· بسم اللـــــــه الرحـــــــمن الرحـــــــيم
تحديد الفرق بين العادة و الإرادة.
1/طرح الاشكال:
_ادا كانت أفعال الإنسان صادرة عنها أثناء التكيف تصنف إلى نوعين أساسيين أفعال غريزية وعادة من جهة وأفعال إرادة من جهة أخرى.
فما الفرق بين العادة و الإرادة؟وما العلاقة بينهما
محاولة حل الإشكالية:
الجزء الأول:نقاط اختلاف
_من حيث تعريفهما
العادة سلوكا أو استعداد مكتسب بالتكرار دائم نسبيا يقول’أرسطو’
"هي طبيعة ثانية في الإنسان"الانها تقابل الغريزة التي تعتبر الطبيعة الأولى في الإنسان بينما الإرادة قرار أو فعل واعي جديد يريد فيه الإنسان العواقب و الهدف الذي يريد تحقيقه على ارض الواقع
من حيث طبيعتهما
إن العدة كما يرى‘ باغلوف’:سلوك الي مجرد منعكسات شرطية سمح التكرار بتشكلها و اكتسابها مثال تجربة باغلوف على الكلب ووخز الانسان بإبرة،بينما الإرادة كما يرى سبينوزا نوع من أنواع التفكير فهي و الذكاء شيء واحد فالفكرة و الهدف الواضح يتحول إلى قرار يقول ديكارت "يكفي أن نحسن الحكم حتى نحسن العمل به"
من حيث وظيفتهما
_إن العادة مجرد وسيلة تمنحها الاقتصاد في الجهد و الانتباه و الوقت بينما الإرادة مصدر المداولة و القرار .
الجزء الثاني نقاط التشابه
_كلاهما نشاط نفسي
_ العادة كما يرى الجشطالتيون تحتاج إلى الفهم و الانتباه فالإنسان لا يتعلم بالتكرار الآلي وإنما بالبدء من جديد مع شرط الانتباه المستمر و لإرادة اليقظة وكذلك كما يرى "وليام جيمس"
تحتاج إلى الجهد ولا تحتاج إلى الجهد عقلي كبير بقدر ما تحتاج الى جهد نفسي
_كلاهما يسهل على الإنسان التكيف
_ كلاهما يتأثر بالبشرية
الجزءالتالث التداخل (طبيعة العلاقة بينهما)
_بينهما علاقة جدلية
_لتعلم العادات الايجابية لابد من الإرادة مثل الأخلاق الحسنة وآداب السلوك و مهارات العامل و الكاتب هدا من جهة ومن جهة أخرى "الإرادة ليست قوية إلا باختلاف العادات التي تمكننا من تنفيذه أليا "
حل الإشكالية:
بناءا على ماتقدم أن الاختلاف الظاهر بين العادة و الإرادة لا ينبغي ان يحجب عنا التكامل الوظيفي بينهما.
اهلا……هناء
ما.فعلت كان تصميما للاجابة ..وقد وفقت في تحديد اوجه المقابلة بينهما….لكن لا تنس بانه في الاختبار او البكاوريا انت مطالبة بتحرير مقال….معنى ذلك كتابة انشاء بناءي مطول …وفق صياغة ممنهجة تجمع بين التحليل والمناقشة…طبعا مع حذف العناوين…….هناك فرق بين تصميم اجابة–في المسودة– و تحرير مقال–طبعا في ورقة الاجابة
تمرن جيدا على التوسع و تحليل الاحكام وفق اسلوب محكم فلسفيا….لم اقل اسلوب ادبي به حشو و اطناب
اخيرا …لا املك من المقالات حول العادة و الارادة الا هذين…طبعا منقولين من منتديات اخرى….ان اردت الاستزادة و الاطلاع اكثر………………………………بالتوفيق.. هناء………..تفضلي
——————————————
العادة والإرادة
طرح المشكلة العامة:
تتحكم في حياة الإنسان مجموعة من استعدادات فطرية مختلفة لا تساعده على مواجهة كل المواقف الطارئة ، لهذا كان بحاجة إلى استعدادات مكتسبة أخرى تفي بالغرض ( تحقيق التكيف مع العالم الخارجي ) ومن بين تلك السلوكات نجد السلوك التعودي كسلوك آلي في مقابل السلوك الإرادي كسلوك قصدي .
