-المقدمة
من المقولات الكلاسيكية في الفلسفة قولهم الانسان كائن عاقل أي مفكر يتجلى ذلك في سلسلة العمليات العقلية بداية من التصور ووصولا الى الاستدلالات وهذا هو التفكير المنطقي غير ان وظيفة ودور المنطق مسألة غلب عليها الجدال الفلسفي فهناك من يرى انه سلبي وهناك من يرى انه ايجابي
فهل المنطق الصوري يعصم الذهن من الخطأ؟؟
وهل يكفي ان نعرف قواعد المنطق الصوري حتى نكون في مأمن من الاخطاء؟؟؟
2- التحليل :
1- الاطروحة ( الرأي الاول ):
ترى هذه الأطروحة ان المنطق الارسطي لا يضم وفاقجميع العقول وان معرفة قواعد المنطق الصوري لا تعصم الذهن من الخطااي وظيفته سلبية ودراسته لا تجعلنا في مأمن من الوقوع في الاخطاء ومن اشهر انصار هذه الاطروحة ابن تيمية الذي قال المنطق اليوناني لا يحتاج اليه الذكي ولا ينتفع البليه وفي الفكر الاسلامي في القرون الوسطى هاجم بعض الفقهاء المنطق الصوريلانه في نظرهم يهدم العقيدة الاسلامية فقالوا من تمنطق فقد تزندق وقال ابن صلاح اما المنطق فهو مدخل الفلسفة ومدخل الشرشر في العصر الحديث اتهم بعض المفكرين المنطق الارسطي بانه يهتم بالقواعد أي شكل التفكير ولا يهتم بالواقع مما يؤدي الى التلاعب بالافكار ومن الامثلة التوضيحية القياس العامل :-
الحرية حق لكل انسان’
المجرم انسان
والنتيجة التى نحصل عليها الحرية حق للمجرم
ان هذا المثال يوضح التلاعب بالافكار وخلاصة هذا الرأي عبر عنها بيكون بقوله المنطق علم نظري مصيره هدم لعلوم
النقد : لاشك ان كل انسان عاقل لكنه بحاجة الى قواعد منطقيه يستند اليها اثناء التفكير والحوار
2- نقيض الاطروحة ( الراي الثاني )
ترى هذه الاطروحة الموقف المؤيد للمنطق الارسطي انه من الضروري دراسة أو تدريس المنطق وانه من الضروري ايضا الاحتكام الى قواعد وقوانين المنطق وحجتهم في ذلك ان الانسان في ارض الواقع معرض للغلط والمخالطات ومن اشهر انصار هذه الأطروحة الفيلسوف الالماني كانط ’ الذي قال ان علم المنطق لم يتقدم خطوة واحدة بعد أرسطو لأنه ولد مهه بصورة محكمة ومكتملة وترى هذه الاطروحة ان المنطق يعصم الفكر عن السهو و الانخداع بالمخالطات فيكشف لنا الاخطاء مما يؤدي في النهاية الى الفكر السليم و من انصار هذه الاطروحة ايضا نجد الفيلسوف الغزالي الذي قال من لايعرف المنطق لايوثق بعلمه وخلاصة هذا الراي ان دراسة المنطق تجعل الانسان في مأمن من الاخطا وتؤدي الى بناء العلم على اسس سليمة وصحيحة
النقد:
القواعد المنطقية قد تكون ضرورية لكن قد تتحول الى وسيلة للمخالطات مما يدخلنا في دائرة الجدال
3- التركيب:
المنطق الارسطي لوحده عاجز عن الامساك بالحقائق لأنه اهتم بالجانب الصوري واهمل الجانب المادي وهذا ما اكد عليه راسل ومعنى ذلك انه لا يجب ان نتقيد بالمنطق الارسطي فقط ’ بل لابد من الالمام بكل انواع المنطق بكل انواع المنطق خاصة المنطق الرياضي والاستقرائي وفي الحالات لايمكن ان يستغني الانسان عن قواعد المنطق
— الخاتمة :
اذن نقول ان المنطق علم يبحث عن القواعد العامة للتفكير الصحيح وللخروج من المشكلة التي تأسس عليها مقالنا نرى ان المنطي الأرسطي فيه ثغرات وسلبيات وهنا تظهر الحاجة الى من يسدها ونقصد بذلك المنطق الرياضي وااستقرائي وعليه نستنتج
* المنطق الأرسطي لا يكفي لوحده بل لايد من التسلح بالمنطق الرياضي والاستقرائي في آآآن واحد.
م/ن