بسـم الله الرحمـــن الرحيـــم
السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه
السباب والشتائم بين الأطفال
تُعتبر ظاهرة السِّباب والشتائم بين الأطفال من أسوأ الظواهر المنتشرة في محيط الأولاد والعديد من البيئات، وتتفاوت درجات السباب والشتائم والألفاظ غير المستحبَّة بين الأطفال تبعًا للعديد من الأسباب والعوامل، والتي أولها الظروف الاجتماعية التي تَحياها الأسرة، وتُعَد هذه المشكلة من المشكلات التي تُعاني منها معظم الأسر، حتى الأسر المحافظة على أبنائها، فإنها تُفاجأ بتلفُّظ أبنائها لهذه الألفاظ، وتبدأ في هذة اللحظة في التساؤل عن أسباب وصول هذه الألفاظ إلى أولادها.
أسباب هذه الظاهرة:
إذا بحثنا عن الأسباب المؤدية لظهور هذه المشكلة، سنجد أن هناك عدة حالات ومسبِّبات تدفع الطفل إلى تعلُّم السب والشتم والتعود عليه، وأهم هذه الأسباب هي:
1- القدوة السيئة:
فالطفل حين يسمع من أبويه الكلمات غير اللائقة من السباب والشتائم، فإن الطفل – لا شكَّ – سيحاكي كلماتِهم، ويتعوَّد تَرداد ألفاظهم؛ فلا يَصدُر منه في النهاية إلا الكلام غير اللائق، ولا يتلفَّظ إلا بمُنكَر القول وزوره.
2- صراع الطفل مع الأصدقاء:
فعند انتقال الأطفال لمرحلة اللعب مع الأطفال الآخرين، يتولّد لديهم إحساس بالصراع والنزاع، فيتسبَّب ذلك في توليد الرغبة لاستخدام كلمات عَدائية معهم، تُظهِر عدمَ رضاهم ومنازعتهم على الأشياء، فيستخدمون غالبًا الكلمات التي يسمعونها من والديهم عند الغضب، أو الكلمات التي تُستخدم في الأماكن غير الجيدة، وتكون وقتها أفضل الكلمات التي تعبِّر عن عدم رضاهم.
3- استخدام الطفل الشتم على سبيل المرح والمُزاح: وذلك لجذب اهتمام الآخرين، وليس للعداء مع الآخرين.
4- قُرناء السوء:
فالطفل الذي يُلقى للشارع ويُترك لقرناء السوء ورفقاء الفساد، من البديهي أن يتعلَّم ويتلقَّن لغة اللعن والسباب والشتيمة، ومن الطبيعي أن يتعلم أسوأ الألفاظ وأقبح العادات والأخلاق، وينشأ على أسوأ ما يكون من التربية الفاسدة والخُلُق الأثيم.
علاج السباب والشتائم عند الأطفال:
لعلاج ذلك نجد أنه:
• على الآباء والأمهات والمربِّين أن يعطوا للأبناء القدوة الصالحة في حُسن الخطاب، وتهذيب اللسان، وجمال الألفاظ والتعبير.
• يجب على الآباء والأمهات أن يجنِّبوا أطفالهم لَعِب الشارع وصُحبة قرناء السوء؛ حتى لا يتأثروابانحرافهم، ويكتسبوا من عاداتهم.
• يجب على الآباء والأمهات أن يبصِّروا أبناءهم بمخاطر آفات اللسان، ونتيجة الألفاظ السيئة في تحطيم الشخصية، وإثارة البغضاء والأحقاد بين أفراد المجتمع.
• وأخيرًا، يجب على الآباء والأمهات أن يلقِّنوا أولادهم الأحاديث النبوية التي تُحذِّر من السباب والشتائم، والتي تُبيِّن ما أعدَّ الله للفاحشين واللعَّانين من إثم كبير وعذاب أليم؛ لعلهم ينزَجِرون بها، ويتأثرون بتوجيهاتها ومواعظها.
مِثل حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((سبابُ المسلم فسوقٌ، وقتالُه كُفْرٌ))
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث:البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 7076
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ومن هنا نجد أن مسؤولية الوالدين مسؤوليةٌ كبرى في تأديب الأولاد على الخير، وتخليقهم على مبادئ الأخلاق، فما أجمل أن يتلفَّظ الطفل الألفاظ الجميلة، والكلمات الحلوة الطريفة، وأن يُربَّى على التعبير الظريف، واستنكار ما يسمع من لَعْنٍ وسبٍّ، هنا – وبلا شك – سوف يكون رَيحانة في البيت، وشامة بين الناس.
د. سامية عطية نبيوة
المراجع:
• دعاء أحمد: معًا لتربية أبنائنا، القاهرة، المصرية، 2024م.
• عبدالله صالح علوان: تربية الأولاد في الإسلام، القاهرة، دار السلام للطباعة والنشر، 1996م.
• لوسي يعقوب: الطفل والحياة، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، 1998م.
• مجدي هلال: ضوابط الأداء التربوي، الإسكندرية، مؤسسة هلال 2024.
• نصار رمضان عمر: 200 موقف للآباء في تربية الأبناء، كفر الشيخ، مؤسسة حورس الدولية، 2024م.
