بعدما طرحت علينا في هذه الأيام وثيقة تقويم مرحلة التعليم الإلزامي ، لاحظت أن المحاور المطروحة و العناوين التي تتفرع منها كل منها يحتاج لبحث معمق ، و لا تكفي عبارة أو مجموعة من الجمل إجابة عليها للقضاء على المشكل .
و عليه ارتأيت أن أطرح رؤيتي للمشكل و اقتراحي للحل بالطريقة التي تكفل العلاج الناجع " حسب نظرتي و اعتقادي " ، و هكذا سأطرحها في مدرستي أو على مستوى المقاطعة إن دعيت إليها .
أرجو من زملائي إثراء الموضوع بما يرونه مناسبا ، لأن بعض السويعات لا تكفي لمعالجة اختلالات المنظومة التربوية .
يلاحظ الجميع أن أكبر مشكلة يواجهها جميع التلاميذ في مختلف المدراس و المؤسسات هي التعبير بشقيه ( الشفوي و الكتابي ) ، فنكاد لا نجد تلميذا في السنة الخامسة يكتب موضوعا مقبولا من حيث ترابط الأفكار و تسلسلها و جودة بناء الجمل ، و السبب في اعتقادي يعود إلى النقص الفادح في فرص امتلاك الرصيد اللغوي و التدرب على توظيفه و التواصل به منذ السنة الأولى ، مما يمكنه من بناء إنتاجه الكتابي على أسس سليمة ، و هذا كله بدوره راجع للمقاربة النصية المعتمدة و النقص في حصص التعبير الشفوي .
فكما تعلمون أن كل أطفال الجزائر لا يتكلمون في بيوتهم اللغة العربية الفصحى ، و منهم من لا يعرف و لا كلمة منها شأن المناطق الناطقة بالأمازيغية ، فكيف تريدون أن يتعاملوا مع نصوص يقرؤها عليهم المعلم ، ثم يدعوهم للتفاعل معها و التعبير عن مضمونها ، في وقت هم بحاجة لتلقينهم كل كلمة جاءت فيها ؟ و ما زاد الطين بلة هو غياب السندات البصرية التي تحفز التلاميذ على التعبير و إبداء الرأي ، باستثناء بعض الرسومات الواردة في الكتاب و التي يجد الكبير صعوبة في استقراء مدلولها ، فماذا نقول عن الطفل الصغير ؟
و لأن اللغة العربية هي الوسيلة لامتلاك مختلف العلوم ، فإن العناية بها في السنوات الأولى من التعليم بات أمرا ضروريا ، و عليه أفردت اهتماما كبيرا في هذه المداخلة على نشاطي التعبير و القراءة .
و لتجاوز هذه المشكلة و تمكين التلاميذ من تحسين قدراتهم اللغوية ، أرى أنه من الضروري إعادة النظر في كيفية تقديم حصص التعبير و القراءة و الكتابة و محتواها و التوقيت الخاص بها ، و جملة من النقاط الأخرى التي أوجزها فيما يلي :
الفترة التحضيرية :
التعبير :
ــ تخصيص فترة تمهيدية لتلاميذ السنة الأولى لا تقل عن شهرين ، لتمكين التلاميذ من اكتساب أكبر قدر من المفردات (
أسماء ، أفعال ، روابط ) ، و تدريبهم على توظيفها و التواصل بها .
ــ توفير مشاهد بسيطة خاصة لدروس التعبير في هذه الفترة ،على أساس درس واحد في كل يوم ، مقسم بين حصتي
الصباح و المساء ،يكتسب التلاميذ خلالها مفردات جديدة و يتدربون على توظيفها ، و يكون التعبير عنها بواسطة
جمل بسيطة فعلية أو اسمية .
ــ توفير دليل نشاط التعبير خاص ، يحتوي على توجيهات عن تسيير الحصص و تنظيم القسم ، كما يشمل قائمة من
الكلمات و الجمل الخاصة بكل درس .
القراءة :
ــ تكون القراءة في هذه الفترة إجمالية ، أي يقرأ التلاميذ جملا و يحفظ صور الكلمات ، و يتعرف على حدود كل منها .
ــ توفير البطاقات الجماعية و الفردية الحاملة للكلمات المقررة لنشاط القراءة خلال كل الفترة التحضيرية .
ــ توفير دليل خاص بالقراءة في الفترة التحضيرية يحتوى على توجيهات لتسيير الحصص و تنظيم القسم ، و قسم آخر
خاص بالجمل المقررة لكل درس .
فترة التعلمات الأساسية :
التعبير :
ــ اعتماد النصوص الحوارية على شاكلة تلك المعتمدة في مرحلة المدرسة الأساسية ، لتكون السند الرئيسي للحصص
التعبيرية ، و أن يكون التلميذ هو الفاعل في بناء هذه النصوص .
ــ دعم النصوص الحوارية بسندات بصرية مناسبة من حيث رسومها لتبعث في نفوس التلاميذ الحافز على التعبير و
إبداء الرأي .
