هي معادلة كان طرفها الثاني مختصرا في كلمة" القابلية للاستعمار"….بها تغيرت موازين القوى،،و ما زال صداها عميقا يأسر قارئها،،حقا عظيم!….رحم الله مالك بن نبي
هي معادلة كان طرفها الثاني مختصرا في كلمة" القابلية للاستعمار"….بها تغيرت موازين القوى،،و ما زال صداها عميقا يأسر قارئها،،حقا عظيم!….رحم الله مالك بن نبي
|
وان كان لابد من ثورة في بلدنا الجزائر وسائر بلاد المسلمين … فهي الثورة على النفس أولا
والخروج من كنف القابلية للاستعمار التي نغرق فيها من القدم إلى الأدنين
لأن حالنا من الذل والهوان هو اقرب للوقوع في شركها من قربه للوقوع في فخ مؤامرات أحيكت لنا
مع الاعتراف بأحقية جل الأنظمة الزائلة إلى الأن بالرمي الى مزبلة التاريخ عن طريق ثورة شعبية
لانها تفننت في اهلاك الحرث والنسل وبيع الدين بعرض من الدنيا قليل
بارك الله فيك على المرور أخي
*** إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ***
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
لسماحة الشيخ العلامة ابن باز رحمة الله عليه.
ما تفسير قول الحق تبارك وتعالى في سورة الرعد: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ؟
الآية الكريمة آية عظيمة تدل على أن الله تبارك وتعالى بكمال عدله وكمال حكمته لا يُغير ما بقوم من خير إلى شر، ومن شر إلى خير ومن رخاء إلى شدة، ومن شدة إلى رخاء حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإذا كانوا في صلاح واستقامة وغيروا غير الله عليهم بالعقوبات والنكبات والشدائد والجدب والقحط، والتفرق وغير هذا من أنواع العقوبات جزاء وفاقا قال سبحانه: وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ[2]، وقد يمهلهم سبحانه ويملي لهم ويستدرجهم لعلهم يرجعون ثم يؤخذون على غرة كما قال سبحانه: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ[3] يعني آيسون من كل خير، نعوذ بالله من عذاب الله ونقمته، وقد يؤجلون إلى يوم القيامة فيكون عذابهم أشد كما قال سبحانه: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ[4] والمعنى أنهم يؤجلون ويمهلون إلى ما بعد الموت، فيكون ذلك أعظم في العقوبة وأشد نقمة. وقد يكونون في شر وبلاء ومعاصي ثم يتوبون إلى الله ويرجعون إليه ويندمون ويستقيمون على الطاعة فيغير الله ما بهم من بؤس وفرقة، ومن شدة وفقر إلى رخاء ونعمة، واجتماع كلمة وصلاح حال بأسباب أعمالهم الطيبة وتوبتهم إلى الله سبحانه وتعالى، وقد جاء في الآية الأخرى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ[5] فهذه الآية تبين لنا أنهم إذا كانوا في نعمة ورخاء وخير ثم غيروا بالمعاصي غير عليهم ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقد يمهلون كما تقدم والعكس كذلك إذا كانوا في سوء ومعاص، أو كفر وضلال ثم تابوا وندموا واستقاموا على طاعة الله غيَّر الله حالهم من الحالة السيئة إلى الحالة الحسنة، غير تفرقهم إلى اجتماع ووئام، وغير شدتهم إلى نعمة وعافية ورخاء، وغير حالهم من جدب وقحط وقلة مياه ونحو ذلك إلى إنزال الغيث ونبات الأرض وغير ذلك من أنواع الخير.
لأنهم بحق جاهدوا في الله حق جهاده وساروا على النهج وأبانوا الطريق
……………….
هذا وان كان من الجنون أن يعلق مثلي على كلمات علامتنا ابن باز
إلا أنني مؤمن بشدة أن المسلم أكثر من غيره يطالب بتغيير نفسه بغية تحقق التغيير في الجماعة
في الوقت الذي يطالب فيه بدفع مفسدة الظلم والجور بما لا يكون فيه مفسدة أكبر من مفسدته
ولهذا كان أعظم الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر
……………….
وهذا ما كتبته في هذا المنتدى تفصيلا في موضوع سابق بعنوان
متى كانت الثورة لله دامت وانتصرت ومتى كانت لغيره انقطعت واندحرت
مـــــن هـــــنــــا رابطه
( مع الاشارة الى عدم ايماني بثورة أخرى تلتحرق بلدنا الجزائر
على خطى ما يحدث في بلدان أخرى وهي لازالت جريحة
كونها ثارت سنة 1988 يوم كانت كـثر من بلدان العرب عامة لا تعرف لكلمة الثورة معنى
ولا ترى لضوئها بصيصا
وقد كلفتنا هكذا ثورة ربع مليون ضحية قتلوا بأبشع أنواع القتل …
لا اعتقد أنهم عرفوا لما قتلوا بغض النظر عمن قتلهم
وبغض النظر عن سبب قتلهم مادامت الوسيلة الوحيدة لتمييع أي خطر
تكمن في تشعيبه وتشتيته والتشكيك في كل ما يتعلق به
على طــريقـة من يقتل من وهكذا أمور لا تصدق ولا تكذب…. )
……………….
