العملية، وقد صرح في قصيدة الدين الخالص بنسبته إلى العقيدة السلفية فقال:

مذهبــي شــرع النبي المصطفى واعتقادي سلفـي ذو سـدادْ

خطتـي علـمٌ و فكــرٌ و نظـرْ في شؤون الكون بحثٌ واجتهادْ

وطريـق الحــق عنـدي واحـدٌ مشربي مشربُ قـربٍ لا ابتعادْ

ومما قاله الشيخ في هذا الباب[البصائر (1/ع3/ص2)] : « فمن أنت أيها الإنسان؟ وإذا عرفت من أنت فـما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك { فجهلت ما حقك أن تعلم وعملت غير ما يوجب عليك العلم، وآمنت إيمان المقلد عن غفلة وجهل وتوجهت بأعمالك وأقوالك لغير متجه صحيح وانتحيت مناحي الضلال والخسران وأصبحت تدعو من دون الله أو مع الله من لا يستجيب لك، ولا برهان لك على دعائه ولا سلطان لديك في جواز عبادته، بل أوجب ذلك عليك، وضللت عمن هو أقرب من حبل الوريد إليك». وقال في خاتمة القصيدة السالفة الذكر:

لا أنـادي صاحب القبــر أغث أنت قطــب أنت غوث و سناد

قائمــا أو قاعــدا أدعـو بـه أن ذا عنديَ شــركٌ وارتـدادْ

لا أناديـــه ولا أدعـو سـوى خالـقِ الخـلـق رؤوفٍ بالعبـاد

مـن لـه أسـماؤه الحـسنى وهل أحــد يدفـع مــا الله أراد؟

مـخـلصــا ديني لـه ممتثــلا أمــرَه لا أمـرَ من زاغ و حادْ

تهمة الوهابية: وكسائر الدعاة السائرين على منهاج النبوة فإن الشيخ العقبي قد ابتلي بمن يصفه بالأوصاف المنفرة من دعوته كالتشدد والتكفير ونحوها، والذي يهم أكثر ويجمع كل تلك التهم تهمة الوهابية، فقد جاء في منشور «ميشال» الذي به أوقف الشيخ العقبي عن التدريس ما يلي:« إن القصد العام من هذه الدعاية [أي دعوة العقبي] هو نشر التعاليم والأصول الوهابية بين الأوساط الجزائرية بدعوى الرجوع بهم إلى أصول الدين الصحيح وتطهير الإسلام من الخرافات القديمة التي يستغلها أصحاب الطرق وأتباعهم»[1/ع31/ص4] وهذا مما يشعر أن الطرقية هم من كان وراء هذا القرار وإلا ما لميشال والوهابية، كما نقل الشيخ عن الذين انشقوا عن جمعية العلماء وأسسوا الجمعية الضرار أنهم إنما وصفوا جمعيتهم بجمعية علماء السنة ليوهموا الناس أن جمعية العلماء المسلمين جمعية الضلال والبدع وأن هدفها نشر الوهابية[البصائر(1/ع46/ص2)].

ثانيا : الدعوة إلى إحياء السنن والاجتهاد

إنه مما يتفق عليه الأولياء والأعداء أن الشيخ الطيب العقبي كان أشد رجال الجمعية نهيا عن البدع وحرصا على اتباع السنن، حيث كان لا يبالي بتشنيع المعارضين، ولا بكثرة الناس الضالين والمخالفين، وقد كانت دعوته هذه ومنهاجه الذي سار عليه مبنيا على أصولٍ علميةٍ وقواعدَ مضبوطةٍ، فإنه كما اشتغل بالرد على أهل الباطل والنهيِ عن المنكر، قد اشتغل ببيان الحق بالحجة والبرهان، وخاطب في ذلك العقول والوجدان، فقرر في بعض المواضع قاعدة كمال الدين التي هي منطلق محاجة كل مبتدع في الدين مبدل للشرع فقال[البصائر (1/ع3/ ص2)]:« ولن يجد الكمال في هذا الإسلام الذي هو دين الأنبياء والمرسلين كلهم ودين الفطرة التي فطر الناس عليها، إلا في الكتاب الذي أكمل الله به الدين، ولن يستطيع العمل به والوقوف عند حدوده حتى يؤمن به، وليس بمؤمن من لا يعلم وليس بعالم من لا يعقل، كما أنه ليس بمؤمن من لا يذعن ولا يعمل». وقال مبينا أن الابتداع مضاهاة لله تعالى في شرعه[البصائر (1/ع4/ ص1)]:« وإذا كان التشريع لله وحده، فليس لكائن من كان أن يشرع لنفسه أو لغير نفسه من الدين ما لم يأذن به الله مهما كانت مقاصده في هذا التشريع ومهما ادعى من ابتغاء قربة ووسيلة، إذ لا يكفي في رفع الحرج عمن تجاوز الحدود و افتات في فرض الشرائع على الناس، وتقنين قوانين العبادة والديانة أن يكون حسن النية سليم القلب وطيب السريرة زاعما أنه بما شرع وابتدع يبتغي إلى الله الوسيلة، ويزيد التقرب منه، بل عمله هذا مما يوقعه في الحنث العظيم والحوب الكبير، ذلك لأن النية مهما كانت حسنة لا تغير من حقائق الأشياء ولا تصير المتبوع تابعا والمشروع له شارعا…ولا يعقل أن يتوسل إلى الله بغير دينه المشروع وشرعه الذي ينبغي أن يدان به ويتبع، ولا أظلم ولا أطغى ممن يبتغي الوسيلة بغير ما جاء به الدين». وقال في الرد على أحد الطرقية [البصائر (1/ع26/ص3)]:«وهو الذي يقيم الحفلات البدعية والزردات الشركية بما فيها من بيع شموع، وتصرف في ملكوت الله الأعلى، وأخذ عشرات الآلاف من أموال الضعفاء المغفلين الذين ينصب عليهم ويحتال لأخذ أموالهم باسم الصلاح والولاية والدين، وخوف الله وطاعة رب العالمين!». ومما قال رحمه الله في قصيدته عن البدع وأهلها :

أيهــا السائل عـن معتقـدي يبتغي منيَ ما يـحــوي الـفؤاد

إننـي لســت ببـدعـي و لا خـارجـي دأبــه طـول العناد

يحدث البدعـــة في أقوامــه فتـعم الأرض نـجدا و وهــاد

ليس يرضى الله من ذي بـدعـة عمـلا إلا إذا تــاب وهــاد

وكذلك قال مبينا موقفه من التقليد الأعمى ، وشارحا مصادر التلقي عند السلفيين :

لست مـمن يرتضـي في دينه مـا يقول النـاس زيد وزياد

بل أنا متبع نهـــــج الأُلى صدعوا بالحق في طُرْق الرشاد

حـجـتي القرآن فيما قلتــه ليـس لي إلا على ذاك استناد

وكـذا ما سنـه خـير الورى عدتي وهــو سلاحي والعتاد

ثالثا : الدعوة إلى الاجتماع

قال رحمه الله حاكيا عن مسيرة العلماء في هذه البلدة الطيبة مبينا فضل الاجتماع[(1/ ع46/ص2)]:« فمن الله عليهم بجمع الشمل واتحاد الكلمة، وما كان أسرع انضمام الحق إلى بعضه وأروز الإيمان إلى قلوب أخلصت النية لله فتحابت فيه واجتمعت عليه، ولقد علموا أن جهود الفرد محدودة وعمله وإن اتحد مع أمثاله في التفكير والعقيدة لا يكاد يأتي بالنتيجة المحققة ويوصل إلى المراد بسرعة، هذا إذا كانت الغاية المطلوبة مما ترجع فائدته إلى الفرد، فكيف إذا كان النفع المطلوب والفائدة المقصودة لأمة كاملة؟ وهيهات الوصول إليها دون قيام الجماعات واتحاد الأفراد والجمعيات ومواصلة العمل من الجميع والسير المتحد في طريق الوصول إلى الغاية الشريفة والمقاصد النبيلة ».

رابعا : تحرير الإنسان قبل تحرير الأرض

قد كثر التساؤل عن موقف جمعية العلماء من المطالبة بالاستقلال، وعن سر توجهها نحو الإصلاح الديني وانصرافها عن المواجهة السياسية مع فرنسا فضلا عن غيرها، والجواب عند أنصار الفكرة الإصلاحية والمنصفين من المؤرخين معلوم، فالأمر كما بينه العلماء صراحة أن بلاء الجزائر سببه استعماران، استعمار مادي وهو استعمار الفرنسيين واستعمار روحي وهو استعمار الطرقية والثاني هو أصل الأول وسبب استمراره ، ولأجل ذلك كان الإصلاح الديني عندهم مقدما، فإنه لا يتصور تحرير الأرض من دون رجال أحرار يقومون به، وقد جاء في البصائر تلخيص لخطاب ألقاه الشيخ العقبي سنة 1936م، يوضح هذا المعنى، قال الكاتب[(1/ع31/ص1)]: « وبين أنه لا يوافق السيد مصالي الحاج ومن معه من الإخوان على فكرة الاستقلال الذي هو بعيد عن الأمة الجزائرية، [وهي]بعيدة عنه ما دامت لم تستقل في أفكارها وكل مقومات حياتها ، وما دامت لا تقدر أن تحرر نفسها من ربقة بعض المرابطين واستعبادهم لها باسم الدين وهم أبعد الناس عن الدين الصحيح وما جاء به الدين، فكيف يطير من لا جناح له ولا ريش ». فهذا رأي العقبي في مسألة الإصلاح وما يتعلق به، قد أظهره قبل اتهامه في قضية كحول، ومنه يظهر خطأ من فرَّع على الحادث كل مواقف الشيخ بعد ذلك.

خامسا : الابتعاد عن المناصب الرسمية

قال فرحات بن الدراجي في قضية الاعتقال:« وهنا يجمل بي أن أقف وقفة قصيرة على أطلال الحادثة لأقوم بما علي نحو أبي وأستاذي وصديقي الأستاذ العقبي…أيها الزعيم لقد هال أعداءك أعداء الحق تلك الصراحة التي لم يعرفوا لها نظيرا في هذا الوطن التعيس، والتي حطمت بها أوهامهم، وفضحت بها أسرارهم، لقد هالهم منك ذلك العزوف عن الدنيا ولذائذها والوظائف الخاصة وأوضاعها، كما هالهم منك احتقارك لخبزتهم المسمومة التي تترك الإنسان مجردا من الإرادة القوية والضمير الحر. كل هذا راعهم منك فباتوا يبرمون لك المكائد ويختلقون عليك الإجرام، ولكن الله سلم والله أكبر ولله الحمد»

المطلب الرابع : آثاره وثناء أقرانه عليه

أولا : آثاره وتلاميذه

أما آثار الشيخ العقبي فلا شك أنها غزيرة أعني بذلك المقالات، فقد ابتدأ الكتابة في الصحف في وقت مبكر في الجرائد الحجازية ثم كتب في جرائد الشيخ ابن باديس وجرائد الجمعية بالإضافة إلى صدى الصحراء والإصلاح التي كان يديرها، ولعل الله تعالى يقيض لها من يقوم بجمعها ونشرها، ومن جملة آثاره تلاميذه فنذكر منهم أشهرهم .

1- فرحات بن الدراجي (1909-1951) درس على العقبي قبل أن يتخرج من الزيتونة عام 1931م، خلف الشيخ التبسي في «سيق» فواصل الدعوة هناك ثم انتقل إلى العاصمة واشتغل في تحرير البصائر في عهدها الثاني إلى أن انتقل إلى البليدة سنة 1948م بسبب المرض الذي أثقله ثلاث سنوات قبل أن يقضي عليه.

2-عمر بن البسكري (1889-1968) تتلمذ على الشيخ العقبي في بسكرة ، وتولى التدريس في مدارس الجمعية ببجاية ثم سطيف ثم وهران، كما كتب عدة مقالات في الشهاب والبصائر.

3- محمد العيد آل خليفة (1904-1979) أمير شعراء الجزائر، لازم العقبي ببسكرة ودرس بالزيتونة مدة سنتين، تولى التدريس في مدارس الجمعية ببسكرة والعاصمة وغيرها إلى غاية سجنه سنة 1956، وله ديوان شعري طبع في 587صفحة.

4- أبو بكر جابر الجزائري حفظه الله تعالى المدرس بالمسجد النبوي، فقد تتلمذ عليه مدة ست سنوات أو أكثر في العاصمة وقال في شريط« هم عظماء الرجال»: « دروس الشيخ الطيب العقبي ما عرفت الدنيا نظيرها، ولا اكتحلت عين في الوجود بعالم كالعقبي ».

ثانيا : من ثناء أقرانه عليه

1- قال الشيخ ابن باديس:« يعرف الناس العقبي واعظا مرشدا يلين القلوب القاسية، ويهد البدع والضلالات العاتية بقوة بيانه وشده عارضته، ولكن العقبي الشاعر لا يعرفه كثير من الناس، فلما ترنحت السفينة على الأمواج وهب النسيم العليل هب العقبي الشاعر من رقدته وأخذ يشنف أسماعنا بأشعاره ويطربنا بنغمته الحجازية مرة والنجدية أخرى ويرتجل البيتين والثلاثة والأربعة في المناسبات، وهاج بالرجل شوقه إلى الحجاز فلو ملك قيادة الباخرة لما سار بها إلا إلى جدة دون أن يعرج إلى «مارساي»، وإن رجلا يحمل ذلك الشوق كله للحجاز ثم يكبته ويصبر على بلاء الجزائر وويلاتها ومظالمها لرجل ضحى في سبيل الجزائر تضحية أي تضحية».

2- وقال الشيخ الإبراهيمي[(1/167)]:« هو من أكبر الممثلين لهديها – أي الجمعية – وسيرتها والقائمين بدعوتها، بل هو أبعد رجالها صيتا في عالم الإصلاح الديني وأعلاهم صوتا في الدعوة إليه…وإنما خلق قوالا للحق أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر وقافا عند حدود دينه، وإن شدته في الحق لا تعدو بيان الحق وعدم المداراة فيه وعدم المبالاة بمن يقف في سبيله».

3- قال الشيخ المبارك الميلي:« ولكن أتي الوادي فطم على القرى، إذ حمل العدد الثامن في نحره المشرق قصيدة « إلى الدين الخالص » للأخ في الله داعية الإصلاح وخطيب المصلحين الشيخ الطيب العقبي أمد الله في أنفاسه، فكانت تلك القصيدة أول المعول مؤثرة في هيكل المقدسات الطرقية، ولا يعلم مبلغ ما تحمله هذه القصيدة من الجراءة ومبلغ ما حدث عنها من انفعال الطرقية، إلا من عرف العصر الذي نشرت فيه وحالته في الجمود والتقديس لكل خرافة في الوجود ».

4- وقال أحمد توفيق المدني :« كان خطيبا مصقعا من خطباء الجماهير، عالي الصوت سريع الكلام، حاد العبارة يطلق القول على عواهنه كجواد جامح دون ترتيب أو مقدمة أو تبويب أو خاتمة، وموضوعه المفضل هو الدين الصافي النقي، ومحاربة الطرقية ونسف خرافاتها والدعوة السافرة لمحاربتها ومحقها».

5- وقال الشيخ أبو يعلى الزواوي :« العلامة السلفي الصالح داعية الإصلاح الديني ».

6- وقال شكيب أرسلان «… فالميلي وابن باديس والعقبي والزاهري حملة عرش الأدب الجزائري الأربعة».

7- وقال عنه الشيخ محمد تقي الدين الهلالي :« الأستاذ السلفي الداعية النبيل الشيخ الطيب العقبي».

ثالثا : وفاته

وقد أوصى الشيخ قبل وفاته وصية اشتد في الإلحاح عليها، فأوصى بأن تشيع جنازته في مقبرة « ميرامار» بالرايس حميدو، تشييعا سنيا دون ذكر جهري ولا قراءة البردة، ولا حتى قراءة القرآن حال التجهيز أو حين الدفن، وأن لا يؤذن لأي واحد من الحاضرين أن يقوم بتأبينه قبل الدفن أو بعده. وتوفي الشيخ الطيب العقبي رحمه الله تعالى في 21مايو 1961م، وشيعت جنازته تشييعا سنيا فكان له ما أراد. هذا آخر ما أردت تسطيره وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت وأستغفرك وأتوب إليك.