ــ تقديم كل وحدة في ست حصص لا يقل توقيت كل حصة عن 45 دقيقة ، مع توضيح الهدف من كل حصة ( التعبير
التلقائي و الموجه ، التدريب على الحوار ، تثبيت الصيغ و التراكيب و تنويع استعمالها و التعبير الكتابي ) .
ــ تزويد المعلم بدليل خاص بتعليم التعبير في فترة التعلمات الأساسية ، يحتوي على كل الوحدات ، مع تقسيم كل وحدة
إلى حصص ، و بيان المفاهيم الواجب تناولها في كل حصة .
القراءة :
ــ توفير كتاب للقراءة ذي حجم مناسب لفترة تعلم الحروف ، و آخر لفترة التدرب على قراءة النصوص ، مع الحرص
أن يكون محتواه جذابا للتلاميذ سواء من حيث الكتابة الواضحة أو الصور الملونة .
ــ توفير دليل خاص بالقراءة في فترة التعلمات الأساسية ، يتضمن دروسا نموذجية لتسيير الحصص في تعلم الحروف ،
و أخرى لتدريبهم على قراءة النصوص .
الكتابة :
ــ توفير دفتر خاص بالنشاطات الكتابية ( خط ، إملاء ، نشاطات إدماجية ، ألعاب كتابية … ، يكون حجمه مناسبا حتى
يسهل تعامل التلاميذ معه ، و يمكن تخصيص دفتر للفترة التحضيرية و آخر لفترة التعلمات الأساسية .
ــ توفير دليل خاص بأنشطة الكتابة ، يشمل على دروس نموذجية في تعليم الخط و الإملاء بطريقة صحيحة .
ملاحظة : تقدم كل المواد بنفس الكيفية و الحجم الساعي خلال السنتين الأولى و الثانية ، مع الإنقاص من توقيت اللغة العربية في السنة الثالثة و توزيعها على المواد الجديدة .
اقتراحات إضافية :
ــ إعادة النظر في توقيت الحصص الموحدة ( تعبير ـ قراءة ـ كتابة ) المقررة بساعة و نصف لكل حصة ، و تخصيص
45 دقيقة لكل نشاط من الأنشطة الثلاثة .
ــ اعتماد المواضيع ذات دلالة بالنسبة للمتعلمين ، فإدراج " دار البلدية " و " مكتب البريد " على سبيل المثال لتلاميذ
السنة الأولى لا جدوى منه و لا علاقة لها باهتمامات أطفال هذه السن .
ــ إلغاء مادتي التربية العلمية و التربية المدنية لتلاميذ السنتين الأولى و الثانية ، و إضافة الوقت الخاص بهما لأنشطة
اللغة العربية ، و إدراجهما ابتداء من السنة الثالثة .
ــ إسناد مواد النشاط ( التربية الفنية و التربية البدنية ) للمتخصصين في المجال ، أو استبدالهما بالأناشيد و الرسم و
الأشغال اليدوية في حال بقاء المعلم هو المكلف بتدريسها ، و تزويده بأدلة تحتوي على مواضيع محددة و دروس
نموذجية في كيفية تقديمها و توجيهات في تنظيم القسم و سير الأنشطة .
ــ إعداد كتب للمعلم في مادتي الرياضيات و التربية الإسلامية تختلف عن كتب التلميذ في محتواها ، حيث تشمل على
قائمة الدروس المقررة ، و اقتراح أنشطة لكل درس ، مع فتح المجال للمعلم و الأستاذ بتكييفها على أقسامهم أو إعداد
أنشطة أخرى يرونها مناسبة .
ــ العودة لاعتماد السنة السادسة في التعليم الابتدائي ، للسماح للتلاميذ باستكمال تعلماتهم الأساسية ، مع الإبقاء على
التربية التحضيرية و جعلها إلزامية من أجل تكافئ فرص التعليم .
ــ إلغاء مادتي التاريخ و الجغرافيا في السنة الثالثة و إدراجهما في السنتين الخامسة و السادسة من التعليم الابتدائي .
ــ إعادة النظر في سياسة التوظيف المباشر المنتهجة حاليا ، و إعادة الاعتبار للمعاهد التكنولوجية ، وضمان التكوين
النظري و التطبيقي لمدة سنة على الأقل للفائزين في مسابقات التوظيف .
و في الأخير أرجو من الزملاء التحلي بروح المسئولية ، و المشاركة بفعالية في هذه العملية ، بغض النظر عن الظلم الذي أصابنا جراء القانون الأساسي المعدل ، و بغض النظر عن نية الداعين لها ، لأن الأمر يتعلق أولا و قبل كل شئ بمستقبل أبنائنا .
كما أرجو من كل معلم و أستاذ أن يقترح اعتماد ما يراه مناسبا من الاقتراحات التي يجدها على صفحات المنتيات في تقارير مؤسساتهم ، و أن يثري المواضيع التي تصب في هذه العملية بأفكار ينقلها عنه الآخرون ، حتى تحضى بفرصة الاعتماد في التقرير النهائي .
وفقنا الله لما فيه صالح أبنائنا و أمتنا .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
جزاك الله خيرا.
جزاك الله خيرا
بارك الله فيك
بارك الله فيك و أحسن إليك .