وبارك الله فيك على كرم المرور أخي الكريم
بارك الله فيك أخي حمزة و هذا ظننا في اخواننا حب الخير للبلاد و العباد و البعد عن أسباب الفتن فنحن الان في نعمة الامن و كل ذي نعمة محسود نسأل الله السلامة لبلادنا و بلاد المسلمين.
أخي الكريم بما أنك ذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر أو أمير جائر) .
فلا بد من ذكر شرح أهل العلم لهذا الحديث حتى يعرف معناه و ما قصده الرسول الكريم.
قال العلامة المحدث عبد المحسن العباد حفظه الله تعالى وأطال عمره في طاعته في شرحه على سنن أبي داود رحمه الله :
قال المصنف رحمه الله تعالى: [ حدثنا محمد بن عبادة الواسطي حدثنا يزيد -يعني ابن هارون – أخبرنا إسرائيل حدثنا محمد بن جحادة عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر أو أمير جائر) ]. أورد أبو داود حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر أو أمير جائر)، وذلك أن الجهاد فيه احتمال السلامة واحتمال الهلاك؛ لأنه يقتل، وقد ينتصر ويغلب، ويحصل الغنيمة والأجر والثواب من الله عز وجل، وأما السلطان الجائر فهو قاهر لمن بين يديه، فيبطش به، ويؤدي ذلك إلى هلاكه، ويكون هلاكه أقرب من هلاك من يجاهد في سبيل الله، فمن أجل ذلك كانت الكلمة التي تقال عنده بهذه المنزلة، والمقصود من ذلك: أنه عندما يقول كلاماً باطلاً في مجلسه لا يسكت عليه، وإنما يبين أن الحق هو كذا، ولا يقر الباطل ويسكت عليه، وإنما يبين الحق وأنه خلاف ما يقول، وأن الذي قاله ليس بصحيح وإنما الصحيح هو كذا وكذا، لأن هذا هو الذي جاء عن الله وعن رسوله عليه الصلاة والسلام، فكونه يكون عند سلطان جائر معناه: أنه يكون عرضة للهلاك، لاسيما إذا كان ذلك الجائر معروفاً بإزهاق النفوس وإتلافها بأي سبب من الأسباب ولو كان أمراً يسيراً. |
انتهى كلام الشيخ حفظه الله.
اذن أهل العلم بينوا منهج السلف في نصح و لاة الامر و الحكام.
**1** اذا كان العالم بحضرة الحاكم أي في مجلسه فلابد له أن ينصحه اذا رأى منه مخالفة أو خطأ .
و هذا أعظم الجهاد . لاحتمال قتله و أذيته من ذلك الحاكم خاصة اذا كان جائرا.
**2** اذا كان العالم أو الناصح بعيدا عن الحاكم فلابد أن يحاول ملاقاته أو مراسلته بحيث يكون النصح في السر و الستر. و هذا ما يرشد اليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية ولكن يأخذ بيده فيخلو به فإن قبل منه فذاك وإلا كان قد أدى الذي عليه).
و فعل السلف أيضا .كالصحابي الجليل أُسَامَةَ بن زَيْدٍ رضي الله عنهما.
