مبادئ الاداره في الاسلام
——————————————————————————–
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد الأمين ومن سار على نهجه واتبع خطاه إلى يوم الدين ، أما بعد :
كلنا يعلم أن الإسلام جاء ليرفع الظلم عن المظلومين ويحق الحق ويبطل الباطل من خلال نشر الإسلام على الأرض بإعلاء كلمة لا اله إلا الله محمدا رسول الله بها تمحي جميع الظلم وتساوي بين البشر وتغسل سواد الظلام وتجلي القلوب وترسي سفينة الضياع على بر الأمان وكان لا بد من قيام الدولة الاسلاميه لتوحد البشر على اختلاف أجناسهم تحت رأيه واحد راية الله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له وكان لا بد من أسس تقوم عليها هذه الدولة وعندما نذكر دوله يتبادر إلى الأذهان إن لهذه الدولة قائد وهو من يدير هذه الدولة ويتحكم في أدارتها ويحدد ما لها وما عليها ويترتب على القائد أو الإمام المسلم مهام عده أهمها الحكم الإسلامي الحميد الذي عرف عنه السماحة والأخلاق والعدل والحق ولا تتحقق هذه الفضائل إلا بالقيادة السليمة المبنية على قدرة هذا القائد وعلى تحمله للمسؤولية بقدر ما تلزمه حالة الدولة وما تستطيعه قدرة هذا القائد فالمسؤولية شئ صعب التحقيق وهي حمل ثقيل لا تلقى إلا على كاهل من يستطيع حملها ولا يحملها أين كان فهي أمانه والامانه عجزت عنها الجبال فرسولنا الكريم صلوات الله عليه خير قدوه يحتذي بها في المسؤولية حيث تتمثل به جميع صفات القائد الناجح وهو خير الناس وأفضلهم في أمانته في تسامحه في عفته في أخلاقه في صدقه في قوته في صبره في تحمله فسك يضرب أفضل الأمثال فأنت خير من قاد الدولة .
لكن الدولة لا قوم بوجود أمام أو قائد فاضل وصادق وأمين وليس لان صفات ألقياده توفرت به ينتهي الأمر والدولة تكون بإلف خير ،
لا الدولة تحتاج إلى أداره وتحتاج إلى مجهودات جماعيه سواء من القائد او من الافراد وتتلخص في الدوله الاسلاميه عدة مبادئ نراها واضحه في الدوله الاسلاميه وهي:
(1)مبدأ الشورى :
مما لا شك فيه أن الإسلام اهتم بكل حياة الإنسان وجوانبها من أمور اقتصادية واجتماعيه وصحية وسياسية وخلافه
ومن أهم المبادئ السياسية التي أقرها الإسلام مبدأ الشورى فقد قال تعالى) : وأمرهم شورى بينهم ( والوصف يعود على المسلمين وقد أمر الله عز وجل رسوله الكريم بالشورى فقد قال تعالى ): وشاورهم في الأمر) ورغم أن النبي صلي الله عليه وسلم كان أكمل الناس عقلاً ورأيه من السماء لقوله تعالى): وما ينطق عن الهوى ( ألا أنه كان يكثر من استشارة صحابته ليعلم من يأتي بعده المشورة ويكون قدوة في تنفيذ أوامر الله والتي أكدها الرسول قولاً وفعلاً.
الشورى مبدأ تكويني في النظام التشريعي والسياسي الإسلامي، وهي خصيصة من الخصائص التي ينبغي أن تتميز بها الأمة المسلمة، وقد كانت الشورى منهج النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في السياسة والحكم، وَقَالَ: لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ يَلْبَسُ لأْمَتَهُ فَيَضَعُهَا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ.
ثم إن الولاية العامة من أعظم فرائض الدين، والشورى سبيلها بالنص، ومن المقرر شرعاً أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وهي أساس مشروعية الولاية العامة ولزومها.. وأما في الاجتهاد التشريعي فإن الشورى مبدأ غايته تحقيق (التعاون) بين جهاز الحكم وممثلي الأمة من أهل الحل والعقد، والتعاون واجب بالنص رعاية لشؤون الأمة وتحقيقاً لمصالحها وتمكيناً لهيبتها وإقامة لشرع الله فيها.
(2)مبدأ تشاركية المسؤولية:
يمارس كل فرد منّا من ذكر و أنثى في مجتمعه مجموعة من المسؤوليات التي يفرضها عليه مكان وجوده وقدراته . ومقدار معرفة الفرد لمسؤولياته وفهمه لها . ثم حِرصه على تحقيق المصلحة و الفائدة المرجوة منها ، يجعل المجتمع متعاوناً فعالاً تسوده مشاعر الانسجام و المودة بين أفراده.
عن عبد الله بن عمر بن الخطاب قال : سمعت الرسول محمد يقول : " كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته؛ الإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته ، و الرجل راعٍ في أهله وهو مسؤولٌ عن رعيته ، و المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، و الخادم راعٍ في مال سيده ومسؤولٌ عن رعيته ، وكلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته ."
رعاية الحاكم لأمته ومسؤوليته عنها
الحاكم هو صاحب الولاية العامة على شؤون الناس عامة ، المكلف منهم بتطبيق شرع الله و تنفيذ أحكامة و الالتزام بها.
رعاية الرجل لأهله ومسؤوليته عنهم
اهتم الإسلام بالأسرة اهتماماً بالغاً ، وحرص على استقرارها و استمرارها ، فلأسرة هي أساس بناء المجتمع وتماسكه.