مصادر الترجمة :

صراع بين السنة والبدعة لأحمد حماني، من أعلام الإصلاح لمحمد الحسن فضلاء، مجلة الثقافة العدد 66 (مقال من أعلام النهضة الوطنية لمحمد الطاهر فضلاء)، جمعية العلماء المسلمين وأثرها الإصلاحي لأحمد الخطيب، جريدة البصائر السنة الأولى، رسالة الشرك ومظاهره، آثار البشير الإبراهيمي.

بارك الله فيك

ماشاء الله رحم الله الشيخ الجليل والله قليل ماكنت اسمع به
فعلا شيوخ ونعمه الشيوخ العقيدة رغم الصوفية لكن تمسكوا بالعقيدة جزاهم الله خيرا
على الاقل نجد نورا يشع في وسط الظلمة الحالكة …بارك الله فيكم على الموضوع اكثر من هام ومفيد لنا نحن الجزائريين وخصوصا
علماء من علمائنا الاجلاء رغم الاضطهاد المستعمر وكيد والمحاربة اهل الشرك لكن تمسكو بالمنهج الصحيح..

الجيريابليز ساعدوني بدي نبذة عن حياته باختصار

بحثك يستحق الثناء وفقك الله

عندي سؤال لمن يملك ايجابة اكيدة فليفدنا بها 2024.

السلام عليكم
عندي سؤال لمن يملك ايجابة اكيدة فليفدنا بها

اريد ان اسال عن قصة الغار عندما اختبأ فيه النبي عليه الصلاة والسلام ….فهل حقا ان سبب نجاته هو الحمامة التي كانت موجودة هناك ونسيج العنكبوت الذي كان على مدخل الغار …ام ان هذه القصة غير صحيحة ولايوجد دليل مؤكد عليها من السنة…(وإن كانت القصة صحيحة فمن يملك دليل عليها فل يفدنا به جزاكم الله خير)

وسمعت ايضا ان ابابكر الصديق لم يكن موجود مع النبي في الغار في ذلك الوقت…لانه كان مازال مشرك في دلك الوقت….فهل دلك صحيح وتوجد الدلة عليه ام ليس له اساس من الصحة…..

واريد ان اسـأل ايضا عن اذا كانو في ذلك الوقت انشدو فعلا نشيد (طلع البدر علينا )للنبي عليه الصلاة والسلام وقصة الناقة التي تبعوها حتى بركت ليبنو بيت النبي عليه الصلاة والسلام……فهل هذه الحوادث توجد ادلة عليها من السنة او ليس لها اصل من الصحة

بارك الله فيكم


أبو بكر رضي الله عنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم والدليل آية من كتاب الله "إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا …"

البقية الله أعلم

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تفاحة12 الجيريا
السلام عليكم
عندي سؤال لمن يملك ايجابة اكيدة فليفدنا بها

اريد ان اسال عن قصة الغار عندما اختبأ فيه النبي عليه الصلاة والسلام ….فهل حقا ان سبب نجاته هو الحمامة التي كانت موجودة هناك ونسيج العنكبوت الذي كان على مدخل الغار …ام ان هذه القصة غير صحيحة ولايوجد دليل مؤكد عليها من السنة…(وإن كانت القصة صحيحة فمن يملك دليل عليها فل يفدنا به جزاكم الله خير)


وعليكِ السّلام ورحمة الله وبركاته
هذه القصة ليست صحيحة أختي
قال الشيخ الألباني رحمه الله في " الضعيفة " (3/339) :
واعلم أنه لا يصح حديث في العنكبوت والحمامتين على كثرة ما يذكر ذلك في بعض الكتب والمحاضرات التي تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فكن من ذلك على علم .ا.هـ.

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله في لقاء الباب المفتوح عدد229
السؤال
هل عش العنكبوت والحمامتين وارد يوم اختفى الرسول صلى الله عليه وسلم في غار ثور؟

الجواب
لا، يذكر المؤرخون: أن النبي صلى الله عليه وسلم حين اختفى في غار ثور عششت عليه العنكبوت ووقعت الحمامة على غصن شجرة
وهذا كذب لا صحة له ، ولا فيه آية للرسول عليه الصلاة والسلام ينقل، أي إنسان تعشش العنكبوت وتكون حوله حمامة إذا رآه من يراه يقول: ما في أحد، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أعمى الله أبصارهم عنه ولهذا قال أبو بكر : [ يا رسول الله! لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا ] لأنه لا يوجد مانع، فالعنكبوت والحمامة لا صحة لذكرهما عند اختفاء النبي صلى الله عليه وسلم في غار ثور، ولهذا يحترم كثير من الناس العنكبوت، يقول: لا تقتلها؛ لأنها عششت على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا كان الوزغ يُقتل؛ لأنه كان ينفخ في النار على إبراهيم فهذه تكرم فنقول: لا، العنكبوت تقتل إذا آذت مثل غيرها، وهي تؤذي بعض الأحيان تعشش على الكتب وعلى الجدار فتقتل، بل في حديث لكنه ضعيف الأمر بقتل العنكبوت.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تفاحة12 الجيريا
وسمعت ايضا ان ابابكر الصديق لم يكن موجود مع النبي في الغار في ذلك الوقت…لانه كان مازال مشرك في دلك الوقت….فهل دلك صحيح وتوجد الدلة عليه ام ليس له اساس من الصحة…..

من قال هذا؟
أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- من الأوائل الذين أسلموا وصدّقوا رسول الله، وهو الذي كان معه يوم هجرته في الغار، وهذه منقبة من مناقبه -رضي الله عنه-. وقد تفضل الأخ ووضع لكِ الآية الدالة على ذلك.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تفاحة12 الجيريا
واريد ان اسـأل ايضا عن اذا كانو في ذلك الوقت انشدو فعلا نشيد (طلع البدر علينا )للنبي عليه الصلاة والسلام وقصة الناقة التي تبعوها حتى بركت ليبنو بيت النبي عليه الصلاة والسلام……فهل هذه الحوادث توجد ادلة عليها من السنة او ليس لها اصل من الصحة
بارك الله فيكم

أنشودة طلع البدر علينا لم تثبت أختي
وراجعي هنا

وكذلك قصة بروك الناقة
راجعي هذا الرابط سيُفيدك أختي
هنا
والله أعلم والله الموفق

بارك الله فيك اختي الم الفراق على جهودك في المنتدى

بارك الله في السائل والمجيب

نفع الله بكم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته…
ان الهجرة النبوية الشريفة كانت فاصلا هاما في تاريخ الدعوة الإسلامية ,
و هى مليئه بالدروس و العبر الخالدة التي لا تنتهي . و قد امتلأت كتب السيرة و غيرها من الكتب بالكلام عن
الهجرة و أحداثها , و لكن وقع في الكثير منها بعض القصص التي اشتهرت بين الناس و هي في الحقيقة لا تثبت . و قد تكلم بعض العلماء في هذه القصص و بينوا ضعفها و عدم ثبوتها.
و قد جمعت ما استطعت من هذه القصص الواهية تحذيرا منها . ومن كان عنده إضافات أو ملاحظات أو قصص منتشرة أخرى فليضفها إثراءا للموضوع و دفاعا عن السنة النبوية الشريفة .
من هذه القصص :

1- قصة غناء بنات النجار ( طلع البدر علينا )
2- قصة تبول المشرك عند الغار
3- قصة بروك الناقة عند باب أبي أيوب الأنصاري الجيريا
4- قصة عنكبوت الغار و الحمامتين
5- قصة لطم أبي جهل لأسماء بنت أبي بكر
6- قصة ثعبان الغار
7- قصة أبي طالب في الهجرة ووصيتة للنبي الجيريا
8- قصة مبيت علي الجيريا في فراش النبي الجيريا


و سوف أقوم بنقل تفاصيل كل قصة و كلام العلماء عليها تباعا إن شاء الله تعالى .

1- قصة غناء بنات النجار ( طلع البدر علينا )

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 63 ) :

لما قدم المدينة جعل النساء و الصبيان و الولائد يقلن :
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع " .

ضعيف . رواه أبو الحسن الخلعي في " الفوائد " ( 59 / 2 ) و كذا البيهقي في
" دلائل النبوة " ( 2 / 233 – ط ) عن الفضل بن الحباب قال : سمعت عبد الله بن
محمد بن عائشة يقول فذكره . و هذا إسناد ضعيف رجاله ثقات ، لكنه معضل سقط من
إسناده ثلاثة رواة أو أكثر ، فإن ابن عائشة هذا من شيوخ أحمد و قد أرسله . و
بذلك أعله الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 244 ) . ثم قال البيهقي
كما في تاريخ ابن كثير ( 5 / 23 ) : " و هذا يذكره علماؤنا عند مقدمه المدينة
من مكة لا أنه لما قدم المدينة من ثنيات الوداع عند مقدمه من تبوك " . و هذا
الذي حكاه البيهقي عن العلماء جزم به ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " ( ص 251
تحقيق صاحبي الأستاذ خير الدين وانلي ) ، لكن رده المحقق ابن القيم فقال في "
الزاد " ( 3 / 13 ) : و هو وهم ظاهر لأن " ثنيات الوداع " إنما هي ناحية الشام
لا يراها القادم من مكة إلى المدينة و لا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام " .
و مع هذا فلا يزال الناس يرون خلاف هذا التحقيق ، على أن القصة برمتها غير
ثابتة كما رأيت ! ( تنبيه ) : أورد الغزالي هذه القصة بزيادة : " بالدف و
الألحان " و لا أصل لها كما أشار لذلك الحافظ العراقي بقوله : " و ليس فيه ذكر
للدف و الألحان " . و قد اغتر بهذه الزيادة بعضهم فأورد القصة بها ، مستدلا على
جواز الأناشيد النبوية المعروفة اليوم ! فيقال له : " أثبت العرش ثم انقش " !
على أنه لو صحت القصة لما كان فيها حجة على ما ذهبوا إليه كما سبقت الإشارة
لهذا عند الحديث ( 579 ) فأغنى عن الإعادة

——————————————————————————————–

و قال أيضا في " الضعيفة " ( 21-23/ 14):

[ قال الحافظ في "الفتح" (4/262):
"وهو سند معضل، ولعل ذلك كان في قدومه من غزوة تبوك".
وإن مما يؤكد نكارة ذكر الدفوف في قصة إستقباله صلى الله عليه وسلم قول البراء بن عازب
رضي الله عنه :
ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول
الله صلى الله عليه وسلم ، حتى جعل الإماء يقُلن: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رواه البخاري (3925) وغيره، وهو مخرج في "تخريج فقه السيرة" (ص 169-
دار القلم).
ومثله حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
إِنِّي لَأَسْعَى فِي الْغِلْمَانِ يَقُولُون: جَاءَ مُحَمَّدٌ فَأَسْعَى فَلَا أَرَى شَيْئًا ثُمَّ
يَقُولُونَ جَاءَ مُحَمَّدٌ فَأَسْعَى فَلَا أَرَى شَيْئًا قَالَ حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَصَاحِبُهُ أَبُو بَكْرٍ فَكُنَّا فِي بَعْضِ حِرَارِ الْمَدِينَةِ ثُمَّ بَعَثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
لِيُؤْذِنَ بِهِمَا الْأَنْصَارَ فَاسْتَقْبَلَهُمَا زُهَاءَ خَمْسِ مئة مِنْ الْأَنْصَارِ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَيْهِمَا
فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ انْطَلِقَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبُهُ بَيْنَ
أَظْهُرِهِمْ فَخَرَجَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ حَتَّى إِنَّ الْعَوَاتِقَ لَفَوْقَ الْبُيُوتِ يَتَرَاءَيْنَهُ يَقُلْنَ أَيُّهُمْ
هُوَ أَيُّهُمْ هُوَ قَالَ فَمَا رَأَيْنَا مَنْظَرًا مُشْبِهًا بِهِ يَوْمَئِذٍ.
قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ دَخَلَ عَلَيْنَا وَيَوْمَ قُبِضَ فَلَمْ أَرَ يَوْمَيْنِ
شبيهاً بِهِمَا.
أخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" (ص 6-هندية)، والبيهقي في
"الدلائل" (2/507)، وأحمد (3/222) من طريق سليمان بن المغيرة عن
ثابت عن أنس. وأخرجه أحمد (3/122) من طريق آخر عن ثابت مختصراً.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وسكت عنه الحافظ في
"الفتح" (7/251) رضىً به – كما في قاعدته -.
وتابعه عبد العزيز بن صهيب عن أنس به نحوه مطولاً.
أخرجه البخاري (3911)، وأحمد (3/211).
والمقصود، أن هذه الأحاديث الصحيحة تؤكد نكارة ذكر الدفوف والغناء
في حديث الترجمة ونحوه.
(تنبيه): عزا الحافظ في "الفتح" حديث الترجمة في موضعين منه (7/
245، 261) إلى الحاكم، وسبقه إلى ذلك الحافظ ابن كثير، ولكنه قرنه بتحفظ
غريب غير معتاد، فقال بعدما ساقه من رواية البيهقي بإسناده (3/200):
"هذا حديث غريب من هذا الوجه، لو يروه أحد من أصحاب "السنن" وقد
أخرجه الحاكم – كما يروى -"!
فقوله: "كما يروى" لعله يعني رواية البيهقي عنه، وحينئذ فلا فائدة تذكر م
نه. وعلى كل حال، فهذا القول- أو القيد – منه خير من إطلاق الحافظ عزوه
للحاكم، لأنه يوهم أنه في "مستدركه" وليس فيه، ثم إنه سكت عنه، فأوهم
حسنه على الأقل عنده، وليس كذلك -كما تقدم- . ولقد كان هذا من الدواعي على إخراجه، والكشف عن علته، واقترن مع ذلك الاستطراد لذكر أحاديث
صحيحة تدل على نكارته. والله ولي التوفيق.

2- قصة تبول المشرك عند الغار

قال الشيح علي حشيش [ في العدد ( 421 ) من مجلة التوحيد ( ص 53 ) ] :

أولاً: المتن:
يُروى عن أبي بكر – رضي الله عنه – أنه قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى اسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَوْرَتِهِ يَبُولُ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَيْسَ الرَّجُلُ يَرَانَا ؟ قَالَ : لَوْ رَآنَا لَمْ يَسْتَقْبِلْنَا بِعَوْرَتِهِ ، يَعْنِي وَهُمَا فِي الْغَار .
ثانيًا: التخريج:
الحديث أخرجه أبو يعلى في «مسنده» (1/46) (ح46) قال: حدثنا موسى بن حيان حدثنا عُبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، حدثنا موسى بن مُطير، حدثني أبي، عن عائشة رضي الله عنها قالت: حدثني أبو بكر – رضي الله عنه – قال: فذكر حديث القصة.

