الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد خير من دعى الى هدى أما بعد :
تذكير الى كل الاخوة والأخوات رواد الأقسام الاسلامية في هذا المنتدى المبارك .
اخوتي الكرام ، فلا يخفى على مسلم أهمية الدعوة إلى الله تعالى فهي الطريق إلى صلاح البلاد والعباد، وهي وظيفة صفوة الخلق من الأنبياء و المرسلين عليهم الصلاة و السلام، وقد دلت نصوص الكتاب و السنة على أهميتها و بينت جزيل ثواب من قام بها، فمما ورد في القران الكريم عن اهمية الدعوة الى الله قوله تعالى ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)وقوله تعالى : (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)
فهذة الامة قد فضلها الله تعالى على سائر الأمم بفضل الدعوة الى الله قالى تعالى ( كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )
ومن الايات الكريمة الدالة على فضل الدعوة الى الله قوله تعالى: ((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)) [يوسف 108].
قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية : "يقول تعالى لرسوله – صلى الله عليه وسلم – إلى الثقلين الجن والإنس آمراً له أن يخبر الناس أن هذه سبيله أي طريقته ومسلكه وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يدعو بها على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان هو وكل من اتبعه يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على بصيرة ويقين وبرهان عقلي شرعي" ا.هـ.
وقال ابن باز – رحمه الله – : "فبين سبحانه أن الرسول يدعو على بصيرة وأن أتباعه كذلك، فهذا فيه فضل الدعوة، وأتباع الرسول هم الدعاة إلى سبيله على بصيرة" ا-هـ.
فضل الدعوة إلى الله وحكمها وأخلاق القائمين عليها لابن باز (ص19).
وقوله تعالى: ((ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين))
قال الحسن البصري رحمه الله "هذه الآية عامة في كل من دعا إلى الله".
وقال الشيخ ابن باز -رحمه الله- :"والمعنى لا أحد أحسن قولاً منه لكونه دعا إلى الله وأرشد إليه وعمل بما يدعو إليه، يعني دعا إلى الحق وعمل به، وأنكر الباطل وحذر منه وتركه، ومع ذلك يصرح بما هو عليه لم يخجل به، بل قال: (إنني من المسلمين) …" – ثم قال-:
وهذه الآية الكريمة من أوضح الآيات في الدلالة على فضل الدعوة، وأنها من أهم القربات وأفضل الطاعات"
ولا شك أن من بين أساليب الدعوة الى الله الحوار والمجادلة والقول الحسن والكلمة الطيبة وتجنب منهج التحدي والسخرية والطعن .
يقول المولى سبحانه وتعالى في محكم تنزيله :
{ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن }(الاسراء :53) . { وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن } (النحل: 125)
يأمرنا الله سبحانه ان نقول التي هي احسن على وجه الاطلاق وفي كل مجال فنختار احسن ما يقال لنقوله… بذلك نتقي ان يفسد الشيطان ما بيننا من مودة فالشيطان ينزغ بين الاخوة بالكلمة الخشنة تفلت وبالرد السيء يتلوها فاذا جو الود والمحبة والوفاق مشوب بالخلاف ثم بالجفوة ثم بالعداء.
والكلمة الطيبة تأسو جراح القلوب تندي جفافها وتجمعها على الود الكريم"
ولا عجب ان ترقى الكلمة الطيبة الى منزلة الصدفة حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"والكلمة الطيبة صدقة" وكانت وسيلة للاتقاء من النار قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اتقوا النار ولو بشق تمرة. فمن لم يجد فبكلمة طيبة.
وحتى اذا وصل الحال الى الجدل فيكون جدلا في اطار الآداب الاسلامية والكلمة الطيبة وهي الجدال الحسن يكون بلا تحامل على المخالف ولا ترذيل له وتقبيح حتى يطمئن الى الداعي ويشعر ان ليس هدفه هو الغلبة في الجدل لكن الاقناع والوصول الى الحق .
فالنفس البشرية لها كبريائها وعنادها وهي لا تنزل عن الراي الذي تدافع عنه الا بالرفق حتى لا تشعر بالهزيمة وسرعان ما تختلط على النفس قيمة الراي وقيمتها هي عند الناس فتعتبر التنازل عن الراي تنازلا عن هيبتها واحترامها وكيانها والجدل بالحسنى هو الذي يطامن من هذه الكبرياء الحساسة ويشعر المجادل ان ذاته مصونة وقيمته كريمة وان الداعي لا يقصد الا كشف الحقيقة في ذاتها والاهتداء اليها في سبيل الله لا في سبيل ذاته ونصرة رايه وخزيمة الراي الاخر
وحتى تكون الكلمة الطيبة اكثر تاثيرا في نفس المخاطب لا بد ان تصطحب بابتسامة هادئة لا تفارق وجه صاحب الكلمة الطيبة… مقتبس من {البيان في مداخل الشيطان:106 }.
ومن أهم ما يتوجه إليه المُحاور في حوار ، التزام الحُسنى في القول والمجادلة ، ففي محكم التنزيل : { وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن }(الاسراء :53) . { وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن } (النحل: 125) .
{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً }(البقرة :83) .
فحق العاقل اللبيب طالب الحق ، أن ينأى بنفسه عن أسلوب الطعن والتجريح والهزء والسخرية ، وألوان الاحتقار والإثارة والاستفزاز .
ومن لطائف التوجيهات الإلهية لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ، الانصراف عن التعنيف في الردّ على أهل الباطل ، حيث قال الله لنبيه : { وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ) (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } (الحج : 68-69 ) .
وقوله : { وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ }(سـبأ:24) . مع أن بطلانهم ظاهر ، وحجتهم داحضة .
