تمييز الذكور عن الإناث في التربية يخلق عند الفتاة شعوراَ بالاضطهاد
——————————————————————————–
تمييز الذكور عن الإناث في التربية يخلق عند الفتاة شعوراً بالاضطهاد
الأسرة مثل المجتمع الصغير الذي يمثل وحدة ديناميكية حية لها وظيفة تستهدف نمو الطفل اجتماعياً وسلوكياً عن طريق التفاعل العائلي الذي يقوم بدور مهم في تكوين شخصية الطفل وتوجيه سلوكه.
للمدرسة وظيفة اجتماعية لا تقل في أهميتها عن مهمتها الثقافية والتربوية، فمن المؤكد أن المسؤولية الكبرى في تنشئة الأطفال والمراهقين تقع بالدرجة الأولى على عاتق الأسرة والمدرسة، حيث تشكل كل واحدة منهما خلية حية لخلق أطفال ومراهقين أصحاء في نفوسهم وأخلاقهم وسلوكهم وعقولهم، ففي العائلة التي يسودها الوفاق والتعاون ينمو في رحابها الطفل نمواً صحيحاً سليماً، ويعيش في جنباتها المراهق حياة هادئة متزنة.
ويرى علماء النفس والاجتماع والتربية ضرورة الاهتمام بالطفل منذ ولادته ومراقبة عملية نموه والتغييرات الإنشائية والبنائية التي تسير بالطفل إلى الأمام حتى ينضج ويكتمل، ويتضمن النمو نواحي عديدة فهناك نمو يتصل بالنواحي الجسمية، ونمو يتعلق بالنواحي العقلية، ونمو يتعلق بالنواحي الانفعالية، بالإضافة إلى النمو الذي ينسجم مع الدوافع والاتجاهات والسلوك، وهذه النواحي تعمل كوحدة متماسكة يؤثر كل منها في الآخر، فالنمو العقلي والانفعالي مثلاً يتأثران إلى حد بعيد بالنمو الجسمي، وأن الاضطراب أو النقص أو الشذوذ في أي ناحية من نواحي النمو، يؤدي إلى اضطراب في التكوين العام للطفل.
و يرى علماء النفس أن التفكير القائم على التعليل العقلي يكاد يكون معدوماً في السنوات الأولى من حياة الطفل، لأن العقل يبدأ بالتدرب على هذا النوع من التفكير فيما بين 11 و12 عاماً، وقبل هذه الفترة يكون الطفل لديه القدرة على التعليل المادي والحسي، بالإضافة إلى التعليل القائم على العلاقات المرتبطة بالدوافع النفسية لدىه، ويستطيع الطفل دون السابعة أن يربط بين موضوعين ويدرك العلاقة بينهما.
إن كثيراً من الأسر لا توفر لأطفالها الحب والحنان، وإن الكثير من الأطفال يقعون فريسة لجهل الوالدين بهذه الحقيقة المهمة، مما يؤدي إلى تحطيم نفسيتهم بسبب عدم إشباع الحاجة إلى الحب، فعلاقة الطفل بأمه هي العامل الأساسي لصحته النفسية، والحاجة إلى الحب هي أولى الحاجات التي يحتاج الطفل إلى إشباعها، والحب الزائد أو المبالغ فيه يؤدي إلى نفس نتيجة الحرمان منه، فالحرمان من الحب يؤدي إلى التوتر العصبي واضطراب نومه وفقد الشهية للطعام وضعف ثقته بنفسه وشعوره بالتعاسة، أما الإفراط في الحب فيؤدي إلى الأنانية وينعكس عليه هذا الشعور عندما يكبر بأن الحياة لاتقدره حق تقديره فيكون إما عدوانياً أو انعزالياً، وبذلك يختل توازنه وتوافقه مع الآخرين، تلك هي الصورة التي تتخذها الحاجة إلى الحب في الطفولة، أما في طور المراهقة فتتخذ مظاهر ثلاثة وهي: أريد أن يحبني الآخرون، أريد أن أحب الآخرين حباً صحيحاً عميقاً، أريد أن أحب نفسي، ومن أهم المراحل في حياة المراهق هي التي يشعر فيها بالرغبة في الاستقلال فتتسع علاقاته خارج المنزل بتكوين صداقات جديدة مع أقرانه، وتكون هذه الصداقات قوية لدرجة أنها تؤثر تأثيراً كبيراً في نفسية المراهق، حيث أكدت البحوث الإكلينيكية والتحليلية أن البيوت التي يغشاها الود والتفاهم القائمان على الثقة والاحترام والتقدير والمحبة، والتي تحتفظ بتوازن حكيم بين الحرية والانضباط، هي التي تخرج أشخاصاً أسوياء، أما البيوت التي تغرس في نفوس الأطفال اتجاهات الكراهية والحقد والنقمة، فهي التي تخرج للحياة جحافل المنحرفين والجانحين والمعقدين والعصابيين، ومن أهم أسباب تصدع العلاقات الفردية والعائلية على الطفل والمراهق، العوامل الاجتماعية ومنها: انهيار الجو الأسري بسبب موت الأب أو الأم، هجر أحد الوالدين أو كليهما للطفل، الانفصال أو الطلاق، أما الحالة الأخلاقية للأسرة، وهي: الإدمان على المخدرات وشرب الخمر، مجون الزوج أو الزوجة، عدم أمانة أحد الوالدين، وأخيراً الحالة الاقتصادية للأسرة وهي الفقر أو البطالة أو عدم وجود المسكن المناسب، وازدحام المنزل بالسكان وانعدام الراحة فيه.
ولأساليب التربية الخاطئة تأثير بعيد على نشوء وتكيف الطفل والمراهق، حيث تلعب الوسيلة التي يتربى بها الطفل في سنواته الأولى دوراً مهماً في التأثير على تكوينه النفسي والاجتماعي، ومن أهم هذه الأخطاء شعور الصبي بالسيطرة على البنت لأنه ذكر، وهنا تشعر البنت بالحقد على الذكر، وفي نفس الوقت يترسخ داخله بأنها أقل منه منزلة، أن يخلق الوالدان في الأسرة معايير خاصة بالصبي تختلف عن معايير البنت، فما يقوم به الصبي من سلوك مسموح به، وترفضه إذا قامت به البنت، وهذا يشعل الغيرة بينهما، وقد تنكر الأسرة سيطرة الأخت الكبرى على اخوانها الذكور الصغار، بل وربما يحل محل ذلك سطوة الإخوة الصغار على أختهم الكبرى، كل هذه العوامل تعوق نمو الشخصية عند الفتاة. ومن عوامل الاضطراب في شخصية المراهقين تغيير الموطن، فتغيير محل الإقامة وكثرة الانتقالات من مكان لآخر يجعل حياة المراهق مضطربة ويقلل من قيمة الولاء للمكان الذي يولد فيه الشخص
صدقت الأخ مومني محمد بارك الله فيك على الموضوع
تمييز الذكور عن الإناث في التربية يخلق عند الفتاة شعوراَ بالاضطهاد
صحيح فعلا
bonne continuation