تخطى إلى المحتوى

نصيحة لمبتدئ في الالتزام 2024.

  • بواسطة

السؤال: مبتدئ في الالتزام بالشرع ومحتاج إلى توجيه يمكنه أن ينتهج به في الحياة، فأرجو من شيخنا النصيحة. وشكرا.

الجواب: الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فكن ممن يقتفي آثار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بتطبيقها على نفسكِ، وابتغ سبيل السلف الصالح من الصحابة فمن بعدهم في جميع أبواب الدين واتَّبع سبيلهم في التوحيد العلمي والطلبي وفي حقوق التوحيد ومكملاته من أمر ونهي وإلزام وترك، واترك سبل الجدال والمراء والخوض فيما يجلب الآثام ويصد عن تعاليم الشرع ويوقع في محاذيره، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: 153]، وقال -أيضا-: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً﴾ [النساء: 115].
والتزم خشية الله بسلوك طريق العلم النافع، وداوم مراقبته سبحانه وتعالى في السر والعلن، فإنَّ من أخلص القصد لله واستعان عليه أثمر علمه ثمرة خاصة به وهي علامة نفعه متجلية في خشية الله تعالى، فإنَّ رأس الحكمة، وأصل العلم مخافة الله تعالى قال عز وجل: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ﴾ [فاطر: 28]، ولتكن عمارة الظاهر والباطن مليئة بخشية الله، فإنَّ من خشيته المسارعة إلى فعل الخيرات والمسابقة لها، قال تعالى: ﴿فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ [البقرة: 148]، وقال عز وجل : ﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ [آل عمران: 133] قال سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ، وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ، وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ، أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ [المؤمنون: 57-61].
ومن أعظم الخيرات المحافظة على شعائر الإسلام، وإظهار السنة ونشرها بالعمل بها والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والصبر، متحملا ذل التعلم لعزة العلم، ذليلا للحق بثبات وتثبت في التلقي والطلب مع لزوم المحجة ودوام السكينة والوقار، وحسن السمت والهدي الصالح، فإنَّ من " ثبت نبت".
والتزم الرفق والصبر، فإنَّ «الرِّفق ما كان في شيء إلاَّ زانه»(١)، والرفق في القول مما تألف به النفوس العاصية، إذ الكلمة الطيبة تثمر في النفوس الزكية، والكلمة الجافية منفرة، أمَّا الصبر فهو طريق الظفر بالمطلوب، إذ النصر مع الصبر وهو السلاح الفعال لقهر العدو الظاهر والخفي، فإن استطاع قهر نفسه وشيطانه وهواه، بأن يحبس نفسه على مرضاة الله وطاعته أشرق صدره بالحق واستنار قلبه به مصداقا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه مسلم: "والصّبْرُ ضِيَاءٌ"(٢).
وختاما، كن على الحق، وقم بواجباتك في فعل الطاعات وترك المنهيات، و لا تُصْغِ لمثبطي العزائم فقد يجعلون من الحبة قبة، ويصيِّرون التمرة جمرة، ويقلبون الشحمة فحمة، ولا لمن يخيفك بعواقب الأمور من ضعفاء الإيمان واليقين، لأنَّ ما قُدِّرَ لك لابد أن يصيبك: ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا﴾ [التوبة: 51]، وفي الحديث: "وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ"(٣).
والعلم عند الله، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.
الجزائر في: 6 ربيع الأول 1419هـ
المــوافق ﻟ: 20 جـوان 1998م
اجابه : الشيخ أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس
١- جزء من حديث أخرجه مسلم في صحيحه كتاب «البر والصلة والآداب»، باب فضل الرفق: (6602)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
٢– أخرجه مسلم في الطهارة (556)، والترمذي في الدعوات (3859)، والنسائي في الزكاة (2449)، وابن ماجه في الطهارة وسننها (293)، وأحمد (23605)، من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه.

٣- أخرجه الترمذي في صفة القيامة (2706)، وأحمد (2857)، والحاكم (6304)، والطبراني في الكبير (11560)، من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه. والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع (7957).

من موقع الشيخ أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس – حفظه الله

السلام عليكم..
لو عمل كل مبتدئ التزام بأقصى ما أمكنه منهذه النصيحة ونهى النفس عن الهوى لصار محبوبا من طرف الجميع..وللقى القبول والترحيب لما يطرحه وينشره…

اللهم احفظ الشيخ أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عُمرُ الجيريا
السلام عليكم..
لو عمل كل مبتدئ التزام بأقصى ما أمكنه منهذه النصيحة ونهى النفس عن الهوى لصار محبوبا من طرف الجميع..وللقى القبول والترحيب لما يطرحه وينشره…

و عليكم السلام
صحيح و لكن للاسف
بارك الله فيك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهدي الباتني الجيريا
اللهم احفظ الشيخ أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس

امين جزاك الله كل خير

جزااااكم الله خير على الطرح اللهم ثبت قلوبنا على دينك

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amaniamina الجيريا
جزااااكم الله خير على الطرح اللهم ثبت قلوبنا على دينك

امين بارك الله فيك

السلام عليكم ……………بارك الله فيك و جزاك خيرا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nihad lamis الجيريا
السلام عليكم ……………بارك الله فيك و جزاك خيرا

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و فيك بارك الله و جزاكم الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.