ثالثًا التحقيق:
هذا الخبر الذي جاءت به القصة (باطل) والقصة واهية.
وفيها علتان:
الأولى: موسى بن مُطَيْر:
1- أخرج العقيلي في «الضعفاء الكبير» (4/163/1734) عن يحيى بن معين قال: «موسى بن مطير كذاب».
2- أورده النسائي في «الضعفاء والمتروكين» برقم (555) وقال: «موسى بن مطير منكر الحديث».
3- أورده الدارقطني في «الضعفاء والمتروكين» برقم (513) وقال: «موسى بن مطير،كوفي عن أبيه، ومطير أبوه لا يُعرف إلا به».
قلت: وقد يتوهم من لا دراية له بعلم الجرح والتعديل أن الدارقطني سكت عنه ولا يدري أنه بمجرد ذكر اسم موسى بن مطير في كتاب «الضعفاء والمتروكين» للدارقطني
يجعل موسى بن مطير من المتروكين، حيث قال البرقاني: «طالت محاورتي مع ابن حمكان للدارقطني عفا الله عني وعنهما في المتروكين من أصحاب الحديث فتقرر بيننا وبينه على ترك من أثبته على حروف المعجم في هذه الورقات». كذا في «مقدمة الضعفاء والمتروكين» للدارقطني.
4- أورده الإمام ابن أبي حاتم في «كتاب الجرح والتعديل» (8/162/717) وقال:
أ- «موسى بن مطير روى عن أبيه عن أبي هريرة وعائشة. روى عنه أبو داود الطيالسي وخلف بن تميم وأبو يوسف صاحب الرأي».
ب- وقال: «قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين أنه قال: موسى بن مطير كذاب».
جـ- وقال: سألت أبي عن موسى بن مطير فقال: «متروك الحديث ذاهب الحديث».
5- وأورده ابن حبان في «المجروحين» (2/242) وقال: «موسى بن مطير كان صاحب عجائب ومناكير لا يشك المستمع أنها موضوعة إذ كان هذا الشأن صناعته».
6- وأورده الإمام الذهبي في «الميزان» (4/223/8928) حيث قال: «موسى بن مطير، عن أبيه، وعنه أبو داود الطيالسي: واهٍ».
7- وأقره الحافظ ابن حجر في «اللسان» (6/153) (1903/8688) وزاد عما ذكره الذهبي في «الميزان»: أن أحمد قال: ضعيف، ترك الناس حديثه، وذكره العقيلي في الضعفاء وقال العجلي: كوفي، ضعيف الحديث، ليس بثقة.
الثانية: مطير بن أبي خالد: أورده الإمام ابن أبي حاتم في كتابه «الجرح والتعديل» (8/394/1805) وقال: «مطير
بن أبي خالد روى عن أبي هريرة وعائشة وثابت البجلي وروى عنه عوسجة وابنه موسى بن مطير وعلي بن هاشم بن البرير وقال: «سألت أبا زرعة عنه فقال: ضعيف الحديث».
وقال: «سألت أبي عنه فقال: متروك الحديث».
وأقره الذهبي في «الميزان» (4/129/8587).

3- قصة بروك الناقة عند باب أبي أيوب الأنصاري الجيريا

روي ذلك عن أنس و عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهم – :

1- عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال : " قال أهل المدينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ادخل المدينة راشدا مهديا ، قال : فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة فخرج الناس ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما مر على قوم قالوا : يا رسول الله هاهنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوها فإنها مأمورة يعني ناقته حتى بركت على باب أبي أيوب الأنصاري " [ أخرجه ابن عدي في " الكامل " (2/424 ) و ابن القيسراني في "ذخيرة الحفاظ " ( 3/1659 ) و قالا : باطل ]

2- عن أنس الجيريا قال : « قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فلما دخل المدينة جاءت الأنصار برجالها ونسائها ، فقالوا : إلينا يا رسول الله فقال : » دعوا الناقة فإنها مأمورة « ، فبركت على باب أبي أيوب قال : فخرجت جوار من بني النجار يضربن بالدفوف وهن يقلن : نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : » أتحبوني ؟ « فقالوا : إي والله يا رسول الله قال : » وأنا والله أحبكم ، وأنا والله أحبكم ، وأنا والله أحبكم « "
[ أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (2/508) ] [ منكر – الضعيفة (6508) ]

قال الألباني في التعليق على هذا الحديث في السلسلة الضعيفة (22/ 14):
[ ويمكن أن يقال مثل ذلك في قصة الناقة، وبخاصة في بروكها على باب أبي
أيوب، فإن المعروف في كتب السيرة، أنها بركت حين أتت دار بني مالك بن
النجار على باب مسجده صلى الله عليه وسلم ، وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بني النجار،
هكذا ساقه ابن هشام في "السيرة" (2/112-113) عن ابن اسحاق معضلاً
بدون إسناد مطولاً، وفيها تكرار جملة: "خلوا سبيلها، فإنها مأمورة" كلما مر صلى الله عليه وسلم بدارٍ من دور الأنصار، وقالوا له: أقم عندنا في العدد والعُدّة والمنعة. ومن رواية ابن إسحاق هذه ساقها بطولها ابن كثير في "البداية" (3/198 – 199) ولم يسندها. ] ا.ه

قلت : فكل ما ثبت في ذلك هو ما رواه البخاري في ( بَاب هِجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ ) من حديث أنس بن مالك الجيريا و فيه {….. فَقِيلَ فِي الْمَدِينَةِ جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَشْرَفُوا يَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ فَأَقْبَلَ يَسِيرُ حَتَّى نَزَلَ جَانِبَ دَارِ أَبِي أَيُّوبَ ….} , و في ( بَاب مَقْدَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ الْمَدِينَةَ ) عن أنس : { …. وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفَهُ وَمَلَأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ حَتَّى أَلْقَى بِفِنَاءِ أَبِي أَيُّوبَ ….} رواه أيضا مسلم و أبو داود و النسائي و غيرهم من حديث أنس بن مالك الجيريا .
– و عند ابن هشام في "السيرة" (2/112-113) :
[ مَبْرَك نَاقَتهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِدَارِ بَنِي مَالِكِ بْنِ النّجّارِ ]
حَتّى إذَا أَتَتْ دَارَ بَنِي مَالِكِ بْنِ النّجّارِ ، بَرَكَتْ عَلَى بَابِ مَسْجِدِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ يَوْمئِذٍ مِرْبَدٌ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ مِنْ بَنِي النّجّارِ ، ثُمّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النّجّارِ ، وَهُمَا فِي حِجْرِ مُعَاذِ بْنِ عَفْرَاءَ ، سَهْلٍ وَسُهَيْلٍ ابْنَيْ عَمْرٍو . فَلَمّا بَرَكَتْ وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَيْهَا لَمْ يَنْزِلْ وَثَبَتَ فَسَارَتْ غَيْرَ بِعِيدٍ وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَاضِعٌ لَهَا زِمَامَهَا لَا يَثْنِيهَا بِهِ ثُمّ الْتَفَتَتْ إلَى خَلْفِهَا ، فَرَجَعَتْ إلَى مَبْرَكِهَا أَوّلَ مَرّةٍ فَبَرَكَتْ فِيهِ ثُمّ تَحَلْحَلَتْ وَزَمّتْ وَوَضَعَتْ فَنَزَلَ عَنْهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَاحْتَمَلَ أَبُو أَيّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ رَحْلَهُ فَوَضَعَهُ فِي بَيْتِهِ وَنَزَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَسَأَلَ عَنْ الْمِرْبَدِ لِمَنْ هُوَ ؟ فَقَالَ لَهُ مَعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ : هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ لِسَهْلٍ وَسُهَيْلٍ ابْنَيْ عَمْرٍو ، وَهُمَا يَتِيمَانِ لِي ، وَسَأُرْضِيهِمَا مِنْهُ فَاِتّخِذْهُ مَسْجِدًا.

يتبع إن شاءالله…

4- قصة عنكبوت الغار و الحمامتين

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/261 ) :

" انطلق النبي صلى الله عليه وسلم و أبو بكر إلى الغار ، فدخلا فيه ، فجاءت
العنكبوت ، فنسجت على باب الغار ، و جاءت قريش يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم
، و كانوا إذا روأوا على باب الغار نسج العنكبوت ، قالوا : لم يدخله أحد ،
و كان النبي صلى الله عليه وسلم قائما يصلي و أبو بكر يرتقب ، فقال أبو بكر رضي
الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم فداك أبي و أمي هؤلاء قومك يطلبونك ! أما
والله ما على نفسي أبكي ، و لكن مخافة أن أرى فيك ما أكره ، فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم : *( لا تحزن إن الله معنا )* " .

ضعيف .
أخرجه الحافظ أبو بكر القاضي في " مسند أبي بكر " ( ق 91/1 – 2 ) : حدثنا بشار
الخفاف قال : حدثنا جعفر بن سليمان قال : حدثنا أبو عمران الجوني قال : حدثنا
المعلى بن زياد عن الحسن قال : فذكره .
قلت : و هذا إسناد ضعيف ، و له علتان :
الأولى : الإرسال ، فإن الحسن هو البصري و هو تابعي كثير الإرسال و التدليس .
و الأخرى : ضعف الخفاف ، و هو بشار بن موسى أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال
:
" ضعفه أبو زرعة ، و قال البخاري : منكر الحديث ، و قال ابن عدي : أرجو أنه لا
بأس به " .
و قال الحافظ في " التقريب " :
" ضعيف كثير الغلط ، كثير الحديث " .
قلت : و إنما يصح من الحديث آخره لوروده في القرآن الكريم : *( إلا تنصروه فقد
نصره الله ، إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه
لا تحزن إن الله معنا ، فأنزل الله سكينته عليه ، و أيده بجنود لم تروها )* .
و قول أبي بكر : " أما والله .. " في الصحيحين نحوه من حديث البراء .
و قال الحافظ ابن كثير في " البداية " ( 3/181 ) :
" و هذا مرسل عن الحسن ، و هو حسن بما له من الشاهد " .
كذا قال ! و يعني بالشاهد ما ساقه من طريق أحمد ، و هذا في " المسند " ( 3251 )
من طريق عبد الرزاق في " المصنف " ( 5/389 ) ، و عنه الطبراني في " المعجم
الكبير " ( 11/407/12155 ) من طريق عثمان الجزري أن مقسما مولى ابن عباس أخبره
عن ابن عباس في قوله : *( و إذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك )* قال :
" تشاورت قريش ليلة بمكة ، فقال بعضهم : إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون النبي
صلى الله عليه وسلم ، و قال بعضهم : اقتلوه ، و قال بعضهم : بل أخرجوه ، فأطلع
الله عز وجل نبيه على ذلك ، فبات علي على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك
الليلة ، و خرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار ، و بات المشركون
يحرسون عليا ، يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم فلما أصبحوا ثاروا إليه ، فلما
رأوا عليا رد الله مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا ؟ قال : لا أدري ، فاقتصوا
أثره ، فلما بلغوا الجبل خلط عليهم ، فصعدوا في الجبل ، فمروا بالغار ، فرأوا
على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا : لو دخل ههنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه ،
فمكث فيه ثلاث ليال " .
قال ابن كثير عقبه :
" و هذا إسناد حسن ، و هو من أجود ما روي في قصة العنكبوت على فم الغار " .
كذا قال ، و ليس بحسن في نقدي ، لأن عثمان الجزري إن كان هو عثمان بن عمرو بن
ساج الجزري فقد قال ابن أبي حاتم في " الجروح و التعديل " ( 3/1/162 ) عن أبيه
:
" لا يحتج به " .
و أورده الذهبي في " الضعفاء " و قال :
" تكلم فيه " .
و إن كان هو عثمان بن ساج الجزري ليس بينهما عمرو ، فقد جنح الحافظ في "
التهذيب " إلى أنه غير الأول ، و لا يعرف حاله ، و لم يفرق بينهما في " التقريب
" ، و قال :
" فيه ضعف " .
و ابن عمرو لم يوثقه أحد غير ابن حبان ، و من المعروف تساهله في التوثيق ،
و لذلك فهو ضعيف لا يحتج به كما قال أبو حاتم .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 7/27 ) :
" رواه أحمد و الطبراني ، و فيه عثمان بن عمرو الجزري ، وثقه ابن حبان و ضعفه
غيره ، و بقية رجاله رجال الصحيح " .
و لذلك قال المحقق أحمد شاكر في تعليقه على " المسند " :
" في إسناده نظر " .
ثم إن الآية المتقدمة *( و أيده بجنود لم تروها )* فيها ما يؤكد ضعف الحديث ،
لأنها صريحة بأن النصر و التأييد إنما كان بجنود لا ترى ، و الحديث يثبت أن
نصره صلى الله عليه وسلم كان بالعنكبوت ، و هو مما يرى ، فتأمل .
و الأشبه بالآية أن الجنود فيها إنما هم الملائكة ، و ليس العنكبوت و لا
الحمامتين ، و لذلك قال البغوي في " تفسيره " ( 4/174 ) للآية :
" و هم الملائكة نزلوا يصرفون وجوه الكفار و أبصارهم عن رؤيته " .
و قد جاء في بعض الحديث ما يشهد لهذا المعنى ، و هو ما أخرج أبو نعيم عن أسماء
بنت أبي بكر رضي الله عنها :
" أن أبا بكر رضي الله عنه رأى رجلا مواجه الغار ، فقال : يا رسول الله إنه
لرائينا ، قال : كلا إن الملائكة تستره الآن بأجنحتها ، فلم ينشب الرجل أن قعد
يبول مستقبلهما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا بكر لو كان يراك
ما فعل هذا " .
و أخرجه الطبراني مطولا في قصة الهجرة ، و قال الهيثمي ( 6/54 ) :
" رواه الطبراني و فيه يعقوب هذا أنه حسن الحديث ، و قال الحافظ فيه :
" صدوق ، ربما وهم " .
فإذا لم يكن في الإسناد علة أخرى فهو حسن ، و لكني لا أستطيع الجزم بذلك لأن
الهيثمي رحمه الله قد عهدنا منه السكوت في كثير من الأحيان عن العلة في الحديث
مثل الانقطاع و التدليس و نحو ذلك ، و لذلك نراه نادرا ما يقول : إسناد صحيح ،
أو : إسناد حسن ، و إنما يقول : رجاله ثقات ، أو موثقون . أو : فيه فلان و هو
ضعيف ، أو : مختلف فيه و نحو ذلك . و لذلك فلا ينبغي للعارف بهذا العلم أن يصحح
أو يحسن بناء على مثل تلك العبارات منه . فإذا يسر الله لنا الوقوف على إسناد
الطبراني أو أبي نعيم استطعنا الحكم على الحديث بما يستحقه من رتبة . والله
الموفق .
ثم وقفت على إسناده في " المعجم الكبير " للطبراني ( 24/106/284 ) فتبين أنه
حسن لولا أن شيخ الطبراني أحمد بن عمرو الخلال المكي لم أقف له على ترجمة ،
و قد أخرج له في " المعجم الأوسط " ( 1/29/1 – 30/1 ) نحو 16 حديثا ، مما يدل
على أنه من شيوخه المشهورين ، فإن عرف أو توبع فالحديث حسن ، يصلح دليلا على
نكارة ذكر العنكبوت و الحمامتين . والله أعلم

—————————————————————————————————–

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 3/259 ) :

" ليلة الغار أمر الله عز وجل شجرة فخرجت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم
تستره و إن الله عز وجل بعث العنكبوت فنسجت ما بينهما فسترت وجه النبي صلى الله
عليه وسلم ، و أمر الله حمامتين وحشيتين فأقبلتا تدفان ( و في نسخة : ترفان )
حتى وقعا بين العنكبوت و بين الشجرة ، فأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل معهم
عصيهم و قسيهم و هراواتهم حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم على قدر
مائتي ذراع قال الدليل سراقة بن مالك المدلج : انظروا هذا الحجر ثم لا أدري أين
وضع رجله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال الفتيان : إنك لم تخطر منذ اللية
أثره حتى إذا أصبحنا قال : انظروا في الغار ! فاستقدم القوم حتى إذا كانوا على
خمسين ذراعا نظر أولهم فإذا الحمامات ، فرجع ، قالوا : ما ردك أن تنظر في الغار
؟ قال : رأيت حمامتين وحشيتين بفم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد ، فسمعها النبي
صلى الله عليه وسلم فعرف أن الله عز وجل قد درأ عنهما بهما ، فسمت عليهما
فأحرزهما الله تعالى بالحرم فأفرجا كل ما ترون " .