روى الإمام مسلم في صحيحه ج4/ص2290 ح 2989 : حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بَكْرِ بن أبي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بن عبد اللَّهِ بن نُمَيْرٍ وإسحاق بن إبراهيم وأبو كُرَيْبٍ واللفظ لِأَبِي كُرَيْبٍ قال يحيى وإسحاق أخبرنا وقال الْآخَرُونَ حدثنا أبو مُعَاوِيَةَ حدثنا الْأَعْمَشُ عن شَقِيقٍ عن أُسَامَةَ بن زَيْدٍ قال قِيلَ له ألا تَدْخُلُ على عُثْمَانَ فَتُكَلِّمَهُ فقال أَتَرَوْنَ أَنِّي لَا أُكَلِّمُهُ إلا أُسْمِعُكُمْ والله لقد كَلَّمْتُهُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ ما دُونَ أَنْ أَفْتَتِحَ أَمْرًا لَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ من فَتَحَهُ………….**
أما الحديث الذي أشرت له آنفا فقد كان في سياق موضوع طويل عريض أشرت لرابطه أعلاه
ومما أدرجت فيه أيضا ما يلي
" ثم لو كان حال هذا الحاكم ( أو نظامه من بعده ) ما كان، لن يكون أفضل من الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خطب بعد توليه الخلافة وقال
" أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم "
ومن هذا المنطلق، كان لزاما على المسلم أن يكون السباق للمطالبة بالحق في الوقت ذاته الذي يجنح فيه لتغيير نفسه، مع التركيز أكثر على تغيير النفس من قبيل أن الأمة ما هي في واقع الأمر إلا مجموعة بشر هو أحدهم، وهذا ما يستوجب عدم بحثه عن الخلل في الأسباب الخارجية دونما لوم للنفس ومحاسبتها، فيحتج بظلم السلطان وفساد المجتمع وكيد الكائدين وهكذا أشياء ….، بل نبحث عن الخلاص في داخل ذواتنا وإن كنا من أسباب نكسة هذه الأمة، لنصلح من ثمة أنفسنا بإتقان كل منا للدور الذي يناط به في مجالات حياته المتزنة، حيث نعطي ديننا حقه وأوطاننا وأنفسنا وأهلينا ….حقوقها، وعندها فقط، سنؤدي ما تفرضه علينا ضريبة الانتماء إلى هذه الآمة ولا نكون من أسباب انتكاسها …
وحري بنا ألا نقع في مفارقة المطالبة بالحق وتغيير الفاسد دون القيام بالواجب ومحاسبة النفس ونحن من المسلمين، لأن رب العزة قال وقوله الحق " وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً "، مع التذكر دائما أن للإسلام قوة ذاتية لا تتوقف على عز العزيز أو ذل الذليل، مادام خالق الكون ضمن نصرة دينه ولو اتفق من في السماوات والأرض على إطفاء قبس نوره، ومن يشك في نصرة الله لعباده في الدنيا والآخرة فليتب إلى ربه وقد أخبرنا جميعا بناموس قرآني فقال " مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ "
" هذا وطبعا كلام العلماء فوق الرأس والعين
لكنه رأي يقابله آخر
أستطيع إدراج صفحات بحالها من قبيل اختلاف العلماء في الفروع لا في الأصول
وأساسه مدى جواز الخروج على الحاكم وضوابط هذا الخروج
خاصة إذا كان الإدراج على طريقة النسخ والصق
وبارك فيك على كرم المتابعة أخي الكريم
بارك الله فيك اخي
هذا وطبعا كلام العلماء فوق الرأس والعين لكنه رأي يقابله آخر أستطيع إدراج صفحات بحالها من قبيل اختلاف العلماء في الفروع لا في الأصول وأساسه مدى جواز الخروج على الحاكم وضوابط هذا الخروج خاصة إذا كان الإدراج على طريقة النسخ والصق وبارك فيك على كرم المتابعة أخي الكريم |
و فيك بارك الله أخي الكريم. و أنبهك قبل كل شيء أنا هنا لست لأناقشك أخي الكريم.
بل فقط لإثراء الموضوع بالفوائد. حتى يستفيد الجميع
في مثل هذه المواضيع لا بد من نسخ كلام العلماء و لصقه كما هو .
أما مسألة الخروج على الحاكم فالعلماء السائرون على نهج السلف.
لم يختلفوا فيه بارك الله فيك بل فصلوا فيه. فالحاكم يا اما يكون عادل أو ظالم أو كافر.
فالعادل حكمه معروف.
أما الحاكم الظالم فقد أجمع العلماء و هذا هو الاصل على عدم جواز الخروج عليه.
فقد نقل العلامة الحافظ ابن حجر العسقلاني المصري الشافعي-رحمه الله- الاجماع على عدم جواز الخروج على السلطان الظالم: فقال: قال ابن بطال: (وفي الحديث حجة على ترك الخروج على السلطان ولو جار، وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب، والجهاد معه، وأن طاعته خير من الخروج عليه، لما في ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء) [فتح الباري 7/13]. ونقل العلامة النووي الدمشقي الشافعي- رحمه الله- الاجماع على ذلك، فقال: |
وأساسه مدى جواز الخروج على الحاكم وضوابط هذا الخروج |
أما الحاكم الكافر فيجوز الخروج عليه بل و يجب ذلك و لكن هذا لا يكون الا بشروط
و هذا كلام للعلامة ابن عثيمين يبين فيه هذا الحكم و شروطه.
