مطوية مبسطة
عن سنة التراص في الصفوف وإلصاق الكعب بالكعب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
أما بعد:
فعملاً بقوله صلى الله عليه وسلم:
{عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ}
صحيح الترمذي
.
وقوله: {من أحيا سنةمن سنتي فعمل بها الناس كان له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا}
صحيح ابن ماجه
.
وفي زمان عظمت فيه غربة السنة، وأغرب منها من يعرفها !
كما قال يونس بن عبيد
–
رحمه الله
–
: "ليس شيءٌ أغرب من السنة، وأغرب منها من يعرفها".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر}
صحيح الترمذي.
نسعى لإحياء سنة عظيمة من سنن النبي
صلى الله عليه وسلم
.
سنة كان لها الأثر البالغ في تأليف قلوب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هي سنـة التراص في الصفوف وإلصاق الكعب بالكعب
سنـةٌ حرص عليها الصحابة رضي الله عنهم امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، فلنتقدي بهم ليشملنا قول الله عز وجل
: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
وهذه جملة من أقـوال العلماء في الحث على هذه السـنة:
قال الإمام البخاري في الصحيح/ كتاب الصلاة/ باب: إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف:
و
قال النعمان بن بشير رضي الله عنه: "رأيت الرجل منا يلزق كعبه بكعب صاحبه
".
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني/ فتح الباري (211/2):
واستدل بحديث النعمان هذا على أن المراد بالكعب العظم الناتئ في جانبي الرِّجْل، وهو عند ملتقى الساق والقـدم، وهو الذي يمكن أن يلزق بالذي بجنبه
.
وقال الإمام محمد الصنعاني/ كتاب: "سبل السلام شرح بلوغ المرام" (83/2):
وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {رصـوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق، فوا الذي نفسي بيده إني لأرى الشياطين تدخل من خَلَل الصف كأنها الحذف} سنن أبي داود.
بفتح الحاء والذال المعجمة؛ هي صغار الغنم.
وأخــرج الشيخان وأبو داود من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قـال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس بوجهه فقال:
{أقيمـوا صفوفكم – ثلاثاً- والله لَـتُـقيمُنَّ صفوفكم أو ليخالفنَّ الله بين قلوبكم}.
قال: "فـرأيـت الـرجـل يـلـزق مـنـكـبـه بـمـنـكـب صـاحـبه وكـعـبه بكـعـبه".
وأخــرج أبو داود عنه أيضاً قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يسوينا في الصفوف كما يقوِّم القِـداح، حتى إذا ظـن أنْ قد أخـذنا ذلك عنه وفقهنا أقبل ذات يوم بوجهه إذا رجل منتـبذ بصدره فقال: {لتُـسَــوُنَّ صفوفكم أو ليخالفـن الله بين وجوهكم}.
وأخــرج أيضاً من حديث البـراء بن عازب رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل الصف من ناحية إلى ناحية يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول: {لا تختلفوا فتختلف قلوبكم}.
وهذه الأحاديث والوعيد الذي فيها دالةٌ على وجوب ذلك.
وهو مما تساهل فـيه الناس.
مـعنى قوله صلى الله عليه وسلم: {رصـوا صفوفكم}
قال الإمام محمد الألباني/ كتاب: "صحيح الترغيب والترهيب" (332/1):
يقال: رصَّ البناء يرصه رصـاً إذا ألصق بعضه ببعض، ومنـه قـوله تعالى:{كَأَنَّهـُم بُـنـْيَـانٌ مَّرْصُوص}.
ومعناه: تضــامــوا وتلاصقــوا حتى يتــصل ما بينكم ولا ينقط.
وذلك بأن يلصق الرجل منكـبه بمنكب صاحبه وكعبه بكعب صاحبه، كمـا ثبت ذلك عن الصـحابة وراء النبي صلى الله عليه وسلم.
فـوائـد من قوله صلى الله عليه وسلم: {أقيموا صفوفكم}
{سووا صفوفكم}
· الأولى: وجوب إقامة الصفوف وتسويتها والتراص فيها؛ للأمر بذلك، والأصل فيه الوجوب إلا لقرينة، كما هو مقرر في الأصــول، والقرينة هنا تؤكــد الوجــوب، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: {أو ليخالفـن الله بين قلوبكم} فإن مثل هذا التهديد لا يقال فيما ليس بواجب كما لا يخفى.
· الثانية: أن التسوية المذكورة إنما تكون بلصق المنكب وحافة القدم بالقدم؛ لأن هذا هو الذي فعله الصحابةرضي الله عنهم حين أُمِـروا بإقامـة الصفـوف والتـراص فيها…
وإنني أهيب بالمسلـمين وبخاصة أئـمة المساجـد الحريصين على اتباعه صلى الله عليه وسلم واكتساب فضيلة إحياء سنته صلى الله عليه وسلم أن:
يعملــوابهذه السنة .
ويحرصــواعليها.
ويدْعــواالناس إليها؛ حتى يجتمعوا عليها جميعاً.
وبذلك ينجون من تهديد: {أو ليخالفن الله بين قلوبكم}.
من كتاب: "السلسلة الصحيحة" للإمام الألباني/ (72/1)
المطوية النافعة بإن الله تجدوها على الرابط
https://www.sahab.net/forums/index.ph…&attach_id=556
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا
شكرا وبارك الله فيك
فعلا هي سنن مهجورة بل مجهولة
بارك الله فيك
و فيكم بارك الله
و فيكم بارك الله