فهل الاختلاف الذي يفرق بين العادة والإرادة ( الإرادة المشحونة بأهواء وانفعالات )في تكيفهما مع الواقع عائق لإيجاد سبل التقارب والاتفاق بينهما ؟
أولا : الاختلاف بين العادة والإرادة في تكيفهما مع الواقع :
-1- من حيث تعريفهما:
ــ العادة: هي سلوك مكتسب عن طريق التعلم وقوانينه .
ويعرفها العالم الفرنسي ‘رافسون ‘: " العادة في أوسع معانيها هي هيأة عامة ودائمة لوجود ما أو حالة هذا الوجود منظورا إليه إما في مجموع عناصره وإما في تعاقب أوقاته ….أما المقصود بالعادة على وجه الخصوص ..ليس هو العادة المكتسبة بل العادة المتكونة على أثر تغير يتناول نفس هذا التغير الذي ولدها."
ــ الإرادة:
هي القصد إلى الفعل أو الترك مع وعي السباب الدافعة إليها .
– ويعرفها العالمان الأكاديميان ‘روزنتال’ و’يودين’ في موسوعتهما : "التصميم الواعي
للشخص على تنفيذ فعل معين أو أفعال معينة "
– والإرادة عند الفيلسوف الألماني ‘انجلز’ :"حرية الإرادة لا تعني شيئا إلا المقدرة على اتخاذ القرارات بمعرفة الذات " .
* إذن العادة نشاط لاإرادي أما الإرادة كفعل قصدي وجديد .
-2- من حيث طبيعتهما :
A ــ طبيعة العادة :
ـ التفسير الآلي ( التكرار):
مادامت العادة سلوك مكتسب ، فإن اكتسابها يتوقف على قوانين التعلم .وهذا الأخير يقتضي بوجه عام ميلا للعمل وتكرار هذا العمل ، والذي سيصبح لاحقا بعد تكراره عادة .لذا قال ‘أرسطو ‘ قديما :" إن العادة وليدة التكرار ”.أما حديثا فقد أخذ هذا التفسير (الآلي) ثوبا أخر وهو المنعكس الشرطي الذي أصبح أساس للتفسير الميكانيكي للسلوك .
مثلا : وخز يد شخص بإبرة ــــــــــــــ يسحب يده فورا . ولعل هذا المثال يذكرنا بتجربة العالم على الكلب ( كلما يسمع دق الجرس يسيل لعابه دون Pavlovالروسي ‘ بافلوف’
تقديم الطعام) وهي ما تسمى بفيزيولوجية الدماغ . وهذا ما يفسر سلوك المدمن على التدخين الذي يدخن بطريقة لاشعورية إذا ما صادف أمامه علبة السجائر .
هناك عوامل أخرى آلية كالمحاولة والخطأ والتي من خلالها تتكون العادات بكل سهولة .ولقد ‘ في تجربته Thorndickوضح ذلك العالم النفساني الأمريكي ‘ ثورندياك على القطط ، والتي من خلالها توصل إلى أن المحاولات الخاطئة بحكم التكرار تقل تدريجيا… كما أوضح ذلك الأستاذ الفاضل ‘جمال الدين بوقلي حسن’
ــ التفسير المادي (الثبات ) :
يرى الماديون حديثا أن العادة ترجع إلى الثبات .فحصول الاعتياد في صيرورة الفرد ، متكيفا مع مثير معين أو وضع خاص أو بيئة عامة معينة ، معناه استقرار السلوك ونمطيته .ولذا العادة تمثل حالة راسخة لا تتغير بسهولة .فالثبات هو المبدأ أو القانون المسير في الطبيعة الفيزيائية وهو أحد خواص المادة التي تلازم دائما حالة واحدة في الحركة أو السكون. فعلى سبيل المثال الورقة إذا ثنيت حافظت على أثار الثنية . والثوب بعد لباسه ينطبق على الجسم بكيفية أفضل ، والمفتاح يدور بسهولة في القفل بعد الاستعمال كما يقول الأستاذ ‘ محمود يعقوبي ‘.
