تخطى إلى المحتوى

من نفائس أقوال العلماء السلفية في الجزائر 2024.

  • بواسطة

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وعل آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد

أخي/تي في الله ها أنا ذا أسوق وأنقل لك فوائد سلفية خطها يراع علمائنا رحمهم الله وغفر الله لهم آمين .
عن علمائنا الكرام من درر فوائدهم وكنوز تراثهم أقوال تكتب بماء الذهب بل بماء العينين اليك الفائدة .

قال ابن باديس رحمه الله
وهو يذم التحزب كما جاء في الآثار302/2 فاننا اخترنا الخطة الدينية على غيرها عن علم وبصيرة …ولو أردنا أن ندخل الميدان السياسي لدخلناه جهرا …ولقدناالأمة كلها للمطالبة بحقوقها ولكان أسهل شيئ علينا أن نسير بها على ما نسرمه لها وأن نبلغ من نفوسها الى أقصى غايات التأثيرعليها فان مما نعلمه ولا يخفى على غيرنا أن القائد الذي يقول للأمة انك مظلومة في حقوقك وانني أريد ايصالك اليها يجد منها مالا يجد من يقول لها انك ضالة عن أصول دينك وانني أريد هدايتك . مجلة الاصلاح العدد 28 ص 50 فانظر رحمك الله الى هذا القول وتأمله وعظ عليه بالنواجذ واجعله نصب عينيك ولا تلتفت الى من يقول ويحض على الحزبية كائنا من كان وان زعم أنه سلفي أو يريد التغير لأنه لا تغير الا وفق منهج النبوة والله المستعان…………..


قال الامام المبارك الميلي الجزائري رحمه الله
وهو يتكلم على بدعة التصوف "
وكلما انتشرت الترجمة عن اليونان ازداد التصوف نموا وبالجملة ان فيل التصوف كلما وجهته نحو مكة أو المدينة برك وكلما وجهته نحو أثينا أو القسطنطينة نهض مهرولاومن سلم من الهوى و التقليد الأعمى كفاه هذا البيان والا فما أضيع البرهان عند المقلد " آثار الميلي رحمه الله [1/296] الاصلاح العدد28
.

.هاذا هو النقل الثالث المبارك ان شاء الله من امام همام عاش في وقت عصيب من استدمار مجحف ظالم كافر فاجر وصوفية طرقية بدعية أعلنت ولائها للمستدمر وكانت في حزبه حاملة لوىء الهدم والتدمير زاعمة أناها اللاسلام ناشرة وعنه مدافعة مجاهدة حافظة للاسلام واهله لكن هيهات هيهات لهم سرعان مافضحهم هذا العلم الامام وعرى باطلهم وظهر عوارهم جليا بعدما كانت بدعهم واهوائهم خفيا لكن عن عامة المسلمين وليس عن أهل العلم وطلابه وكذلك العلماء, هل عرفت أخي القارئ الكريم هذا الامام الهمام انه الشيخ السلفي البشير الابراهيمي الجزائري رحمه الله
وغفر له أمين
.

قال الشيخ ناصحا الشباب السلفي ومحذرا من الحزبية ( أوصيكم بالابتعاد عن هذه الحزبيات التي نجم بالشر ناجمها وهجم ليفتك بالخير والعلم هاجمها وسجم على الوطن بالملح الأجاج سامجها ان هذه الأحزاب كالميزاب جمع الماء كدرا وفرقه هدرا فلا الزلال جمع ولا الارض نفع) والحمد لله على نعمة السنة وسيكون نقل انشاء الله على الحزبية في المرات المقبلة ان كان في العمر بقية انشاء الله.نقل مبارك آخر ان شاء الله عن التحزب والنتخابات في شريعتنا الغراء المباركة من امام همام في الجزائر الحبيبة حرسها الله وسائر بلاد المسلمين من كيد الكافرين والمبتدعة الضالين آمين .قال رحمه الله تعالى عند زيارة أم البواقي في زمانه " قد رأيت في عدة بلدان سوء أثر الانتخابات بالفرقةالتي تركتهابين المسلمين ولكن أقبح مظهر رأيته منها هو مظهر هذه البلدة فهي على حزبين متعاديين متقاطعين وقد شملت هذه الفرقة حتى طلبة العلم الذين ينتظر منهم ازالتها فكانوا من صلاتها ويقول هؤلاء الطلبة أنهم لو وسعوا في الصلح وأظهروا تسامحا مع العدو لنبذهم قومهم وربما آذوهم وهم لا يستطعون تحمل الأذى في سبيل الله " الاصلاح ص50 العدد……….

