تخطى إلى المحتوى

قصة واقعية مؤثرة من شاهد في الشيشان . 2024.

  • بواسطة

الأسير الحر

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه قصة واقعية حدثت خلال الحرب بين إخواننا الشيشانيين وبين الروس الملحدين .. وقد كتبها الأخ/عبدالناصر محمد مغنم 0 و نقلتها من ملحق خاص يصدر عن ((مؤسسة الوقف الإسلامي))عضواللجنةالسعودية المشتركة لإغاثة كوسوفا والشيشان

00 وصلت الحدود بعد رحلة مضنية عانت فيها أشد المعاناة
00وقفت عن بعد لتتأمل الجبال الشاهقة تعلوها قمم الثلوج البيضاء ومشت نحو نقطة التفتيش ببطء شديد00
تذكرت نصائح اللأصدقاء حين عزمت على المجيئ غلى هنا00
كلهم أنكروا فكرتها وحاولوا إقناعها بالعدول عن هذه المخاطرة
00لم تستجب لنصائحهم وأصرت على المجيئ00لم تكن تهتم بأي مكروه يمكن أن يقع لها00فقد طغى على قلبها حبها لولدها الوحيد00 وقررت المجيئ من أجله00
وصلت نقطة التفتيش فشعرت بنبض يتسارع00تداخلت الأفكار في ذهنها,وعملت الوساوس عملها00 ترى ماذا سيفعلون بي؟00 هل يطلقون النار علي؟! أم يقومون باعتقالي كرهينة للمساومة00؟أم يكتفون بعودتي خائبة دون تحقيق مطلبي00؟
نظرت أمامها فرأت رجالا يحملون السلاح ويتلفعون بمعاطفهم اتقاء البرد,وينتشرون على الطريق وفوق الهضاب00 تأملت وجوههم فاجتاح كيانها شعور بالأمان والطمأنينة00 تقدم منها شاب وضيئ زينت محياه لحية كثة سوداء 00
تبسم لها ونادى عليها00 تفضلي من هنا ياسيدة0- تقدمت وهي تتلفت يمنة ويسرة0 !!
هل أستطيع مساعدتك باخالة 00
– نظرت إليه بعينين حزينتين00 نعم يابني00أرجوك00
– ماهي قصتك إذن؟
– أنه ولدي الوحيد00- !
ولدك الوحيد00وماذا جرى له؟
– إنني من الروس يابني00وولدي أسير لديكم00
– ماذا أسير لدينا00؟- نعم00نعم00فقد كان جنديا يقاتل مع القوات الروسية00
– وهل تعرفين ماذا فعلوا بشعبنا ياخالة00؟
– تصمت وتطأطئ برأسها0 إن ابنك واحد منهم
00- ولكنه وحيدي00وقد جئت من مكان بعيد أطلب له الرحمة0
– يصمت برهة ويفكر00 حسنا00سأعرض الأمر على القائد00إنتظري هنا ريثما أعود00
– وينطلق مبتعدا عنها حتى غاب عن الأنظار00 جلست بهدوء وجعلت تتأمل حفرا قريبة من نقطة التفتيش00رأت السواد الكالح الذي خلفته القذائف والألغام00 بئست الحرب هذه00نقاتل شعوبا لأنها انتفضت في وجه الظلم واختارت الحرية00ليتها لم تكن00وليتنا لم نرها0 انتبهت على صوت يناديها00
تعالي أيتها العجوز00تقدمي00
– نهضت وأسرعت نحو الشاب الوضيئ ليقودها إلى مقر القائد00 !
هل وافق يابني؟!00هل سيسمح لي برؤية ولدي00؟
– إن كان حيا سترينه إن شاء الله تعالى00- حقا00أشكرك يابني00
– الشكر لله ياخالة00
– وتمضي معه للقائد00تقف أمام رجل طويل صلب بدت عليه هيئة المقاتلين الأشداء00ترجوه أن يسمح لها برؤية ولدها00تذكر له اسمه وصفته00يطلب منها البقاء مع أسرته حتى يتسنى له البحث عن ولدها بين الأسرى الموزعين في المخابئ في الجبال0
وتمكث يومين في رعاية أسرة شيشانية كريمة فاضلة00رأت نمطا غريبا لم تعهده من قبل00شعرت بحياة جديدة مغمورة بالسعادة والهناء رغم المآسي والأحزان00أبدت إعجابا شديدا ودهشة ملكت عليها لبها,لذلك الترابط العجيب والتفاني الرائع من قبل كل أفراد الأسرة 00
