تخطى إلى المحتوى

نظريةالمطلق والنسبي والتركيب بينهما 2024.



حقيــــــــــــقـــــــة مطلقــــــــــــــــــــــــة


اذا نظرنا في البدايات الأولى لتاريخ الفلسفة، وجدنا الفيلسوف اليوناني أفلاطون يقول بوجود حقائق يقينية ومطلقة مكانها هو عالم عقلي مفارق سماه بعالم المثل، وهي حقائق يتوصل إليها عن طريق التأمل العقلي الخالص. هكذا اعتبر أفلاطون أن ما يوجد في العالم المحسوس هو مجرد ظلال وأوهام تمدنا بها الحواس، في حين يمدنا التأمل الفلسفي بالحقيقة الموضوعية، الثابتة والخالدة.
وقد بين باسكال فيما بعد أن للقلب حقائقه التي لا يمكن للعقل أن يستدل عليها، وهي حقائق حدسية تدرك على نحو مباشر، يعتقد صاحبها في ثباتها وصحتها المطلقة. ولعل الكثير من الحقائق الدينية هي من مثل هذا القبيل.
وفي نفس السياق اعتبر أبو الفلسفة الحديثة ديكارت بأن العقل يحتوي على مبادئ وأفكار فطرية، لا يمكن الشك في صحتها نظرا لبداهتها ووضوحها وتميزها في الذهن. ومن ثمة فهي تدرك بشكل حدسي مباشر، ومنها تستنبط باقي الحقائق الأخرى.

وعلى خلاف افلاطون يرى ارسطو ان الحقيقة لاتوجد في عالم مفارق عن العالم الحسي بل هي محاثية له أي متضمنة فيه ويميز ارسطو في العالم المحسوس بين ظاهر وباطن او بين عرض وجوهر لذلك فالحقيقة توجد على مستوى الجوهر وهي حقيقة موضوعية ثابتة ومطلقة لاتدرك الا عن طريق الاستدلال العقلي باستخدام عمليتين عقليتين رئيسيتين هما التعميم والتجريد ومن هنا ارسطو لم يقصي الحواس نهائيا مثل افلاطون بل جعلها الوسيط الضروري الذي يمر منه العقل لادراك الجوهر هكذا نحن لانملك من الحقيقة الا الاحكام

اليقينية.


حقيــــــــــــقـــــــة نسبيــــــــــــــــــــــة


وفي مقابل هذا التصور المثالي المطلق للحقيقة، نجد تصورات فلسفية أخرى تقول بنسبية الحقيقة وتطورها. ويمكن أن نورد في هذا الإطار موقف جون لوك، كأحد ممثلي النزعة التجريبية، والذي يرفض وجود أفكار أولية وفطرية كتلك التي ادعاها ديكارت، واعتبر على العكس من ذلك بأن العقل صفحة بيضاء والتجربة هي التي تمده بالمعارف والحقائق. وإذا كانت تجارب الناس مختلفة، فمعنى ذلك أن الحقائق التي تحملها عقولهم ليست على نفس الشاكلة والمنوال.
أما إذا انتقلنا إلى الفلسفة المعاصرة، فيمكن أن نقدم التصور البرغماتي كتصور يقول بنسبية الحقيقة وتعددها. ومن بين ممثلي النزعة البرغماتية نجد وليام جيمس الذي يرى أن الحقيقة ليست غاية في ذاتها، وأنها لا تمتلك أية قيمة مطلقة، بل هي مجرد وسيلة لإشباع حاجات حيوية أخرى. هكذا يقدم لنا جيمس تصورا أداتيا ونسبيا للحقيقة؛ بحيث يقول بارتباطها بالمنافع والوقائع وبمدى قدرتنا على استعمالها في وضعيات مختلفة.
وإذا انتقلنا الآن إلى حقل المعرفة العلمية الخالصة، وإلى مجال تاريخ العلوم الدقيقة، فإننا نرى أن ما عرفه العلم من تطور في الأدوات والمناهج المعتمدة، وما رافق ذلك من ظهور عدة نظريات علمية تتجاوز النظريات السابقة، كان له انعكاس على تصور العلماء و الفلاسفة لمفهوم الحقيقة ومراجعتهم للعديد من المفاهيم والتصورات الكلاسيكية. هكذا نجد الإبيستملوجي الفرنسي غاستون باشلار يؤكد على الطابع النسبي للحقيقة العلمية، ويعتبرها خطأ تم تصحيحه. فتاريخ العلوم في نظره هو تاريخ أخطاء؛ ذلك أن الكثير من الحقائق العلمية تم تجاوزها واستبدلت بحقائق ونظريات أخرى جديدة. من هنا نرى أن الحقائق في مجال العلوم الحقة تختلف من حقل علمي إلى آخر من جهة، وتتطور بتطور الأدوات والمناهج العلمية المستخدمة من جهة أخرى. وقد أكد باشلار على أهمية الحوار بين العقل والتجربة في بناء الحقيقة العلمية؛ ولذلك رفض المبادئ والحقائق البديهية كتلك التي تحدث عنها ديكارت، كما رفض اعتبار العقل صفحة بيضاء تتلقى المعرفة جاهزة من الواقع كما ذهبت إلى ذلك النزعة التجريبية الساذجة، وذهب بخلاف ذلك إلى التأكيد على الطابع البنائي والمتجدد للمعرفة العلمية، خصوصا أن بناءات العقل وبراهينه لا تتم في نظره بمعزل عن الاختبارات والتجارب العلمية. هكذا فحقائق العقل العلمي المعاصر مشروطة بطبيعة الموضوعات التي يريد معرفتها، فهي ليست حقائق منغلقة ثابتة بل منفتحة على الواقع العلمي الجديد.