– طبيعة الإرادة :
ردها بعضهم إلى الميول والرغبات والبعض الأخر أرجعها إلى العقل والتفكير:
ـ التفسير الحسي ( الرغبة والأهواء ):
ترى النزعة الحسية أن الإرادة ترجع إلى دوافع داخلية متمثلة في العواطف والانفعالات العنيفة
كالهيجان .فهذه الأخيرة هي التي تدفعنا إلى القيام بعمل ما بعد تصوره . فالإرادة إذن صورة من ‘ : " ليست صور الرغبة ، لهذا يقول أحد مناصري هذه النزعة (كوندياك) ‘
الإرادة سوى رغبة مطلقة تبلغ مبلغا يدفعنا إلى الاعتقاد بأن الشيء المرغوب هو رهن قدرتنا "
ــ التفسير الذهني ( العقل ):
ترى النزعة الذهنية أن الإرادة صورة من صور التفكير ( أو العقل ) فهي ليست سوى الذهن عندما يقوم بتوجيه السلوك. ومن مناصري هذا الاتجاه نجد قديما ‘سقراط ‘ و ‘أفلاطون ‘اللذان اعتبرا الفضيلة هي العلم والرذيلة هي الجهل ،أي الفعل هو المعرفة وأن السر لا يمكن أن يريده احد لهذا يقول ‘سقراط ‘: " لا يمكن أن يتعمد الإنسان الوقوع في الشر ، وإذا ارتكبه فلأنه لا يعرف الإدراك العقلي للخير ، ولما كان يجهل حقيقة الخير تراه يفعل الشر وهو يظن أنه العمل الصحيح ". أما حديثا نجد كل من :
ديكارت← يكفي أن نحسن الحكم حتى نحسن العمل به
سبينوزا← الإرادة مثل العقل ، ليست سوى ضرب من ضروب التفكير
هربارت←يكون الفعل فعلا إراديا عندما يفوز التصور العقلي .
-3- من حيث وظيفتهما :
ــ العادة :
كيف يمكن للعادة أن تؤثر على السلوك ؟ إن الحكم عليها يتوقف على نوع التأثير و بتحديد نوع العادة :
التأثير السلبي ـــــــــــ تؤدي إلى سلوك آلي ــــــــ الرتابة والجمود والتحجر فهي تجرد الإنسان من إنسانيته ولهذا يقال " إن العادة تميت القلب ” وقيل أيضا " جميع الذين تستولي عليهم العادة يصبحون بوجوههم بشرا وبحركاتهم آلات ".
التأثير الإيجابي ـــــــــــ تؤدي إلى الاقتصاد في الوقت والجهد وتحرر الفكر وتتقن العمل ـــــ
تكوين سلوكات تساهم في بناء الشخصية ــــ سهولة غرس المبادئ في سن الطفولة حسب المقولة الشائعة’ ‘ إن التعلم في الصغر كالنقش على الحجر " أو ‘ من شب على شيء شاب عليه’.
* إن العادة تؤثر على السلوك ،فإذا كانت فاعلة كان تأثيرها إيجابي ( عادة حسنة ) وإذا كانت
منفعلة كان تأثيرها سلبي ( عادات سيئة ).
ــ الإرادة:
عندما تعترض الإنسان مشكلة ما لابد من اتخاذ موقف ما، فإذا تردد بين فعلين ثم كان الأخذ بواحد بعد تدخل عدة أنشطة عقلية ، نكون في هذه الحالة أمام فعل إرادي وهذا من بين ما يميز السلوك الإنساني عن السلوك الحيواني الغريزي إذن :متى نقول عن فعل انه إرادي ؟
( شروط الإرادة )
– تصور المثل الأعلى ← يختلف من شخص لأخر
– الإيمان بالنفس ← الإيمان بالقدرات الشخصية
– تنظيم الأفكار والابتعاد عن الكسل ←تقوية الإرادة
لكن هل الإرادة تؤدي دائما إلى تحقيق التكيف ؟
ـ الإرادة كفعل ايجابي في التكيف:
كون الإرادة سلوك مكتسب تظهر أهميتها في التكيف من خلال ما يحمله ذلك السلوك في :
– تركيبه : – نية الفعل ( تصور سابق لنتيجة الفعل )
– إرادة الفعل المتمثلة في رغبة النفس في الفعل أو الترك
– تنفيذ الحكم الصادر عن الفعل
– صفاته : – فعل جديد
– فعل تأملي
– فعل ذاتي ( فروق فردية ) ويختلف عن العادة والغريزة
– مراحل حدوثه : – تصور الهدف
– المداولة ( المناقشة )
– القرار
– التنفيذ
هذه المراحل المتتابعة للفعل الإرادي ليست بمراحل زمانية يمكن الفصل بل هي تتضمن بعضها البعض في آن واحد ، لكن ضرورة التحليل المنطقي تقتضي ذلك .