.أخي الكريم وفقنا الله واياك لتباع السنة واجتناب البدعة أمين وهذا نقل آخر مبارك ان شاء الله من علامة همام يحذر من الحزبية الضيقة التي لم يرضى أهلها الداعين اليها سعة السنة متوجهين لضيق البدعة فجروا الأمة الى ويلات عظيمة فأولها جمعية حزبية وثانيه تكتل وعداوة من أجلها ثم حزب اسلامي زعموا وبعده دعوة الى الانتخابات وجمع الأصوات وصخب في الجرائد والاذاعات بل حتى المساجد لم تسلم من دعوتهم وتجيش الشعب ضدا حكامهم ثم ماذا انقلابات ومضاهرات وثوارات ثم حروب وتدمير وتفجيرات ودمار هذه هي الحزبية الضيقة من جمعية حزبية الى حرب تكفيرية تدميرية فأين أنتم من اصلاح المجتمع على منهاج النبوة من دعوةالى التوحيد ونبذ الشرك ودعوة الى السنة وتحذير من البدعة..

قال الشيخ البشيرايضا الابراهيمي رحمه الله "العلم..العلم أيها الشباب لا يلهيكم عنه سمسار أحزاب ينفخ في مزاب ولا داعية انتخاب في المجامع صخاب ولا يلفتنكم عنه معلل بسراب ولا حاو بجراب ولا عاو في خراب يأتم بغراب ولا يفتننكم عن منزو في خنقة ولا ملتو في زنقة ولا جالس في سباط على بساط يحاكي فيكم سنة الله في الاسباط فكل واحد من هؤلاء مشعوذ خلاب وساحر كذاب انكم ان أطعتم هؤلاء الغواة وانصعتم الى هؤلاء العواة خسرتم أنفسكم وخسركم وطنكم وستندمون يوم يجنى الزارعون ما حصدوا ولات ساعة مندم " مدارك النظر ص517 والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين..

********
وكما كان يردد الامام الألباني رحمه الله حاكيا قول أحد الدعاة قائلا "أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم ثم يعقب قائلا رمية من غير رام"


بارك الله فيك

وكما كان يردد الامام الألباني رحمه الله حاكيا قول أحد الدعاة قائلا "أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم ثم يعقب قائلا رمية من غير رام"

وكما قال الامام الألباني رحمه الله لشباب الجزائر في التسعينيات: عجلوا عجلوا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حموزه الجيريا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته
بارك الله فيك أخية

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك الله اخي الفاصل

[/quote]

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عياد محمد العربي الجيريا
بارك الله فيك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عياد محمد العربي الجيريا
وكما كان يردد الامام الألباني رحمه الله حاكيا قول أحد الدعاة قائلا "أقيموا دولة الاسلام في قلوبكم تقم لكم على أرضكم ثم يعقب قائلا رمية من غير رام"

وفيكم بارك الله اخي الفاضل
ومبارك عليك النجمة البرونزية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة raoufdraria الجيريا
وكما قال الامام الألباني رحمه الله لشباب الجزائر في التسعينيات: عجلوا عجلوا

شكرا لك على المرور

وفيكم بارك الله اخي الفاضل
ومبارك عليك النجمة البرونزية[/quote]


الله يبارك فيكم

بارك الله فيكم كمتال فقط البشير الااراهيمي السلفي نصح ولي امره جهارا وفي ضروف يمكن يسوغ فيها كلامه داك وسجن لاجل دالك هل هدا يخرجه من المنهج طبعا لااااااااا … شكرا

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المفكر المشاكس الجيريا
بارك الله فيكم كمتال فقط البشير الااراهيمي السلفي نصح ولي امره جهارا وفي ضروف يمكن يسوغ فيها كلامه داك وسجن لاجل دالك هل هدا يخرجه من المنهج طبعا لااااااااا … شكرا

