الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وبعد:
أيها الأحبة الكرام إن المتأمل لحال مجتمعنا اليوم يلاحظ أن هذه الخصلة تكاد تنعدم تماما حيث لم يبقى منها إلا الاسم, نعم لقد قل الحياء في الرجال والنساء والشباب على حد سواء وإليكم بعض من صوره المخزية حيث أصبح هناك من الآباء من يصطحب زوجته وبناته ويخرجن من البيت وهن في غاية التبرج ولتفضح دون حياء بل والله الذي لا إله إلا هو أن
هنا ك من الرجال من يزاحمك على الصف الأول في الصلاة وهو على هذا الحال والعياذ بالله نسأل الله العفو والعافية
وترا الأم تزين وتصنع بناتها عند خروجهن من البيت إما إلى الأسواق أو إلى المدرسة وهن في أفضح حال دون حياء من ربهن ولا حشمة ولا خجل وترا الفتات
قد استر جلت واختلطت بالرجال الأجانب من غير ضرورة شرعية لأنها لم تتربى في مدرسة الأب والأم الصالحين, فصار الكل سواء فاستبدلوا الحياء وطاعة الله بالوقاحة والمعصية والفجور وعدم الحياء وهلم جرا أما إذا تحدثنا عن الحياء في المؤسسات والجامعات والأسواق ماذا أكتب وماذا أقول
بل لقد عمت هذه الظاهرة في كل مكان تقع عليه عيناك منذ خروجك من البيت أما إذا خرجت مع أحد أبويك أو إخوتك فالأمر أدهى وأمر بل في بعض الأماكن صار ضربا من المستحيل أن ترافق أحد من الأهل والأقارب وفي الأخير أقول اللهم لا توا خذنا بما فعل السفهاء منا و أذكر من يتذكر بهذا الحديث النبوي الجامع الشامل (قال صلى الله عليه وسلم إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحيي فاصنع ما شأت)
وإلى لقاء آخر إن شاء الله {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
وبارك فيك
و في انتظار المزيد من العطاء تقبل الله منك
لا حياة بلا حياء
جزاك الله خيرا ونفع بك