المحميات الطبيعية في الجزائر
[align=right]تنبهت معظم الدول العربية في السنوات الخمسين الأخيرة إلى الأضرار الجسيمة التي ألحقها الإنسان العربي بالطبيعة التي يعيش في أحضانها. وقد شملت هذه الأضرار الأرض وما عليها وما ينبت فيها من أشجار برية ونباتات مفيدة حيوانات تعايشت مع الإنسان في هذه البلدان أجيالاً طويلة. حتى أن بعض الأودية والوهاد التي كانت خصبة في يوم من الأيام أصبحت جرداء قاحلة. وبعض الجبال القليلة أصلاً في الكثير من بلدان العالم العربي، أصبحت صخوراً مكشوفة ومعرضة لا تنبت على قممها أو منحدراتها أشجار ولا حتى شجيرات. وغدت الصحارى تتمدد بفضل إهمال الأرض وشحّة المياه. كل هذه الأضرار الطبيعية التي بدّلت في منظر الأرض العربية جاءت بفعل الجهل أو التجاهل رغم الأصوات القليلة التي ارتفعت هنا وهناك تنذر بما تحمله هذه التغيرات السلبية على حياة الإنسان العربي وعلى بيئته التي عاش أجيالاً بفضلها وبفعل تفاعله معها واستفادته مما تقدمه له من غذاء وماء وحماية مجانية وثروة لا تقدر.
اليوم تتبدل الصورة شيئاً فشيئاً، إذ نشطت جماعات تؤمن بالثروة البيئية تدعو إلى العودة إلى الأرض واستصلاحها لتصحيح الأضرار المتراكمة في محاولة لوقف التصحر بكل أشكاله، إن في السهول الملاصقة للصحاري أو في الجبال التي تجردت من خضارها أو في الأنهار التي نضبت.
دعت هذه الجماعات إلى البدء بإقامة المحميات وإعادة إحياء الارض وحماية الحيوانات والطيور البرية التي عاشت فيها وهجرتها يوم لم تعد تجد فيها غذاء وحماية.
تنتشر الآن محميات كثيرة في البلدان العربية كافة، وهي في ازدياد. وقيمة هذه المحميات ليست فقط في تجميل المناظر الطبيعية بل في إعادة الحياة إلى أرض قحلت وجلب ما هجرها من حيوان وطير وبالتالي إخصاب الطبيعة التي تزداد غنى كلما زادت مقومات العيش فيها.
فالغابات الكثيفة تعدّل المناخ وتستدر الأمطار فتعود الأنهار والبحيرات إلى ما كانت عليه وتخصب الأرض بفعل ذلك. والطير المتنقل في المحميات وما حولها يسهم، كما الحيوان البري العائد إلى هذه الأرض، بما ينقله إليها من مواد طبيعية مخصّبة ومسمّدة.
وللمحميات جمالها للزائر والسائح. فهي عنصر جذب كبير لنوع معين من السائحين والدارسين والمهتمين بشؤون الطير والحيوان والتربة والأشجار والبيئة بشكل عام.
يسيطر المناخ المتوسطي على الجزء الشمالي من الجزائر، لذلك نرى بعض أنواع النباتات والأشجار والحيوانات المتوسطية تعيش في هذا الجزء، بينما يختلف المنظر في الجنوب، حيث جبال الأطلس والصحراء، وكان القسم الشمالي مسكوناً منذ القديم، بينما القسم الجنوبي كان دائماً قليل السكان.
تغطي الغابات حوالي 2 بالمائة من مساحة البلاد، وأكثرها موجود في القسم الشمالي، وإلى جانب هذه الغابات، توجد الأراضي الزراعية الخصبة والمراعي.
وقد أحصي في الجزائر 250 نوع من النباتات والأشجار المستوطنة من أصل لائحة شملت 3140 نوعاً، منها ما يفوق ألف نوع مهدد بالانقراض، وأحصي كذلك 11 نوع من الحيوانات وسبعة أنواع من الطيور مهددة بالانقراض، ويجري مراقبة وإحصاء هذه الأنواع سنوياً منذ سنة 1973م.
وتعتبر الجزائر أكثر دول المغرب العربي وعياً بالحفاظ على البيئة، فهي الوحيدة التي أنشأت سنة 1989م مشروع السنوات العشر لحماية البيئة والحفاظ على الحياة النباتية والحيوانية.
وحدد هذا المشروع وجوب إقامة عشر محميات خلال هذه المدة على مساحة إجمالية تبلغ 35000 هكتار، ودعا لإقامة سبع حدائق عامة واسعة، مجمل مساحتها 123 ألف هكتار، وأربع محميات مخصصة للصيد وأربع أخرى شطية لحماية الأسماك وثمار البحر والحيوانات البرمائية،
ومن بين هذه الأماكن التي ستستفيد من هذا التخطيط البيئي:
1- شط الشرقي قرب صعيدة، مساحته 855500 هكتار، وهو ثاني أكبر شط في شمال أفريقيا بعد شط جريد في تونس، وهو منخفض يضم بحيرات مالحة دائمة أو موسمية وأخرى مياهها حلوة وفيه ينابيع حارة، تعيش في هذا الشط أنواع مهمة من الأشجار والنباتات المهددة بالانقراض، يجري الآن معالجتها.
ويستقبل هذا الشط الأعداد الضخمة من الطيور المهاجرة سنويا من مختلف الأنواع المتوسطية والأوروبية، ويقيم في هذا الشط عدد من المزارعين، يستغلون الأرض الزراعية ويربون ماشيتهم بخاصة الخراف والجمال، بينما تجلب المياه المعدنية الحارة سواحاً عديدين على مدار السنة، والمؤسف أن أجزاء من الشط مهددة الآن بفعل قطع الأشجار والتصحر.
2- شط الهدنة في مسيلة
مساحته 362017 هكتار، وهو محمية طبيعية قامت بفعل المياه الزاحفة إليه من جبال الأطلس، وهو مجموعة واحات ووديان مطوقة بسبخات عديدة، لا تنبت في الشط نباتات، إنما تغشاه، أو تعيش فيه حيوانات مهددة، مثل الغزلان والحَذَف (بط نهري صغير) والحُبارى (دجاجة البر) وبعض الأسماك المحلية.
3- شط مروان وعود خروف، مساحته 337000 هكتار، يتميز بكثرة بحيراته وبركه المالحة، أهمية الشط أنه يأوي أنواعاً من الأسماك الفريدة ويستضيف طيوراً مهاجرة عديدة.
4- سهل غوربس – سنهدجا، ومساحته 42100 هكتار، مخطط له أن يصبح حديقة عامة كبيرة، فيه بحيرات ومستنقعات صغيرة وأودية عديدة، وهو سهل يقع على مفترق بيئي، يضم الصحراء وأوروبا والمتوسط، تعيش فيه حالياً الأسماك وتهاجر إليه الطيور شتاءً، بينما يستغل أرضه الزراعية الفلاحون المحليون، لزراعة أنواع البطيخ الأصفر والبندورة (الطماطم) ولرعي أغنامهم.[/align]
المصدر : www.al-hakawati.net
شكرا والحمد لله لقد اصبح هناك وعي لدى المجتمع في جانب المحافظ على البيئة
شكرا اخي bfdz على المعلومات القيمة
شكرا أخي رشيد على المرور والتعليق…
مشكور على الموضوع الرائع
شكرا لك اخي على الموضوع و التوعية bfdz
شكرا لك على الموضوع المفيد