وفيكم بارك الله اخي
اظن هنا يا اخي المقال هو نصح لدعاة التحزب والطرق الصوفية البدعية..اين هو ولي الامر في الموضوع..؟؟؟؟؟
سُئِلَ الإمام المجدد العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله- ما يلي :

سؤال : متى -حفظكم الله- تكون النصيحة سراً ومتى تكون علناً ؟

الجواب
يعمل الناصح بما هو الأصلح ، إذا رأى أنها سراً أنفع نَصَحَ سراً ، إذا رأى أنها في العلن أنفع فعل لكن إذا كان الذنب سراً لا تكون النصيحة إلا سراً ، إذا كان يعلم من أخيه ذنباً سراً ينصحه سراً لا يفضحه ، ينصحه بينه وبينه

النصيحة الذهبية لإمام العربية العلامة " البشير الإبراهيمي " لشباب الجزائر خاصة وللشباب المسلم عامة"هكذا كونوا أو لا تكونوا"

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه المقالة عبارة عن تأملات وخواطر للشيخ العلامة البشير الإبراهيمي ينصح شباب الإسلام على شكل تأملات مستقبلية فهل يا ترى نحن على ما تمثلنا الشيخ …………….

الشّاب الجزائري كما تمثله لي الخواطر
الشيخ محمد البشير الإبراهيمي


" أتمثله متساميًا إلى معالي الحياة، عربيدَ الشباب في طلبها، طاغيًا عن القيود العائقة دونها، جامحًا عن الأعنَّة الكابحة في ميدانها، متَّقد العزمات، تكاد تحتدم جوانبه من ذكاء القلب، وشهامة الفؤاد، ونشاط الجوارح.

أتمثله مقداما على العظائم في غير تهوّر، محجامًا عن الصغائر في غير جبن، مقدرًا موقع الرجل قبل الخطو، جاعلا أو الفكر آخر العمل.

أتمثله واسع الوجود، لا تقف أمامه الحدود، يرى كل عربي أخًا له، أخوة الدم، وكلَّ مسلم أخًا له، أخوة الدين، وكل بشر أخًا له، أخوة الإنسانية، ثم يُعطي لكل أخوة حقها فضلا أو عدلا.

أتمثله حلِفَ عمل، لا حليف بطالة، وحلس معمل، لا حلس مقهى، وبطل أعمال، لا ماضغَ أقوال، ومرتاد حقيقة، لا رائد خيال.

أتمثله برًّا بالبداوة التي أخرجت من أجداده أبطالا، مزورًّا عن الحضارة التي (رمتْه بقشورها)، فأرخت أعصابه، وأنَّثت شمائله، وخنَّثت طباعه، وقيَّدته بخيوط الوهم، ومجَّت في نبعه الطاهرِ السموم، وأذهبت منه ما يُذهِب القفص من الأسد من بأس وصولة.

أتمثَّله مقبلا على العلم والمعرفة ليعمل الخير والنفع، إقبال النحل على الأزهار والثمار لتصنع الشهد والشمع، مقبلا على الارتزاق، إقبال النمل تجدُّ لتجِدَ، وتدَّخر لتَفتَخر، ولا تبالي ما دامت دائبة، أن ترجع مرةً منجِحةً ومرة خائبة أحب منه ما يحب القائل:

أُحِبُّ الْفَتَى يَنْفِي الْفَواحِشَ سَمعُهُ ** كَأنَّ بِهِ مِن كلّ فَاحِشَةٍ وَقْرَا

وأهوى منه ما يهوى المتنبي:

وَ أَهْـوَى مِنْ الْفِتْيَانِ كُـلَّ سَميذَع ** أَريبٍ كَصَدْرِ السّمَهْـرِى الْمُقَوّم

خَطّتْ تَحْتَهُ العِيسُ الفلاةَ وَ خَالطَتْ بِهِ الخيلُ كباتَ الخَميسِ العَرْمَرِم

يا شباب الجزائر هكذا كونوا !…. أو لا تكونوا !