التركيــــــــــــــــــــــــــــــب


يرى كانط ان معرفة الحقيقة لاتكون بالحس وحدة ولا بالعقل وحده بل هي نتاج تضافر وتكامل بين التجربة والعقل معا.هكذا فالحدوس الحسية بدون مباديء عقلية عمياء وعامضة والمباديء العقلية بدون حدوس حسية جوفاء وفارغة.
ان للمعرفة عند كانط مصدران اساسيان هما الحساسية والفهم .
فالحساسية تقوم بتلقي الانطباعات الحسية ويعمل الفهم انطلاقا من مقولاته القبلية على تنظيمها وتحويلها الى معرفة كلية وضرورية ويميز كانط بين الفينومين والنومين
حيث ان العقل بامكانه ان يدرك الفينومين(الظاهر) اما النومين (الشيء لذاته) فلا يمكن للعقل ان ينتج بصدده أيه معرفة صحيحة
الحقيقة اذن عند كانط هي مطابقة الفكر لذاته ومطابقته للواقع .أي مطلقة ونسبية في نفس الوقت فالعقل ينتج الحقيقة انطلاقا من اعادة بنائه للواقع بواسطة مايملكه من صور ومقولات قبلية.

واذا حبيتو نجيبلكم مقياس النفع ومقياس الوضوح والبداهة

ايييييييييييييه خووووووووويا ورااااااااااسك شكرااااااااااااااااااا

اخت ولست اخ ههه

مقياس الحقيقة المنفعة(البركماتية)

ان رواد هذه الاطروحة هم اصحاب النظرية البركماتية أي الذرائعية وهي فلسفة امريكية تجعل الافكار ذريعة او اداة لتحقيقة عمل نافع وعليه تكون المصلحة اسبق من أي شيء وهي التي يجب اعتمادها في الحكم على صحة الافكار..ان لفظ برغما باليونانية تعني عمل وممارسة ومن زعماء هذا المذهب وليام جيمس وجون ديوي وبيرس ومن معتقداتهم ان الحقيقة تكمن في كل ماهو نفعي وعملي ومفيد في تغيير العلم والفكر معا وان العبرة بالنتائج وليس بالمبادئ ومعنى ذلك ان الفكرة التي لاتنتهي بسلوك عملي تعتبر فكرة باطلة لانها عديمة الفائدة فمقياس الحقيقة في نظرهم هو النفع فالفكرة التي اتتحول الى عمل يمكن التحقق منها ومعرفة صحتها وذلك بالنظر الى النتائج المترتبة عنها اذا كانت نافعة فهي صادقة اما اذا كانت ضارة فهي كاذبة اما الافكار المجردة التي لاتتحول الى عمل أي عديمة النشاط هي ليست بأفكار لاننا لا يمكن التحقق منها فهي مجرد تخمينات فارغة والحقيقة عند وليام جيم ليست غاية في ذاتها بل هي مجرد وسيلة لاشباع حاجات حيوية اخرى اما يعتبر ان الافكار الحقيقة هي التي نستطيع ان نستعملها وان نتحقق منها واقعيا ام الافكار التي لانستطيع ان نستعملها وان نتأكد من صلاحيتها هي خاطئة وعموما فلافكار الصادقة هي التي تزيد من سلطاننا على الاشياء فنحن نخترع الحقائق لنستفيد من الوجود كما نخترع الاجهزة الصناعية لنستفيد من قوى الطبيعة ويقول جيمس"ان الفكرة تكتسب صدقها بعمل تحققه….وتكتسب صحتها بنجاز العمل الذي هدفه ونتيجته هو اثبات صحتها" اذن غاية الكرة هي العمل.

كما شاطرهم جون ديوي كما قلنا سابقا ويرى ان مقياس الحقيقة هو المرونة والسهولة اللذان يوصلان الى الهدف والفكرة يجب ان تكون اداة لخدمة الحياة.ولما كان للعلم اثار نافعة طالب جون ديوي بتعميم المنهج العملي في شتى المجالات والابتعاد عن الافكار الميتافيزيقة التي لاتفيد ولاتزيد الانسان الا ضياعا ..

وايضا دافع عن هذا الرأي بيرس بحيث اكد ان الحكم الصادق هو الذي تؤكد التجربة على صحته وبذلك تعتبر التجربة المعيار الوحيد لتميز صدق الفكرة الصحيحة عن الفكرة الخاطئة ويقول بيرس"ان الحقيقة تقاس بمعيار العمل المنتج "بمعنى ان الحقيقة هي خطة عمل او مشروع ليس لذاته وانما لتحقيق منفعة كبيرة كما قال جيمس"ان كل مايؤدي الى النجاح فهو حقيقي" بمعني ان كل مايحقق لنا قسط من الراحة هو المفيد والصحيح ومنه نستنتج ان الحقيقة عند البركماتيين تقاس بمبدأ نفعها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.