((والأئمة لا يجوز الخروج عليهم إلا بشروط مغلظة؛ لأن أضرار الخروج عليهم أضعافُ أضعافُ ما يريد هؤلاء من الإصلاح،
وهذه الشروط هي: الثاني: أن نعلم أن هذا الكفر صريح ليس فيه تأويل، ولا يحتمل التأويل، صريح ظاهر واضح؛ لأن الصريح كما جاء في الحديث هو الشيء الظاهر البين العالي، كما قال الله تعالى عن فرعون أنه قال لهامان: {ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ}{أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ} [غافر: 36، 37] فلا بد أن يكون صريحاً، أما ما يحتمل التأويل، فإنه لا يسوِّغ الخروج عن الإيمان. الثالث: أن يكون عندنا فيه من الله برهان ودليل قاطع مثل الشمس أن هذا كفر، فلا بد إذن أن نعلم أنه كفر، وأن نعلم أن مرتكبه كافر لعدم التأويل، كما قال النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ: «إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم فيه من الله برهان» وقالوا: أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، أي: ما داموا يصلون. الرابع: القدرة على إزالته، أما إذا علمنا أننا لا نزيله إلا بقتال، تُراقُ فيه الدماء وتستباح فيه الحرمات، فلا يجوز أن نتكلم أبداً، ولكن نسأل الله أن يهديه أو يزيله؛ لأننا لو فعلنا وليس عندنا قدرة، فهل يمكن أن يتزحزح هذا الوالي الكافر عما هو عليه؟ لا، بل لا يزداد إلا تمسكاً بما هو عليه، وما أكثر الذين يناصرونه، إذاً يكون سعينا بالخروج عليه مفسدة عظيمة، لا يزول بها الباطل بل يقوى بها الباطل، ويكون الإثم علينا، فنحن الذين وضعنا رقابنا تحت سيوفه، ولا أحد أحكم من الله، ولم يفرض القتال على النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ إلا حين كان لهم دولة مستقلة، وإلا فإنهم كانوا يهانون في مكة، الذي يحبس، والذي يقتل، والذي توضع عليه الحجارة المحماة على بطنه، ومحمد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يرجع من الطائف، يرمونه بالحجارة حتى أدموا عقبه ولم يؤمر بالقتال؛ لأن الله حكيم؛ ولذلك مع الأسف الشديد لا تجد أحداً عصى الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ وخرج على الإمام بما للإمام فيه شبهة، إلا ندم وكان ضرراً على شعبه، ولم يزل الإمام، ولا أريد بالإمام الإمام الأعظم؛ لأن الإمام الأعظم ذهب من زمان، لكن إمام كل قوم من له سلطة عليهم)). الشرح الممتع |
و فيك بارك الله أخي الكريم. و أنبهك قبل كل شيء أنا هنا لست لأناقشك أخي الكريم. بل فقط لإثراء الموضوع بالفوائد. حتى يستفيد الجميع في مثل هذه المواضيع لا بد من نسخ كلام العلماء و لصقه كما هو . أما مسألة الخروج على الحاكم فالعلماء السائرون على نهج السلف. لم يختلفوا فيه بارك الله فيك بل فصلوا فيه. فالحاكم يا اما يكون عادل أو ظالم أو كافر. فالعادل حكمه معروف. أما الحاكم الظالم فقد أجمع العلماء و هذا هو الاصل على عدم جواز الخروج عليه. أما الحاكم الكافر فيجوز الخروج عليه بل و يجب ذلك و لكن هذا لا يكون الا بشروط |
وطبعا لست أشكك في نيتك كوني فعلا أحب العلماء الذين
أشرت لهم آنفا حبي لكل عالم من علماء أهل السنة قاطبة
ممن شهدت لهم الأمة بالعلم والعدالة
ذلك أن اختلافهم في الفروع لا ينفي اتفاقهم على الأصول
وهذه المسائل مما اختلف فيها الفقه قديما واختلف حاضرا وسيختلف مستقبلا
والاسلام الذي وسع رخص ابن العباس رضي الله عنه
هو نفسه الاسلام الذي وسع تشدد ابن عمر رضي الله عنهما
ولهذا أخي أنا الآخر لم أناقش ما ورد في اقتباسك
بل أردت الإشارة فقط إلى أن الأمر وجهة نظر تحترم في الوقت التي تقابلها أخرى تحترم
ولك مني إذا أردت الخوض في هذا الأمر تفصيلا أن أمثل لما أقصد بمجموعة من الأمثلة
وان كنت أصر على أن كلامي هذا لا يقصد الوضع في الجزائر
لان الصغير قبل الكبير والسفيه قبل الحليم يعلم ما مر بجزائرينا الحبيبة
وأننا إلى الآن لم نشف من آثار عشرية سوداء لا أعادها الله علينا
ولا على أي بلاد من بلاد المسلمين
وليس من المنطق أن يطالب المرء في الصغيرة والكبيرة
بإسقاط نظام لسبب يراه " هو " مقنعا ويفرضه على غيره
وإلا ما استقر في الأمة حكم ولا قامت قائمة لنظام من الأنظمة
السلام عليكم ورحمة الله
الف شكر اخي على ها الموضوع واسال الله تعالى ان ينير عقولنا الى طريق الثورة السليم لكسر قيود الظلم والتجبر والطغيان والبناء والتشيد |
والشكر لك على كرم المرور
ثم الله أسأل ما سألته
وان كانت الثورة الحقيقية هي التي يفجرها المر في داخله
عله يصلح نفسه ويكفي الأمة هم فرد في انتظار البقية
والله محاسبنا فرادي أختي وقال وقوله الحق
" وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا
اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا
مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا
وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً "
وشكرا جزيلا على طيب المرور
…………….