أتمثله محمدي الشمائل، غير صخاب و لا عياب، و لا مغتاب ولا سباب، عفا عن محارم الخلق ومحارم الخالق، مقصور اللسان إلا عن دعوة إلى الحق، أو صرخة في وجه الباطل، متجاوزا عما يكره من إخوانه، لا تنطوي أحناؤه على بغض ولا ضغينة.

أتمثله متقلبا في الطاهرين والطاهرات، ارتضع أفاويق الإصلاح صبيا، وزرت غلائله عليه يافعا، فنبتت في حجره، ونبتت قوادمه في وكره، ورفرفت أجنحته في جوه، لم يمسسه زيغ العقيدة، ولا غشيت عقله سحب الخرافات، بل وجد المنهج واضحا فمشى على سوائه، والأعلام منصوبة، فسار على هداها، واللواء معقودا، فأوى إلى ظله، والطريق معبدا، فخطا آمنا من العثار، فما بلغ مبلغ الرجال إلا وهو صحيح العقد في الدين، متين الاتصال بالله، مملوء القلب بالخوف منه، خاوى الجوانح من الخوف من المخلوق، قوي الإيمان بالحياة، صحيح النظر في حقائقها، ثابت العزيمة في المزاحمة عليها، ذلق اللسان في المطالبة بها، ناهض الحجة في الخصومة لأجلها، يأبى أن يكون حظه منها الأخس الأوكس، أمن بعقله وفكره أن يضلل في الحياة كما أمن بهما أن يضلل في الدين.

" و في الحياة كما في الدين تضليل "(2)

يا شباب الجزائر!

ما قيمة الشباب ؟ وإن رقت أنداؤه، و تجاوبت أصداؤه، وقضيت أوطاره وغلا من بين أطوار العمر مقداره، و تناغت على أفنان الأيام و الليالي أطياره، و تنفست عن مثل روح الربيع أزهاره، وطابت بين انتهاب اللذات واقتطـاف المسرات أصائله وأسحاره.

بل ما قيمة الكهولة ؟ وإن استمسك بنيانها، واعتدل ميزانها، وفرت عن التجربة والمراس أسنانها، و وضعت على قواعد الحكمة و الأناة أركانها.

بل ما قيمة المشيب؟ وإن جلله الوقار بملاءته، وطوار الاختبار في عباءته، وامتلأت من حكمة الدهور، وغرائب العصور، حقائبه، ووصلت بخيوط الشمس، لا بفتائل البرس، جماته وذوائبه.

ما قيمة ذلك كله؟ إذا لم تنفق دقائقه في تحصيل علم، و نصر حقيقة، ونشر لغة، ونفع أمة، وخدمة وطن.

يا شباب الجزائر هكذا كونوا… أو لا تكونوا… (3)

أتمثله كالغصن المروح، مطلولا بأنداء العروبة، مخضوضر اللحا والورق مما امتص منها، أخضر الجلدة و الآثار مما رشح له من أنسابها و أحسابها، كأنما أنبتته رمال الجزيرة، ولوحته شمسها، وسقاه سلسالها العذب، وغذاه نبتها الزكي، فيه مشابه من عدنان تقول إنه من سر هاشم أو سرة مخزوم، ومخايل من قحطان تقول كأنه ذو سكن، في السكن(4)، أو ذو رضاعة، في قضاعة(5) متقلبا في المنجبين والمنجبات، كأنما ولدته خندق(6)، أو نهضت عنه أم الكملة(7)، أو حضنته أخت بني سهم(8)، أو حنكته تُماضر(9) الخنساء لعوبا بأطراف الكلام المشقق، كأنما ولد في مكة، واسترضع في إياد، وربا في مسلنطح البطاح.

أتمثله مجتمع الأشد على طراوة العود، بعيد المستمر على ميعة الشباب، يحمل ما من خير لأنّ يد الإسلام طبعته على الخير، ولا يحمل ما حمل من شر لأن طبيعة الإسلام تأبى عليه الشر- فتح عينيه على نور الدين، فإذا الدنيا كلها في عينيه نيرة مشرقة، وفتح عقله على حقائق الدين، فإذا الدين والكون دال ومدلول عليه، وإذا هو يفتح بدلالة ذاك مغالق هذا، و فتح فكره على عظمة الكون فاهتدى بها إلى عظمة المكون، فإذا كل شيء في الكون جليل، لأنه من أثر يد الله، وإذا كل شيء فيه قليل، لأنه خاضع لجلال الله، ومن هذه النقطة يبدأ سمو النفوس السامية وتعاليها، وتهيؤها للسعادة في الكون، والسيادة على الكون.

