هل من علاج للرهاب الإجتماعي و التعب الروماتيزمي؟ 2024.

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ــــ

يعد الرهاب الاجتماعي حالة طبية مرضية مزعجة جداً وتؤدي الى خوف شديد قد يشل الفرد احياناً ويتركز الخوف في الشعور بمراقبة الناس ويعد هذا الخوف اكبر بكثير من الشعور العادي بالخجل او التوتر الذي يحدث

عادة في التجمعات بل ان الذين يعانون من الرهاب (الخوف) الاجتماعي قد يضطرون لتكييف جميع حياتهم ليتجنبوا اية مناسبة اجتماعية تضعهم تحت المجهر. وعن مرض الرهاب وتداعياته ومسيرته الحياتية مع الشخص المصاب يشير الدكتور حيدر عبدالمحسن اختصاصي الامراض النفسية الى البعد المرضي فيقول:
الشعور بالخوف هو تجربة اعتيادية ولا يمكن لأحد تجنب المرور بها ولا يقتصر الشعور بالخوف على مجتمع بعينه ولا حتى على انسان بل يتعداه الى عموم الكائنات الحية صغيرة او كبيرة كانت، فالخوف عبارة عن عاطفة تنتج عن استشعار الكائن لخطر واضح او كامن يتربص به ما يدفعه لتجنب هذا الخطر والحفاظ على حياته او صغاره او ممتلكاته او غير ذلك مما يعتبر مهماً بهذا الكائن او ذاك وبذلك فأن الخوف وظيفة حيوية جداً اذا ما كان بالحدود الطبيعية بل ان البعض قد يتلذذ بشعور الخوف جراء الانخراط في ممارسة بعض الرياضات الخطرة مثلاً وما يصاحب ذلك من شعور بالنشوة عند السيطرة على انفسهم وحركاتهم اثنائها والنجاح في تجاوز لحظات الخطر ومن قدرة الله تعالى ان هيأ اجهزة الجسم المختلفة لتؤدي وظيفة الحماية المطلوبة للبقاء والدفاع عن النفس فتتسارع نبضات القلب وتزداد سرعة التنفس لتوفير كمية من الاوكسجين تكفي لحاجة الجسم في هذا الوضع المتحفز كما يزيد افراز العرق من غدده لتبريد الجسم وتسهيل الهرب والتملص من الخطر وتتسع حدقات العينين لاعطاء مجال اوسع لرؤية المكان لهدف تحقيق الاستفادة القصوى مما هو موجود في متناول اليد واستغلال المخارج للنجاة.
التوقع والتوجس
* على حد تعبيرك تعتبر الخوف عاطفة آنية موجهة للتعامل مع الخطر الحاضر المنظور فما هو القلق اذن؟
– القلق عاطفة تحمل مواصفات الخوف نفسها ولكنها موجهة للمستقبل والتعامل مع الخطر المحتمل لا الواقع وفي هذه الحالة فأن الانسان يتوقع خطراً مستقبلياً يهدده فيعتريه شعور كاسح بأنه لن يكون قادراً على السيطرة على نفسه وحمايتها من هذا الخطر المتوقع ويستمد القلق جذوره من غريزة الحفاظ على الذات وحب البقاء وهذه غريزة جوهرية ان فقدها كائن حي فأنه يكون مهدداً بالفناء او حتى انقراض فصيلته بأكملها ولكن الانسان بما حباه الله من قدرات على التفكير والادراك والوعي والتخيل والتعلم قد يقع فريسة لتصورات وتوقعات مخيفة من نسج خياله لم تحدث فعلاً على ارض الواقع وينتج عن ذلك الشعور بالقلق الذي يزداد كلما ازدادت احتمالات وقوع الخطر او قرب وقته وموعده وهكذا فأن التوقع والتوجس سمتان اساسيتان لعاطفة القلق، ويمكن ان تستنتج من حديثنا ان اضطرابات القلق هي البعد المرضي لعاطفة القلق الطبيعية وان هذه الاضطرابات من اكثر الامراض النفسية شيوعاً بين بني البشر ولعل من اشد اشكال القلق التصاقاً بالانسان مايسمى بالرهاب الاجتماعي ..
المواقف الاجتماعية
* بالحديث عن الرهاب الاجتماعي فما هي اكثر اشكاله شيوعاً بين الناس؟