رعاية المرأة لبيت زوجها ومسؤوليتها عنه
اهتم الإسلام و الديانات السماوية الأخرى بالمرأة اهتمامه للرجل فحدد لها نطاق مسؤولياتها في الأسرة بما يتفق وبنائها الجسمي و العاطفي الذي لابد له من أن تظهر آثاره على أسرتها وبيتها .
رعاية العامل لعمله ومسؤوليته عنه
كل عامل مؤتمن على العمل الذي يقوم به ، ومطالب بحسن إدارته و السعي في تحقيق صلاحه.
(3)مبدا تفويض السلطات والصلاحيات:
التفويض/ هو نشاط إداري محفز للعمل، وتأتي الحاجة إليه عندما لا يستطيع المدير أن ينفذ كل الأعمال بنفسه، وحجر الأساس في التفويض هو تفويض جزء من سلطتك إلى شخص آخر، وهذا كافٍ لجعلك تتخوف من عملية التفويض.
أن السلطة تفوض والمسئولية لا تفوض . ومنه تنشأ سلسلة مستمرة ومتدرجة من تفويض السلطة دون أن يفقد أي مستوى، قام بالتفويض مسئوليته أمام المستوى الأعلى الذي قام بتفويضه، ولعل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يحدد في إيجاز بليغ جوهر هذه المبادئ حينما يقرر "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته …" ثم عدد أنواعاً متنوعة من المسئوليات التي لا تتم إلا بناء على تفويض السلطة.
(4)مبدأ سياسة الباب المفتوح:
ومن المعروف أن سياسة الباب المفتوح من الأدوات عالية الفاعلية للرقابة والتطوير وأكتشاف أماكن القصور والخلل لأنها إحتكاك مباشر مع الآخرين والاسلام والدوله الاسلاميه هي خير مثال على سياسة الباب المفتوح اذ ان الاسلام كما نعلم جاء ليعطي المجال للناس سواء في ابداء رايهم ان يجدو من يستمع لهم دون ان يشعروا ان هناك حواجز بينهم وبين الذين اكبر منهم مسؤولية لا لقد كانوا يشعرون بالقوه عندما يقفون امام المسؤول لما كان هناك من مساوى ومن رفق فلا يجب على المسؤول ان يغلق بابه في وجه المحتاجين اليه ومن وصايا عمر رضي الله عنه لاحد ولاته افتح لهم بابك ، وباشر امورهم بنفسك، فانما انت رجل منهم ، غير ان الله جعلك اثقلهم حملا ).
(5)مبدأ العلاقات الانسانية :
جاء الإسلام ليجمع القلب إلى القلب، ويضم الصف إلى الصف،مستهدفاً إقامة كيان موحّد،ومتّقياً عوامل الفرقة والضعف،وأسباب الفشل والهزيمة؛ليكون لهذا الكيان الموحّد القدرة على تحقيق الغايات السامية،والمقاصد النبيلة لذى من اهم مبادئ الدوله الاسلاميه كانت علاقات افراده الانسانيه حيث قامت العلاقه في هذا المجتمع على المحبه والالفه والانسانيه والسماحه ولم تقم على مبدئ اللهم نفسي لا الكل للبعض والبعض للكل علاقه تشابكيه متينه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان،يشد بعضه بعضاً).
وطبيعة الإيمان تجمع ولا تفرق،وتوحد ولا تشتت والمؤمن قوة لأخيه.(6)) مبدأ العدالة :
تقوم الإدارة في الإسلام على مبدأ (قاعدة) العدالة بين الجميع دون مراعاة للفروق الاقتصادية أو اللونية أو الجنسية، والتمييز يقوم على أساس التقوى، والعلم، والعمل الصالح، وأداء الواجب الشرعي.
يقول الله تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ( الحجرات : 13 ) .
ومن الآيات القرآنية التي وردت في الحث على العدالة كثيرة ومن تلك الآيات قوله تعالى : (إن الله يأمركم أن تؤذوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) (النساء : 57).
كما تتمثل العدالة في الإسلام في إسناد الأعمال والمهام المناسبة لقدرات الفرد واستعداداته وعدم تكليفه فوق طاقته، فقد قال سبحانه وتعالى (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) (البقرة : 286).
الاسلام دين جاء لينقذ البشريه من الضلال يجب ان نحسد انفسنا على ذلك لان الاسلام جاء ليريحنا من همومنا ويرفع عنا التعب والذل كل من دخل الاسلام يخرج من حياة الذل ويدخل حياة الكرامه كل انسان بعيد عن الدين الاسلامي لا يحس براحه نفسيه فهو بعيد كل البعد عن الرابط الالهي وعن معرفة الله وعن ما يستطيعه الله ويقدر عليه وما يقدر ان يفعله به لذا جاء الاسلام لينير طريق الظلام التي يتخبط بها الضالين عن هداه وكما تعرضت له سابقا وتكوينات الدوله الاسلاميه وكيف عملت لترتب حياة المسلمين وتخرجهم من حياة الذل وتعطي لكل انسان حقه لذا الاداره في الاسلام شيئ بالغ الاهميه اذ بهذه المبادئ قوية الدوله الاسلاميه وتجذرت الى يومنا هذا لكن انمسحت مع ظهور تلك الاحزاب وغابت شمسها لكن اذا استطعنا التغلب على ضعفنا سوف ترجع هذه الدوله( والله على كل شيئ قدير) النفوس اذا ما تغيرت تتغير الاحوال .