ـ الإرادة تعيق التكيف :
مما لاشك فيه أن الإرادة فعل واع إلا أنها لا يمكن تجريدها من الانفعالات والرغبات التي تشكل
في بعض الأحيان مادة مثبطة ( مانعة ) لتحقيق الفعل
بالرغم من أن الإرادة مدفوعة بالعواطف والميول إلا أن هذه الأخيرة تخضع للإرادة كونها فعل ينبع من تفكير معين ويختار بين عدة ممكنات وبهذا يمكن تجاوز إعاقة التكيف .
* إذن العادة وسيلة ، والإرادة مصدر قرار
ثانيا : تقارب نشاطي العادة والإرادةأوجه التشابه )
– 1- من حيث أن كلتيهما نشاط نفسي :
ـ العادة والتفسير لدى النظرية الجشطالتية التعلم يتم دائما بالبدء من جديد )
أنكر علماء الجشطالت التفسير الآلي لاكتساب العادة ، وأرجعتها للإدراك النفسي .لأن اكتساب أية عادة لا يقتضي إعادة نفس الحركات الأولى ، بل إدخال تعديلات جديدة .ويظهر ذلك جليا عند الإنسان ، فتعديل السلوك وتغيير الوسائل وإبدال الكيفيات كلها عناصر يعزز بعضها البعض الأخر للحصول في الأخير على أداء . وإدراك العناصر يتم بصورة كلية وليس بصورة جزئية .إذ لا يكون للجزء معنى إلا في إطار الكل مثلا لا يكون للحرف معنى إلا في إطار الكلمة وهذه الأخيرة في إطار الجملة وهكذا…ولقد دعمت موقفها بجملة من التجارب التي أقامها ‘كوهلر ‘ على القردة من النوع الشمبانزي( وضع القرد في قفص وهو جائع – مع مجموعة من الصناديق الفارغة – عصى – وموز معلق في السقف – –)-كانت المحاولات الأولى هي الوصول إلى الموز مباشرة باليد –ثم اهتدى إلى إدراك العلاقة الموجودة بين العناصر المتفرقة ( أو المشكلة ) عن طريق فهم ارتباطها . والفهم لا يتوقف على التكرار وإنما على الحدس أو الاستبصار .هذا إن دل على شيء وإنما يدل على أهمية العامل النفسي .
ــ الإرادة والتفسير النفسي عند ‘ وليام جيمس’ الجهد النفسي )
الإرادة ليست جهدا عضليا بل جهدا نفسيا، قائمة على التصورات الذهنية. فالفكرة عندما تستحوذ
على الشعور فإننا نقوم بعقد العزم على تنفيذها . وهذه العملية بحد ذاتها ليست مجرد جهد عضلي وإنما قدرة الفرد في الاحتفاظ بالفكرة في الشعور وبالتالي تحويلها إلى حركة . هذا يوضح أن للفعل الإرادي حسب ‘ وليام جيمس’ عنصران: فكرة في الذهن – وتجسيد ها إلى حركة التي تعتبر ظاهرة فيزيولوجية عرضية ،لأنها تعكس سيطرة الفكرة على العقل .ولهذا السبب عارض " " الذي يعتبر الإرادة جهد عضلي ، ليست سوى انبثاق Maine de Biran مين دي بيران القوة التي نبذلها لتحريك شيئا ما .
-2- من حيث الهدف:
كلا هما ييسر الأعمال ويساعد على انجاز المشاريع .وهذا ما يظهر في وظيفة كل منهما من الناحية الايجابية .
-3- تلتقي كلتاهما في كون العادة استعداد وكون الإرادة قدر يجمعهما الوعي والانتباه
ثالثا : بينهما علاقة جدلية :
– موقع الإرادة في تكوين العادات :
فكل منهما يساهم في تكوين الأخرى ، فالعادة تتكون نتيجة التعلم وهذا الأخير يتوقف على شدة الدافع واستمراره وعلى صعوبة المشكلة لتحقيق التكيف مع المواقف الطارئة ومؤثرات العالم الخارجي . فالإرادة تؤثر على اختيار وترجيح العادات النافعة ….كل هذا يعزز العلاقة الوطيدة بينهما .
