السمات الذهنية للشخص المبدع
ذهن الشخص المبدع يحمل مجموعة من الخصائص التي تميزه عن غيرة ويتفرد بها والأنشطة الذهنية التي يمتاز بها الشخص المبدع هي :
1. الاستيعاب التلقائي :
الشخص المبدع يعرف كيف ينتقى الخبرات التي تلائم مستوى عقلة وقدراته الخاصة التي يتمتع بها ، يختزن الخبرات المنتقاة بداخلة ويقوم بتغذيتها حتى يصل بها لأعمال إبداعية .
2. الخيال الخصب :
الشخص المبدع يتمتع بقدرة تخيلية خصبة ، فالاستيعاب الانتقائي عامل تغذية من الخارج والخيال الخصب يشكل تغذية من الداخل ، وما يتلقاه من مقومات خارجية يضاعف بواسطتها الخيال فيثري قدرته العقلية.
3. القدرة على التحليل والتركيب والتجريد والتعميم :
الشخص المبدع يعمل على تحليل المركبات إلى عناصرها الأولية ، ولا يكتفي بذلك بل يقوم بإعادة تركيب تلك العناصر الأولى في مركبات جديدة موجودة من قبل ، الشخص المبدع يستطيع الربط بين الأشياء المبعثرة في حزمة واحدة بعد وقوفه على صفه أو صفات مشتركة بين تلك الأشياء التي كانت مبعثرة من قبل . ومعنى هذا أن المبدع يتمتع بقدرة على التجريد أي رد الكثرة إلى القلة ، والتعميم من المحسوسات إلى المجردات ، فالشخص المبدع ينتقل من مستوى المحسوس إلى مستوى المعقول ، ولكنه بعد التجرد من مستوى المحسوسات يتناول المعقولات ذاتها فيعمل فيها ذهنه بحيث يصل إلى مستويات عقلانية جديدة.
4. القدرة على النقد :
والنقد المقصود ذو شعبتين : احدهما الوقوف على القصور أو الخطأ، والثانية الوقوف على البديل المقترح للحلول محل ما يحذف أو يعدل . وهذا يعني أن ثمة نوعين من النشاط الذهني يقوم بهما المبدع : نوع سلبي هدام ، وآخر ايجابي بناء ولا يقتصر نقد المبدع على الآخرين بل ينقد نفسه بصفة مستمرة وهذا هو سر التطور المستمر للعمليات الإبداعية التي يمتلكها الشخص المبدع . فهو لا يخجل إذا ما اكتشف عيوبا معينة فيما انتهى إليه من نشاط إبداعي . وإذا كان هذا حالة إزاء نفسه فان حاله أيضا إزاء الآخرين الذين يهتم بأعمالهم وأنشطتهم .
5. النشاط الإبداعي اللاشعور:
الشخص المبدع يتمتع بشعور خصب ، فهو في نومه واستغراقه فيه لا يكون خامل الذهن ، بل لعله في النوم أكثر نشاطا ذهنيا مما عليه حاله في يقظته . الواقع أن الكثير من الأنشطة الإبداعية قد تبلورت لدى المبدعين وهم مستغرقين في النوم أو وهم يلهون . ولعلهم وهم في وعيهم يكونون مجرد مترجمين لما اكتمل وتبلور واختمر في عقلهم غير الواعي .
م/ن