[align=center]السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته أما بعد،
لطالما حيرتني لفظة " ضرك " أو "ضروك" التي تعني بالفصحى" الآن"، لكني سمعت في الجزائر العاصمة البعض ينطقونها " دروق "، فتبادر إلي أنها صهر لعبارة " هذا الوقت "فتحول اسم الاشارة "هذا" الى "ض" و "الوقت" تحول "أل التعريف" فيها الى "ر" و تحولت "وقت" الى "وكت" و أدغمت التاء فبقيت "وك"، و منه فإن الذين يستعملون لفظة "ضروك" أقرب إلى أصل الكلمة ممن "يستعملون لفظة "ضرك".
بنفس الشكل فإن استعمال كلمة "ويكت" أو "ويوك" عند البعض الآخر التي تعني في الفصحى "متى" هو من العبارة "و أي وقت" لاحظوا أن القاف تحول إلى كاف كما سبق و أشرت و أن التاء أدغمت في اللفظ "ويوك(ت)" كما سبق في الفقرة الأولى و أشرت الى الادغام.
أرجو أن أكون قد أفدتكم، فما رأيكم في هذا الاجتهاد ولكم مني أسمى التقدير و الاحترام.[/align]
مشكور أخي على هذا الاهتمام باللهجة ومحاولة وصلها باللغة العربية الفصحى، وتفسيرك في اعتقادي موفّق إلى حدّ كبير
فقط ينقصه بعض التعليل والشرح، وسأحاول إتمام مابدأته أنت.
تتميّز اللغة المنطوقة (اللهجة) بكونها مطلقة غير مقيّدة بالقيود الثابتة كالكتابة والقواعد ونحوها، لهذا لا يمكن أن تكون اللغات المنطوقة مستقرّة على حالة واحدة، لهذا وجدنا لفظة (ضرك) قد تعددت وجوه نطقها من منطقة إلى أخرى، والذي حصل أن هذه الكلمة
هي نحت لعبارة (هذا الوقت) كما تفضلت أنت ، لكن السؤال المطروح كيف تطورت هذه العبارة واتخذت هذا الشكل وثبتت عليه؟؟؟
فالذي حدث هو باعتبار أن اللهجة دائما تجنح إلى الأصوات الأقل تكلفا والأيسر مخرجا فإن اللفظة الواحدة يعتريها
العديد من التبدلات ، استنادا لقانون التفاعلات الصوتية وهذا ما حصل بالفعل مع هذه العبارة حيث: في كلمة (هذا)
الهاء أسقطت لأنّها صوت مهموس وقد جاورت صوتا مجهورا وهو الذال، الذي بقي وأبدل إلى صوت الدال ، لأنّ هذا الأخير
أكثر شدة من الذال ، ثم أبدل الدال إلى الضاد لأنّ هذا الأخير مفخّم والدال صوت مرقق واللهجة عوما دائما تجنح إلى
الأصوات الشديدة والمفخمة. والإبدال بينهما له ما يبرره فالضاد أصبح في دراسات المحدثين الصوت المناظر للدال
بعد أن كان لا نظير له عند اللغويين القدامى، فهما من مجموعة الأصوات اللثوية الأسنانية التي تشترك في صفتي
الشدة والجهر، إلا أن الضاد مفخم والآخر مرقق.
أما الذي حدث في كلمة (الوقت) أن الهمزة سقطت وبقيت اللام التي أبدلت إلى أقرب الأصوات إليها وهو الراء،
وهذا الإبدال له ما يبرره، فهو وارد حتى في اللغة الفصحى، لأنهما صوتان متجانسان إلا أنه في اللهجة يكثر الإبدال
بينهما ذلك لأننا نتعامل بينهما وكأنهما صوت واحد، وهما بالفعل كذلك فهما من مجموعة الأصوات اللثوية وتحكمهما صفات متشابهة فكلاهما صوت مائع ، مجهور ، مرقق ومفخم أحيانا إلا أن اللام جانبي والراء تكراري.
أيضا أبدلت القاف كافا، وهما أيضا من الأصوات اللهوية التي شاع الإبدال بينهما في الفصحى وامتدّ إلى اللهجة.
وإبدال القاف في هذه الحالة له مايبرره أيضا، فالملاحظ بعد نحت عبارة(هذا الوقت) أسقطت أصوات كثيرة وبقيت الذال
التي تطورت إلى ضاد ، واللام التي أبدلت راء وكلاهما صوت مجهور. والقاف واحد من الأصوات التي أصابها التطور ، فبعد ان كان صوتا مجهورا في دراسات القدامى، أصبح اليوم صوتا مهموسا في نطقنا الحالي، والمتمعن في الكلمة المنحوتة أن القاف أصبحت
تجاور أصواتا مجهورة (الضاد والراء) فكان لا بد من إبدال هذا الصوت المهموس إلى صوت يقارب هذه الأصوات المجهورة وفي نفس الوقت
يكون قريبا من مخرج القاف فكان صوت الكاف. وأسقطت التاء لأنها صوت مهموس غير مسموع مع الأصوات المجهورة التي بقيت
(الضاد، الراء، الكاف)
الإبدال بين القاف والكاف أيضا وارد في اللغة العربية قريش كانت تقول : كشطت وقيس وتميم كانت تقول: قشطت.
وعلى نفس النهج يمكن أ ن نفسر قولنا: (ويكت) المنحوتة من (في أي وقت) وذلك بإخضاع هذه الأخيرة إلى قانون
تفاعل الاصوات الذي من أهمه:
قانون المماثلة: الذي يدعو صوتين مختلفين إلى التماثل أو التقارب
قانون المخالفة: الذي يدع صوتين متماثلين إلى التخالف والتباعد
القلب المكاني: الذي يدعو صوتين من كلمة واحدة أن يتبادلا مكانيهما
النحت: وهو أن تنسج من الكلمتين أو أكثر كلمة واحدة تحمل نفس المعنى
والله أعلم
وننتظر من الاخوة أي تعقيب أو انتقاد أو طلب اسفسار، أو إضافة
بارك الله فيك أختي Aiche على هذه المعلومات القيمة خاصة المصطلحات العلمية
و أرجو المعذرة عن عدم تبحري في مجال اللسانيات الذي أهتم به كثيرا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
وفيك بركة أخي الكريم، ولا عليك فنحن هنا لنتعاون قدر المستطاع بكلّ ودّ واحترام، وبالفعل أنا سعيدة لإهتمامك
بلهجتنا ومحاولة وصلها باللغة العربية الفصحى ، لعلنا نستطيع الردّ ولو بالقليل على كلّ من يشكّك في أصالة لهجتنا
وأنّها بعيدة كل البعد عن الفصحى,
مشكوووووووووووووووووووووور جدا
شكرا لسي حكيم على طرحه الجميل
و شكرا للسخيــة aich على اسهابها بالشرح و التحليل
أنا لا اكاد افقه في اللسانيات شيئا و لم اكن أعرف أن لها قوانينا لدراسة اللهجات و تحليلها و لكن قربتما الموضوع
الى فكرى
فبارك الله فيكما
وفيك بركة يا أخ المستعين بالله، وأنا في الخدمة إن أردت أي استفسار
بارك الله فيكما
بارك الله فيكما
بارك الله فيكما كنتما رائعين في الشرح
شكرا جزيلا على المعلومات
بارك الله فيكما وجزاكما الله خيرا
بارك الله فيك