أتمثله مجتلى للخلال العربية التي هي بواكير ثمار الفطرة في سلاستها وسلامتها، كأنما هو منحدر لانصبابها وقرارة لانسكابها، وكأنما خيط على وفاء السموأل وحاجب(10)، وأشرج على إيثار كعب وحاتم(11)، وختم على حفاظ جساس والحارث(12)، وأغلق على عزة عوف وعروة(13).

أتمثله مترقرق البشر إذا حدث، متهلل الأسرة إذا حدث، مقصور اللسان عن اللغو، قصير الخطا عن المحارم، حتى إذا امتدت الأيدي إلى وطنه بالتخون، واستطاعت الألسنة على دينه بالزراية والتنقص، وتهافتت الأفهام على تاريخه بالقلب والتزوير، وتسابق الغرباء إلى كرائمه باللص والتدمير، ثار وفار، وجاء بالبرق والرعد، والعاصفة والصاعقة، وملأ الدنيا فعالا، وكان منه ما يكون من الليث إذا ديس عرينه، أو وسم بالهون عرنينه.

أتمثله شديد الغيرة، حديد الطيرة، يغار لبنت جنسه أن تبور، وهو يملك القدرة على إحصانها، ويغار لماء شبابها أن يغور، وهو يستطيع جعله فياضا بالقوة دافقا بالحياة : ويغار على هواه وعواطفه أن تستأثر بها السلع الجليبة، والسحن السليبة، و يغار لعينيه أن تسترقها الوجوه المطرأة، و الأجسام المعراة.

يا شباب الجزائر هكذا كونوا! … أو لا تكونوا!(14)

أتمثله حنيفا فيه بقايا جاهلية… يدخرها لميقاتها، ويوزعها على أوقاتها، يرد بها جعل الجاهلين، في زمن تفتقت علومه عن جاهلية ثانية شر من الجاهلية الأولى – وتمخضت عقول أبنائه بوحشية مقتبسة من الغرائز الدنيا للوحش اقتباسا علميا ألبس الإنسان غير لبوسه، ونقله من قيادة الحيوان إلى الانقياد للحيوانية – وأسفرت مدنيته عن جفاف في العقول، وانتكاس في الأذواق، وقوانينه عن نصر للرذيلة وانتهاك للحرمات، وانتهت الحال ببنيه إلى وثنية جديدة في المال وعبادة غالبية للمال، واستعباد لئيم بالمال.

أتمثله معتدل المزاج الخلقي بين الميوعة والجمود، وبين النسك والفتك تتسع نفسه للعقيق، وعمر وابن أبي عتيق، فيصبو، ولا يكبو، كما تتسع للحرم وناسكيه فيصفـو، ولا يهفو، وتهزه مفاخرات الفرزدق في المربد، كما تهزه مواعظ الحسن في المعبد.

أتمثله كالدينار يروق منظرا، وكالسيف يروع مخبرا، وكالرمح أمدح ما يوصف به أن يقال ذابل، ولكن ذاك ذبول الاهتزاز، وهذا ذبول الاعتزاز- وكالماء يمرؤ فيكون هناء يروى، ويزعق فيكون عنـاء يردى- وكالراية بين الجيشين تتساقط حولها المهج وهي قائمة.

أتمثله عف السرائر، عف الظواهر، لو عرضت له الرذيلة في الماء ما شربه، وآثر الموت ظمأ على أن يرد أكدارها، ولو عرضت له في الهواء ما استنشقه، وآثر الموت اختناقا على أن يتنسم أقذارها.

أتمثله جديدا على الدنيا، يرى من شرطها عليه أن يزيد فيها شيئا جديدا، مستفادا فيها يرى من الوفاء لها أن يكون ذلك الجديد مفيدا.

