للشيخ الفاضل أبي عبد المعز محمد علي فركوس-حفظه الله-
السؤال:
ما هي الهيئات الصحيحة في الرقية ؟
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فأولى الهيئات اتِّباعًا ما ثبت فيها نصٌّ شرعي يُجيزها كغَسْل العائن بعض أطراف بدنه وصبِّه على المصاب بالعين، كما ورد في قصَّةِ عامرِ بنِ ربيعةَ رضي الله عنه الذي عان سهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ رضي الله عنه: «فَأَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامِرًا أَنْ يَتَوَضَّأَ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ إِلَى المِرْفَقَيْنِ، وَرُكْبَتَيْهِ، وَدَاخِلَةَ إِزَارِهِ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَصُبَّ عَلَيْهِ»(١)، وكالنفث حالَ الرقية بريقٍ قُرئ فيه القرآنُ والأدعية والأذكار الشرعية فهذا جائزٌ، وقد كان صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ينفُثُ في يديه عند نومه ﺑ ﴿قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ﴾، و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَق﴾، و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس﴾، فيمسح بهما وجهه وما استطاع من جسده ثلاثًا(٢).
والأصلُ: أنَّ المباشِر للرقية هو الذي يَنْفُثُ على المريض من ريقه الذي جمعه من قراءته للقرآن الكريم، فقد صحَّ فيه حديثُ أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه: «أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَوْا عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ العَرَبِ، فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقَالُوا: هَلْ مَعَكُمْ مِنْ دَوَاءٍ أَوْ رَاقٍ ؟ فَقَالُوا: إِنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، وَلاَ نَفْعَلُ حَتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً، فَجَعَلُوا لَهُمْ قَطِيعًا مِنَ الشَّاءِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ بِأُمِّ القُرْآنِ وَيَجْمَعُ بُزَاقَهُ وَيَتْفِلُ، فَبَرَأَ فَأَتَوْا بِالشَّاءِ، فَقَالُوا: لاَ نَأْخُذُهُ حَتَّى نَسْأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ، وَقَالَ: وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ ؟ خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ»(٣).
كما صحَّ من حديث عائشةَ رضي الله عنها: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَأَمْسَحُ عَنْهُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا»(٤).
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا.
المـوافق ﻟ: 06 جويلية 2024م
ــــــــــــ
١– أخرجه مالك في «الموطأ» (3/ 119)، وأحمد (15980)، وابن ماجه في «الطب» باب العين (3509)، والبغوي (12/ 164)، من حديث أبي أمامة ابن سهل ابن حنيف عن أبيه رضي الله عنهما.
٢- أخرجه البخاري في «فضائل القرآن» باب فضل المعوذات (5017) من حديث عائشة رضي الله عنها.
٣-أخرجه البخاري في «الطب» باب الرقى بفاتحة الكتاب (5736)، ومسلم في «السلام» (2201)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
٤- متفق عليه: أخرجه البخاري في «فضائل القرآن» باب فضل المعوذات (5016)، ومسلم في «السلام» (14/ 182)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
بارك الله فيكم وثبت خطاكم
وهنيئا لك التؤهل للاشراف احسن قسم في المنتدى الا وهو الاسلامي
بارك الله فيك
الرقية الشرعية هو الرقية بالآيات والدعوات الطيبة، هذه الرقية الشرعية، الرقية بالقرآن, أو بالدعوات الطيبة. يرقي بالفاتحة بآية الكرسي بغيرها من الآيات قل هو الله أحد، بالمعوذتين بغيرها هذه هي الرقية الشرعية، أو بالدعاء يدعوا، له: (أذهب البأس رب الناس واشفه أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما)، (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك بسم الله أرقيك)، أو: (اللهم اشفه وعافه، اللهم أنزل عليه الشفاء، اللهم أبرؤه من مرضه، وما أشبه ذلك الدعوات الطيبة.
وسُئل أيضاً عن آيات الرقية
القرآن فيه شفاء للناس ورحمة, نرجو أن تذكروا الآيات التي يشرع قراءتها على المريض, وعدد المرات, وكيفية النفث – جزاكم الله خيراً -؛ لأن عندنا شخص مصاب بمرض ونريد أن نقرأ عليه؟
كل القرآن شفاء، كل القرآن شفاء من أوله إلى أخره، وإذا قرأ الفاتحة فهي أعظم سورة في القرآن ، كررها كما قرأها الصحابة على اللديغ لما مرَّ عليه في بعض أحياء العرب، قرأ عليه بعض الصحابة سورة الفاتحة وكررها فشفاه الله، فإذا قرأ سورة الفاتحة وقرأ معها آية الكرسي ، أو بعض الآيات الأخرى، كله طيب، وإذا قرأ: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثلاث مرات، كان حسنا أيضاً، من أسباب الشفاء، وكل القرآن شفاء، إذا قرأ منه ما يسر الله من البقرة من آل عمران من النساء، من المائدة من بقية القرآن كله شفاء، كما قال جل وعلا: قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء [(44) سورة فصلت]. وقال سبحانه: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ [(82) سورة الإسراء]. يعني كله شفاء، فإذا تحرى بعض الآيات وقرأها كله طيب، ولكن من أهم ما يقرأ الفاتحة ، وآية الكرسي ، وقل هو الله أحد، وسورة المعوذتين، كل هذه من أهم ما يقرأ على المريض.
بارك الله فيكم وثبت خطاكم
وهنيئا لك التؤهل للاشراف احسن قسم في المنتدى الا وهو الاسلامي |
بارك الله فيكم جميعا
و جزاكم الله أأأأأأأأأأأأأأأألف خيرا
رمضان كريم كل عام وأنتم بألف خير