منكر .
رواه ابن سعد ( 1/228 – 229 ) و المخلص في " الفوائد المنتقاة " ( 17/13/1 – 2
) و البزار في " مسنده " ( 2/299/1741 " كشف الأستار ) و الطبراني في " الكبير
" ( 20/443/1082 ) و العقيلي ( 346 ) و خيثمة الأطرابلسي في " فضائل الصديق " (
16/5/2 ) و كذا الشريف أبو علي الهاشمي في " الفوائد المنتقاة " ( 108/1 )
و أبو نعيم في " الدلائل " ( 2/111 ) و كذا البيهقي ( 2/481 – 482 ) عن عوف بن
عمرو أبي عمرو القيسي و يلقب ( عوين ) قال : حدثنا أبو مصعب المكي قال : أدركت
زيد بن أرقم و المغيرة بن شعبة و أنس بن مالك يذكرون أن النبي صلى الله
عليه وسلم ليلة الغار .. و قال الهاشمي :
" تفرد به أنس و من ذكر معه ، لا نعرفه إلا من حديث مسلم بن إبراهيم عن عون بن
عمرو القيسي عن أبي مصعب " .
و قال العقيلي :
" لا يتابع عليه عون ، و أبو مصعب رجل مجهول " .
قلت : و أشار البزار إلى جهالته بقوله :
لا نعلم رواه إلا عون بن عمير ، و أبو مصعب فلا نعلم حدث عنه إلا عوين " .
و قال ابن معين في عون : " لا شيء " .
و قال البخاري :
" منكر الحديث مجهول " .
ذكره الذهبي في " الميزان " ، و ساق له حديثين مما أنكر عليه هذا أحدهما .
و قال الحافظ ابن كثير في تاريخه " البداية " ( 3/182 ) :
" و هذا حديث غريب جدا " .
و قال الهيثمي في " المجمع " ( 6/53 ) :
" رواه البزار و الطبراني ، و فيه جماعة لم أعرفهم " .
قلت : يشير إلى عون و أبي مصعب ، فإن من دونهما ثقات معروفون ، فهي غفلة عجيبة
منه عن هذه النقول . فسبحان من لا يضل و لا ينسى

يتبع إن شاءالله…

5- قصة لطم أبي جهل لأسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنها –
قال الشيخ علي حشيش [ في العدد (العدد 13) 1-3-2017 من مجلة ( التوحيد ) ] :

قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَحُدّثْت عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنّهَا قَالَتْ لَمّا خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ أَتَانَا نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، فِيهِمْ أَبُو جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ ، فَوَقَفُوا عَلَى بَابِ أَبِي بَكْرٍ فَخَرَجْتُ إلَيْهِمْ فَقَالُوا : أَيْنَ أَبُوك يَا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ ؟ قَالَتْ قُلْت : لَا أَدْرِي وَاَللّهِ أَيْنَ أَبِي ؟ قَالَتْ فَرَفَعَ أَبُو جَهْلٍ يَدَهُ وَكَانَ فَاحِشًا خَبِيثًا ، فَلَطَمَ خَدّي لَطْمَةً طُرِحَ مِنْهَا قُرْطِي .
قَالَتْ ثُمّ انْصَرَفُوا . فَمَكَثْنَا ثَلَاثَ لَيَالٍ . وَمَا نَدْرِي أَيْنَ وَجْهُ رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ حَتّى أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ الْجِنّ مِنْ أَسْفَلِ مَكّةَ ، يَتَغَنّى بِأَبْيَاتٍ مِنْ شَعَرِ غِنَاءِ الْعَرَبِ ، وَإِنّ النّاسَ لَيَتْبَعُونَهُ يَسْمَعُونَ صَوْتَهُ وَمَا يَرَوْنَهُ حَتّى خَرَجَ مِنْ أَعَلَى مَكّةَ وَهُوَ يَقُولُ
جَزَى اللّهُ رَبّ النّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ … رَفِيقَيْنِ حَلّا خَيْمَتَيْ أُمّ مَعْبَدِ
هُمَا نَزَلَا بِالْبَرّ ثُمّ تَرَوّحَا … فَأَفْلَحَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمّدٍ
لِيَهْنِ بَنِي كَعْبٍ مَكَانُ فَتَاتِهِمْ … وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنَيْنِ بِمَرْصَدِ

ثانيًا : التحقيق :
القصة ليست صحيحة . رواها ابن إسحاق كما في "السيرة" (2-109) لابن هشام . حيث أوردها في "سيرة النبي" (2-109) (ح513) فذكر أن ابن إسحاق قال: "فَحُدِّثْتُ عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت: لما خرج رسول اللَّه الجيريا…" القصة.
قلت : فسند القصة منقطع ، يشهد لذلك صيغة الرواية في قول ابن إسحاق : "فَحُدّثتُ" التي جاءت بصيغة المبني للمجهول ، التي تدل على أن هناك سقطًا في الإسناد .
ويشهد لانقطاع السند أيضًا قول الحافظ ابن حجر في "التقريب" (2-144) : "محمد بن إسحاق بن يسار ، أبو بكر ، المطلبي ، مولاهم المدني ، نزيل العراق ، إمام المغازي صدوق يدلس".
قلت : ورواية السند بصيغة المبني للمجهول فيها إسقاط في السند ، وهذا أشد من تدليس الشيوخ ، حيث يتسبب في تضييع المروي عنه، وتوعير طريق معرفته على السامع .
قال الإمام الذهبي في "الميزان" (3-468-7197) ، "محمد بن إسحاق بن يسار ، أبو بكر ، المخرمي ، مولاهم المدني. ما له عندي ذنب إلا قد حشا في السيرة من الأشياء المنكرة المنقطعة والأشعار المكذوبة".
قلت : وذكر الإمام المزي في "تهذيب الكمال" (16-78-5644) : أن يعقوب بن شيبة قال: سمعت محمد بن عبد الله بن نمير ، وذكُر ابن إسحاق فقال : إذا حدث عن من سمع منه من المعروفين فهو حسن الحديث صدوق ، وإنما أُتي من أنه يحدّث عن المجهولين أحاديث باطلة.
قلت : وبهذا التحيقيق تصبح هذه القصة باطلة؛ حيث يُحدّث فيها ابن إسحاق عن المجهولين .
طريق آخر للقصة
هذا الطريق ذُكر فيه الرجل من الجن الذي أقبل من أسفل مكة يتغنى بأبيات من شعر غناء العرب، ولم يُذكر فيه لطم أبي جهل لأسماء بنت أبي بكر .
والقصة من هذا الطريق جاءت من حديث زيد بن أرقم وأنس بن مالك والمغيرة بن شعبة يتحدثون أن النبي الجيريا ليلة الغار أمر الله شجرة فنبتت في وجه النبي الجيريا فسترته ، وأمر الله العنكبوت فنسجت على وجهه فسترته ، وأمر الله حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار ، وأقبل فتيان قريش، من كل بطن رجل ، بأسيافهم وعصيهم وهراواتهم حتى إذا كانوا من النبي الجيريا قدر أربعين ذراعًا ، نظر أولهم فرأى الحمامتين فرجع فقال له أصحابه : ما لك لم تنظر في الغار ؟ قال : رأيت حمامتين وحشيتين بفم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد . قال : فسمع النبي الجيريا قوله، فعرف أن الله قد درأ عنه بهما ، …… قالوا: وكانت لأبي بكر منيحة غنم يرعاها عامر بن فهيرة، وكان يأتيهم بها ليلاً فيحتلبون، فإذا كان سَحَر سرح مع الناس ، قالت عائشة: وجهزناهما أحب الجهاز ، وصنعنا لهما سفرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فأوكت به الجراب ، وقطعت أخرى فصيرته عصامًا لفم القربة ، فبذلك سميت ذات النطاقين، ومكث رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر في الغار ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر ، واستأجر أبو بكر رجلاً من بني الديل هاديًا خريتًا يقال له عبد الله بن أريقط، وهو على دين الكفر ، ولكنهما أمناه فارتحلا ومعهما عامر بن فهيرة ، فأخذ بهم ابن أريقط يرتجز ، فما شعرت قريش أين وجّه رسول اللَّه الجيريا ، حتى سمعوا صوتًا من جني من أسفل مكة ولا يرى شخصه يقول :
جزى الله رب الناس خير جزائه
رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر ثم تروَّحا
فأفلح من أمسى رفيق محمد
التخريج
القصة من هذا الطريق وبهذا اللفظ ، أخرجها ابن سعد في "الطبقات" (1-110) ، حيث قال: "أخبرنا مسلم بن إبراهيم ، أخبرنا عون بن عمرو القيسي أخو رياح القيسي ، أخبرنا أبو مصعب المكي قال : أدركت زيد بن أرقم ، وأنس بن مالك ، والمغيرة بن شعبة فسمعتهم يتحدثون أن النبي الجيريا …" فذكر القصة .
التحقيق
القصة من هذا الطريق ليست صحيحة ، وسندها لا يصلح للمتابعات والشواهد ، وفي السند علتان :
الأولى : عون بن عمرو القيسي .
أورده الذهبي في "الميزان" (3-306-6535) حيث قال : "عون بن عمرو، أخو رياح بن عمرو ، بصري ، قال ابن معين: لا شيء ، وقال البخاري : عون بن عمرو القيسي جليس لمعتمر ، منكر الحديث مجهول".
قلت : 1- من أشد صيغ الجرح عند البخاري قوله : "فلان منكر الحديث".
يظهر ذلك من قول السيوطي في "التدريب" (1-349) : "البخاري يطلق (فيه نظر)، و(سكتوا عنه) فيمن تركوا حديثه ، ويطلق (منكر الحديث) على من لا تحل الرواية عنه".
2- قول ابن معين : (لا شيء ) ، فسره الإمام ابن أبي حاتم في كتابه "الجرح والتعديل" (3-321) حيث قال : "معنى قول ابن معين: "لا شيء": ليس بثقة".
قلت : ولقد أورد الإمام الذهبي في "الميزان" (3-307) هذه القصة وبهذا الطريق وجعلها من مناكير عون بن عمرو ، حيث قال : "مسلم بن إبراهيم ، حدثنا عون بن عمرو ، سمعت أبا مصعب المكي يقول : أدركت زيد بن أرقم وأنسًا والمغيرة بن شعبة وسمعتهم يتحدثون أن النبي الجيريا ليلة الغار قال : أمر الله شجرة نبتت في وجه النبي الجيريا فسترته ، وأمر الله حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار…" الحديث .
وأبو مصعب لا يعرف .
قلت : وهذه هي العلة الثانية . فمتن القصة يدور حول ثلاث جمل :
الأولى : لطم أبي جهل لأسماء ، وقد أثبتنا أن هذه الجملة "واهية" كما بيّنا في التحقيق آنفًا.
الثانية : عدم دراية بنت أبي بكر بمكان رسول اللَّه الجيريا ، وقد أثبتنا أن هذه الجملة غير صحيحة ، ومنكرة ، كما هو مبيّن في التحقيق ، وسنبين البديل الصحيح دراية بنت أبي بكر بمكان الرسول الجيريا ، وقيامهم بالإمداد والتمويه والإخبار .
الثالثة : إقبال رجل من الجن من أسفل مكة يتغنى بأبيات من الشعر من غناء العرب.
وهذه الجملة أثبتنا أنها باطلة، وأن الطريق الآخر الذي جاءت فيه باطل، لا يصلح للمتابعات والشواهد، لما فيه من متروكين ومجهولين.
قلت : وهناك روايات أخرى يذكر فيها هذا الشعر دون ذكر لجملة لطم أبي جهل لأسماء، ودون ذكر للرجل من الجن أقبل والناس يتبعونه، كما في الرواية التي أخرجها الطبراني في "الكبير" (4-48) (ح3605).
وهذه أيضًا رواية (غير صحيحة) ، حيث أوردها الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5-58) وقال: "وفي إسناده جماعة لم أعرفهم".
بدائل صحيحة
سنذكر البدائل الصحيحة التي تبيّن دراية بيت أبي بكر بمكان الرسول الجيريا ، وأن هذا البيت العظيم قام بأعظم جهاد في الهجرة، منذ خروج رسول اللَّه الجيريا من مكة حتى وصوله إلى المدينة .
فقد ثبت في "صحيح الإمام البخاري" (ح3905) من حديث عائشة رضي الله عنها زوج النبي الجيريا قالت : فَبَيْنَمَا نَحْنُ يَوْمًا جُلُوسٌ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ قَالَ قَائِلٌ لِأَبِي بَكْرٍ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَقَنِّعًا فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ فِدَاءٌ لَهُ أَبِي وَأُمِّي وَاللَّهِ مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا أَمْرٌ قَالَتْ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَ فَأُذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ فَإِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصَّحَابَةُ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ قَالَ أَبُو بَكْرٍ فَخُذْ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِحْدَى رَاحِلَتَيَّ هَاتَيْنِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالثَّمَنِ قَالَتْ عَائِشَةُ فَجَهَّزْنَاهُمَا أَحَثَّ الْجِهَازِ وَصَنَعْنَا لَهُمَا سُفْرَةً فِي جِرَابٍ فَقَطَعَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ قِطْعَةً مِنْ نِطَاقِهَا فَرَبَطَتْ بِهِ عَلَى فَمِ الْجِرَابِ فَبِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ قَالَتْ ثُمَّ لَحِقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ بِغَارٍ فِي جَبَلِ ثَوْرٍ فَكَمَنَا فِيهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ يَبِيتُ عِنْدَهُمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ غُلَامٌ شَابٌّ ثَقِفٌ لَقِنٌ فَيُدْلِجُ مِنْ عِنْدِهِمَا بِسَحَرٍ فَيُصْبِحُ مَعَ قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ كَبَائِتٍ فَلَا يَسْمَعُ أَمْرًا يُكْتَادَانِ بِهِ إِلَّا وَعَاهُ حَتَّى يَأْتِيَهُمَا بِخَبَرِ ذَلِكَ حِينَ يَخْتَلِطُ الظَّلَامُ وَيَرْعَى عَلَيْهِمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ مِنْحَةً مِنْ غَنَمٍ فَيُرِيحُهَا عَلَيْهِمَا حِينَ تَذْهَبُ سَاعَةٌ مِنْ الْعِشَاءِ فَيَبِيتَانِ فِي رِسْلٍ وَهُوَ لَبَنُ مِنْحَتِهِمَا وَرَضِيفِهِمَا حَتَّى يَنْعِقَ بِهَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ بِغَلَسٍ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثِ وَاسْتَأْجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيلِ وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ بْنِ عَدِيٍّ هَادِيَا خِرِّيتًا وَالْخِرِّيتُ الْمَاهِرُ بِالْهِدَايَةِ قَدْ غَمَسَ حِلْفًا فِي آلِ الْعَاصِ بْنِ وَائِلٍ السَّهْمِيِّ وَهُوَ عَلَى دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ فَأَمِنَاهُ فَدَفَعَا إِلَيْهِ رَاحِلَتَيْهِمَا وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلَاثِ لَيَالٍ بِرَاحِلَتَيْهِمَا صُبْحَ ثَلَاثٍ وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ وَالدَّلِيلُ فَأَخَذَ بِهِمْ طَرِيقَ السَّوَاحِلِ ".
قلت : وهذه الرواية تبيّن الهمة العالية لبيت أبي بكر ، والرسول وصاحبه في الغار . ولقد بوّب البخاري بابًا في كتاب "الجهاد والسير" من "صحيحه" : "باب حمل الزاد في الغزو"، وافتتحه بحديث أسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها (ح2979) قالت : "صَنَعْتُ سُفْرَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ حِينَ أَرَادَ أَنْ يُهَاجِرَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَتْ فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ وَلَا لِسِقَائِهِ مَا نَرْبِطُهُمَا بِهِ فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ وَاللَّهِ مَا أَجِدُ شَيْئًا أَرْبِطُ بِهِ إِلَّا نِطَاقِي قَالَ فَشُقِّيهِ بِاثْنَيْنِ فَارْبِطِيهِ بِوَاحِدٍ السِّقَاءَ وَبِالْآخَرِ السُّفْرَةَ فَفَعَلْتُ فَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ".
قلت : وأصبحت هذه منقبة لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ، لا يجحدها إلا حاقد حاسد.
فقد أخرج البخاري (ح5388) هِشَامٌ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ
كَانَ أَهْلُ الشَّأْمِ يُعَيِّرُونَ ابْنَ الزُّبَيْرِ يَقُولُونَ يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ فَقَالَتْ لَهُ أَسْمَاءُ يَا بُنَيَّ إِنَّهُمْ يُعَيِّرُونَكَ بِالنِّطَاقَيْنِ هَلْ تَدْرِي مَا كَانَ النِّطَاقَانِ إِنَّمَا كَانَ نِطَاقِي شَقَقْتُهُ نِصْفَيْنِ فَأَوْكَيْتُ قِرْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَحَدِهِمَا وَجَعَلْتُ فِي سُفْرَتِهِ آخَرَ قَالَ فَكَانَ أَهْلُ الشَّأْمِ إِذَا عَيَّرُوهُ بِالنِّطَاقَيْنِ يَقُولُ إِيهًا وَالْإِلَهِ تِلْكَ شَكَاةٌ ظَاهِرٌ عَنْكَ عَارُهَا".
قلت : هذا ما صح لأسماء بنت أبي بكر في الهجرة .
ولقد توفيت أسماء رضي الله عنها بمكة في جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين بعد قتل ابنها عبد الله بن الزبير بيسير ، وكانت قد ذهب بصرها ، وقال هشام بن عروة عن أبيه : كانت أسماء قد بلغت مائة سنة لم يسقط لها سن ولم ينكر لها عقل. كذا في "تهذيب الكمال" (22-291-8369).

