كشفت دراسة ألمانية حديثة أن الرضاعة الطبيعية لستة أشهر أو أكثر قد تقلل من مخاطر إصابة الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين من مرض البول السكري بالبدانة في مراحل حياتهم اللاحقة.
وقد قام فريق البحث بمقارنة توزيع الدهون في جسم الأطفال بالإضافة لأطوالهم ومقياس الخصر وكتلة الجسم وذلك على عدد 89 طفلاً ولدوا لأمهات يعانين من مرض السكر بالمقارنة بـ379 طفلاً ولدوا لأمهات لا يعانين من المرض، وكان متوسط أعمار جميع الأطفال عشر سنوات، كما تم سؤال الأمهات عن ممارسة الرضاعة الطبيعية لأطفالهن وفترتها والوقت الذي بدأن فيه إعطاء أطفالهن طعام صلب ومشروبات مكملة.
ولأن كثير من الأمهات مزجن بين الرضاعة الطبيعية والحليب الصناعي، فقام الباحثون بتطوير مقياس من صفر إلى 1 والذي استخدموه إحصائياً لقياس تناول كل طفل لحليب الأم.
ووجد الباحثون أنه من بين هؤلاء الأطفال الذين تعرضوا للسكر في الرحم ولم يكملوا فترة ستة أشهر من الرضاعة الطبيعية سجلوا كتلة أعلى في الوزن وكميات أكبر من الدهون المخزنة حول الجزء الأوسط من الجسم بالمقارنة بالأطفال الذين تم إرضاعهم لفترة تزيد عن ستة أشهر.
وصرحت كاتبة البحث والأستاذ المساعد بكلية الصحة العامة بجامعة كلورادو بدنفر الدكتورة دانا دابيليا: "تعد هذه الدراسة الأولى التي توضِّح بالفعل أن الرضاعة الطبيعية لأكثر من ستة أشهر تقلل من مخاطر الإصابة بالبدانة للمستويات الطبيعية لأطفال آخرين يولدون لأمهات لا يعانين مرض السكر أثناء فترة الحمل".
وقالت مديرة خدمات تأييد الرضاعة بالمركز الطبي للأطفال بهارتفورد كاثلين مارينيلي: "أعتقد أنهم قاموا بعمل رائع خاصة الطريقة التي حددوا بها مقدار الحليب الذي يتناوله الصغير في الرضاعة، فمن النقاط الصعبة في أي دراسات عن الرضاعة الطبيعية هي إمكانية تحديد مقدار الحليب الذي يتناوله الصغير بالفعل من الرضاعة الطبيعية، وأعتقد أنهم قاموا بذلك بمهارة شديدة".
وأضافت: "لقد تصوروا أن بإمكانهم إيجاد إختلافات كبيرة بين الأطفال الذين لا تعاني أمهاتهم من السكر وبين الأطفال الذين تعاني أمهاتهم من المرض فيما يتعلق بمخاطر الإصابة بالبدانة في حياتهم بالإعتماد على مقدار الحليب الذي يحصلون عليه، وإذا ما كانوا يستمرون في الرضاعة لفترة أطول من ستة أشهر، وقد أوضحت هذه الدراسة إمكانية التخلص من هذا التأثير السيئ لمرض السكر عند الأمهات على الأطفال كلما طالت فترة الرضاعة".
حماية الأم من مرض السكري
وأكد الخبراء أن الفوائد الأيضية للرضاعة تمتد إلى الأمهات أيضاً، إذ تساعدهم على الشفاء من سكر الحمل وتحميهم من الإصابة بمرض البول السكري مرة أخرى في مراحل لاحقة من حياتهم.
ويتعرض الأطفال في الرحم لأمهات مصابات بالسكر لكميات من الجلوكوز والأحماض الدهنية أكبر من الأطفال لأمهات لا تعاني مرض السكر.
وأفادت كاتبة الدراسة دابيليا:"لهذا فهؤلاء الأجنة يتم تغذيتهم بشكل زائد حتى قبل الولادة، الأمر الذي يجعلهم أثقل وزناً عند الوضع كما يكون لديهم نسبة أعلى في كتلة الدهون".
وأضافت: "السؤال الشيق هنا هو لماذا تستمر هذه التأثيرات في مدار حياتهم؟ وهو الأمر الذي لم نعرفه بشكل كامل إلا أن أحد التصورات المقترحة هي أن هؤلاء الصغار الذين تم تغذيتهم بشكل زائد في الرحم قد تغيرت لديهم نقطة الشعور بالشبع فهم يشعرون بالشبع فقط عندما يصلون لمستوى زائد في التغذية، وهؤلاء يستهلكون مقدار زائد من الطعام طوال حياتهم لأن نقطة الإشباع لديهم قد تغيرت بشكل نهائي".
وأثبتت الدراسة أيضاً عدم وجود اختلافات جوهرية بين الأطفال الذين ولدوا لأمهات لم تعاني من مرض السكر أثناء الحمل وبين الأطفال الذين ولدوا لأمهات تعاني السكر ولكن تمتعوا بالرضاعة الطبيعية لفترة تزيد عن ستة أشهر، الأمر الذي يشير إلى زوال التأثير السلبي لتعرضهم لمرض السكر في الرحم بإستمتاعهم بالرضاعة الطبيعية لفترة طويلة، وبهذا تبين أن الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل من مرض السكر والبدانة.
وقالت كاتبة الدراسة دابيليا: "يجب على جميع الأمهات أن يعتمدن على الرضاعة الطبيعية في تغذية أطفالهن، ولكن الأمهات اللاتي تعاني مرض البول السكري وتعرض أطفالهم للسكر في الرحم يجب أن يدركوا تماماً الأهمية البالغة للرضاعة الطبيعية لأطفالهن بمرور العمر، بل إن الفائدة تمتد للأمهات كذلك".
وأضافت: "إذا كانت الأم تعاني من سكر الحمل ثم قامت بإرضاع طفلها، فإنها تقلل من مخاطر الإصابة بالسكر فيما بعد لأن مرض البول السكري يختلف عن الإصابة المؤقتة بسكر الحمل وهنا تأتي أهمية الرضاعة الطبيعية لهذه الأم، بالإضافة لذلك فإن اعتمادها على الرضاعة الطبيعية، فهذه الأم تقلل من مخاطر إصابة الطفل بالبدانة ومرض السكر الذي ينتقل إليه من خلال الجينات الوراثية".
وأكدت الباحثة أن فائدة الرضاعة الطبيعية تتجلى مع زيادة فترة الرضاعة عن ستة أشهر.
شكرا الاخت على هذه المعلومات القيمة
بارك الله فيك
بارك الله فيك
شكراااا لكم