تخطى إلى المحتوى

يتهاون عن الصلوات جماعةً 2024.

  • بواسطة

وبالمناسبة: أريد أن أذكُرَ وأذَكِّر بشيء مهم يا إخوة-بارك الله فيكم-، وهو:

أنَّ بعض الناس يتهاون، أو بعض الطلبة-أصلحه الله-يتهاون في صلوات الجماعة وأدائها في أوقاتِها مع جماعة المسلمين.

ولا أريد أن أذكر حادثة لأنَّ هذا شيء مؤلِم أن أتكلم لأنَّه حصل سبب لِهذا، أنَّه قد جاءني اتصال وهاتفني هاتف عن حادثة تقع أو وقعت، وهو أنَّه شابٌّ-يعني-نرجو أن يكون صادقًا في دعواه أنَّه سلفي، إلَّا أنَّه يتهاون عن الصلوات جماعةً، وأنَّه يسهر طوال الليل على الإنترزفت، ما هو الإنترنت! هذا الذي أفسد كثيرين-نعوذ بالله-.

هذا الإنتربلاء يسهر عليه طوال الليل ويرى فيه ما لا يجوز أن يراه، هكذا في الاتصال، أنا لا أحكي شيء إلَّا في جانب الاتصال، يرى ما لا يجوز له أن يراه مِمَّا حرَّم الله عليه-نعوذ بالله من ذلك-، ثمَّ إذا ما قرب الفجر نام ونام عن الفجر والظهر والعصر بل وأحيانًا حتَّى المغرب، ثمَّ يقوم فيجمع تلك الصلوات، فإذا ما ذُكِّر بالله قال: قال الرسول-عليه الصلاة والسلام-: (ليس في النوم تفريط)[1].

نعوذ بالله من البلاء، بالله بأي حال هذا الرجل يستدل؟!، هل أنت داخل في هذا الحديث؟، ولو تأملت أيُّها الحَدَث عن سبب ورود هذا الحديث في قصة نوم النبي-عليه الصلاة والسلام-في إحدى غزواته وهي: خيبر، والتي ذكر فيها هذا الحديث، فسبب الورود يفهمك معنى الحديث.

فهل أنت كذلك؟!.

أي غزوة كنت فيها أو أي معركة كنت فيها؟!.

كل يوم أنت على هذا الحال؟!.

نعوذ بالله من الغواية، وهذا من خذلان الله لهذا العبد-نعوذ بالله-.

ومن تلبيس الشيطان وجريه في عروقه أنَّه يستدل لتبرير باطله ومنكره بحديث لا يدخل فيه لا من قريب ولا من بعيد، بدل أن يستغفر الله، وأن يتوب إليه-جلَّ وعلا-، وأن يراجع نفسه، وأن يرجع إلى صوابه، وأن يتعاهد الصلاة، وأن يبتعد عمَّا حرَّم الله، بدل أن يتوب ويؤوب يستدل لباطله بِهذا الحديث الذي لا يدخل فيه ولا يصدق عليه ولا هو من أهله.

ويُخشَى على مثل هذا التارك للصلوات عمدًا من خروجه ومروقه من الْملَّة-نعوذ بالله من هذا-، إذْ إنَّه يتعمَّد ترك الصلاة مع قربِها، ما هي صلاة ولا صلاتين! صلوات متعدِّدَة لأيَّام متكرِّرة، ما هذا؟!، ولا يمكن أن يدخل في قول الجمهور، لو أراد الدخول لا يدخل ليس من أهله بهذا العناد والاستكبار والتبرير الباطل-نعوذ بالله-، هذا هوى.

زد على هذا ما تاب وما آب من هذه المحرمات التي يراها عمدًا، وإذا ما روجع غضب وانتشر واشتاط غضبًا وسفهًا وطيشًا وحمقًا واعتداءً مُمكن.

إيش هذا؟!.

أين هذا الرجل من مخافة الله؟!.

أين هذا الشاب من مراقبة الله-جلَّ وعلا-؟!.

أين هذا الرجل من محاسبته لنفسه؟!.

قال عروة ابن الزبير-رضي الله تعالى عنه-لابنه هشام كما عند ابن أبي شيبة في المصنَّف: (…إِذَا رَأَيْتُ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْحَسَنَةَ فَاعْلَمْ أَنَّ لَهَا عِنْدَهُ أَخَوَاتٍ , فَإِنَّ الْحَسَنَةَ تَدُلُّ عَلَى أُخْتِهَا , وَإِذَا رَأَيْتَهُ يَعْمَلُ السَّيِّئَةَ فَاعْلَمْ أَنَّ لَهَا عِنْدَهُ أَخَوَاتٍ , فَإِنَّ السَّيِّئَةَ تَدُلُّ عَلَى أُخْتِهَا…)[2].

