سؤال الفتوى
بالنسبة لصلاة التراويح يقول إن إمامهم يقرأ بـ ﴿ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ﴾ وما يعادلها ثمّ يركع ولا يكملون قراءة الفاتحة؛ فهل تجوز الصّلاة معه على هذه الحالة، أَمْ يُصلّون في البيوت ؟
الإجـــابة
الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- : « أَفْضَلُ صَلاةَ المَرءِ فِي بَيتِه إلَّا المَكْتُوبَة »، ومن قال: إِنّ صلاة التراويح من شعار أهل السنة وينبغي أن تُصلى في المسجد فعليه البرهان، بل برهاننا في الصحيح أنّ رسول الله -صَلّى الله عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَسَلّمَ- صلَّى ذات ليلة فجاء أناس يصلون بصلاته، ثُمَّ صلَّى الليلة الثانية وجاء أناس يصلّون بصلاته، وهكذا الثالثة أو الرابعة بقي في بيته، فجعل بعض الصحابة يأخذ حصى ويحذف الباب، أي ينبهون رسول الله -صَلّى الله عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَسَلّمَ- ثم قال النَّبي -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَسَلّمَ- لهم في اليوم الثاني : « إِنَّهُ مَا خُفِيَ عَلَيَّ صَنِيعكُم » -أي أنا أعلم أنَّكم جئتم تريدون الصّلاة- « وَلَكنِّي أَخْشَى أَنْ تُفرَضَ عَلَيكُم »، وقال لهم : « أَفْضَلُ صَلاةِ المَرءِ فِي بَيْتِه إلَّا المَكْتُوبَة »، فإذا كنت تثق أنَّك تستطيع أن تصلي في بيتك، وتصلي بأهلك فعلت، إلَّا ليلة القدر، فالأفضل أن تخرج مع أهلك إلى المسجد،
وإن كنت تخشى أنَّك إذا بقيت في البيت ربما تشغلك المرأة ، أو الأولاد يشغلونك ، أو غير ذلك خرجت إلى المسجد ، ولماذا لا ينبغي أن يتحكم فيها من يتحكم وليست وراثة ، بل النَّبي -صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلّمَ- يقول كما في " صحيح مسلم " من حديث أبي مسعود : « يَؤُمّ القَوم أَقْرَؤُهُم لِكِتَابِ الله، فَإِنْ كَانُوا فِي القِرَاءَةِ سَوَاء فَأَعْلَمَهُم بِالسُّنَّة ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاء ، فَأَقْدَمَهُم هِجْرَة، فَإِنْ كَانُوا فِي الهِجْرَةِ سَوَاء فَأكْبَرهُم سِنًّا » وفي رواية : « فَأَقْدَمْهُمْ سلماً » .
فينبغي أن يقدم أحفظ النّاس، وهكذا حديث عمرو بن سلمة الذي أَمَّ قومه وهو ابن سبع سنين ؛ لأنَّ النَّبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَسَلّمَ- قال : « وَيَؤُمَّكُم أَكْثَركُم قُراءناً ».فالذي هو حافظ لكتاب الله ، وحافظ لأجزائه هو أحقّ أن يصلِّي بالنّاس ، أمَّا أن تكون وراثة، أو ما كان يتصوره كثيرٌ من الناس عندنا لا بدّ أن يكون الإمام من بني هاشم ، لا يا إخواننا « يَؤُمّ القَوم أََقَرؤُهُم لِكِتَابِ الله » ، والصالح من بني هاشم نقدره، ونحترمه لصلاحه ولقربه من رسول الله -صَلّى الله عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَسَلّمَ- وفي شَأن الإمام إذا كان ينقر الصّلاة فلا يصحّ أن يؤتم به ؛ لأنَّ النَّبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يقول في شأن المسيء صلاته : « إِذَا أُقِيمَت الصَّلاة فَكَبِّر ، ثُمَّ اقْرَأ مَا تَيَسَّر مَعَكَ مِنْ القُرآن، ثُمَّ اركَع حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعاً، ثُمَّ قُم حَتىَّ تَعتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسجُد حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ اِجلِس حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اِفْعَل ذَلِكَ فِي صَلاتِكَ كُلّهَا » . .
الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله