* ملحمة الفرسان ضدّ الألمان
بقلم: البشير بوكثير
توطئة: نزولا عند رغبة أخٍ عزيزٍ على قلبي طلبَ كتابةَ بعض السّطور حول موقعة الجزائر- ألمانيا، خربشتُ هذه المقامة ، لتكون لمنتخبنا الشارةَ والعلامة.
حدثنا البشير الغلبان، عن مباراة الجزائر مع لالمان :
حين انهزمنا ضدّ البلجيك، قالوا : الجزائر ينقصها التكتيك، وهجومُ الشّنفرى والسّليك . وفورا استجاب الكوتش "وحيد" ،لصيحة (الشعب يريد..)، وفعلا بدأ التّغيير الأكيد، ومعركة السّحقِ و التمرميد، لفريق كوريا العنيد، الذي خرج مهزوما برباعية ، بعدما تخلى المحاربون عن الخُطّة الدّفاعية ، وحلّقوا في الفضاء بسفنهم الشّراعية .
يوم الخميس أطفأتُ الفانوس، وهجرتُ الأدب والشِّعرَوالدّروس، وانشغلتُ بمباراة الجزائر مع الرّوس، حيث كنتُ خائفا من شراسة الدّبّ اللعين، وقساوة أحفاد بوتين، الذين كادوا أن ينزعوا من قلبي الوتين، لمّا سجّلوا هدفا في العرين، في وقت وجيزٍ ثمين.
بدأ قلبي يتصدّع ويتشقّق، مثل أخينا الشّمقمق، حين حرموه من الثّريد والفُستق، وأدركتُ بأنّنا منهزمون، ومن المونديال اللعين خارجون، فخرجتُ من الدّار، كي أزيلَ القلق وبوادر الانهيار، ومرّت الدّقائق واللحظات، عليّ مثل السّاعات ، حتى سمعتُ الزّغاريد والصّيحات ، مُعلنةً انطلاقَ الاحتفالات، في كلّ شوارع رأس الوادي والحارات، من حيّ "ملّوزة" العتيق، و"دوّار عياض" الأصيل العريق، وصولا إلى شارع"لاكْناب"، الذي جمعَ شملَ الأحباب، الأطفال منهم والشّباب، وحتى السّيدات والشّيّاب.. الكلّ يرقص ويُغنّي، ويعانقُ طيفَ التمنّي، بالفوز على الألمان، كما فعلها جيلُ بلومي وماجر الفنّان، في ذلك الزّمان.
ليلة الاثنين دقّتْ ساعةُ الحقيقة، حَسَبْتُها دقيقة بدقيقة،ومعها خفقتْ القلوب الرّقيقة، تنادي ببطولات الجزائر العميقة، وبأمجادها العريقة، لقهرِ الجرمان، والثّأرِ من مهزلتهم في بلاد الإسبان.
ليس أمامنا سوى الفوز، لنفطر-ليلا-على الجَوز وقلبِ اللوز، فكلّ شيء ممكن ويجوز .
الجمعة: 27 جوان 2024م
بارك الله فيك رمضان كريم