قصة أبي طالب في الهجرة ووصيتة للنبي الجيريا

قال الشيخ علي حشيش [العدد (25) 1-3-2017 من مجلة ( التوحيد ) ] :

[ قال أبو طالب للنبي صلى الله عليه وسلم : ما يأتمر به قومك؟ قال: يريدون أن يسجنونني ويقتلوني ويخرجوني! فقال: من أخبرك بهذا؟ قال: ربي! قال: نعم الرب ربك، فاستوص به خيرًا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أستوصي به! بل هو يستوصي بي خيرًا"! فنزلت: "وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك" ، الآية.{الأنفال: 30}.

قلت: هذا لفظ رواية شيخ المفسرين ابن جرير الطبري واستيفاءً لمتن هذه القصة نبين للقارئ متن القصة بلفظ رواية ابن أبي حاتم حيث جاء فيه : « أن أبا طالب ، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : هل تدري ما ائتمر فيك قومك ؟ قال : » نعم ، ائتمروا أن يسجنوني أو يقتلوني أو يخرجوني « ، قال : من أخبرك هذا ؟ قال : » ربي « ، قال : نعم الرب ربك فاستوص به خيرا ، قال : » أنا أستوصي به أو هو يستوصي بي ؟ «

ثانيًا: التخريج
القصة أخرجها شيخ المفسرين ابن جرير الطبري في "تفسيره" المسمى "جامع البيان في تأويل القرآن" (6-251 ط دار الغد) (ح15977) (ح15978)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (5-1688) (ح8998).
فائدة:
حتى لا يتقول علينا متقول ويتوهم الصحة من إخراج شيخ المفسرين ابن جرير للقصة وابن أبي حاتم وسكوتهما عنها، ولكن هيهات، فالقاعدة: "من أسند فقد أحال"، وبالتحقيق يستبين لك الحال.
ثالثًا: التحقيق
القصة واهية، والحديث منكر، ومعلل متنًا وسندًا، يظهر ذلك بجمع طرق الحديث الذي جاءت به هذه القصة.
1- قال ابن جرير الطبري (ح15977): حدثني محمد بن إسماعيل البصري المعروف بالوساوسي قال: حدثنا عبد المجيد بن أبي رواد عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن المطلب بن أبي وداعة أن أبا طالب قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما يأتمر به قومك.. القصة".
2- وقال ابن جرير (ح15978): حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين قال: حدثني حجاج قال: قال ابن جريج قال عطاء سمعت عبيد بن عمير يقول: لما ائتمروا بالنبي صلى الله عليه وسلم ليقتلوه أو يثبتوه أو يخرجوه قال له أبو طالب هل تدري ما ائتمروا بك؟.. القصة.
تحقيق الطريقين
1- قلت: الطريق الأول سنده تالف فيه عبدالمجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد قال فيه ابن حبان في "المجروحين" (2-160): "منكر الحديث جدّا، يقلب الأخبار ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك".
وعلة أخرى: تدليس ابن جريج حيث أورده الحافظ ابن حجر في "طبقات المدلسين"، وهذه الطبقة قال فيها الحافظ: "الثالثة: من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع ومنهم من رد حديثهم مطلقًا".
ولذلك قال الحافظ ابن حجر: "ابن جريج وصفه النسائي وغيره بالتدليس، قال الدارقطني: شر التدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح". اه.
2- قلت: فإن قيل في الطريق الثاني متابعة لعبد المجيد في روايته عن ابن جريج حيث تابعه حجاج فهي متابعة أوهن من بيت العنكبوت، للعلل الآتية:
أ- أورد الحافظ ابن حجر في "التهذيب" (6-359) عن جعفر بن عبد الواحد عن يحيى بن سعيد، إذا قال ابن جريج: حدثني فهو سماع وإذا قال: أخبرني فهو قراءة، وإذا قال: قال فهو شبه الريح". اه.
قلت: وفي هذا الطريق (قال ابن جريج: قال عطاء) إذن فهو شبه الريح.
ب- والحديث من هذا الطريق مرسل عن عبيد بن عمير ولم يوجد الصحابي المطلب بن أبي وداعة.
ج- وهناك انقطاع في السند "حجاج، قال ابن جريج".
3- وفي رواية ابن أبي حاتم متابعة أخرى لعبد المجيد في روايته عن ابن جريج حيث تابعه هشام بن يوسف فهي متابعة واهية وإن صرح بالتحديث لابن جريج حيث إن الحديث مرسل من هذا الطريق أيضًا: (عن عبيد بن عمير أن أبا طالب قال للنبي صلى الله عليه وسلم .
ولذلك ترجم ابن أبي حاتم للمطلب بن أبي وداعة في "الجرح والتعديل" (4-1-358) ترجمة (1641) قال: "المطلب بن أبي وداعة له صحبة". ولم يذكر لعبيد بن عمير رواية عنه.
قلت: كذلك الإمام المزِّي في "تهذيب الكمال" (18-152-6600) ترجم له ولم يذكر لعبيد بن عمير رواية عنه.
فالحديث معلل والقصة واهية، ولقد بيَّنا الطريق إلى معرفتها بجمع طرق القصة والنظر في اختلاف الرواة، ولكن لا يمكن الموازنة بين ضبطهم وإتقانهم للحكم على الرواية المعلولة، حيث لا ضبط ولا إتقان في جميع الروايات؛ لأن هناك علة في "المتن" في جميع الروايات.
رابعًا: علة المتن
قال الإمام ابن القيم في "المنار المنيف" (ص111): "ونحن ننبه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعًا"، فمنها (19): "ما يقترن بالحديث من القرائن التي يُعلم بها أنه باطل".
قلت: بتطبيق هذه القاعدة على هذه القصة نجد أن هناك قرينة تدل على أن القصة باطلة، ولقد أورد هذه القصة الإمام ابن كثير في "تفسيره" (2-302) عند تفسير الآية (30: الأنفال) من رواية ابن جريج ثم بيَّن الحافظ ابن كثير علة القصة متنًا فقال: "وذِكر أبي طالب في هذا غريب جدّا بل منكر ؛ لأن هذه الآية مدنية، ثم إن هذه القصة واجتماع قريش على هذا الائتمار والمشاورة على الإثبات أو النفي أو القتل إنما كان ليلة الهجرة سواء، وكان ذلك بعد موت أبي طالب بنحو ثلاث سنين، لمّا تمكنوا منه واجترؤا عليه بسبب موت عمه أبي طالب الذي كان يحوطه وينصره ويقوم بأعبائه".
خامسًا: التصحيف
فائدة: عند البحث في "تفسير ابن كثير" وجدنا أن الإمام ابن كثير عزا القصة إلى تفسير ابن جرير وبالاطلاع على سند ابن جرير في أكثر طبعات ابن كثير مثل طبعة دار إحياء الكتب العربية (البابي الحلبي) وطبعة دار والي المكتوب عليها طبعة جديدة – مضبوطة، محققة- معتنى بإخراجها أصح الطبعات وأكثرها شمولاً. اه. وجدت بالاطلاع أن السند فيه تصحيف يؤدي إلى فساد البحث في رجاله.
وإلى القارئ الكريم هذا السند في الطبعات التي يزعم أصحابها أنها أصح الطبعات وأنها مضبوطة ومحققة:
وقال أبو جعفر بن جرير: حدثني محمد بن إسماعيل المصري المعروف بالوساوسي، أخبرنا عبد الحميد بن أبي داود عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن المطلب بن أبي وداعة أن أبا طالب قال (فذكر القصة).
قلت: بالمقارنة بين هذا السند الذي في طبعات ابن كثير لرواية ابن جرير وبين الأصل وهو تفسير ابن جرير نجد:
1- أن شيخ ابن جرير وهو محمد بن إسماعيل البصري الوساوسي صُحِّف إلى محمد بن إسماعيل المصري المعروف بالوساوسي.
2- وشيخ ابن جريج وهو عبد المجيد بن أبي رواد حدث له تصحيف إلى عبد الحميد بن أبي داود.
قلت: وهذا أمر خطير يجب أن يتنبه إليه من يريد البحث فلا يعتمد على التخريج بالواسطة، بل يجب عليه الرجوع إلى الأصل كما بينا في عدد رمضان في هذا العام وبراءة أبي الدرداء من الذكر البدعي وكان ظاهر السند الصحة في تفسير ابن كثير ولكنه في الحقيقة به تصحيف بكشفه تبين أن القصة واهية وأقصد بقولي "الرجوع إلى الأصل" أي: الأصول التي عزا إليها ابن كثير الأحاديث، ففي هذه القصة: قصة أبي طالب في الهجرة عزاها إلى ابن جريج في "تفسيره" وفي رمضان قصة أبي الدرداء عزاها إلى عبد الرزاق في تفسيره، وأسال الله أن يوفقنا لتحقيق أسانيد تفسير ابن كثير بالمقارنة بالأصول، ثم الحكم على المسند، ثم الحكم على الحديث بعد الاعتبار لمعرفة المتابعات والشواهد وكشف العلل.
سادسًا: بدائل صحيحة للهجرة:
لقد بوّب الإمام البخاري في "الصحيح" في كتاب المناقب بابًا بعنوان: باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة وهو باب رقم (45).
1- فذكر قصة الهجرة من حديث عائشة حديث رقم (3905).
3- ثم قصة الهجرة من حديث سُراقة بن جُعْشم وهو حديث رقم (3906).
4- ثم قصة الهجرة من حديث البراء بن مالك عن أبي بكر (ح3908)، (3917) (5607)، ومسلم في صحيحه (3214)، وأحمد في مسنده الحديث رقم (3).
5- ثم قصة مَقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة (ح3924، 3925) من صحيح البخاري، وكذلك (ح3929).
هذه من البدائل الصحيحة التي يجب أن يرجع إليها الداعية، بعد تحذيره من القصص الواهية.
وأختم هذا التحذير بما أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" (ح109) من حديث سلمة بن الأكوع: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من يقل عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار".

قصة هجرة عمر بن الخطاب الجيريا جهرا إلى المدينة

أخرج ابن عساكر في تاريخه (44/51-52) وابن السمان في الموافقة ، انظر : شرح المواهب (1/319) و سيرة الصالحي (3/315) وابن الأثير في أسد الغابة (4/152) ، عن علي رضي الله عنه أنه قال :

ما علمت أن أحداً من المهاجرين هاجر إلا مختفياً، إلا عمر بن الخطاب، فإنه لما هم بالهجرة تقلد سيفه، وتنكب قوسه، وانتضى في يده أسهماً، واختصر عنزته( بالتحريك: عصا أقصر من الرمح )، ومضى قبل الكعبة، والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعاً متمكناً، ثم أتى المقام فصلى متمكناً، ثم وقف على الحلق واحدة واحدة، وقال لهم: شاهت الوجوه، لا يرغم الله إلا هذه المعاطس، من أراد أن تثكله أمه، ويوتم ولده، ويرمل زوجته، فليلقني وراء هذا الوادي. قال علي: فما تبعه أحد إلا قوم من المستضعفين علمهم وأرشدهم ومضى لوجهه.

قال الشيخ الألباني – رحمه الله – في رده على البوطي : ( جزمه بأن عمر رضي الله عنه هاجر علانية اعتمادا منه على رواية علي المذكورة وجزمه بأن عليا رواها وليس صوابا لأن السند بها إليه لا يصح وصاحب ( أسد الغابة ) لم يجزم أولا بنسبتها إليه رضي الله عنه وهو ثانيا قد ساق إسناده بذلك إليه لتبرأ ذمته ولينظر فيه من كان من أهل العلم وقد وجدت مداره على الزبير بن محمد بن خالد العثماني : حدثنا عبد الله بن القاسم الأملي ( كذا الأصل ولعله الأيلي ) عن أبيه بإسناده إلى علي وهؤلاء الثلاثة في عداد المجهولين فإن أحدا من أهل الجرح والتعديل لم يذكرهم مطلقا فهل وجدهم الدكتور وعرف عدالتهم وضبطهم حتى استجاز لنفسه أن يجزم بصحة الرواية عن علي أم شأنه فيها كشأنه في غيرها إنما هو جماع حطاب أو كما تقول العامة عندنا في الشام : ( خبط لزء ) ثم هو إلى ذلك يدعي أنه اعتمد على الروايات الصحيحة ) ا.ه

قال الأخ أبو عبد الله الذهبي :
و القصة الصحيحة في ذكر هجرته رضي الله عنه ما رواه ابن إسحاق قال : فَحَدّثَنِي نَافِعٌ مَوْلَى عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ ، قَالَ اتّعَدْتُ لَمّا أَرَدْنَا الْهِجْرَةَ إلَى الْمَدِينَةِ ، أَنَا وَعَيّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ ، وَهِشَامُ بْنُ الْعَاصِي بْنِ وَائِلٍ السّهْمِيّ التّناضِبَ مِنْ أَضَاةِ بَنِي غِفَارٍ ، فَوْقَ سَرِفٍ ، وَقُلْنَا : أَيّنَا لَمْ يُصْبِحْ عِنْدَهَا فَقَدْ حُبِسَ فَلْيَمْضِ صَاحِبَاهُ . قَالَ فَأَصْبَحْت أَنَا وَعَيّاشُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ عِنْدَ التّنَاضُبِ ، وَحُبِسَ عَنّا هِشَامٌ وَفُتِنَ فَافْتُتِنَ.. .. وعندما نزلت الآية { قُلْ يَا عِبَادِيَ الّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللّهِ إِنّ اللّهَ يَغْفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعًا إِنّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرّحِيمُ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمّ لَا تُنْصَرُونَ وَاتّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ } قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطّابِ : فَكَتَبْتهَا بِيَدِي فِي صَحِيفَةٍ وَبَعَثْت بِهَا إلَى هِشَامِ بْنِ الْعَاصِي قَالَ فَقَالَ هِشَامُ بْنُ الْعَاصِي : فَلَمّا أَتَتْنِي جَعَلْت أَقْرَؤُهَا بِذِي طُوًى ، أُصَعّدُ بِهَا فِيهِ وَأُصَوّبُ وَلَا أَفْهَمُهَا ، حَتّى قُلْت : اللّهُمّ فَهّمْنِيهَا . قَالَ فَأَلْقَى اللّهُ تَعَالَى فِي قَلْبِي أَنّهَا إنّمَا أُنْزِلَتْ فِينَا ، وَفِيمَا كُنّا نَقُولُ فِي أَنْفُسِنَا وَيُقَالُ فِينَا . قَالَ فَرَجَعْت إلَى بَعِيرِي ، فَجَلَسْت عَلَيْهِ فَلَحِقْتُ بِرَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ بِالْمَدِينَةِ ) انظر : ابن هشام (2/129-131) بإسناد حسن ، و صححه ابن حجر في الإصابة (3/602) ، و قد أشار إلى صحتها الهيثمي في المجمع (6/61 ) .