بارك الله فبك
بارك الله فيك
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااا
Merci beaucoup
بارك الله فيك
ولا تنسى الذكر:
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
بارك الله فيكم استاذنا عبد الناصر واحسن اليكم واثابكم ونفع بكم
طرح قيم يستحق النقاش
اطلعت بالصحف على انطلاق المشاورات وفي الحقييقة هي خطوة تحسب للسلطة الوصية،بانتظار تدخل اطراف العملية التربوية وتحديدا الاساتذة لانهم اكثر الاطراف علما بمساوئ ومحاسن المنظومة التربوية فاهل مكة ادرى بشعابها
اما المقدمة وماقيل عن الفترة التحضيرية وفترة التعلمات الاساسية،فحتما اشاطركم الراي لسببين الاول ثقتي بخبرتكم وكفاءتكم العالية ،كيف لا وهي خلاصة سنوات من العطاء المتواصل ،والثاني كوني بعيدة عن سلك التعليم ولايمكن ان ادلي بدلوي في هذا المقام
لذلك اردت المداخلة فيما يتعلق بالمقترحات لو سمحتم لي:
المقترح الثاني: ـ اعتماد المواضيع ذات دلالة بالنسبة للمتعلمين ، فإدراج " دار البلدية " و " مكتب البريد " على سبيل المثال لتلاميذ
السنة الأولى لا جدوى منه و لا علاقة لها باهتمامات أطفال هذه السن .
قد تصبح هكذا مواضيع مفيدة وتشد انتباه الطفل اذا اقترنت بزيارات ميدانية لهذه المرافق،واذكر اني لما كنت بالسنة الثالة ابتدائي قمت وبعض زملائي بزيارة دار البلدية ومركز البريد والمواصلات لبلديتنا وكان وقع الزيارة في انفسنا غير عادي والدليل اني اذكر ماحدث بالتفصيل
فياحبذا لو تدرج زيارات ميدانية للمرافق الحيوية على الاقل حتى يستفيد اولادنا ويستمتعوا بآن واحد
المقترح الثاني: إسناد مواد النشاط ( التربية الفنية و التربية البدنية ) للمتخصصين في المجال ، أو استبدالهما بالأناشيد و الرسم و
الأشغال اليدوية في حال بقاء المعلم هو المكلف بتدريسها ، و تزويده بأدلة تحتوي على مواضيع محددة و دروس
نموذجية في كيفية تقديمها و توجيهات في تنظيم القسم و سير الأنشطة
فعلا العبء كبير على معلم الابتدائي ولايمكنه تدريس كل الانشطة الى جانب حصة الرياضة لذلك اغلبهم يستبعدها والضحية الوحيد هو التلميذ مع انه بامس الحاجة الى حصتي الرياضة و الرسم فهما المتنفس بالنسبة له.
واظن ان خريجي الجامعات كثر وفي اطار عقود ماقبل التشغيل بالامكان استحداث مناصب عمل لامتصاص البطالة من جهة وتخفيف العبء على معلمينا الافاضل واخيرا عدم حرمان اولادنا من حقهم في الرياضة وتنمية حسهم الفني
المقترح الثالث: ــ إلغاء مادتي التربية العلمية و التربية المدنية لتلاميذ السنتين الأولى و الثانية ، و إضافة الوقت الخاص بهما لأنشطة
اللغة العربية ، و إدراجهما ابتداء من السنة الثالثة .
ارى اذا سمحتم لي الغاء مادة التربية مدنية دون العلمية لاهمية مواضيعها مع تقليص حجمها الساعي بمعدل حصة واحدة بالاسبوع
اتمنى من الاخوة والاخوات المشاركة لاثراء الموضوع فهذا مستقبل اولادنا وامتنا فالحضارات تبنى بالعلم والاخلاق والايمان
استاذ عبد الناصر جزيت الفردوس الاعلى على مجهوداتك وربي يكثر من امثالك
و بالخصوص للأخت " مقدسية " ، اقتراحات في محلها ، يا ريت لو كان كل الأولياء مثلك يهتمون بمستقبل أبنائهم .
أود أن أشير إلى أن الزيارات الميدانية ليست في متناول الجميع ، ربما أبناء الحضر نعم ، لكن الأرياف و المداشر نحمد الله أن التلاميذ فيها يجدون أربع جدران و طاولات يجلسون عليها و معلم يقف أمامهم ، أدنى الوسائل غير متوفرة فكيف نطمع في الخرجات المنظمة .
و لهذا نطالب باعتماد مواضيع مستمدة من واقع الطفل ، و مراعاة البيئة التي تحيط به ، على الأقل يعرف ما سيقول و يفهم ما يقرأ و ما يسمعه .
أما المطالبة بحذف مادتي التربية المدنية و الرتبية العلمية فليس لعيب فيهما ، بل لأن أغلب المواضيع التي تتناولانها يجدها التلاميذ في محاور اللغة العربية ، و ليكون لهم الوقت الكافي لتنمية المهارات اللغوية و الرياضية باعتبارها الأساس في اكتساب المعارف في السنوات المقبلة .
بارك الله فيك على المشاركة الفعالة .