– العادة تعزز الفعل الإرادي :
وما يؤكد ذلك هو انه في حالة اتخاذ موقف ، كان هذا نتيجة الاستفادة من الخبرة السابقة ( الأفعال الشعورية ). فكلما كانت الأعمال المراد انجازها أكثر قيمة كانت قوة الإرادة أعظم .
– لتكيفهما مع الواقع ، يحتكمان إلى القيم الاجتماعية والخلقية عن طريق الشعور والتبصر .
فالعادات الاجتماعية يمكن أن تكون منبع للإرادة والتاريخ حافل بالشواهد والأوضاع الفاسدة
والنظريات الخاطئة . كنظرية "قاليلي " المعارضة لأفكار الكنيسة في مسألة (ثبات الأرض )، و"سقراط " على" السفسطائيين" "جمال الدين الأفغاني " وغيرهم …..ومن جهة أخرى العادات النافعة يمكن اعتبارها عوامل مساعدة للإرادة في الاقتصاد في الوقت والجهد …الخ
حل المشكلة العامة : انطلاقا مما سبق يظهر لنا أنه بالرغم من الاختلاف والتعارض الظاهري في السلوك الإنساني ( فطري، متعود،إرادي ) في تساهم معا في عملية التكيف مع العالم الخارجي
العادة وأثرها على السلوك .
الموضوع الأول :
نص السؤال : هل يكفي التكرار وحده في اكتساب العادة ؟
المقدمة : تعرف العادة على أنها سلوك مكتسب بالتكرار و يعرف "ابن سينا" التكرار بأنه إعادة الفعل الواحد مرات عديدة زمنا طويلا في أوقات متقاربة فهل تكوين العادات يتوقف على دور التكرار فقط ؟
التحليل :
أ- العادة تكتسب بواسطة التكرار :
يؤكد أنصار النظرية الآلية على دور التكرار في اكتساب العادة حيث قال "أرسطو" قديما "العادة وليدة التكرار" فحفظ قصيدة شعرية يتم بتكرار قراءتها عدة مرات بحيث تصبح الكلمة عن طريق الإشرط إشارة تدعو الكلمة التي تأتي بعدها .
وهو ما تؤكد عليه النزعة الارتباطية التي ترى أن اكتساب العادة ما هو إلا تكرار حركات وربط بعضها ببعض حيث تصبح حركات الفعل منسجمة و مترابطة فالحفظ عن ظهر قلب يعني ربط الحركات ربطا قويا .
لا يمكن إنكار دور التكرار في تكوين العادة لكن الحركات فيها تجديد و الذي يكتسب عادة لا يعيد الحركات ذاتها بل يعدلها وعليه فالتكرار وحده غير كاف .
ب- العادة لا تكتسب بالتكرار وحده بل لابد من الوعي :
يذهب أنصار النظرية العقلية إلى أن اكتساب العادة يتم بواسطة العقل والإرادة والاهتمام الذي يوليه الشخص لمحاولاته حيث يرى " فون دير فيلت " أن الحركة الأخيرة أي العادة ليست مجرد إعادة للحركات السابقة حيث يقول: " الحركة الجديدة ليست مجرد تجميع لحركات قديمة " . وهذا الرأي نجده عند الكثير من أنصار الاتجاه العقلي حيث قسم " مين دي بيران " العادة إلى عادات منفعلة يتعودها الإنسان دون الشعور بها , وعادات فاعلة و هي التي يتدخل فيها العقل والإرادة .
لا يمكن إنكار دور العقل في تتبع الحركات (تثبيت المحاولات الناجحة وحذف المحاولات الفاشلة) لكن الواقع يكشف دور التكرار في اكتساب العادة فلا يمكن إنكاره .
ج- العادة وليدة التكرار و الوعي :
– العادة سلوك يكتسب بالتكرار , وليس سلوكا لا شعوريا بل سلوك يخضع إلى العقل الذي يراقبه ويعدله كلما اقتضت الضرورة . حيث يقول " بول غيوم" في كتابه " تكوين العادات " " إن علم النفس لا يجد صعوبة في استخلاص شرطين في تكوين العادات وهما : من جهة مرات تكرار الفعل ومن جهة أخرى الاهتمام الذي يوليه الشخص لفشله وإنجاحه " .