قلت : و دلالة القصة واضحة في أن هجرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كانت سرية ، فليس فيها أي إشارة إلى إعلان الهجرة ، بل إن تواعدهم في التناضب من أضاة بني غفار – وهي على عشرة أميال من مكة – ليؤكد إسرارهم بهجرتهم .

و فوق هذا فقد جاء الأمر صريحاً في رواية ذكرها ابن سعد في طبقاته (3/271) حول هجرة عمر بن الخطاب سراً ، حيث ساق نحواً من رواية ابن إسحاق – السابقة – وزاد فيها قول عمر : ( و كنا نخرج سراً فقلنا .. ) ا.ه

قصة ثعبان الغار

قال الشيخ علي حشيش [ عدد جمادى الأولى 1421هـ رقم (1) من مجلة التوحيد ] :

[ المسألة الأولى : اشتهار القصة :
لقد اشتهرت القصة فى كتب السيرة حتى أوردها المباركفورى فى كتابه " الرحيق المختوم "(ص168 ) تحت عنوان " إذ هما فى الغار " هذا الكتاب الذى اشتهر بين طلبة العلم لفوزه بالجائزة الأولى والتي أعلنت رابطة العالم الإسلامى عنها فى المؤتمر الإسلامى الآسيوى الأول الذى عقد فى كراتشى فى شهر شعبان سنة 1398 هـ كما أعلن على ذلك فى جميع الصحف وطبع بعدة لغات مما أدى إلى اشتهار القصة فقال المباركفورى فى " الرحيق المختوم " ص ( 168) :

" فلما انتهيا إليه قال : والله لا تدخله حتى أدخل قبلك ، فإن كان فيه شيء أصابني دونك ، فدخل فكسحه ، ووجد في جانبه ثقبا ، فشق إزاره وسدها به ، وبقي منها اثنان ، فألقمهما رجليه ، ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ادخل ، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووضع رأسه في حجره ونام ، فلدغ أبو بكر في رجله من الجحر ولم يتحرك ؛ مخافة أن ينتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسقطت دموعه على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : مالك يا أبا بكر ؟ ! ، قال : لدغت ، فداك أبي وأمي ! فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذهب ما يجده " ا هـ

وقد أورد هذه القصة التبريزى فى " مشكاة المصابيح " (3/1700) ح( 6034)
مناقب أبى بكر ح ( 16 ) تحقيق الشيخ الألبانى رحمه الله .
قلت : بالنظر إلى حاشية الكتاب لم نجد لهذه القصة تخريجاً ولا تحقيقاً .
المسالة الثانية : تخريج القصة .
الحديث أورده البيهقى فى " دلائل النبوة" ( 2/ 476، 477 )
قال :" أخبرنا أبو الحسين على بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد
، قال : حدثنا أحمد بن سلمان النجار الفقيه إملاء قال قرئ على يحيى بن جعفر وأنا أسمع ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبى ، قال :حدثنى فرات بن السائب عن ميمون بن مهران ، عن ضبة بن محصن العنزى ، عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه فذكر القصة .
المسألة الثالثة : تحقيق القصة :
القصة ( موضوعة ) – " والموضوع هو الكذب المختلق المصنوع المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأجمع العلماء على أنه لا تحل روايته لأحد علم حاله فى أى معنى كان إلا مع بيان سبب وضعه " كذا فى التدريب " (1/274) .
وآفات القصة
(1)عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبى.
أورده الإمام الذهبى فى " الميزان " ( 2/545) ترجمة (4804) ثم قال :
" عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبى عن مالك .أتى بخبر باطل طويل ، وهو المتهم به ، وأتى عن فرات بن السائب عن ميمون بن مهران عن ضبة بن محصن عن أبى موسى بقصة الغار – و هو يشبه وضع الطرقية " .
قلت : وأقر الحافظ ابن حجر فى " لسان الميزان " ( 3/491 ) ترجمة ( 602 / 4953 ) قول الإمام الحافظ الذهبى فى قصة الغار بأنه شبه وضع الطرقية .
(2) فرات بن السائب
أورده الإمام الذهبى فى " الميزان " (3/341) ترجمة (6689) ثم قال : "فرات بن السائب عن ميمون بن مهران ":
قال البخارى : منكر الحديث .
وقال ابن معين : ليس بشيء .
وقال الدارقطنى وغيره : متروك .
وقال أحمد بن حنبل قريب من محمد بن زياد الطحان فى ميمون يتهم بما يتهم به ذلك " ، قلت : واقر الحافظ ابن حجر فى " لسان الميزان " ( 4/503، 504 ) ترجمة (11/6522) قول الإمام الذهبى ثم قال : " وقال أبو حاتم الرازى "ضعيف الحديث ، منكر الحديث .
وقال الساجى : تركوه .
وقال النسائى : " متروك الحديث " .
قلت : وقول النسائى فى فرات : " متروك الحديث " أورده فى " الضعفاء والمتروكين " ترجمة (488) وحسبك قول الحافظ أبن حجر فى " شرح النخبة " ص (69) :" كان مذهب النسائى أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع على تركه " قلت : وما نقله الذهبى عن البخارى فى فرات أنه منكر الحديث وإقرار الحافظ ابن حجر له فى " اللسان " حققناه فوجدناه فى التاريخ الكبير " ( 7/ 130 ) حيث قال البخارى :" فرات بن السائب أبو سليمان عن ميمون بن مهران تركوه منكر الحديث "،
قلت : وهذا التحقيق يحسبه القارئ الكريم أنه هين ، ولكنه عند علماء هذا الفن العظيم ، خاصة فى علم الحديث التطبيقى فى مثل هذه المسائل .
حيث يظهر هذا من تنبيهات السيوطى فى " التدريب " ( 1/ 349 ) حيث قال " البخارى يطلق منكر الحديث على من لا تحل الرواية عنه ".
قلت : وزيادة للفائدة لطالب هذا الفن نبين ما نقله الذهبى عن ابن معين فى فرات أنه " ليس بشيء ".
قال ابن أبى حاتم فى كتابه " الجرح والتعديل " (3/321) ترجمة (1439) :" عن يحيى بن معين انه قال : لا شيء يعنى – ليس بثقة " .
قلت : بهذا التحقيق فى فرات يتضح ما أورده الإمام ابن حبان فى
" المجروحين " (2/207) حيث قال " الفرات بن السائب الجزرى ، يروى عن ميمون بن مهران ، كان ممن يروى الموضوعات عن الأثبات ، ويأتى بالمعضلات عن الثقات ، لا يجوز الاحتجاج به ، ولا الرواية عنه ، ولا كتابة حديثة إلا على سبيل الاختبار " .
قلت : وهذا التحقيق له فائدة عظيمة لطالب هذا الفن ، وعندما يقارن بين قول ابن حبان الذى ذكرناه آنفاً فى فرات بن السائب ، وبين ما قاله الحافظ
ابن حجر فى " التقريب " ( 1/292) فى ميمون بن مهران حيث قال :" ميمون بن مهران الجزرى ، أبو أيوب – أصله كوفي ، نزل الرقة ، ثقة فقيه ، ولى الجزيرة لعمر بن عبد العزيز " . ]

قصة تحكيم إبليس في دار الندوة
قال الشيخ علي حشيش [ العدد (409) من مجلة "التوحيد" (ص 53) ]:
{ أولاً: متن القصة

رُوِيَ عن ابن عباس قال: «لما عرفت قريش أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد كانت له شيعة وأصحاب من غير بلدهم ورأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم، عرفوا أنهم قد نزلوا دارًا أصابوا منهم منعة فحذروا خروج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، فاجتمعوا له في دار الندوة وهي دار قصي بن كلاب التي كانت قريش لا تقضي أمرًا إلا فيها فيتشاورون فيها ما يصنعون من أمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حين خافوه، فلما اجتمعوا لذلك، في ذلك اليوم الذي اتعدوا له، وكان ذلك اليوم يسمى يوم الزحمة، اعترض لهم إبليس في هيئة رجل شيخ جليل عليه بت- يعني كساء غليظ من صوف أو وبر- فوقف على باب الدار فلما رأوه واقفًا على بابها، قالوا: من الشيخ؟ قال: شيخ من أهل نجدٍ، سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون، وعسى أن لا يعدمكم منه رأيًا ونصحًا، قالوا: أجل، فادخل، فدخل معهم، وقد اجتمع فيها أشراف قريش من كل قبيلة: من بني عبد شمس: عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو سفيان بن حرب، ومن بني نوفل بن عبد مناف: طعيمة بن عدي، وجبير بن مطعم، والحارث بن عامر بن نوفل، ومن بني عبد الدار بن قصي: النضر بن الحارث بن كلدة، ومن بني أسد بن عبد العزى: أبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود بن المطلب، وحكيم بن حزام، ومن بني مخزوم: أبو جهل بن هشام، ومن بني سهم: نبيه ومنبه ابنا الحجاج، ومن بني جمح: أمية بن خلف، ومن كان معهم، وغيرهم ممن لا يعد من قريش، فقال بعضهم لبعض: إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم، فإنا والله ما نأمنه على الوثوب علينا فيمن قد اتبعه من غيرنا فأجمعوا فيه رأيًا، قال: فتشاوروا ثم قال قائل منهم: احبسوه في الحديد، وأغلقوا عليه بابًا، ثم تربصوا ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله زهيرًا والنابغة ومن مضى منهم من هذا الموت، حتى يصيبه ما أصابهم.
1 ـ فقال الشيخ النجدي: لا والله ما هذا لكم برأي، والله لئن حبستموه كما تقولون ليخرجن أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينتزعوه من أيديكم، ثم يكاثروكم به حتى يغلبوكم على أمركم، ما هذا لكم برأي، فانظروا في غيره فتشاوروا عليه.
ثم قال قائل منهم: نخرجه من بين أظهرنا فننفيه من بلادنا، فإذا أخرج عنا فوالله ما نبالي أين ذهب ولا حيث وقع إذا غاب عنا وفرغنا منه، فأصلحنا أمرنا.
2 ـ قال الشيخ النجدي: لا والله ما هذا لكم برأي، ألم تروا حسن حديثه، وحلاوة منطقه، وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به؟ والله لئن فعلتم ذلك ما أمنتم أن يحل على حي من العرب فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه، ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم في بلادكم بهم فيأخذ أمركم من أيديكم ثم يفعل بكم ما أراد، دبروا فيه أمرًا غير هذا.
قال أبو جهل بن هشام: والله إن لي فيه لرأيًا ما أراكم وقعتم عليه بعد، قالوا: وما هو يا أبا الحكم؟ قال: أرى أن نأخذ من كل قبيلة شابًا فتى جلدًا نسيبًا وسيطًا فينا، ثم نعطي كل فتى منهم سيفًا صارمًا، ثم يعمدوا عليه فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه، فإنهم إن فعلوا ذلك تفرق دمه- يعني الدية، وهي المال الذي يُعطى لولي القتيل- فعقلناه لهم.
3 ـ قال الشيخ النجدي: القول ما قال الرجل، هذا الرأي، لا أرى غيره.
فتفرق القوم على هذا وهم مجمعون له». اهـ.
قلت: يتبين من متن القصة أن إبليس تولى التحكيم في دار الندوة، ولم ينازعه أحد من أشراف قريش، وقد كانوا من كل قبائلها، وكان في هيئة رجل شيخ جليل من أهل نجد عليه كساء غليظ من الصوف.
ثانيًا: التخريج
الحديث الذي جاءت به هذه القصة أخرجه أبو نعيم في «دلائل النبوة» (ص63- 64)، والطبري في «تفسيره» (6/251، 252 ح: 15979)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (2/466- 468)، وابن أبي حاتم في «التفسير» (5/1686) (ح1994)، وابن سعد في «الطبقات» (1/109).
ثالثًا: التحقيق
القصة واهية، وأسانيدها لا تصح، تزداد بها وهنًا على وهن.
1 ـ قال ابن سعد في «الطبقات»: أخبرنا محمد بن عمر.
أ- قال: حدثني معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة.
ب- قال: وحدثني ابن أبي حبيبة عن داود بن الحصين بن أبي غطفان عن ابن عباس.
جـ- قال: وحدثني قدامة ابن موسى عن عائشة بنت قدامة.
د- قال: وحدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي.
هـ- قال: وحدثني معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن مالك بن جُعْشم عن سراقة بن جعشم.
قلت: بهذا يتبين أن ابن سعد أخرج القصة في طبقاته عن: عائشة، وابن عباس وعائشة بنت قدامة، وعلي، وسراقه بن جعشم، ولكن من رواية محمد بن عمر وهو الواقدي.
قال الإمام ابن حبان في «المجروحين» (2/290): محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسلمي المدني، كان ممن يحفظ أيام الناس وسيرهم، وكان يروي عن الثقات المقلوبات وعن الأثبات المعضلات حتى ربما سبق إلى القلب أنه كان المتعمد لذلك، كان أحمد بن حنبل يكذبه.
ثم قال: سمعت محمد بن المنذر، سمعت عباس بن محمد: سمعت يحيى بن معين يقول: الواقدي ليس بشيء.
ثم قال: أخبرني محمد بن عبد الرحمن: سمعت أبا غالب بن بنت معاوية بن عمرو: سمعت علي بن المديني يقول: الواقدي يضع الحديث. اهـ.
قلت: وأورده الإمام البخاري في «الضعفاء الصغير» ترجمة (334) وقال: «محمد بن عمر الواقدي متروك الحديث». اهـ.
وأورده الإمام النسائي في «الضعفاء والمتروكين» ترجمة (531) وقال: «محمد بن عمر الواقدي، متروك الحديث».
قلت: وهذا المصطلح عند النسائي له معناه حيث قال الحافظ ابن حجر في «شرح النخبة» باب (68) مراتب الجرح: «كان مذهب النسائي أن لا يترك حديث الرجل حتى يجتمع الجميع على تركه».
2 ـ قال أبو نعيم في «دلائل النبوة»: حدثنا حبيب بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن يحيى المروزي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق عمن لا يتهم من أصحابنا عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد أبي الحجاج عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وحدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء، قال: حدثنا الفضل بن غانم، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد بن جبر المكي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
قال: وحدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما.
قلت: بهذا يتبين أن أبا نعيم أخرج القصة في «دلائل النبوة» من ثلاثة طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما.
الطريق الأول فيه علتان:

