تخطى إلى المحتوى

حكم الخوف من الجن 2024.

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله

حكم الخوف من الجن

يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: والخوف أقسام، فمنه خوف التذلل والتعظيم والخضوع.. وهو ما يسمى بخوف السر، وهذا لا يصلح إلا لله تعالى، فمن أشرك فيه مع الله غيره فهو مشرك شركا أكبر، وذلك مثل أن يخاف من الأصنام والأموات، أو من يزعمونهم أولياء ويعتقدون نفعهم وضرهم، كما يفعل بعض عباد القبور..

الثاني: الخوف الطبيعي والجبلي: فهذا في الأصل مباح، لقول الله تعالى عن موسى: فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّب [القصص: 21] .وعلى هذا، فإن خوفك مما يضرك أو يؤذيك لا يعد شركا، لأنك لا تقصد تعظيمه أو اعتقاد النفع والضر فيه لذاته.

القول المفيد على كتاب التوحيد(2/67)

سئل فضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ : ذكرتم في كتابكم المنظار أنَّ الخوف من الجن يدخل في خوف السِّرْ الذي عَدَّهُ العلماء من الشرك الأكبر، فهل هذا على إطلاقه؟ وهل ينطبق ذلك على من يخاف إيذاء الجن في المناطق الموحشة كالصحاري والبيوت المهجورة؟

فأجاب بقوله: لا، خوف السر ضَبَطَهُ العلماء في شرح كتاب التوحيد في مسألة الخوف.

خوف السر: أن يخاف المرء من غير الله – عز وجل – في إيصال الأذى إليه بدون سبب.

هذا هو الذي يختص الله – عز وجل – به، الله – عز وجل – يُقَدِّرْ على العبد مرض بدون سبب يعلمه، يُقَدِّرْ الموت بدون سبب بدون ما يعلم، أما إذا كان الشيء له سبب ظاهر أو كان له سبب؛ لكنه يخشى أن يكون الجني يتسبب فيه فيما، ويكون سبب طبيعي مثل الخوف من الدخول في الأماكن المهجورة أو في الظلام أو نحو ذلك يخاف من الشياطين أو الجن هذه أسباب. لكن خوف السر أن يخاف أن يناله الولي أو أن يناله الجني أو نحو ذلك بغير سبب؛ يعني أن يعتقد أنَّ عنده قوة وتَصَرُّفْ حيث يؤذيه بدون سبب.

هذا ليس بحاصل ما ممكن للجني أن يؤذي العباد بدون سبب، الجني هو مثل الإنسي ما يؤذي بدون سبب.

فإذا خاف أن يوصله إلى الإيذاء بدون أسباب يعني لا اعتداء من الإنسي ولا فعل أو شيء يدل عليه من الجني، فهذا لا يجوز.

وإذا كان الخوف -الخوف الطبيعي- ليس خوف اعتقاد وإنما ناتج عن ضعف الإنسان، وليس خوف اعتقاد في الجن وإنما يخاف من إيذائهم واعتدائهم في مثل البيوت، فهذا قد يدخل في الخوف الطبيعي الذي يخشاه الإنسان ولا يدخل في الخوف المحرم ولا في الخوف الشركي.

فإذاً المسألة ليس على إطلاقها لكن يوضحها لك ضابط خوف السر الذي وصفته لك.

س/ [……]

بدون سَبَبٍ يمكنهم أن يعملوه، ليس بدون سبب ظاهر، قد يقول هو سبب خفي، قد يعمل ويقول للجني سبب خفي ما أدري عنه، لكن هو بدون سبب يمكنهم أن يعملوه.

مثل مثلاً أن يتسلط الجني، يخاف من الجني أن يؤذيه دائماً، يخاف من الجني أن يتسلط على أولاده، لماذا يخاف؟ يخاف لاعتقاد ليس خوفاً طبيعياً، خوف اعتقاد، يعتقد الجن يتسلطون. مثل ما كان الكفار الذين نزلوا وادياً قالوا: نعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه. يظنون كل وادي له جني يمسكونه وأنَّهُم يعتدون على الناس، وهذا هو الذي نزل في قوله تعالى {وَأنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} [الجن:6] لأنَّهُ سببه الخوف، خوف من شيء لا يملكون، فهذا خوف اعتقاد، خوف السر خوف اعتقاد، يعني يعتقد أنَّ هذا الذي خاف منه يُوصِلُ الأذى إليه بدون سبب يعلمه بدون سبب معقول؛ ولكنه هو عنده القدرة، فإذا اعتقد هذا الاعتقاد في الولي أو في الجني أو نحو ذلك فهذا هو خوف السر. أما خَاف من مكان مظلم أو خاف من جن هذا قد يدخل في الخوف الطبيعي في بعض الحالات، ليس خوف اعتقاد.

إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل(1/621)

هل الخوف من الجنّ يدخل في الخوف الطبيعي, أم لا ؟

الجواب

الخوف من الجنّ إذا كان خوف السر ويعتقد في الجن أنّها تنفع وتضرّ فيدخل في الشرك (( وأنّه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجنّ فزادوهم رهقا )) .وغالبا الخوف من الجنّ يدخل – والله أعلم- في خوف العبادة؛ لأنه يعتقد فيها بأنّها تضرّ وتنفع, ولا يملك الضرّ والنفع إلاّ الله, لا الجنّ ولا الإنس "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك" كما قال صلى الله عليه وسلم.والمؤمن الصادق لا يخاف إلاّ من الله عزّ وجلّ ((فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين )), يعني الخوف السرّي في هذا؛ خوف العبادة, أمّا الخوف من حيّة, من أسد, من إنسان مفسد يعني يهجم عليك ولست تقدر على مقاومته فهذا خوف طبيعي لا يضرّ, هذا لا يضرّ إن شاء الله ولا يخل بالعقيدة, لكن خوف الجنّ في غالبه خوفٌ يقوم على عقائد فاسدة! الرسول صلى الله عليه وسلم أعطاك أسلحة وعلمك, اقرأ آية الكرسي, اقرأ المعوّذات, تحصّن, ذكر الله عزّ وجلّ يحصنك منهم, استخدم الوسائل التي تحصّنك منهم ومن كلّ أنواع الأذى؛ من الحيّات, الأفاعي, العقارب ومن غيرها "أعوذ بكلمات الله التامات من شرّ ما خلق " إذا قلتها لا يأتيك لا جنّي ولا حيّة ولا غيرها ,لا يضرّك شيء, وهذا يكون بإخلاص وصدق – بارك الله فيكم -.

[فتاوى في العقيدة والمنهج الحلقة الأولى الشيخ ربيع حفظه الله ]

جزاك الله خيرا يا قناص

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.