أتمثله مقدما لدينه قبل وطنه، ولوطنه قبل شخصه، يرى الدين جوهرا، والوطن صدفا، وهو غواص عليهما، يصطادهما معا، ولكنه يعرف الفرق بين القيمتين. فإن أخطأ في التقدير خسر مرتين.

أتمثله واسع الآمال، إلى حد الخيال، ولكنه يزجيها بالأعمال، إلى حد الكمال، فإن شغف بحب وطنه، شغف المشرك بحب وثنه، عذره الناس في التخيل لإذكاء الحب، ولم يعذر فيه لتغطية الحقيقة.

أتمثله مصاولا لخصومه بالحجاج والإقناع، لا باللجاج والإقذاع، مرهبا لأعدائه بالأعمال، لا بالأقوال.

أتمثله بانيا للوطنية على خمس، كما بني الدين قبلها على خمس : السباب آفة الشباب، واليأس مفسد للبأس، والآمال، لا تدرك بغير الأعمال والخيال أوله لذة وآخره خبال، والأوطان، لا تخدم باتباع خطوات الشيطان.

يا شباب الجزائر… هكذا كونوا… أو لا تكونوا..


الهوامش :
1- نشرت في العدد 5 من جريدة البصائر سنة 1947 م.
2- نشرت في العدد 6 من جريدة البصائر سنة 1947 م.
3- نشرت في العدد 10 من جريدة البصائر سنة 1947 م.
4- السكن قبيلة قحطانية.
5- قبيلة يتنازعها قحطان وعدنان، ويقول شاعرهم :
نحن بنُو مالك الشيخ الهجان الأزهر
قُضـاعة بن مـالك بن حمـيـر
في النسب المعروف غير المنكـر
في الحجر المنقوش تحت المنبـر
6- خندق هي ليلى بنت حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، زوجة إلياس بن مضر بن نزار ابن معد بن عدنان، وأم أولاده، مدركة وإخوانه.
7- أم الكملة هي فاطمة بنت الخرشب الأنمارية، إحدى منجبات العرب، والكملة أبناؤها الأربعة، وقد سئلت أي بنيك أفضل فقالت : الربيع بل عمار بل قيس بل أنس، ثم قالت : ثكلتهم إن كنت أدري أيهم أفضل، هم كالحلقة المفرغة لا يردي أين طرفاها، وأبو الكملة هو زياد بن سفيان بن عبد الله بن ناشب العنسي.
8- تلميح إلى قول ابن الزبعري : ألا لله قوم ولدت أخت بني سهم، وهي ريطة بنت سعيد ابن سهم وقد أنجبت ثمانية رجال أكبرهم هاشم بن المغيرة جد عمر بن الخطاب لأمه، وكانوا كلهم مزيدًا في مفاخر مخزوم.
9- تماضر بنت عمرو بن الشريد أخت صخر، الخساء الشاعرة المشهورة، وتحريضها لأولادها على الجهاد وحمدها لله حيث ماتوا كلهم في موقعة واحدة – كل ذلك مفصل في كتب السير والأدب.
10- السموأل بن عادياء المثل المضروب في الوفاء، وحاجب بن زرارة التميمي مثله وهو الذي رهن قوسه عند كسرى.
11- كعب بن مامة الإيادي، وحاتم الطائي جوادان مشهوران يضرب بهما المثل في الكرم.
12- جساس بن مرة بن ذهل بن شيبان قاتل كليب والحارث بن عباد لهما ذكر تدور عليه حرب داحس والغبراء، وأخبار مفصلة في كتب الأدب.
13- عوف بن محلم بن ذهل بن شيبان يعد في أولياء العرب وأعزهم، ولعزته قابل الملك عمرو بن هند: لا حر بوادي عوف، وعروة بن المنبه بن جعفر بن كلاب الرحال أو الوفاد كان يجير اللطائم المناذرة ويغير على الحيين بكر وتغلب حتى قتل، وكان قتله سببا في يوم الفجار بين كنانة وقيس.
14- نشرت في العدد 11 من جريدة البصائر سنة 1947 م.
منقول

_______________

علمائنا …تيجان على رؤسنا.
حفظكم الرحمن .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.