يقول الإمام ابن رجب-رحمه الله-في جامع العلوم والحكم[3]: (…فمن عامل الله بالتقوى والطاعة في حال رخائه، عامله الله باللطف والإعانة في حال شدته…).

هذا الرجل المسكين المريض أمنَ مكر الله؟!، أمنَ مكر الله؟!، نعوذ بالله من ذلك.

فاحرص يا عبد الله أن تكون قدوة لأهلك وأبنائك في مسابقتك إلى الخير ومسارعتك إليه، وأن تكون من المتسارعين المتسابقين لتدخل في قوله-تعالى-: (وَسَارِعُوا…)[4] و (سَابِقُوا…)[5].

ما يمكن يا أخي أن تكون هكذا!، الإمام الأعمش-رحمه الله-السنين الطوال التي عاشها فوق الأربعين وزيادة قال: (…ما رأت عيني قدم مصل قط…)، دائمًا في الصف الأوَّل، أكثر من سبعين سنة لم تفته تكبيرة الإحرام، وقس على هذا في سير السلف-بارك الله فيك-.

فكونك تنتسب إلى السلفيَّة لا يعني أنَّه ختم يجوز لك أن تنقض شرع الله وتناهض سنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وترتكب الموبقات.

يا أخي أنت تضمن أنَّك تنام ولا تقوم؟! تضمن؟!.

لَمَّا تسهر على رؤية القبائح والفظائع والجرائم-أعوذ بالله-.

يا أخي تضمن أنَّك تموت وتقبض روحك وأنت على هذا الحال؟!.

إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، إيش الأمن من مكر الله؟!، ما هذا الأمن من مكر الله-جلَّ وعلا-؟!.

استبحت كلَّ الرؤى هذه؟!، جائزة لك؟!.

نحن عندما نقول: لا يجوز النظر في كتب أهل البدع، ولا سماع كلام أهل البدع، تحريم النظر في كتب أهل الكلام كما كتب ابن قدامة-رحمه الله-، لا يعني ذلك أنَّك تسرِّح نظرك في معاصي الله!، والشهوات!، هذا حرام وهذا حرام، هذا ممنوع وهذا ممنوع.

فانتبه!، الشيطان يرغب أن يخرجك عن الصراط المستقيم من هذا الوجه أو من هذا الوجه، فاحذر يا أخانا-بارك الله فيك-ما يجوز-نعوذ بالله من هذا البلاء-.

يعني: هذا المتَّصل يرجو رجاءً-يعني-أنَّي ما أتكلَّم في هذه المسألة، لازم ننصح الطلبة، وأنَّ هذا السفيه يتسفَّه أنَّه من طلَّابِنَا، وانَّه يحضر حِلَق يقولون!، أي حلق هذه التي يحضرها وهو نائم من قبل الفجر؟!، نعوذ بالله من هذا.

يا أخي راجع نفسك إذا كنت كذلك راجع، الحمد لله باب التوبة مفتوح ما لَم تغرغر أو تطلع الشمس من مغربِها، راجع نفسك، تُبْ إلى الله، ابك على خطيئتك، ستجد أن حرارة هذه الدموع التي تخرج تخرج وتمسح تلك البلايا، تُبْ إلى الله-جلَّ وعلا-، اليوم عمل ولا جزاء غدًا جزاءٌ ولا عمل، نسأل الله أن يبصِّرنا وإياكم بالهدى.

وصلى الله وسلم وبارك على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم[6].

قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الأحد الموافق: 23/ ذو القعدة/ 1445 للهجرة النبوية الشريفة.

[1] صحيح الجامع [5415]
[2] مصنف ابن أبي شيبة: 36346/ج: 12، ص: 221/ ط: 1/ الفاروق الحديثة
[3] شرح الحديث التاسع عشر (احفظ الله……).
[4] (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)(آل عمران:133)
[5] (سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)(الحديد:21)
[6] الدرس رقم (40 ) شرح عمدة الفقه/ لفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري

لسماع الصوتية: (يتهاون عن الصلوات جماعةً، ويسهر طوال الليل على الإنترزفت)

السلام عليكم شكرا

وعليكم السلام

العفو اخي
لا شكر على واجب

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.