بسـم الله الرحمـــن الرحيـــم
السلام عليكم ورحمـة الله وبركاتـه
السباب والشتائم بين الأطفال تُعتبر ظاهرة السِّباب والشتائم بين الأطفال من أسوأ الظواهر المنتشرة في محيط الأولاد والعديد من البيئات، وتتفاوت درجات السباب والشتائم والألفاظ غير المستحبَّة بين الأطفال تبعًا للعديد من الأسباب والعوامل، والتي أولها الظروف الاجتماعية التي تَحياها الأسرة، وتُعَد هذه المشكلة من المشكلات التي تُعاني منها معظم الأسر، حتى الأسر المحافظة على أبنائها، فإنها تُفاجأ بتلفُّظ أبنائها لهذه الألفاظ، وتبدأ في هذة اللحظة في التساؤل عن أسباب وصول هذه الألفاظ إلى أولادها. أسباب هذه الظاهرة: إذا بحثنا عن الأسباب المؤدية لظهور هذه المشكلة، سنجد أن هناك عدة حالات ومسبِّبات تدفع الطفل إلى تعلُّم السب والشتم والتعود عليه، وأهم هذه الأسباب هي: 1- القدوة السيئة: فالطفل حين يسمع من أبويه الكلمات غير اللائقة من السباب والشتائم، فإن الطفل – لا شكَّ – سيحاكي كلماتِهم، ويتعوَّد تَرداد ألفاظهم؛ فلا يَصدُر منه في النهاية إلا الكلام غير اللائق، ولا يتلفَّظ إلا بمُنكَر القول وزوره. 2- صراع الطفل مع الأصدقاء: فعند انتقال الأطفال لمرحلة اللعب مع الأطفال الآخرين، يتولّد لديهم إحساس بالصراع والنزاع، فيتسبَّب ذلك في توليد الرغبة لاستخدام كلمات عَدائية معهم، تُظهِر عدمَ رضاهم ومنازعتهم على الأشياء، فيستخدمون غالبًا الكلمات التي يسمعونها من والديهم عند الغضب، أو الكلمات التي تُستخدم في الأماكن غير الجيدة، وتكون وقتها أفضل الكلمات التي تعبِّر عن عدم رضاهم. 3- استخدام الطفل الشتم على سبيل المرح والمُزاح: وذلك لجذب اهتمام الآخرين، وليس للعداء مع الآخرين. 4- قُرناء السوء: فالطفل الذي يُلقى للشارع ويُترك لقرناء السوء ورفقاء الفساد، من البديهي أن يتعلَّم ويتلقَّن لغة اللعن والسباب والشتيمة، ومن الطبيعي أن يتعلم أسوأ الألفاظ وأقبح العادات والأخلاق، وينشأ على أسوأ ما يكون من التربية الفاسدة والخُلُق الأثيم. علاج السباب والشتائم عند الأطفال: لعلاج ذلك نجد أنه: • على الآباء والأمهات والمربِّين أن يعطوا للأبناء القدوة الصالحة في حُسن الخطاب، وتهذيب اللسان، وجمال الألفاظ والتعبير. • يجب على الآباء والأمهات أن يجنِّبوا أطفالهم لَعِب الشارع وصُحبة قرناء السوء؛ حتى لا يتأثروابانحرافهم، ويكتسبوا من عاداتهم. • يجب على الآباء والأمهات أن يبصِّروا أبناءهم بمخاطر آفات اللسان، ونتيجة الألفاظ السيئة في تحطيم الشخصية، وإثارة البغضاء والأحقاد بين أفراد المجتمع. • وأخيرًا، يجب على الآباء والأمهات أن يلقِّنوا أولادهم الأحاديث النبوية التي تُحذِّر من السباب والشتائم، والتي تُبيِّن ما أعدَّ الله للفاحشين واللعَّانين من إثم كبير وعذاب أليم؛ لعلهم ينزَجِرون بها، ويتأثرون بتوجيهاتها ومواعظها. مِثل حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((سبابُ المسلم فسوقٌ، وقتالُه كُفْرٌ)) ومن هنا نجد أن مسؤولية الوالدين مسؤوليةٌ كبرى في تأديب الأولاد على الخير، وتخليقهم على مبادئ الأخلاق، فما أجمل أن يتلفَّظ الطفل الألفاظ الجميلة، والكلمات الحلوة الطريفة، وأن يُربَّى على التعبير الظريف، واستنكار ما يسمع من لَعْنٍ وسبٍّ، هنا – وبلا شك – سوف يكون رَيحانة في البيت، وشامة بين الناس. د. سامية عطية نبيوة المراجع: • عبدالله صالح علوان: تربية الأولاد في الإسلام، القاهرة، دار السلام للطباعة والنشر، 1996م. • لوسي يعقوب: الطفل والحياة، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، 1998م. • مجدي هلال: ضوابط الأداء التربوي، الإسكندرية، مؤسسة هلال 2024. • نصار رمضان عمر: 200 موقف للآباء في تربية الأبناء، كفر الشيخ، مؤسسة حورس الدولية، 2024م. |
اخي الكريم شكرا على هدا الموضوع الجميل .
شتم بين الاطفال احيانا هاته ظاهرة او هدا سلوك يتفاقم عندما يتدخل الاولياء. فبدل مايحلون المشكلة بهدوء الا انهم يشعلون نار اكثر لتصبح من شتم الاطفال الى شتم الكبار.
ولهدا على الاهل مسؤولية كبيرة في تربية ابنائهم وتربية ليست فقط في توفير ملابس وتوفير الغداء … كما يعتقد البعض وخد اشارع ربي. وفي الاخير يقولوا ربينا ابنا . فتربية هي اشمل واعم فهي غرس الاخلاق المستمدة من ديننا الاسلامي ومن الكتب السماوية ولو كل انسان عمل بهاته الاخلاق لما وجد هناك الكره والقدف بين ناس والبغض……. الخ
سلام
بارك الله فيك
نسال الله ان يعيننا على حسن تربيتهم
جازاك الله خيرا على الموضوع القيم
بارك الله فيك