تخطى إلى المحتوى

همم تناطح الجبال .قصة رائعة 2024.

  • بواسطة


هذا خبر رجل من الرجال تربى على طاعة الله،
منذ التاسعة والعاشرة وهو يحب الاذان، حُبب اليه رفع الاذان، كان يستأذن مؤذن المسجد -وهو طفل صغير- ان يرفع الاذان من حين الى حين،
فكان يؤذن له، حتى اذا بلغ الثانية عشر والثالثة عشر وقد اعتذر مؤذن المسجد، عُيَّن مكانه – اي هذا الفتى- مؤذنا للمسجد لحبه للاذان رغم صغر سنه،
التزم بالاذان صغيرا، وشب على حب المسجد طفلا غلاما صغيرا، فشب وهو يرفع الاذان ويررد في كل يوم "الله اكبر… الله اكبر" بلغ مبلغ الرجال ولما يتخلف عن الاذان،
اسالكم بالله وهو يداوم على الاذان كم مرة حافظ على تكبيرة الاحرام ؟
كم جلس بين الاذان والاقامة يدعو الى الله ويتضرع اليه ؟ وكم جلس يقرأ القرآن ؟
وكم جلس في روضة من رياض الجنة ؟ ..وكم.. وكم؟
اصبح ابا وما تخلف عن رفع الاذان، وما منعته دنياه ولا تربيته لابنائه عن رفع الاذان، والصدع بـ "لا اله الا الله والله اكبر" حتى اصبح شيخا كبيرا وما تخلف عن ذلك، يمسكون الناس ويفطرون على اذانه، اصبح شيخا كبيرا، ثقلت خطاه وهو يذهب الى المسجد وما تخلف عن الاذان،
شب ابناؤه، وكبر ابناؤه، وقد تربوا تحت ظله ورعايته يحبون المساجد كما كان ابوهم، اراد اهله وابناؤه بعد سنوات طوال ان ينتقلوا من دار الى دار،
ان ينتقلوا الى بيت بعيد عن المسجد الذي تربى فيه، وترعرع فيه، وقضى ايام حياته فيه، فانتقلوا فاصبح من الصعب ان يلتزم بالاذان ذهابا وايابا خمس مرات، فقال لابنائه:" خذوني الى المسجد لصلاة الفجر ولا ترجعوا لي الا بعد صلاة العشاء"،
واستمر على هذه الحال لسنوات طوال، يمكث في بيت الله من صلاة الفجر وحتى صلاة العشاء في قراءة قرآن وذكر وخدمة بيت الله تبارك وتعالى، حتى ثقلت خطاه واصابه المرض، واقعده المرض بالبيت، واصبح من اهل الاعذار،
كان اذا سمع النداء يبكي، ويتذكر كم مرة صدع بـ "لا اله الا الله… والله اكبر"، حتى جاءت صلاة ظهر في أحد الايام احس في نفسه خفة وقوة، قال لابنائه:"خذوني الى المسجد"،
فاغتسل وتطيب ولبس احسن الثياب ثم ذهب الى المسجد مبكرا قبل رفع الاذان، واستأذن من المؤذن حتى يرفع الاذان في ذلك اليوم، فأذن له، فرفع الاذان بعد ان انقطع عنه لفترة طويلة، اخذ يردد "الله اكبر الله اكبر… لا اله الا الله…" وهو يبكي، ويتذكر تلك الايام الجميلة،
فلما انتهى من اذانه ودعا بالمأثور رجع الى الخلف يصلي لله ركعتين، صلى وسجد ولم يرفع رأسه بعدها، صلى وركع وسجد ولم يرفع رأسه، ذهب الى ربه وهو ساجد،
عاش وهو يحب الاذان، ومات بعد ان صدع بالاذان، شب عليه، وشاب عليه، ومات عليه، هو يحب الاذان، ويحب الصلاة، ويحب المسجد، ويحب القرآن، ويحب الدعاء، ويحب التسبيح، والتكبير، والتهليل،
فماذا نحب انا وانت ؟ احبوه فاحبهم وبذلوا انفسهم في مرضاته، فاحسن لهم الختام بالهمم العالية، بالنية الصادقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.