تخطى إلى المحتوى

الفقر الحاضر، والعجز الظاهر؟الداء العياء؟ 2024.

وضمرة هو شقة بن ضمرة بن جابر، كان شاعراً. حدثني عباس بن هشام عن أبيه عن المفضل وغيره قالوا: كان ضمرة بن ضمرة يسمى شقة بن ضمرة، وكان ذا رأي، فبلغ المنذر بن المنذر أبي النعمان بن المنذر قال له: من أنت؟
قال: شقة بن ضمرة. قال: تسمع بالمعيدي لا أن تراه. يقول: يعجبك أن تسمع بالمعيدي لا أن تراه،

ويقال إنه قال: لأن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، فقال شقة: أبيت اللعن، إن القوم ليسوا بجزر أي بغنم تجزر، إنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه، فإذا نطق نطق ببيان، وإذا قاتل قاتل بجنان، والرجال لا تكال بالقفزان،

فأعجب المنذر بما سمع من منطقه، فسماه ضمرة باسم أبيه، وكان أبوه أثيراً عنده، وكان من رجالات بني تميم،

ثم قال له: هل عندك يا ضمرة بن ضمرة علم بالأمور؟ قال: نعم أيها الملك، إني لا نقض منها المفتول، وأبرم المسحول، ثم أجيلها حتى تجول، ثم أنظر إلى ما تؤول، وليس للأمور بصاحب من لم يكن له نظر في العواقب،

قال: صدقت فأخبرني عن الفقر الحاضر، والعجز الظاهر؟ قال: أما الفقر الحاضر فأن يكون الرجل لا يشبع نفسه، ولو كان من ذهب حلسه، وأما العجز الظاهر أن يكون الرجل قليل الحيلة لازماً للحليلة، يطيع قولها ويحوم حولها، إن غضبت ترضاها وإن رضيت فداها، فلا كان ذاك في الأحياء، ولا ولدت مثله النساء. قال المنذر: لله أبوك،

فأخبرني عن السوءة السواء، والداء العياء؟ فقال أما السوءة السواء، فالحليلة الصخابة، السليطة السبابة، الخفيفة الوثابة، المخوف غيبها، الكثير عيبها، التي تعجب من غير عجب، وتغضب من غير مغضب، فحليلها لا ينعم باله، ولا تحسن حاله، إن كان مقلاً عيرته بإقلاله، وإن كان ذا مال لم ينتفع بماله، فأراح الله منها أهلها، وأما الداء العياء فجار السوء الذي إن كلمته بهتك، وإن قاولته شتمك، وإن غبت عنه سبعك، فإذا كان جارك فخل له دارك، وعجل منه فرارك، وإن رضيت بالدار فكن كالكلب الهرار، وأقر له بالذل والصغار.

قال: صدقت أنت ضمرة بن ضمرة حقاً، وجعله من حداثه وسماره، ودفع إليه إبلاً كانت له، فكانت في يده،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.