– اكثر الاشكال شيوعاً هو الخوف من الحديث امام جمع من الناس مثل الموظفين الذين يحتاجون لتقديم عروض عن انجازاتهم والطلاب الذين يطلب منهم تقديم بعض المواضيع امام زملائهم واساتذتهم ولكن هناك اشكال اخرى مثل الخوف من الاكل مع الناس او استخدام دورات المياه العامة، غير ان المخاوف قد تكون اقل تحديداً فترتبط باي شكل من اشكال الظهور الاجتماعي او مجرد الاحساس بأن الشخص محط الانظار وكل هذه الاشكال تؤدي الى التجنب او حتى العزلة الشديدة وعدم الثقة بالنفس وقد يتبادر الى الذهن ان الرهاب الاجتماعي ما هو الا الخجل المعروف وهناك قدر كبير من الصحة في هذا الحديث الا ان الفرق الجوهري بين الحالتين يكمن في شدة القلق والانسحاب اللذين يحدثان في المواقف الاجتماعية وما يصاحبهما من اعراض نفسية وجسمانية وقد دلت الدراسات على ان الطفل الخجول الذي يتهيب المواقف الاجتماعية والظهور بين اقرانه يكون اكثر استعداداً للاصابة بالرهاب الاجتماعي عندما يكبر، والرهاب الاجتماعي هو ذلك الصنف من القلق الذي يحدث في المواقف الاجتماعية وعند التعامل مع الناس ما يؤدي الى شعور تلقائي بالخوف ومراقبة الجسم وما يصدر عنه من اشارات تنم عن ادراك خطر وشيك ويزيد من تفاقم هذا القلق بالنقص والاحراج والفشل والحزن وهذه سلسة من الاحاسيس والتفاعلات والافكار يرتبط حدوثها بمقابلة الناس والتعامل معهم.
المراحل المبكرة والاصابة
* متى يبدأ هذا الاضطراب في حياة المصاب؟
– يبدأ هذا الاضطراب مبكراً في سن الطفولة او بداية المراهقة حيث تبدأ معظم الحالات في الظهور عند سن الخامسة عشر تقريباً وقد وجدت دراسات مختلفة ان هناك مرحلتين يكثر فيهما ظهور هذا الاضطراب ماقبل المدرسة على شكل خوف من الغرباء ومرة اخرى بين 12-17 سنة على شكل مخاوف من النقد والتقديم الاجتماعي وتندر الاصابة به بعد الخامسة والعشرين من العمر، وبالرغم من الاصابة بالرهاب الاجتماعي تحدث في هذه المرحلة المبكرة الا انه يعد ايضاً من الاضطرابات النفسية المزمنة التي قد تستمر عشرات السنين ومع ذلك فأن المصابين بالرهاب الاجتماعي حتى مع علمهم بهذه الحالة قد يتأخرون في طلب العلاج سنين عدة، اما بسبب خجلهم من الحالة نفسها او خوفاً من مواجهتها او الاعتراف بوجودها. ولاشك ان خلال هذه السنين من المعاناة والالم النفسي فأن المريض بالرهاب الاجتماعي يتعرض لسلسة من المشكلات والخسائر الاجتماعية والمادية والمهنية والصحية ما يصح معه تسمية هذا الاضطراب بـ(الاعانة النفسية) هذه الاعاقة التي يسببها الرهاب الاجتماعي ويسهم فيها المريض بنفسه نتيجة لمحاولاته اخفاء علته حتى على المتخصصين في المؤسسات العلاجية احياناً ما يحرمه من التعاطف والدعم الذي يحظى به المعاق جسدياً، ونستطيع ان نوجز: ان مرض الرهاب الاجتماعي مرض منتشر ويجهله كثير من الناس حتى المصابين به مما يسب لهم الالم والمعاناة والخسائر على عدد من الاصعدة.
القلق العائم
* ماهي الاعراض التي تظهر على المريض؟
– قد يظهر المرض بأشكال مختلفة وبدرجات من الشدة في المواقف المختلفة ويتراوح الشعور بالقلق بين مجرد الاحساس وبمجرد عدم الارتياح الى نوبة فزع طاغية يكون من اعراضها الخفقان والشعور بالضياع والرعب الشديد ويسمى القلق الذي يأتي من دون مقدمات ولا يرتبط باسباب معينة بـ(القلق العائم) وان كان شديداً فهو (نوبة فزع) وللتفريق بين النوعين فان وجود اربعة اعراض او اكثر في الوقت نفسه يدل اكثر على وجود فرع
-الكتمة وضيق الصدر
-الخفقان او تسارع ضربات القلب
-الرعشة او اهتزاز اليدين
-التعرق
-الاختناق
-الغثيان واضطراب الامعاء
-التنمل
-الدوار او عدم الاتزان
-الشعور بمايشبه الحلم او الانفصام عن الذات
-نوبات من الحرارة او القشعريرة في الجلد
-الخوف من الموت
-الخوف من الجنون او فقدان السيطرة
أنا شاب في 21 من العمر أعاني تعب روماتيزمي أي ارتعش كلما قمت بأي مجهود بدني أو فكري و أجد صعوبة في الكلام أمام الجمهور و عند الضغط لدي أعراض شبيهة بأعراض الرهاب الإجتماعي و هو حالة تصيب 1 من كل 10 أشخاص في الغالب
المطلوب من كل واحد لديه معلومات أو نصائح أن يتفضل بها و تذكرو قول النبي صلى الله عليه و سلم (( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ))