الخاتمة : إن التكرار هو العامل الجوهري والمباشر في اكتساب العادة بينما الإرادة والوعي والاهتمام هو العامل المتمم وغير المباشر في تكوين العادات .
عثرت على مقالات اخرى فيما يخص العادة……
ماعلاقة العادة بالغريزة
تعرف العادة بقولهم انها قدرة مكتسبة على اداء عمل بطريقة آلية مع الدقة والسرعة و الاقتصاد في الجهد بنما الغريزة هي الدافع الحيوي الاصلي الموجه لنشاط الفرد والعامل على حفظ بقاءه المؤدي الى اقبله على الملئم واحجامه عن المنافى فان كانت العادة سلوك مكتسب بالتكرار والغريزة طراز من السلوك يعتمد على الفطرة والوراثة البيولوجية فما علاقة كل منها بالأخر
التحليل:
اوجه الاتفاق
كل من العادة والغريزة يهدفان الى غاية انهما يعتمدان على الالية أي يتجهان نحو الغاية رغم العقل فالعقل لا يتدخل في كل منهما الاعند اللزوم وكل منهما يختص في مجال معين
اوجه الاحتلاف:
العادة سلوك مكتسب يحصل للنفس بالتكرار بينما الغريزة استعداد فطري يولد مع الانسانفهما مختلفان من حيث المصدر ولكن مجال العادة اوسع من مجال الغريزة ثم ان الغريزة عامة عند افراد النوع بينما العادة خاصة عند افراد النوع
العادة يمكن التخلي عنها بينما الغريزة لايمكن التخلي عنها.
مواطن التدخل: مما سبق يضهر ان العادة والغريزةصورتان من صور النشاط الانساني فقد قال ارسطو العادة طبيعة ثانية ويقول علماء التطور الغاريزة عادة وراثية ومن هذا يظهر التداخل بينهما في نشاط الانسان الى درجةانه يتعذر التمييز بينهما
الخاتمة: تشكل الغريزة جزءا كبيرا من سلوك الانسان وتشكل العادة جزءا آخرا من سلوكياته وهو يعتمد عليهما في تحقيق غاياته في الحياة وفي محاولة التكيف مع المواقف التي تعترضه
صباح الخير استاد…شكرا على تنبيه لم اكن اعلم بان العناوين لا تكتب في البكلوريا ،ادن نكت المقال مباشرة بدون العناوين ام مادا؟؟؟؟
اهلا..هناء
طبعا..فالتحرير معناه مقال بنائي و انشائي …..بمقدمة و توسيع وخاتمة……اذا ما انتهينا من المقدمة و الاشكال رجعنا الى السطر وهكذا…………………المصحح يدرك بانك قد انتقلت الى خطوة منهجية اخرى …..دون ان تكتب له ذلك بعنوان
فالتصميم هو اجابات رئيسية معنونة ……. اما التحرير فخلاف ذلك
ادن المقالة التي كتبتها لا احفظها الانها ليست جيدة اعتمد على المقالة التي كتبتها
انا لم اقل ذلك….هناء….قلت بان الذي وضعت انت لا يتعدى بان يكون تصميما جيدا و مقبولا لمقال مقارن بين العادة والارادة…..ننتظر تحويله الى انشاء فلسفي موسع….وهذا هو المطلوب في البكالوريا…..فمن الغباء بعد 4ساعات واكثر…نخرج ولم نكتب الا نصف ورقة
……فهذا ايجاز اخل بالكثير من المعاني……
انا لاانصح بالحفظ…ماعدا المقولات الفلسفية….لتوظيفها في صياغة المقال وللاستشهاد…..وانما بالفهم والتفهم. للالمام بالدرس وابعاده
الفلسفية….طبعا هذا لن يتاتى الا بالانتباه والاهتمام لما يشرحه الاستاذ في الفصل …وتلخيص الدروس بنفسك و الاطلاع على مراجع اخرى
تساعدك على توسيع ثروتك الفلسفية المعرفية…..اذن….يا هناء….كراس التلميذ…هو ابن له…من امتداد جهده….هو انعكاس لتعبه..و كدحه…………………………….موفقة يا هناء
شكرا يا استاد على هده المعلومات القيمة جزاك الله خيرا حتى وانها متاخرة بنت الوادي حمامة الحرية