وفي مساء اليوم الثاني عاد القائد لبيته,ووتقدم إليها مبتسما ليزف لها بشرى العثور على ابنها بين الأحياء00
شعرت بسعادة غامرة00لم تعرف كيف تشكره 00رجته أن يصحبها لرؤيته00 لاياسيدتي 00هذا لايمكن0
– أصابها الوجوم00ظنت لوهلة أن أملها خاب00 لماذاياسيدي00أرجوك
00- لا تتعجلي00سنأتي به إليك هنا بعد قليل إن شاء الله تعالى00
– وتنفرج أسارير البشر في قلبها00وتظهر الفرحة على محياها00حقا000هل أنا في حلم ياسيدي00؟
– بل هي الحقيقة00وماعليك إلا الإنتظار قليلا حتى تنعمين- برؤية ابنك سليما معافى00
تعني أنه بخير وعافية؟- !وهل أخبرك أحد بغير ذلك؟
– لا00لا00بلى00قالوا بأنكم إرهابيون تعذبون الأسرى , وتقتلون- !!الجرحى , وتسبون النساء00وغير ذلك00
وهل صدقت ما قالوا00؟
– في الحقيقة
00- ماذا أيتها السيدة00؟
– لو صدقتهم لما جئت إليكم بنفسي للبحث عن ولدي00
– طرق شديد على الباب00 لابد أنهم وصلوا00
– يفتح الباب ليلج منه شاب وسيم يرتدي ملابس المجاهدين الشيشان00 أمي00أمي
00- تنهض وتهرع نحوه00 ولدي حبيبي00غير معقول00- كم اشتقت إليك ياأمي00- (تبكي بحرقة00 تقبل وجنتيه00تتحسس رأسه00) !هل أصابك مكروه يابني؟
– بل كل الخير ياأمي00- وهل كل الأسرى يعاملون هكذا يابني00؟
– إن أخلاق وشيم هؤلاء الرجال دفعتني للانضمام إليهم ياأمي00- !وكيف ياولدي00؟
– لقد أسلمت ياأمي
00- !!أسلمت00
– نعم ياأمي00أسلمت وعرفت الحق بفضل الله سبحانه00
– ودينك ودين آبائك وأجدادك ياولدي00
– الدين هو الإسلام ياأمي00ولايرضى الله من أحد دينا سواه00- !ياإلهي00 ماذا أسمع؟- إنه الدين الذي ارتضى الله لعباده00 وبه وحده تسعد- البشرية,وذلك عندما تستسلم لربها الواحد الأحد,الفرد الصمد,الذي لم يلد ولم يولد00إنه دين العدل,ودين الحرية,ودين الفطرة,ودين السعادة في الدارين ياأمي00
وكيف تعلمت كل هذا00؟
– ينظر إلى المجاهدين حوله00 لقد علمني هؤلاء القرآن ياأمي00فوجدت فيه ماكنت – مشتاقا لمعرفته00 وجدت فيه ما وافق فطرتي00وجدت فيه ضالتي00فهو الهدى و النور00وهو البيان الحق للغافلين 00
وماذا ستفعل الآن يابني00؟!ألن تعود معي؟- يبتسم ويتحسس رأسها00 بل سأبقى هنا ياأمي00
– !وأنا00أنا والدتك يابني؟- أسلمي لله رب العالمين00أسلمي ياأمي00أسلمي وابقي معي00
– تطرق قليلا وتفكر في هذه الكلمة00تتمتم كأنما تحدث نفسها00 !!أيعقل هذا؟00هل هذه حقيقةأم حلم00؟
إنها نعمة ساقك الله إليها ياأمي00لا تضيعيها أرجوك00
– ترفع رأسها وتنظر لوجه ولدها00تتأمل النور في عينيه 00تنهمر الدموع على وجنتيها00تتذكر تلك الرعاية التي عاشت في كنفها لدى أسرة القائد00تفكر بكل ما سمعت من قبل عن هؤلاء المجاهدين الذين صورهم الإعلام في بلدها إرهابيين وحوشا00وتقارن تلك الصورة بالذي رأته بأم عينيها في جبال الشيشان00تتقدم نحو ولدها00تبتسم له بحنان00
وماذا يقول من يريد الدخول في الإسلام ياولدي00؟!!

0- اللهم أنصر اخوننا المجاهدين في الشيشان اللهم ذل الكفرة الروس ياذالجلال والإكرام اللهم اجعل بأسهم بينه شديد اللهم اجعل تدبيرهم تدميرا عليهم اللهم جمد الدم في عروقهم ياذالجلال والإكرام منصورين بإذن الله ياأحبائنافي الشيشان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.