شروط النهضة عند الشيخ البشيرالإبراهيمي
من إعداد:الدكتور البشير قلاتي
جامعة الأمير عبد القادر _ قسم الدعوة والإعلام والاتصال
ونحن نلج أعتاب العشرية الثانية من القرن الواحد والعشرين محتوم علينا مواجهة تحديات قاهرة جديدة تُلزمنا التسلح بالفكر الحي الجديد الذي يستلهم من الأفكار الفاعلة لكبار المصلحين من العلماء ؛ إذا عرفنا أن التغيير الإجتماعي لا تصنعه إلا الأفكار الحية ولا يوجِه حركيته إلا المفكرون المخلصون من المثقفين و العلماء،،،
ولعل من أهم علماء الجزائر الأفذاذ الذين قادوا حركة الإصلاح الاجتماعي الشاملة الشيخ العلامة المصلح الشيخ البشير الإبراهيمي_ رحمه الله تعالى_ الذي كرس حياته للعلم طالبا وناشرا، وللأمة والجزائر خادما ، مصلحا،،،،الرجل الذي جمع البيان الساحر بالحجة الدامغة بالدعابة المستظرفة,,وسخر كل طاقاته لخدمة قضايا دينه وبلده….[1]
وكان الشيخ البشير فعلا مصلح أمة وموقظ شعب؛ كتب الله عليه- أي الشعب الجزائري- حمل أثقال مثل الجبال من الجهل والخرافية والتخلف حتى كاد أن يتماهى مع التخلف فتصبح حياته حياة هذا التخلف فيه،،،،،،
لقد كان الابراهيمي كالشعلة التي بثت في الجزائر ثورتها الثقافية، كما يقول المفكر المسلم (رجاء غارودي) ،تلك الثورة التي مكنت الشعب من الاستقلال بعد مائة وثلاثين سنة من الاستيلاب الحضاري الشامل….[2] ولعل هذا ما جعل رجل مثل المستشرق الفرنسي (ماسنيون) يعتبره كما يذكر ( جورج صليبا) من ألد أعدائه !!….[3]
_ إصلاح التربية أصل التغيير وأساس الإصلاح:
انطلاقا من مفهوم الآية الكريمة: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم"(الرعد/11)،، أدرك علماء جمعية العلماء المسلمين أن تغيير الاوضاع -وهو غاية العمل الاصلاحي – لا يتحقق قطعا إلا إذا حدث التغيير في البنية الذاتية للمجتمع الجزائري ؛ بأن يعمل كل فرد جزائري_ رجل كان أو إمرأة_ على تغيير ما بنفسه أولا بالتخلص من مجموع القيم السلبية : من تواكل، استسلام ، ضعف الهمة،ضعف الإرادة، جهل.. حينذاك يُصبح مؤهلا للتخلص من ربقة الاستعمار ،ويحقق فاعليته في التاريخ،،،،، ولهذا اتخذت الاصلاحية الآية شعارا لها,,,"وتبنتها أساسا لكل تفكير حتى أُشرب الشعب في قلبه نزعة التغيير فأصبحت أحاديثه تتخذ منها شرعة ومنهاجا …."[4]
ولم يكن هذا المنهج في التغيير إلا نتاج تأمل عميق؛ سواء في أصول البنية الثقافية والمعرفية للمجتمع الجزائري أو لواقع الحال في تلك الظروف العصيبة من مرحلة الهوان التاريخي ، حتى نجد الشيخ يقول مؤكدا على نقطة البداية :"من أراد أن يخدم هذه الأمة فليقرأها كما يقرأ الكتاب، وليدرسها كما يدرس الحقائق العلمية. فإذا استقام له ذلك، استقام له العمل وأمن الخطأ فيه، وضمن النجاح والتمام له. فإن تصدى لأي عمل يمس الأمة من غير درس لاتجاهها ولا معرفة بدرجة استعدادها كان حظه الفشل."[5]
وهذا التغيير لا يتأتى إلا بوسيلة التربية والتعليم؛ التربية بمعنى التوجيه السلوكي والخلقي بزرع القيم وغرس العادات الايجابية التي تدفع للحركة والنهوض وإتقان العمل، ومن ثم الجهاد ضد الاستعمار، وهو ما لا يتم إلا بإصلاح التعليم وفق منهج سديد للتوجيه والتثقيف على أساس فكر حي صحيح يستمد من مرجعية الشعب الحضارية لحمة بنائه،،،،وهو ما يقوم أولا على تنقيه الأذهان وتطهير العقول من رواسب الفكر الخرافي الذي كانت تنشره أوكار التخلف للطرقية البائدة بتشجيع فاعل لمراصد الاستعمار .[6]
وقد حلل وعلل رائد النهضة الشيخ عبد الحميد بن باديس- رحمه الله –(وهما يصدران من مشكاة واحدة) أساس التغيير بقوله:" لن يصلح المسلمون حتى يصلح علماؤه ، فإنما العلماء من الأمة بمثابة القلب ؛ إذا صلح صلح الجسد كله وإذا فسد فسد الجسد كله ، وصلاح المسلمين إنما هو بفقههم الاسلام وعملهم به،وإنما يصل إليهم هذا على يد علمائهم،فإذا كان علماؤهم أهل جمود في العلم وابتداع في العمل فكذلك المسلمون ،،،فإذا أردنا إصلاح المسلمين فلنصلح علماءهم….ولن يصلح العلماء إلا إذا صلُح تعليمهم ، فالتعليم هو الذي يطبع المتعلم بالطابع الذي يكون عليه في مستقبل حياته : لنفسه ولغيره؛ فإذا أردنا أن نُصلح العلماء فلنصلح التعليم، التعليم الذي يكون به المسلم عالما من علماء الاسلام يأخذ الناس عنه دينهم ويقتدون به فيه"[7]…..
