يقول ماكس فيبر:
هناك طريقتان لممارسة السياسية:فإما أن نعيش من أجلها و إما أن نعيش منها
يصعب فصل السياسة عن السلطة و الجاه و الرغبة في الطهور و البروز،لذلك ينقسم الناس إزاءها ففريق يدخل السياسة من باب المبدأ لكن بعد فشله في تحقيق أحلامه يتحول إلى هدف أخر هو البقاء في سدة القيادة و السيطرة على ما تبقى من الأتباع . وفريق ثان يدخل إلى السياسة ابتداء من أجل البحث عن مورد حقيقي للمال وهؤلاء هم الأغلبية
ينبغي الإقرار أن الأعيان يطلون الممسكين بتلابيب السلطة في التنظيمات السياسية
ان القوة الحقيقية المتحكمة في الأحزاب حتى المسماة أحزابا ديمقراطية هي قوة الأعيان،و المتتبع للشأن السياسي يرى بالفعل تغلغلهم وتحكمهم في جل التنظيمات الحزبية إن لم نقل كلها.
ثلاث مزايا حاسمة تصنع رجل السياسة : الرغبة –روح المسؤولية – الرؤية
الرغبة صفة نفسية و المسؤولية صفة عملية و الرؤية صفة عقلية
مسألتان قاتلتان في السياسة ،عدم الدفاع عن أي قضية و الافتقاد إلى المسؤولية
عندما ينعدم المبدأ و تذهب المسؤولية تموت السياسة
أي أمة تتجاوز عن الخسائر المادية اللاحقة بها لكن لا يمكن أن تغفر الاهانة التي تتعرض لها
لا يبغي إهانة أمة أبدا لأن الضعيف لا يظل ضعيفا أبدا
الذي يرغب في التصرف وفق أخلاق الإنجيل ينبغي أن يتنازل عن القيام بالإضراب لأن الإضراب نوع من الإكراه ومن ثم لا يبقى له من حل سوى الانضمام إلى النقابات الصفراء
يصعب الحفاظ على التقوى و الفضيلة و الأخلاق عند الانغماس في السياسة
الوسيلة الحاسمة في السياسة هي القوة
السياسة هي صراع القوى و ليس صراع النيات
نجاح القائد يقوم على طريقة اشتغال جهازه المشتغل معه ، ولهذا يرتبط أيضا بالدوافع التي تحرك مؤيديه و ليس الدوافع التي تحركه هو
لقد أحدث ماكيافيللي قطيعة مع التراث الفلسفي الموروث عن افلاطون ،أي تلك النظرية المثالية التي تبحث عن المثال idéal ،و تدافع عن الموقف الأخلاقي في السياسة ….
فأفلاطون في كتابه الجمهورية يرى أن السياسي ينبغي ان يكون فيلسوفا يعرف أفكار الخير و العدل ….،و ان على السياسة أن تجعل الناس أكثر نقاء أخلاقيا و أكثر صفاء قيميا ،و تلك أهداف أقرب إلى الدين منه إلى السياسة .
لقد حاول ماكيافيللي بحث ووصف الأساليب و الطرق التي تمكن من الاحتفاظ بالسلطة ،و تجنب النظرة المثالية معتبرا أنه ينبغي التعامل مع الإنسان كما هو و ليس كما يحلم به البعض
يرى أنه لا أخلاق في السياسة ،و أن الأمير الذي يعتمدها فقط فلا محالة يقود ملكه إلى الزوال .لذلك ينبغي أن يستعمل كل الوسائل لتحقيق أهدافه و الحفاظ على سلطته ،لذا ينبغي أن يستخدم القوة و الحيلة ، يقول ماكيافيل :" الأسد لا يستطيع حماية نفسه من الشراك ، والثعلب لا يستطيع الدفاع عن نفسه من الذئاب. لذا الواحد يجب أن يكون ثعلبا ليعرف الفخاخ ، وأسدا لتخويف الذئاب".
لماذا ؟ لأن الناس أشرار بالطبيعة يقول ماكيافيللي :" لماذا ؟ لأن الناس أشرار بالطبيعة .. عن البشرية يمكننا ان نقول بصفة عامة هم متقلبون ، منافقون ، جشعون للربح".
و لتحقيق هذا الهدف ينبغي توظيف الدين للحفاظ على سلطته و و إجبار الناس على طاعته .و هو طريق مضمون ليظهر الأمير و صاحب السلطة السياسية كشخص تقي وورع فيحصل على مشروعية أكيدة.
لقد اعتبر ماكيافيللي أن هدف الأمير الاستراتيجي يكمن في تحقيق الاستقرار و السلام و لن يتم ذلك إلا عبر سلطة قوية تستعمل القوة ليس كغاية و لمن كوسيلة لتأسيس قوانين تخدم الشعب .
——————-
من فلسفتنا بتصرف
شكرا لك استاد
شكرا ع الفائدة اخي الكريم
لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر … تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل غير مدركين أن سرّ السعادة تكمن في تَسلّقه …
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا جزيلااااااااااااااااااا