تخطى إلى المحتوى

صوته الندى صلى الله عليه وسلم 2024.

[frame="6 10"]

صوته صلى الله عليه وسلم لم يكن قوياً ، قالوا : وكان به بحة بسيطة ، وعندما كان يتكلم كان صوته هادئاً لكن به رقة وفيه رحمة ، ومع هذا {فقد كَانَ يَخْطُبُ عَلَي مِنْبَرِهِ ، يُسْمِعُ جَمِيعَ سُكَّانَ الَمدِينَةِ فِي بُيُوتِهِم بِهَذَا الصَّوْتُ الهَادِئ ، حَتَّيَ العَوَاتِقِ فِي خُدُورِهِنَّ}[1]
كذلك وهو في الحج عندما نزلوا مني ، وقد نصبت الخيام الكثيرة ، لأنه كان يحج معه مائة ألف ، وكل جماعة في خيمتهم {فَجَلَسَ عَلَي نَاقَتِهِ يَشْرَحُ لَهُمْ مَنَاسِكَ الْحَجِّ ، فكُلُّ جَمَاعَةٍ وَهُمْ جُلُوسٍ في خَيْمَتِهِمْ ، سَمِعُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَشْرَحُ المَنَاسِكَ}[2]

بلا مكبرات للصوت ، أو تسجيلات أو إذاعة أو تليفزيون ، لكن الذي كان يوصِّل هذا الصوت هو الذي يقول للشيء كن فيكون
أما أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت أيضا وسطا ، ولكنه كان يسمع به أصوات كل شيء ، ففي يوم ما كان جالسا مع أصحابه ، فقال لهم : أتسمعون ما اسمع؟ قالوا : لا ، وماذا تسمع ؟ قال صلى الله عليه وسلم {أطَّتِ السَّمَاءُ وَحَقَّ لهَا أنْ تَئِطَّ – لماذا ؟ ،- قَالَ :مَا فيهَا مَوْضِعُ شِبْرٍ إلا وَفيِهِ مَلكٌ للهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَي رَاكِعٌ أوْ سَاجِدٌ}[3]

وكان جالسا معهم في يوم ما فقال لهم : أتسمعون هذه الوجبة ؟ قالوا : نعم ، فقال صلى الله عليه وسلم {هَذِهِ صَخْرَةٌ ألْقِيَتْ فِي جَهَنَّمِ مِنْ سَبْعِينَ سَنَةٍ ، وَالآنَ اسْتَقَرَّتْ فِي قَعْرِهَا}[4]

وفي يوم آخر وكان راكبا بغلته، وفجأة ارتجفت البغلة ، فقال صلى الله عليه وسلم : أيوجد هنا مقابر؟ فقال رجل : بلي هنا مقابر فلان وفلان من الكفار ، فقال صلى الله عليه وسلم {وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْلا أنكُمْ لا تَدْفِنُوا مَوْتاكُمْ لأسْمَعْتُكُمْ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ مَا أسْمَعُ}[5]

أي انه سمع عذاب القبر الذي يتعذبون به

فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمع ملائكة السموات ، وانتم تعلمون انه كان يأتيه الوحي فيسمع ، ومن حوله لا يسمعون ، فأذنه تسمع الملائكة ، وتسمع تسبيح كل شيء ، وتسمع جميع اللغات ، لغة الطيور ، ولغة الحيوانات ، ولغة الحشرات ، ولغة الجن ، وكل اللغات تسمعها أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم

أما شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأيضاً كان وسطا ، فليس ناعما جدا ، وليس خشنا جعدا ، لم يبيض من شعرة طوال عمرة إلا سبعة عشر ة شعرة

ويُروي أن سيدنا خالد بن الوليد كان في احدي المعارك مع الروم {يوم اليرموك} ، وعلي رأسه عمامة ، وأثناء المعركة سقطت العمامة وسط جيوش الأعداء ، فأمسك السيف وحارب بتهور ، كالذي يريد أن يقتل نفسه إلي أن التقط العمامة مرة أخري ، فقالوا له : لماذا تفعل هذا والله يقول{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} 195 البقرة

لماذا تلقي بنفسك إلي التهلكة بهذه الصورة؟ فقال لهم : أتعرفون لماذا كنت أحارب؟ قالوا : لا؟ قال : ليس من اجل العمامة {ولكن هذه العمامة بها خصلة من شعر ناصية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعتقد أنهن سبب نصري في كل معركة أدخلها ، فخشيت بفقدهن ألا يحالفني النصر بعد ذلك أبدا}[6]

فشعر رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس كالشعر العادي ، لأنه كان سببا للنصر في المعارك الحربية التي قادها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

{1} رواه أبو نعيم والبيهقي عن البراء{2} رواه ابن سعد وأبو نعيم عن عبد الرحمن بن معاذ التميمي{3} رواه أبو نعيم عن حكيم بن حزم والترمذي وابن ماجه عن أبي ذر رضي الله عنه – أطت : أي أخرجت صوتا ضخما {4} رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه {5} رواه مسلم عن زيد بن ثابت رضي الله عنه {6} أخرجه سعيد بن منصور ، وابن سعد وأبو يعلي والحاكم والبيهقي وأبو نعيم عن خالد

[/frame]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.