فالقضية منطقية تماما ،وبذكر المعلم القدوة يربط المنهج التعليمي بالتربية والتوجيه السلوكي ،،،وليس مجرد تعليم كلمات وحروف وتلقين معارف مجردة…..بل جاء التأكيد من الشيخ البشير الإبراهيمي على أن : "التربية قبل التعليم…" ؛ لأنها الأساس الذي يُبنى عليه. ولا مستقبل لأمة تفصل بينهما أو تقدم العلم المجرد وتهتم بنشر المعارف الدقيقة وتُهمل بالمقابل التوجيه الخلقي وزرع القيم على أساس من مرجعية الأمة ودينها وثقافتها الأصيلة،،،،،وقد أجاد حافظ إبراهيم في قوله :
وهذا ما أدركه الشيخ إدراكا تاما وجعله أساس النهضة، ففي خطاب له في اليوم الثاني للاجتماع العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين(مساء الثلاثاء 4ربيع الاول 1351ه) قالها صريحة فصيحة:
(( إن جمعيتكم هذه أُسست لغايتين شريفتين: هما إحياء مجد الدين الاسلامي وإحياء مجد اللغة العربية. فأما إحياء مجد الدين الاسلامي ، فبإقامته كما أمر الله أن يُقام ، بتصحيح أركانه الأربعة : العقيدة والعبادة والمعاملة والخلق،،فكلكم يعلم أن هذه الأركان قد أصبحت مختلة ، وأن اختلالها أوقعنا فيما ترون من مصائب وبلايا وآفات ….واختلت الاخلاق وفي اختلالها البلاء المبين ؛ إن الأخلاق في دينكم هي شُعب الايمان ، فلا يختل خلق إلا وتضيع من الايمان شُعبة ، وقد أجمع حكماء الامم على هذه الحقيقة التي قررها الاسلام بدلائله وأصوله : وهي أن الأمم لا تقوم ولا تحفظ وجودها إلا برسوخ الأخلاق الفاضلة في نفوس أفرادها.
ولهذا نرى الإسلام يأخذ في شروطه على أبنائه أن يتآمروا بالمعروف ويتناهوا عن المنكر، ويُبديء في هذا المعنى ويُعيد ،ويضرب الآمثال ويبين الآثار ، ويلفت النفوس إلى الإعتبار بمن مضوا وإلى سنن الله الخالية فيهم ..))..[8]
وكان هذا الموقف يدل على أن وعي الشيخ كان كبيرا بمدى خطورة الخطط الاستعمارية في إفراغ عقول الشباب وقلوبهم من كل القيم والأخلاق ، والعمل على إلهائهم بما يجذب نفوسهم الى شهواتها حتى يصنعوا الخواء فيهم ، فلا يهتم يومئذ الا بتلبية شهوات الفروج والبطون، فتضيع هممه في التوافه ، فيصبح الواحد منهم ورجولة جسمه تحتج على طفولة أفعاله كما يقول الأديب البارع مصطفى صادق الرافعي- رحمه الله – ،،،،،وهو حال كثير من شبابنا في هذا العصر الذي نعيش فيه ؛مما ينبيك أن خللا رهيبا طال أخلاقنا وزعزع قيمنا في هذه النفوس المغتربة عن دينها وثقافتها، فترى عديد شبابنا ممسوخين خلقا ودينا وشكلا ،،،،
وهوما كان شيخنا المصلح ينافح جاهدا – واصلا الليل بالنهار- لمحاربته ،حتى يتحقق أمله المعقود في نواصي الشباب الذين هم عماد الامة،،،ممن تخَيلهم في مقالته المشهورة التي يخاطب فيها الشباب الجزائري:" يا شباب الجزائر: هكذا كونوا أو لا تكونوا……"
كان الشيخ البشير يعتبر : (الأخلاق) عمدة في أي مشروع نهضوي،،،،في ذكرياته، يروي عنه تلميذه (تركي رابح) أن الشيخ كان كلما اجتمع بالطلبة الجزائريين بمركز الجمعية بالقاهرة كان يقول لهم:"إنكم لن تستطيعوا أن تنفعوا وطنكم وأمتكم إلا إذا ملكتم سلاحين هامين ، بدونهما لن تفلحوا في الحياة، ولن يستفيد منكم وطنكم شيئا هاما :
1_ الأخلاق القويمة المتينة.
