الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد: فقد قال تعالى : ( اقتربت الساعة وانشق القمر) [القمر :1] وقال تعالى : ( فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها ) [محمد:18] أي علاماتها وأماراتها . وأحدها شَرَط بفتح الراء ، وهو العلامة . قال الإمام البغوي رحمه الله : ( وكانت بعثة النبي صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة) .
ولما كان أمرها شديداً ، وشأنها عظيماً ، كان الاهتمام بشأنها أكثر من غيرها ، ولهذا أكثر النبي صلى الله عليه وسلم من ذكرها ، وتفصيل أشراطها وأماراتها ، وأخبر عما يأتي بين يديها من الفتن ، ونَبّهَ أمته ، وحذرهم ليتأهبوا لذلك .
أما وقت مجيئها ، فهو مما انفرد الله تعالى بعلمه وأخفاه عن العباد لأجل مصلحتهم، ليكونوا على استعداد دائماً . قال العلماء رحمهم الله تعالى : علامات القيامة تنقسم إلى ثلاثة أقسام ، قسم ظهر وانقضى، وهو الأمارات البعيدة . وقسم ظهر ولم ينقض بل لا يزال في زيادة .
والقسم الثالث : هي الأمارات الكبيرة التي تعقبها الساعة . فمن العلامات التي انقضت ، بعثة النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( بعثت أنا والساعة كهاتين) وأشار إلى إصبعيه السبابة والوسطى ) رواه البخاري .
ومن القسم الثاني الذي لم ينقض ما أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة كقوله : ( لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدينا لكع بن لكع ) رواه الإمام أحمد، ومنها: موت العلماء وكثرة القتل وفشو الجهل وكثرة الفتن وكثرة الزلازل ومنها التشبه بالكفار، واستفاضة المال وفشو المنكرات، وفشو الربا والزنا وخروج المتبرجات وغير ذلك واشتغال رعاة الإبل البهم (السود) بالتطاول في البنيان.
وأما القسم الثالث : وهي الأمارات العظام ، والأشراط الجسام التي تعقبها الساعة مباشرة فمنها : خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم، وخروج المهدي، وخروج الدابة، وخروج يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها.
وننصح السائل بمراجعة كتاب (أشراط الساعة) ليوسف بابل، و(إتحاف الجماعة بعلامات الساعة) للشيخ حمود التويجري، ففي كل منهما غنية في هذا الباب.
والله أعلم.