أجل أنا صاحب السؤال أختي؟

هل من نصائح أو توجيهات؟

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~رآقية بأخلآقي~ هذا نوع من الفوبيا وهو موجود فعلا فمثلما هناك من يخاف المرتفعات أو الأماكن الضيقة أو الأماكن الشاسعة هناك من يخاف فعلا من المجتمع و من التواجد مع الأشخاص، إن كان الأمر خفيف ولا يؤثر على معيشتك بإمكانك تداركه بنفسك و محاولة التصدي لهذا الرهاب و عليك بالإقدام دائما وعدم التفكير كثيرا و تهوين الأمر عليك ودائما أخبر نفسك مالذي سيحصل إن أنا خرجت أو ذهبت إلى ذلكم المكان،،وقد تكون أصلا لست مصاب بهذا الرهاب فالخوف من التحدث أمام الجمهور طبيعي و الجميع يخاف لأول مرة أما إن كان الأمر مقلق ويسبب لك مشكلة فعليك الإتصال بمختص نفساني وان شاء الله تلقى من يفيدك .. تحياتي

شكرا أختي في الحقيقة هذه الحالة تؤثر في مستقبلي التعليمي بشكل كبير أنا أستطيع التعايش معها خارج الدراسة لكن تؤثر على مساري الدراسي و المهني في المستقبل إن لم أجد حل و إن شاء الله ما يكون غير الخير

ليس مجرد خوف زائد بل هو وليد ظروف قاسية جدا ما نتمناها حتى لواحد ربي يعافي كل مريض و يحفظ كل واحد

أنظري معي أختي الطفل الذي ينشأ في البرد القارس و الخوف و انعدام الرضاعة و التغذية الصحية و التربية الصالحة و العنف و الإهمال كيف ستكون نفسيته في المستقبل؟

نعم هناك من جعلت منه الظروف القاسية رجلا لكن ماذا عن الظروف الطبيعية و المحيط و المجتمع هل هي أمور نستطيع التحكم فيها حتى و إن فإن النشوء الخاطيء يؤدي إلى نفسية غير طبيعية

بطبيعة الحال لا نستطيع التحكم فيها…

لكن هناك من يستغلها لصالحه ويتخذها كعامل قوة له ويبقى مقاوما للنهاية…وهناك من تكون ضده وتحطمه وتجده في الأخير قد استسلم….

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~رآقية بأخلآقي~ بطبيعة الحال لا نستطيع التحكم فيها… لكن هناك من يستغلها لصالحه ويتخذها كعامل قوة له ويبقى مقاوما للنهاية…وهناك من تكون ضده وتحطمه وتجده في الأخير قد استسلم….

و متى صار الإنسان يتحكم في الظروف التي تنشأ بغير إرادته و يكتبها الله له لا يستطيع الإنسان أن يغير مكاتيب الله هناك من تساعده هذه الظروف بمشيئة الله و هناك العكس.

شفاءا عاجلا ان شاء الله اكثر من الصدقة وقراءة القراءان والدعاء