2-العلم القوي النافع. "…
وكان شديد التأكيد على الاخلاق يحثهم على التحلي بها من أعماق وجدانه ، كثير التحذير من السطحية والتفاهة ،مؤكدا على عمق الفكر وعرض ما يتلقوه على محك العقل والنقد،،،،ويذكر قوله البليغ(الجدير بأن يكون شعارا ويُكتب بماء الذهب) …المدرسة هي جنة الدنيا،والسجن نارها،،،الأمة التي لا تبني المدارس تُبنى لها السجون،والأمة التي لا تصنع لها الحياة ، يُصنع لها الموت، والأمة التي لا تعمل لنفسها ما ينفعها ويُسعدها ، يعمل لها غيرها ما يضُرها ويُشقيها..والأمة التي لا تغضب للعز الذاهب ترضى بالذل الجالب ،والأمة التي تتخذ الخلاف مركبا يُغرقها في اللجة،والأمة التي لا تكرم شبابها بالعلم والتثقيف مُضيعة لرأس مالها ، والأمة التي لا تجعل الأخلاق ملاكها تتعجل هلاكها،والأمة التي تلد لغيرها أمة تلد العبيد لا أمة تلد الأحرار والصناديد، والأمة التي تعتمد في حياتها على غيرها طفيلية على موائد الحياة حقيقة بالقهر والنهر وقصم الظهر…..)).[9]
ولم يكن الشيخ البشير ممن يكتفون بالتنظير دون مبادرات عمل- كما يفعل الكثير منا اليوم-، يذكر (محمد الغسيري، من رجال الجمعية) أن الشيخ بادر بوضعه للجمعية برنامجا للتعليم يأخذ بيد المعلم يسير به خطوة خطوة إلى الغاية ، فكأنه مُلقن وراء المعلم يملي عليه الكلام ويرشده الى كيفية العمل ؛ لذلك آثر جماعة من قدماء المعلمين تسميته:"مرشد المعلمين" .[10]..
_ أهداف التربية عند الشيخ البشير الإبراهيمي:
كان الشيخ البشير الابراهيمي مرشدا بأتم معنى الكلمة ،وعلى عاتق المرشد تقع مسؤلية النهوض بجيل الشباب ورسم مستقبل أمة،،وهو ما يقتضي وضع استراتيجية للنهضة تحدد معها أولا الأهداف ،على أساس مرجعية العقيدة الصحيحة وتعاليم الدين الحنيف،،،
– تكوين علماء صالحين: أولى الاهداف تكوين نخبة من العلماء تحمل هم الأمة وتتصدى للتغيير والاصلاح،يتكامل فيها العلم والاخلاق،،،حيث أن العلماء من الأمة بمثابة القلب من الجسد ولا يصلح الجسد والقلب فاسد،،،وهو المضغة التي إذا صلُحت صلُح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله…..كما جاء في الحديث،،،
ويمكننا تصور فكرة البشير على ضوء منهج مالك بن نبي -رحمه الله – في تقرير الأفكار على شكل معادلات، حيث :
علم صحيح + خلق رفيع = نهضة
فالابراهيمي يزاوج ويكامل بين العلم والسلوك وهو أساس البنية الثقافية للمجتمع الناهض،،،يقول:
(( فالمثقفون في الأمم الحية هم خيارها وسادتها وقادتها وحراس عزها ومجدها.تقوم الأمة نحوهم بواجب الاعتبار والتقدير .وما عامة الامم من أول التاريخ تابعة لعلمائها وأهل الرأي والبصيرة فيها ، تحتاج إليهم في أيام الأمن وفي أيام الخوف. تحتاج اليهم في أيام الامن لينهجوا لها سبل السعادة في الحياة،ويُغذونها من علمهم وآرائهم بما يحملها على الاستقامة والاعتدال.وتحتاج إليهم في أيام الخوف ليحلوا المشكلات المعقدة ويخرجوها من المضائق محفوظة الشرف والمصلحة.))"[11]
– تحقيق حرية الفرد:
العقيدة الصحيحة في الاسلام تقوم على جوهر مفهوم التوحيد، لا إله إلا الله بمفهومها العميق ، أي عدم قبول التابعية والعبودية إلا لله، وهو ما يقتضي من الفرد أن يشعر بأن العزة لله وحده، وأن الاستعمار بكافة أشكاله طاريء عارض بسبب خلل ذاتي مكن له في جسم الأمة ومقدراتها،،،
وتعمل التربية على إذكاء هذا الشعور في نفس الفرد لدفعه للثورة والتغيير ،،،الثورة أولا على قابليته للعبودية بتخلصه من أفكار السلبية والتواكل والقدرية العمياء التي تدفعه للاستسلام،،،ثم الثورةو ضد بؤر الظلام للطرقية ربيبة الاستعمار، ثم الثورة ضد الاستعمار بجميع أشكاله ومختلف أعوانه،،،،،
وفعلا بنت الجمعية منهجها التربوي على أساس هذا الهدف الاستراتيجي الذي تحقق، جزء منه، من خلال ثورة أول نوفمبر الكبرى عام 1945م….
