جوز الصلاة على النبيّ بصيغة الخبر
تجوز الصلاة على النبيّ بصيغة الخبر فيُقال مثلا:
"و صلّى الله على سيّدنا محمّد النبيّ الأميّ و سلّمَ"
و الدليل: اللّغة العربيّةُ نحوًا و بلاغة:
جاء في ‘‘البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها‘‘:
‘‘خروج الخبر عن أصل معناه للدلالة على الأمر والنهي والدّعاء‘‘:
قد يَخْرُج الخبر عن أصل المعنى الذي وُضِعَتْ له صِيَغُه، فَيُدَلُّ به على الأمر والنَّهْي والدُّعَاء.
وقد يراد من الخبر في الجملة الخبريّة الدعاء، وهذا كثير، منه:
* قولنا: يَرْحَمُ اللهُ موتانا ويَغْفِرُ لهم.
أي: اللّهم ارحمهم واغفرْ لهم.
وفي استخدام الخبر في الدّعاء معنى التفاؤُلِ باستجابة اللهِ الدعاء، وتحقُّقهِ في الواقع حتَّى يكون خبراً.
* قولُ يوسف عليه السلام لأخوته فيما حكى الله تعالى في سورة (يوسف/ 12 مصحف/ 53 نزول):
{قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)}.
يَغْفُرُ اللهُ لَكُم: جملةٌ خَبَريَّةٌ أُرِيدَ منها الدُّعَاءُ لهم بأَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ.
الكتاب : البلاغة العربية أسسها وعلومها وفنونها /ج 1من ص131إلى133
للعلاّمة عبد الرحمن حسن الحبنكة الميداني
و قال السيّد أحمد الهاشميّ في ‘‘جواهر البلاغة‘‘ص80/81 مؤسسة المعارف ط 1/ 1999:
في المبحث الثالث:في تقسيم الخبر إلى جملة فعليّة و جملة اسميّة:
‘‘ الجملة الفعليّة ما تركّبت من فعل و فاعل،أو من فعل و نائب فاعل،وهي موضوعة لإفادة التجدّد و الحدوث في زمن معيّن مع الاختصار[وذلك أنّ الفعل دالّ بصيغته على أحد الأزمنة الثلاثة]…
وقد تفيد الجملة الفعليّة الاستمرار التجدّديّ شيئا فشيئا بحسب المقام و بمعونة القرائن.‘‘ اهـ من جواهر البلاغة.
و من القرائن الدّالة ما ذكره أهل اللّغة بخصوص دلالة الأفعال على الزّمن.
يقول عبّاس حسن في ‘‘النحو الوافي‘‘
ج1 ص 51ط9 دار المعارف:
‘‘ فالماضي له أربع حالات من ناحية الزّمن تتعيّن كلّ واحدة منها عند عدم قرينة تعارضها.
– الأولى: وهي (الأصل الغالب) أن يتعيّن معناه في زمن فات و انقضى…
– الثانية: أن يتعيّن معناه في زمن الحال(أي و قت الكلام) وذلك إذا قصد بالفعل الماضي الإنشاء… (وهو في سياقنا قصد الدّعاء)
– الثالثة: أن يتعيّن معناه في زمن المستقبل (أي بعد الكلام)فيكون ماضي اللّفظ دون المعنى- كالّذي سبق-و ذلك إن اقتضى طلبًا،نحو ‘‘ساعدك الله‘‘ و ‘‘رفعك مكان عليّا‘‘،و أمثال هذا من عبارات الدّعاء فإنّه لا يتحقّق إلاّ في المستقبل
– الرابعة: أن يصلح معناه لزمن يحتمل المضيّ و الاستقبال..
و هذا شاهد آخر:
وأنشد بعده، وهو الشاهد الخامس والسبعون بعد المائة وهو من شواهد:
أستغفر الله ذنباً
هو قطعة من بيت، وهو:
أستغفر الله ذنباً لست محصيه … رب العباد إليه الوجه والعمل
على أن الأصل استغفر الله من ذنب؛ فحذف من لأن استغفر يتعدى إلى المفعول الثاني بمن.
ومعناه طلب المغفرة، أي: الستر على ذنوبه. وأراد بالذنب جميع ذنوبه؛ فإن النكرة قد تعم في الإثبات. ويدل عليه قوله: " لست محصيه " ، أي: انا لا أحصي عدد ذنوبي التي أذنبتها، وأنا أستغفر الله من جميعها. ورب العباد صفة للاسم الكريم. قال الأعلم: والوجه هنا: القصد والمراد، وهو بمعنى التوجه، أي: إليه التوجه في الدعاء والطلب والمسألة، والعبادة والعمل له. يريد: هو المستحق للطاعة. وهذا البيت من أبيات سيبويه الخمسين التي لا يعرف قائلها.
الكتاب : خزانة الأدب/ ج1ص347
المؤلف : عبد القادر البغدادي
مصدر الكتاب : موقع الورّاق
و صلّى الله على سيّدنا محمّد النبيّ الأميّ و سلّمَ تسليما كثيرا.
ومما لايخفى علينا انه يوجد في علوم العربيّة علم البلاغة ، و منه علم المعاني و منه قسم يعرف بالإنشاء و الخبر و من الإنشاء باب اسمه الإنشاء الطلبي و منه الأمر وهو يفيدُ معنى أصليّا و معاني بلاغية عدّة تفهم من سياق الكلام ، و سياق كلامنا في فعل الأمر في قولنا اللهمّ صلّ على سيّدنا محمّد يفيد الدّعاء.
و عليه لا ضير في قولنا و صلّى الله على سيّدنا محمّد و على آله و سلّمَ تسليما – مع كامل احترامي لأهل العلم – باللغة العربيّة و أساليبها البلاغيّة .
و يكفي المرء مراجعة أحد كتب البلاغة ليجد أن الأمر وهو من علم المعاني يفيد من بين ما يفيد معنى الدّعاء .
أدعو الله العليّ القدير أن يعلّمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علـّمنا .
و صلّى الله و سلـّمَ على حبيبنا محمّد وعلى آله وصحبه
العنوان لا علاقة له بالمضمون.؟
السلام عليكم مشكورعلى المجهود لكن العنوان لا علاقة له بالموضوع
جزاك الله خيرا
أنت : مخاطب مذكر : صل بكسر اللام يعرب فعل أمر مبني على حذف حرف العلة والفاعل ضمير مستتر تقديره انت
أنت: مخاطب مؤنث: صلي يعرب فعل أمر مبني على حذف النون والياء ضمير متصل في محل رفع فاعل
جزاك الله خيرا على المجهود
شكرا لك اخي الحبيب على الموضوع
بــــــــــــــــــــــــارك الله فيك
اللهم صل و سلم على نبينا الكريم