الأولى: تدليس محمد بن إسحاق.
فقد أورده الحافظ ابن حجر في «طبقات المدلسين» في الطبقة الرابعة رقم (9) وقال: «محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي المدني صاحب المغازي مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وعن شر منهم، وصفه بالتدليس ابن حبان». اهـ.
قلت: حكم رواية أصحاب هذه الطبقة: قال الحافظ ابن حجر في مقدمة كتاب «طبقات المدلسين»: «الرابعة: من اتفق على أنه لا يُحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل».
قلت: وابن إسحاق في هذا الطريق عنعن ولم يصرح بالسماع.
الثانية: جهالة شيخ ابن إسحاق
يتبين ذلك من السند: «عن محمد بن إسحاق عن من لا يتهم من أصحابنا»، وهذا النوع من أنواع المجهول يسمى «المبهم» وهو من لم يصرح باسمه «ومبهم ما فيه راوٍ لم يُسم»، ومن أبهم اسمه، جهلت عينه وجهلت عدالته من باب أولى، فلا تقبل روايته.
وكما بينا آنفًا من أقوال أئمة الجرح والتعديل: أن ابن إسحاق مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وعن شر منهم.
قلت: ولذلك نقل الحافظ ابن حجر في «التهذيب» (9/36) عن يعقوب بن شيبة قال: سمعت ابن نمير يقول: «إنما أُتِيَ- يعني ابن إسحاق- من أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة». اهـ.
قلت: وهذه القصة منها حيث حَدَّثَ فيها عن مجهولين فهي باطلة كما بينا آنفًا.
الطريق الثاني: وفيه علتان أيضًا:
العلة الأولى: سلمة بن الفضل:
أ- قال الإمام البخاري في كتاب «الضعفاء الصغير» رقم (149): «سلمة بن الفضل بن الأبرش سمع ابن إسحاق، عنده مناكير وفيه نظر». اهـ.
قلت: وهذا المصطلح عند البخاري له معناه، يظهر هذا من قول السيوطي في «تدريب الراوي» (1/349): «البخاري يطلق: فيه نظر، وسكتوا عنه فيمن تركوا حديثه، ويطلق منكر الحديث على من لا تحل الرواية عنه».
قلت: وبهذا يتبين أن سلمة بن الفضل متروك الحديث فلا يصلح حديثه للاحتجاج ولا المتابعات ولا الشواهد.
ب- قال الإمام النسائي في «الضعفاء والمتروكين» رقم (241): «سلمة بن الفضل بن الأبرش: أبو عبد الله ضعيف، يروي عن ابن إسحاق المغازي».
جـ- أورده الحافظ ابن حجر في «التهذيب» (4/135) وقال: «سلمة بن الفضل بن الأبرش الأنصاري مولاهم أبو عبد الله الأزرق، قال البخاري: عنده مناكير وهَّنه علي بن المديني قال علي: ما خرجنا من الري حتى رمينا بحديثه، قال البرذعي عن أبي زرعة: كان أهل الري لا يرغبون فيه لمعان فيه من سوء رأيه وظلم فيه، وأما إبراهيم بن موسى فسمعته غير مرة وأشار أبو زرعة إلى لسانه يريد الكذب». اهـ.
قلت: ولذلك أشار الحافظ ابن حجر إلى سوء حفظه في «التقريب» (1/318): فقال: «كثير الخطأ». اهـ.
قلت: لذلك قال الحافظ العراقي في «فتح المغيث» (ص7): «من كثر الخطأ في حديثه وفحش استحق الترك وإن كان عدلاً».
فانظر إلى الترابط الشديد بين قول الإمام البخاري: «فيه نظر» ومعناه وبين قول الحافظ العراقي وتلميذه ابن حجر.
العلة الثانية: الفضل بن غانم: أورده الإمام الذهبي في «الميزان» (3/357) وقال: «الفضل بن غانم الخزاعي قال يحيى: ليس بشيء، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال الخطيب: ضعيف».
قلت: ومصطلح «ليس بشيء» يقوله يحيى بن معين في الكذابين والمتروكين، كذلك في أهل الغفلة والاضطراب الذين يُرد حديثهم، وفي المبتدعة والمقلين. كذا في «التهذيب» (1/509).
الطريق الثالث: وفيه أيضًا علتان:
العلة الأولى: الكلبي: أورده الإمام الذهبي في «الميزان» ترجمة (7574) وقال: «محمد بن السائب الكلبي، أبو النضر الكوفي المفسر النَّسَّابَة الأخباري، قال ابن معين: «الكلبي ليس بثقة»، وقال الجوزجاني وغيره: كذاب. وقال الدارقطني وجماعة: متروك».
قال النسائي في «الضعفاء والمتروكين» ترجمة (514): «أبو النضر الكلبي: متروك الحديث». وقال البخاري في «الضعفاء الصغير» ترجمة (322): «أبو النضر الكلبي تركه يحيى بن سعيد».
العلة الثانية: أبو صالح.
قال الإمام ابن حبان في «المجروحين» (2/255): «محمد بن السائب الكلبي يروي عن أبي صالح عن ابن عباس التفسير، وأبو صالح لم ير ابن عباس ولا سمع منه شيئًا، ولا سمع الكلبي من أبي صالح، لا يحل ذكره في الكتب فكيف الاحتجاج به؟». اهـ.
قلت: بهذا يتبين أن الطرق الثلاثة التي أخرجها أبو نعيم تزيد القصة وهنًا على وهن لما فيها من كذابين ومتروكين ومجهولين ومدلسين.
3 ـ ابن جرير الطبري في «التاريخ» (1/566) أخرج القصة من ثلاثة طرق:
الأول: نفس طريق سلمة بن الفضل بن الأبرش الذي أخرجه أبو نعيم وبينا أنه طريق تالف.
والثاني: من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.
قلت: ولقد بينا آنفًا أن هذا الطريق أوهى من سابقه.
والثالث: من طريق سلمة عن محمد بن إسحاق قال: حدثني الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس.
قلت: وهذا الطريق تالف فيه سلمة بن الفضل وهو متروك كما بينا آنفًا، والحكم بن عتيبة مدلس كما في «التقريب» (1/192) وقد عنعن.
4 ـ وأخرج القصة ابن جريج الطبري في «التفسير» (6/251- 252 ح15979) من طريقين:
الأول: هو نفس الطريق الأول الذي أخرجه أبو نعيم والذي بينا ضعفه آنفًا.
الثاني: من طريق الكلبي عن باذام مولى أم هانئ عن ابن عباس.
قلت: وباذام مولى أم هانئ هو أبو صالح كما في «التقريب» (1/93).
وهذا هو الطريق الثالث الذي أخرجه أبو نعيم وهو طريق تالف كما بينا آنفًا.
ملحوظة: وقع تصحيف في السند في تفسير ابن جرير حيث جاء اسم أبي صالح (زاذان مولى أم هانئ)، ويجب أن يصحح إلى (باذام مولى أم هانئ) كما في «التقريب» (1/93) وقال الحافظ ابن حجر: «ضعيف مدلس»، وقد عنعن فيزداد الطريق ضعفًا على ضعفه.
5 ـ وأخرج القصة ابن أبي حاتم في «التفسير» (5/1686) (ح1994) من نفس الطريق الواهي الذي أخرجه أبو نعيم من طريق ابن إسحاق من حديث مجاهد عن ابن عباس ويظهر فيه التدليس والاضطراب.
6 ـ وأخرجه البيهقي في «الدلائل» عن محمد بن إسحاق من نفس الطرق التي بينا ضعفها من مدلسين ومجهولين وكذابين ومتروكين.
بدائل صحيحة:
ولقد بين الإمام البخاري الصحيح في هجرة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وذكر قصة الهجرة في أكثر من أربعين سطرًا في الحديث رقم (3905) من حديث عائشة رضي الله عنها، وفي الحديث رقم (3906) من حديث سراقة بن جعشم.
وبوَّب الإمام البخاري بابًا بعنوان «هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة الباب رقم (45) من كتاب «مناقب الأنصار»، وفي هذه القصص الصحيحة الغنى عن هذه القصص الواهية.
و الله من وراء القصد.

منقول… للتحذير من هذه القصص الضعيفة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد جديدي التبسي الجيريا

أبو بكر رضي الله عنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم والدليل آية من كتاب الله "إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا …"

البقية الله أعلم

بارك الله فيك اخي على المعلومة وجزاك الله خيرا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألم الفراق الجيريا

وعليكِ السّلام ورحمة الله وبركاته
هذه القصة ليست صحيحة أختي
قال الشيخ الألباني رحمه الله في " الضعيفة " (3/339) :
واعلم أنه لا يصح حديث في العنكبوت والحمامتين على كثرة ما يذكر ذلك في بعض الكتب والمحاضرات التي تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فكن من ذلك على علم .ا.هـ.

وقال الشيخ العثيمين رحمه الله في لقاء الباب المفتوح عدد229
السؤال
هل عش العنكبوت والحمامتين وارد يوم اختفى الرسول صلى الله عليه وسلم في غار ثور؟

الجواب
لا، يذكر المؤرخون: أن النبي صلى الله عليه وسلم حين اختفى في غار ثور عششت عليه العنكبوت ووقعت الحمامة على غصن شجرة
وهذا كذب لا صحة له ، ولا فيه آية للرسول عليه الصلاة والسلام ينقل، أي إنسان تعشش العنكبوت وتكون حوله حمامة إذا رآه من يراه يقول: ما في أحد، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام أعمى الله أبصارهم عنه ولهذا قال أبو بكر : [ يا رسول الله! لو نظر أحدهم إلى قدمه لأبصرنا ] لأنه لا يوجد مانع، فالعنكبوت والحمامة لا صحة لذكرهما عند اختفاء النبي صلى الله عليه وسلم في غار ثور، ولهذا يحترم كثير من الناس العنكبوت، يقول: لا تقتلها؛ لأنها عششت على النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا كان الوزغ يُقتل؛ لأنه كان ينفخ في النار على إبراهيم فهذه تكرم فنقول: لا، العنكبوت تقتل إذا آذت مثل غيرها، وهي تؤذي بعض الأحيان تعشش على الكتب وعلى الجدار فتقتل، بل في حديث لكنه ضعيف الأمر بقتل العنكبوت.

من قال هذا؟
أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- من الأوائل الذين أسلموا وصدّقوا رسول الله، وهو الذي كان معه يوم هجرته في الغار، وهذه منقبة من مناقبه -رضي الله عنه-. وقد تفضل الأخ ووضع لكِ الآية الدالة على ذلك.

أنشودة طلع البدر علينا لم تثبت أختي
وراجعي هنا

وكذلك قصة بروك الناقة
راجعي هذا الرابط سيُفيدك أختي
هنا
والله أعلم والله الموفق

بارك الله فيك اختي على المعلومة وجزاك الله خيرا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهاجر إلى الله الجيريا
بارك الله في السائل والمجيب

نفع الله بكم

وفيك بارك الله

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله 31 الجيريا

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته…
ان الهجرة النبوية الشريفة كانت فاصلا هاما في تاريخ الدعوة الإسلامية ,
و هى مليئه بالدروس و العبر الخالدة التي لا تنتهي . و قد امتلأت كتب السيرة و غيرها من الكتب بالكلام عن
الهجرة و أحداثها , و لكن وقع في الكثير منها بعض القصص التي اشتهرت بين الناس و هي في الحقيقة لا تثبت . و قد تكلم بعض العلماء في هذه القصص و بينوا ضعفها و عدم ثبوتها.
و قد جمعت ما استطعت من هذه القصص الواهية تحذيرا منها . ومن كان عنده إضافات أو ملاحظات أو قصص منتشرة أخرى فليضفها إثراءا للموضوع و دفاعا عن السنة النبوية الشريفة .
من هذه القصص :

1- قصة غناء بنات النجار ( طلع البدر علينا )
2- قصة تبول المشرك عند الغار
3- قصة بروك الناقة عند باب أبي أيوب الأنصاري الجيريا
4- قصة عنكبوت الغار و الحمامتين
5- قصة لطم أبي جهل لأسماء بنت أبي بكر
6- قصة ثعبان الغار
7- قصة أبي طالب في الهجرة ووصيتة للنبي الجيريا
8- قصة مبيت علي الجيريا في فراش النبي الجيريا


و سوف أقوم بنقل تفاصيل كل قصة و كلام العلماء عليها تباعا إن شاء الله تعالى .

1- قصة غناء بنات النجار ( طلع البدر علينا )

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 2 / 63 ) :

لما قدم المدينة جعل النساء و الصبيان و الولائد يقلن :
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع " .

ضعيف . رواه أبو الحسن الخلعي في " الفوائد " ( 59 / 2 ) و كذا البيهقي في
" دلائل النبوة " ( 2 / 233 – ط ) عن الفضل بن الحباب قال : سمعت عبد الله بن
محمد بن عائشة يقول فذكره . و هذا إسناد ضعيف رجاله ثقات ، لكنه معضل سقط من
إسناده ثلاثة رواة أو أكثر ، فإن ابن عائشة هذا من شيوخ أحمد و قد أرسله . و
بذلك أعله الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 244 ) . ثم قال البيهقي
كما في تاريخ ابن كثير ( 5 / 23 ) : " و هذا يذكره علماؤنا عند مقدمه المدينة
من مكة لا أنه لما قدم المدينة من ثنيات الوداع عند مقدمه من تبوك " . و هذا
الذي حكاه البيهقي عن العلماء جزم به ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " ( ص 251
تحقيق صاحبي الأستاذ خير الدين وانلي ) ، لكن رده المحقق ابن القيم فقال في "
الزاد " ( 3 / 13 ) : و هو وهم ظاهر لأن " ثنيات الوداع " إنما هي ناحية الشام
لا يراها القادم من مكة إلى المدينة و لا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام " .
و مع هذا فلا يزال الناس يرون خلاف هذا التحقيق ، على أن القصة برمتها غير
ثابتة كما رأيت ! ( تنبيه ) : أورد الغزالي هذه القصة بزيادة : " بالدف و
الألحان " و لا أصل لها كما أشار لذلك الحافظ العراقي بقوله : " و ليس فيه ذكر
للدف و الألحان " . و قد اغتر بهذه الزيادة بعضهم فأورد القصة بها ، مستدلا على
جواز الأناشيد النبوية المعروفة اليوم ! فيقال له : " أثبت العرش ثم انقش " !
على أنه لو صحت القصة لما كان فيها حجة على ما ذهبوا إليه كما سبقت الإشارة
لهذا عند الحديث ( 579 ) فأغنى عن الإعادة

——————————————————————————————–

و قال أيضا في " الضعيفة " ( 21-23/ 14):

[ قال الحافظ في "الفتح" (4/262):
"وهو سند معضل، ولعل ذلك كان في قدومه من غزوة تبوك".
وإن مما يؤكد نكارة ذكر الدفوف في قصة إستقباله صلى الله عليه وسلم قول البراء بن عازب
رضي الله عنه :
ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول
الله صلى الله عليه وسلم ، حتى جعل الإماء يقُلن: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رواه البخاري (3925) وغيره، وهو مخرج في "تخريج فقه السيرة" (ص 169-
دار القلم).
ومثله حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
إِنِّي لَأَسْعَى فِي الْغِلْمَانِ يَقُولُون: جَاءَ مُحَمَّدٌ فَأَسْعَى فَلَا أَرَى شَيْئًا ثُمَّ
يَقُولُونَ جَاءَ مُحَمَّدٌ فَأَسْعَى فَلَا أَرَى شَيْئًا قَالَ حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَصَاحِبُهُ أَبُو بَكْرٍ فَكُنَّا فِي بَعْضِ حِرَارِ الْمَدِينَةِ ثُمَّ بَعَثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ
لِيُؤْذِنَ بِهِمَا الْأَنْصَارَ فَاسْتَقْبَلَهُمَا زُهَاءَ خَمْسِ مئة مِنْ الْأَنْصَارِ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَيْهِمَا
فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ انْطَلِقَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبُهُ بَيْنَ
أَظْهُرِهِمْ فَخَرَجَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ حَتَّى إِنَّ الْعَوَاتِقَ لَفَوْقَ الْبُيُوتِ يَتَرَاءَيْنَهُ يَقُلْنَ أَيُّهُمْ
هُوَ أَيُّهُمْ هُوَ قَالَ فَمَا رَأَيْنَا مَنْظَرًا مُشْبِهًا بِهِ يَوْمَئِذٍ.
قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَوْمَ دَخَلَ عَلَيْنَا وَيَوْمَ قُبِضَ فَلَمْ أَرَ يَوْمَيْنِ
شبيهاً بِهِمَا.
أخرجه البخاري في "التاريخ الصغير" (ص 6-هندية)، والبيهقي في
"الدلائل" (2/507)، وأحمد (3/222) من طريق سليمان بن المغيرة عن
ثابت عن أنس. وأخرجه أحمد (3/122) من طريق آخر عن ثابت مختصراً.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، وسكت عنه الحافظ في
"الفتح" (7/251) رضىً به – كما في قاعدته -.
وتابعه عبد العزيز بن صهيب عن أنس به نحوه مطولاً.
أخرجه البخاري (3911)، وأحمد (3/211).
والمقصود، أن هذه الأحاديث الصحيحة تؤكد نكارة ذكر الدفوف والغناء
في حديث الترجمة ونحوه.
(تنبيه): عزا الحافظ في "الفتح" حديث الترجمة في موضعين منه (7/
245، 261) إلى الحاكم، وسبقه إلى ذلك الحافظ ابن كثير، ولكنه قرنه بتحفظ
غريب غير معتاد، فقال بعدما ساقه من رواية البيهقي بإسناده (3/200):
"هذا حديث غريب من هذا الوجه، لو يروه أحد من أصحاب "السنن" وقد
أخرجه الحاكم – كما يروى -"!
فقوله: "كما يروى" لعله يعني رواية البيهقي عنه، وحينئذ فلا فائدة تذكر م
نه. وعلى كل حال، فهذا القول- أو القيد – منه خير من إطلاق الحافظ عزوه
للحاكم، لأنه يوهم أنه في "مستدركه" وليس فيه، ثم إنه سكت عنه، فأوهم
حسنه على الأقل عنده، وليس كذلك -كما تقدم- . ولقد كان هذا من الدواعي على إخراجه، والكشف عن علته، واقترن مع ذلك الاستطراد لذكر أحاديث
صحيحة تدل على نكارته. والله ولي التوفيق.