_ النهضة والتقدم الحضاري: لا يكفي الاستقلال السياسي وحده إذا لم يُتوج بتقدم ونهضة ورقي، وأصل النهضة السمو الخلقي النابع من الذات الثقافية،،،وهذا ما يتفق عليه معظم من درسوا الحضارات من الشرق أو الغرب،كما يؤكد عليه المفكر الجزائري مالك بن نبي –رحمه الله- في مجمل كتبه التي عالج فيها مشكلات الحضارة،،،،،ولهذا نرى الشيخ البشير يخاطب الطلبة:" لا يضركم ضعف حظكم من العلم إذا وفُر حظكم من الأخلاق الفاضلة ،فإن أمتكم في حاجة إلى الاخلاق والفضائل، إن حاجتها إلى الفضائل أشد وأوكد من حاجتها الى العلم؛ لأنها ما سقطت هذه السقطة الشنيعة من نقص في العلم ، ولكن من نقص في الأخلاق"[12]
ولهاذا يعتبر الشيخ البشير أن:" غاية الغيات من التربية هي توحيد النشء الجديد في أفكاره ومشاربه ،وضبط نوازعه المضطربة وتصحيح نظرته للحياة،….ينظر إلى الحياة ،كما هي، نظرة واحدة ويسعى في طلبها بإرادة متحدة ويعمل لمصلحة الدين والوطن بقوة واحدة…"[13]
فالتربية هدفها بناء الانسان وليس تكديس أشياء، وهو ما لا يتم إلا بمنهج للتربية الصحيحة النابعة من ثقافة الامة وقيمها الدينية،،،وإذا نجحت التربية في بناء الانسان الصالح والمواطن الغيور على مصلحة وطنه، حينئذ يكون الحصول على الأشياء سهلا ميسورا،،،ولنا في التاريخ عبرة ….[14]
غير مجد في ملتي واعتقادي نوح باك ولا ترنم شادي
وشبيه صوت النعي إذا قيـــس بصوت البشير في كل نادي
________________________________________
[1]_محمد فاضل الجمالي، " الشيخ البشير الابراهيمني، ورسالته التربوية" ،مجلة الثقافة،الجزائر: وزارة الثقافة والسياحة ،س 5،ع 87، ماي / -يونيو1985 ، ص 131. 132
[2]-_رجاء غارودي، "الابراهيمي: العالم المجدد "،مجلة الثقافة، م، س، ص141، 142
[3]- الدكتور :جميل صليبا، أستاذ الفلسفة المشهور ، من تلامذة الشيخ البشير الابراهيمي المرموقين ( أثناء تدريسه بدمشق )، كتب عنه في مذكراته معترفا بفضله الكبير عليه وكان دائما يردد مفتخرا به:" إنه المعلم في كل مواقف حياته"،،أنظر: جميل صليبا ، " ماسنيون قال لي: " هذا الرجل من ألد أعدائي."…، عن مجلة الثقافة، م، س، ص 57
[4]_ مالك بن نبي ، شروط النهضة،ترجمة عبد الصبور شاهين ،ط1 ،دمشق: دار الفكر،1986 ، ص25.
[5] – محمد البشير الإبراهيمي ، جريدة البصائر 2 – 1948.م، ص
3_ رجاء غارودي، نفسه، ص144، أنظر أيضا : مالك بن نبي ، شروط النهضة ، م،س،ص24، 25
[7]_ ابن باديس، آثار الشيخ عبد الحميد بن باديس، ج4:ط1، الجزائر: وزارة الشؤون الدينية ، دار البعث، 1406ه/1985م، ص 74
[8]- أحمد طالب الإبراهيمي،آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي،،بيروت: دار الغرب الإسلامي، ج1، ط1، 1997م، ص 133..136.
[9]- تركي رابح،البشير الابراهيمي في المشرق العربي، مجلة الثقافة، م، س، ص232 ،233
[10]- الابراهيمي، آثار الشيخ محمد البشير الابراهيمي، م، س، ج3،ص155
[11]- الابراهيمي، م، س، ج1، ص352
[12]- الابراهيمي، عيون البصائر، الجزائر: الشركة الوطنية للنشر والتوزيع،1971، ص296
[13]- نفسه، ص49
[14]-النموذج الياباني كثيرا يُذكر في هذا الإطار…..