ويلحق بهذا الأصل : تجنب أسلوب التحدي والتعسف في الحديث ، ويعتمد إيقاع الخصم في الإحراج ، ولو كانت الحجة بينه والدليل دامغاً .. فإن كسب القلوب مقدم على كسب المواقف . وقد تُفْحِم الخصم ولكنك لا تقنعه ، وقد تُسْكِته بحجة ولكنك لا تكسب تسليمه وإذعانه ، وأسلوب التحدي يمنع التسليم ، ولو وُجِدَت القناعة العقلية . والحرص على القلوب واستلال السخائم أهم وأولى عند المنصف العاقل من استكثار الأعداء واستكفاء الإناء . وإنك لتعلم أن إغلاظ القول ، ورفع الصوت ، وانتفاخ الأوداج ، لا يولِّد إلا غيظاً وحقداً وحَنَقاً . ومن أجل هذا فليحرص المحاور ؛ ألا يرفع صوته أكثر من الحاجة فهذا رعونة وإيذاء للنفس وللغير ، ورفع الصوت لا يقوّي حجة ولا يجلب دليلاً ولا يقيم برهاناً ؛ بل إن صاحب الصوت العالي لم يَعْلُ صوته – في الغالب – إلا لضعف حجته وقلة بضاعته ، فيستر عجزه بالصراخ ويواري ضعفه بالعويل . وهدوء الصوت عنوان العقل والاتزان ، والفكر المنظم والنقد الموضوعي ، والثقة الواثقة .
على أن الإنسان قد يحتاج إلى التغيير من نبرات صوته حسب استدعاء المقام ونوع الأسلوب ، لينسجم الصوت مع المقام والأسلوب ، استفهامياً كان ، أو تقريرياً أو إنكارياً أو تعجبياً ، أو غير ذلك . مما يدفع الملل والسآمة ، ويُعين على إيصال الفكرة ، ويجدد التنبيه لدى المشاركين والمتابعين .
على أن هناك بعض الحالات الاستثنائية التي يسوغ فيها اللجوء إلى الإفحام وإسكات الطرف الآخر ؛ وذلك فيما إذا استطال وتجاوز الحد ، وطغى وظلم وعادى الحق ، وكابر مكابرة بيِّنة ، وفي مثل هذا جاءت الآية الكريمة :
{ وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ } (العنكبوت: 46) .
{ لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِم } (النساء: من الآية148)
ففي حالات الظلم والبغي والتجاوز ، قد يُسمح بالهجوم الحادّ المركز على الخصم وإحراجه ، وتسفيه رأيه ؛ لأنه يمثل الباطل ، وحَسَنٌ أن يرى الناس الباطل مهزوماً مدحوراً .
وقبل مغادرة هذه الفقرة من الأدب ، لا بد من الاشارة إلى ما ينبغي من العبد من استخدام ضمير المتكلم أفراداً أو جمعاً ؛ فلا يقول : فعلتُ وقلتُ ، وفي رأيي ، ودَرَسْنا ، وفي تجربتنا ؛ فهذا ثقيل في نفوس المتابعين ، وهو عنوان على الإعجاب بالنفس ، وقد يؤثر على الإخلاص وحسن القصد ، والناس تشمئز من المتعالم المتعالي ، ومن اللائق أن يبدلها بضمير الغيبة فيقول : يبدوا للدارس ، وتدل تجارب العاملين ، ويقول المختصون ، وفي رأي أهل الشأن ، ونحو ذلك .
وأخيرا فمن غاية الأدب واللباقة في القول وإدارة الحوار ألا يَفْتَرِضَ في صاحبه الذكاء المفرط ، فيكلمه بعبارات مختزلة ، وإشارات بعيدة ، ومن ثم فلا يفهم . كما لا يفترض فيه الغباء والسذاجة ، أو الجهل المطبق ؛ فيبالغ في شرح مالا يحتاج إلى شرح وتبسيط مالا يحتاج إلى بسط .
ولا شك أن الناس بين ذلك درجات في عقولهم وفهومهم ، فهذا عقله متسع بنفس رَحْبة ، وهذا ضيق العَطَنْ ، وآخر يميل إلى الأحوط في جانب التضييق ، وآخر يميل إلى التوسيع ، وهذه العقليات والمدارك تؤثر في فهم ما يقال . فذو العقل اللمّاح يستوعب ويفهم حرفية النص وفحواه ومراد المتكلم وما بين السطور ، وآخر دون ذلك بمسافات .
ولله الحكمة البالغة في اختلاف الناس في مخاطباتهم وفهومهم .
مقتيس من {الخلاصة في أصول الحوار وأدب الخلاف:32}
والله أعلم
السلام عليكم
بارك الله فيك
قال تعالى: ((ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين))
قال الحسن البصري رحمه الله "هذه الآية عامة في كل من دعا إلى الله".
شكرا لك وبارك الله فيك
ونفع الله به
بارك الله فيك
قال تعالى: ((ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين)) قال الحسن البصري رحمه الله "هذه الآية عامة في كل من دعا إلى الله". |
السلام عليكم
وفيك بارك الله وربنا يجازيك خيرا على المرور
اللهم آمين
السلام عليكم
السلام عليكم
جزاك الله كل خير وبارك الله فيك
تقبل مروري شكرا
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيك وسدد خطاك ورفع قدرك وشأنك
موضوع مهم للعامة وياليت يأخذ به جميعنا
بارك الله فيك وجزاك خيرا على الطرح
جزاك الله كل الخير
السلام عليكم
وفيك بارك الله ، ومشكوووور على المرور
السلام عليكم
السلام عليكم
جزاك الله كل خير وبارك الله فيك تقبل مروري شكرا |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين واياك
وفيك بارك الله وربنا يجازيك خيرا على المرور
آمين
السلام عليكم