2- قصة تبول المشرك عند الغار

قال الشيح علي حشيش [ في العدد ( 421 ) من مجلة التوحيد ( ص 53 ) ] :

أولاً: المتن:
يُروى عن أبي بكر – رضي الله عنه – أنه قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى اسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَوْرَتِهِ يَبُولُ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلَيْسَ الرَّجُلُ يَرَانَا ؟ قَالَ : لَوْ رَآنَا لَمْ يَسْتَقْبِلْنَا بِعَوْرَتِهِ ، يَعْنِي وَهُمَا فِي الْغَار .
ثانيًا: التخريج:
الحديث أخرجه أبو يعلى في «مسنده» (1/46) (ح46) قال: حدثنا موسى بن حيان حدثنا عُبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، حدثنا موسى بن مُطير، حدثني أبي، عن عائشة رضي الله عنها قالت: حدثني أبو بكر – رضي الله عنه – قال: فذكر حديث القصة.

ثالثًا التحقيق:
هذا الخبر الذي جاءت به القصة (باطل) والقصة واهية.
وفيها علتان:
الأولى: موسى بن مُطَيْر:
1- أخرج العقيلي في «الضعفاء الكبير» (4/163/1734) عن يحيى بن معين قال: «موسى بن مطير كذاب».
2- أورده النسائي في «الضعفاء والمتروكين» برقم (555) وقال: «موسى بن مطير منكر الحديث».
3- أورده الدارقطني في «الضعفاء والمتروكين» برقم (513) وقال: «موسى بن مطير،كوفي عن أبيه، ومطير أبوه لا يُعرف إلا به».
قلت: وقد يتوهم من لا دراية له بعلم الجرح والتعديل أن الدارقطني سكت عنه ولا يدري أنه بمجرد ذكر اسم موسى بن مطير في كتاب «الضعفاء والمتروكين» للدارقطني
يجعل موسى بن مطير من المتروكين، حيث قال البرقاني: «طالت محاورتي مع ابن حمكان للدارقطني عفا الله عني وعنهما في المتروكين من أصحاب الحديث فتقرر بيننا وبينه على ترك من أثبته على حروف المعجم في هذه الورقات». كذا في «مقدمة الضعفاء والمتروكين» للدارقطني.
4- أورده الإمام ابن أبي حاتم في «كتاب الجرح والتعديل» (8/162/717) وقال:
أ- «موسى بن مطير روى عن أبيه عن أبي هريرة وعائشة. روى عنه أبو داود الطيالسي وخلف بن تميم وأبو يوسف صاحب الرأي».
ب- وقال: «قرئ على العباس بن محمد الدوري عن يحيى بن معين أنه قال: موسى بن مطير كذاب».
جـ- وقال: سألت أبي عن موسى بن مطير فقال: «متروك الحديث ذاهب الحديث».
5- وأورده ابن حبان في «المجروحين» (2/242) وقال: «موسى بن مطير كان صاحب عجائب ومناكير لا يشك المستمع أنها موضوعة إذ كان هذا الشأن صناعته».
6- وأورده الإمام الذهبي في «الميزان» (4/223/8928) حيث قال: «موسى بن مطير، عن أبيه، وعنه أبو داود الطيالسي: واهٍ».
7- وأقره الحافظ ابن حجر في «اللسان» (6/153) (1903/8688) وزاد عما ذكره الذهبي في «الميزان»: أن أحمد قال: ضعيف، ترك الناس حديثه، وذكره العقيلي في الضعفاء وقال العجلي: كوفي، ضعيف الحديث، ليس بثقة.
الثانية: مطير بن أبي خالد: أورده الإمام ابن أبي حاتم في كتابه «الجرح والتعديل» (8/394/1805) وقال: «مطير
بن أبي خالد روى عن أبي هريرة وعائشة وثابت البجلي وروى عنه عوسجة وابنه موسى بن مطير وعلي بن هاشم بن البرير وقال: «سألت أبا زرعة عنه فقال: ضعيف الحديث».
وقال: «سألت أبي عنه فقال: متروك الحديث».
وأقره الذهبي في «الميزان» (4/129/8587).

3- قصة بروك الناقة عند باب أبي أيوب الأنصاري الجيريا

روي ذلك عن أنس و عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهم – :

1- عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال : " قال أهل المدينة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ادخل المدينة راشدا مهديا ، قال : فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة فخرج الناس ينظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما مر على قوم قالوا : يا رسول الله هاهنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعوها فإنها مأمورة يعني ناقته حتى بركت على باب أبي أيوب الأنصاري " [ أخرجه ابن عدي في " الكامل " (2/424 ) و ابن القيسراني في "ذخيرة الحفاظ " ( 3/1659 ) و قالا : باطل ]

2- عن أنس الجيريا قال : « قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فلما دخل المدينة جاءت الأنصار برجالها ونسائها ، فقالوا : إلينا يا رسول الله فقال : » دعوا الناقة فإنها مأمورة « ، فبركت على باب أبي أيوب قال : فخرجت جوار من بني النجار يضربن بالدفوف وهن يقلن : نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : » أتحبوني ؟ « فقالوا : إي والله يا رسول الله قال : » وأنا والله أحبكم ، وأنا والله أحبكم ، وأنا والله أحبكم « "
[ أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" (2/508) ] [ منكر – الضعيفة (6508) ]

قال الألباني في التعليق على هذا الحديث في السلسلة الضعيفة (22/ 14):
[ ويمكن أن يقال مثل ذلك في قصة الناقة، وبخاصة في بروكها على باب أبي
أيوب، فإن المعروف في كتب السيرة، أنها بركت حين أتت دار بني مالك بن
النجار على باب مسجده صلى الله عليه وسلم ، وهو يومئذ مربد لغلامين يتيمين من بني النجار،
هكذا ساقه ابن هشام في "السيرة" (2/112-113) عن ابن اسحاق معضلاً
بدون إسناد مطولاً، وفيها تكرار جملة: "خلوا سبيلها، فإنها مأمورة" كلما مر صلى الله عليه وسلم بدارٍ من دور الأنصار، وقالوا له: أقم عندنا في العدد والعُدّة والمنعة. ومن رواية ابن إسحاق هذه ساقها بطولها ابن كثير في "البداية" (3/198 – 199) ولم يسندها. ] ا.ه

قلت : فكل ما ثبت في ذلك هو ما رواه البخاري في ( بَاب هِجْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ ) من حديث أنس بن مالك الجيريا و فيه {….. فَقِيلَ فِي الْمَدِينَةِ جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَشْرَفُوا يَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ جَاءَ نَبِيُّ اللَّهِ فَأَقْبَلَ يَسِيرُ حَتَّى نَزَلَ جَانِبَ دَارِ أَبِي أَيُّوبَ ….} , و في ( بَاب مَقْدَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ الْمَدِينَةَ ) عن أنس : { …. وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفَهُ وَمَلَأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ حَتَّى أَلْقَى بِفِنَاءِ أَبِي أَيُّوبَ ….} رواه أيضا مسلم و أبو داود و النسائي و غيرهم من حديث أنس بن مالك الجيريا .
– و عند ابن هشام في "السيرة" (2/112-113) :
[ مَبْرَك نَاقَتهُ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِدَارِ بَنِي مَالِكِ بْنِ النّجّارِ ]
حَتّى إذَا أَتَتْ دَارَ بَنِي مَالِكِ بْنِ النّجّارِ ، بَرَكَتْ عَلَى بَابِ مَسْجِدِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُوَ يَوْمئِذٍ مِرْبَدٌ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ مِنْ بَنِي النّجّارِ ، ثُمّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ النّجّارِ ، وَهُمَا فِي حِجْرِ مُعَاذِ بْنِ عَفْرَاءَ ، سَهْلٍ وَسُهَيْلٍ ابْنَيْ عَمْرٍو . فَلَمّا بَرَكَتْ وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ عَلَيْهَا لَمْ يَنْزِلْ وَثَبَتَ فَسَارَتْ غَيْرَ بِعِيدٍ وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَاضِعٌ لَهَا زِمَامَهَا لَا يَثْنِيهَا بِهِ ثُمّ الْتَفَتَتْ إلَى خَلْفِهَا ، فَرَجَعَتْ إلَى مَبْرَكِهَا أَوّلَ مَرّةٍ فَبَرَكَتْ فِيهِ ثُمّ تَحَلْحَلَتْ وَزَمّتْ وَوَضَعَتْ فَنَزَلَ عَنْهَا رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ فَاحْتَمَلَ أَبُو أَيّوبَ خَالِدُ بْنُ زَيْدٍ رَحْلَهُ فَوَضَعَهُ فِي بَيْتِهِ وَنَزَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَسَأَلَ عَنْ الْمِرْبَدِ لِمَنْ هُوَ ؟ فَقَالَ لَهُ مَعَاذُ بْنُ عَفْرَاءَ : هُوَ يَا رَسُولَ اللّهِ لِسَهْلٍ وَسُهَيْلٍ ابْنَيْ عَمْرٍو ، وَهُمَا يَتِيمَانِ لِي ، وَسَأُرْضِيهِمَا مِنْهُ فَاِتّخِذْهُ مَسْجِدًا.

يتبع إن شاءالله…

بارك الله فيك اخي على المعلومات وجزاك الله خيرا

الإستماع للقرآن الكريم من دون تحميل 2024.

الجيرياالآن بإمكانك الإستماع للقرآن الكريم من دون تحميل أي ملفات صوتية لأكثر من 60 قارئ كل ما عليك عمله هو تحميل المصحف الإلكتروني و الإستمتاع بالإستماع للقرآن الكريم

https://khadejah.net/Arabic/download.php?platform=win&token=b0f082238666708611 02c8b561c74070〈=ara

أين الردود

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

ி ιllιl رمضًــــآن كــَريـــمَ (( ^_^ ))

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fatimazahra2016 الجيريا
الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

ி ιllιl رمضًــــآن كــَريـــمَ (( ^_^ ))

شكرا جزيلا على الرد الجميل

الجيريا

الجيريا

بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء

أداب وكيفية التعامل مع الدعاء 2024.

باسم الله الرحمان الرحيم
لا تحزن ان الله لم يستجب دعائك حتى الان . فالله لم يؤجل الاجابة عبسا . ولا اهمالا . بل هو قد فعل ذلك لحكمة يعلمها ولا نعلمها . فانتظر هذه الحكمه الى ان تنكشف لك بجمالها . لتسعد بها اكثر منة من الله عز وجل . فقد فعلها الله مع خير منى ومنك . فنحن لسنا افضل من النبي نوح -ع- الدي عانى من قومه1000سنة لكنه لم يحزن بل دعى ربه واستجاب المولى لدعائه

قال الصحابى . لن نعدم خيرا من رب يضحك .
فلا تحزن ولا تستعجل . لان الايأس والاستعجال . يمنع الاستجابه للدعاء . عندها ستفقد ما طلبت من الله

آداب الدعاء إلي الله

· ترصد لدعائك الأوقات الشريفة: كيوم عرفة من السنة ,و رمضان من الأشهر ,و يوم الجمعة من الأسبوع ,ووقت السحر من ساعات الليل.

· التضرع و الخشوع لله.

· لا ترفع بصرك ألي السماء.

· أخفض صوتك بين المخافتة و الجهر و لا تتكلف السجع في الدعاء.
لا تنسونا بصالح الدعوات مانو خلوية

لا توجد ردود الله اكبر

~ بــــــــــارك الله فيـــــــــــكِ اختــــــــــي

بارك الله فيك

وفيييييييييييييييييييييييييييييييييييكم بركة

جزاكي الله كل خير اختي
و بارك فيكي

الجيريا

الجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيريا:1 9:الجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيرياالجيريا

وفيييييييييييييككككككككككككككككككككككككككككككككككك م بركة

جزاك الله خيرا

وجزاك معي انشاء الله

شووووكرااان جزييييييييلا
بااااارك الله فيك على الموضوع الاكثر من قيم
جزاك الله خيرااا
وزادك الله اجرااا
بالتوفيق

حمل كتاب الأدب المفرد للإمام أبي عبد الله البخاري رحمه الله 2024.

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة في الله بارك الله فيكم ووفقكم لطاعته ومرضاته

هذه تحفة نفيسة من الله بها علينا فله الحمد والنعمة والشكر , جزى الله خيرا من كان سببا في تسهيلها وتيسيرها, وهي كتاب:

ات المخطوط
=======

اسم الكتاب : الأدب المفرد
المؤلف : محمد بن اسماعيل للبخاري
المقدمة : الحمد لله رب العامين وصلى الله وسلم
الخاتمة : …………..
رقم النسخة :
عدد الأوراق: 157 ورقة/ورقات
مصدر المخطوط :

=========================
رابط التحميل:

waqfeya.com/book.php?bid=6319
معلومات حول الكتاب:
===============================

ذكره في (معجم ابن حجر)(232), و(صلة الخلف)(ص102),
قال الحافظ في (فتح الباري)(10/400): يشتمل على أحاديث زائدة على ما في (الصحيح), وفيه قليل من الآثار الموقوفة , وهو كثير الفائدة اهـ
طبع في مطبعة الحوادث العراق 1408 بتحقيق (فلاح عبد الرحمن عبد الله), وفي دار الكتب العلمية بيروت 1990 بتحقيق (محمد عبد القادر عطا) عدد أحاديثه (1322) حديثا,
وشرحه الشيخ (فضل الله بن أحمد علي الجيلاني الهندي) المتوفى سنة 1299هـ, سماه: (فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد) طبع في المطبعة السلفية القاهرة 1375هـ , وفي مكتبة الاستقامة 1999 في مجلدين, ثم في دار الكتب العلمية 1445هـ بتحقيق (أحمد شمس الدين)
1- وللحافظ (ابن حجر) كتاب (زوائد الأدب المفرد على الكتب الستة) ذكر ذلك (السخاوي) في (الجواهر والدرر)(2/664)
2- وللحافظ (جلال الدين السيوطي) (منتقى) منه , نسبه لنفسه في (فهرست مؤلفاته)( ص 25 رقم 116 كتب الحديث)
3- وللشيخ (الألباني) رحمه الله كتاب (صحيح الأدب المفرد), طبع دار ابن الجوزي الدمام في مجلدين وعدد أحاديثه (993) حديثا
4- وله أيضا (ضعيف الأدب المفرد) وعدد أحاديثه (217) حديث

ادعوا لاخيكم ان ييسر الله امري و يوفقني لمل يحبه و يرضاه
____________________________________

إعراب القلوب 2024.

[ عراب القلوب [/color]
إذا كان النحاة يقولون : علامات الإعراب أربعة
رفع وفتح وخفض وسكون

فالغزالي يقول : إعراب القلوب على أربعة أنواع أيضا
… … رفع ، وفتح ، وخفض ، وقف :

رفع القلب : في ذكر الله تعالى
فتح القلب :في الرضا عن الله تعالى
خفض القلب : بالإشتغال بغيره سبحانه وتعالى
وقفه يكون : بالغفلة عن ذكره وسبحانه وتعالى

وعلامات الرفع ثلاثة
1_ وجود الموافقة
2_ وفقد المخالفة
3_ دوام الشوق إليه

وعلامات الفتح ثلاثة
1_ التوكل
2_ الصدق
3_ اليقين

وعلامات الخفض ثلاثة
1_ العجب
2_ الرياء
3_ الحرص

وعلامات الوقف ثلاثة
1_ زوال حلاوة الطاعة
2_ وعدم مرارة المعصية
3_ والتباس الحلال[/center][/SIZE]

شكرا جزيلا لكم