تخطى إلى المحتوى

من كتاب سؤلات غير المسلمين 2024.

سؤال: لماذا يتقاتل السنة مع الشيعة إذا كان الإسلام دين سلام؟
————————————————————————–
ابتلى الله المسلمين كما ابتلى غيرهم بأناس من المتسلقين طلاب الدنيا والرياسات والشهرة والسمعة ، وهؤلاء لا يتورعون عن سلوك أي غاية في سبيل الوصول إلى مآربهم وغاياتهم
فجوهر الإسلام النقي ليس فيه خلاف بين أهله أجمعين إن كانوا صادقين ، وإنما الخلاف يكون في تبني وجهة نظر ذاتية في آية من كتاب الله أو حديث من أحاديث رسول الله أو حكم من أحكام شرع الله
ووجهة النظر هذه يشجعها الدين على ألا يصحبها عصبية تجعل صاحبها يستمسك برأيه ويظن أنه هو وحده على الصواب وغيره على غير الحق والصواب ، هذه النظرة الدونية لآيات كتاب الله وأحاديث رسول الله وأحكام شرع الله هي السبب في فرقة المسلمين
ولمَّا يتبنى الواحد منهم فكرة معينة ولم يعتصم من الهوى فإنه يحاول بكل ما في وسعه أن يثبت أنه وحده ومن يشايعه على الصواب وأن غيره على الباطل والخطأ ، ولا مانع عنده من الهجوم على من يناوئه بل والتشنيع عليه بل وقتاله لينصر الرأي الذي اتبعه هواه ولذلك قال الله تعالى {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} آل عمران103
وقال سبحانه عن هذه الفرقة التى ذكرناها {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً} الأنعام159
وقال صلى الله عليه وسلم { لَيْسَ مِنَّا مَنْ دَعَا إِلى عَصَبِيَّةٍ }[1]
فحقيقة الأمر أن الشيعة تحب الإمام علي وبنيه ، وهذا ما عليه المسلمون أجمعون ، ولكن إذا تعدت فئة منهم ذلك إلى عداوة غيره من أصحاب رسول الله كأبي بكر وعمر وعثمان فهذا ما يرفضه أهل السنة والجماعة
والشيعة يسيرون على المنهج الجعفري في الفقه وهذا لا غبار عليه ولكن لا ينبغي أن يعتقدوا أنه وحده هو الصواب وبقية المذاهب الفقهية باطلة ، بل عليهم أن يفعلوا كما يفعل أهل السنة والجماعة يقّرون المذاهب الفقهية الأربعة المالكي والحنفي والشافعي والحنبلي ولا يفرقون بينها ويتركون الخيار لكل مسلم أن يتبع واحداً منها على ألا يهاجم ولا يخاصم غيره من المذاهب
وعلى ذلك نجد أن الخلاف إذا وجد وأدَّى إلى الفرقة أو التقاتل بين السنة والشيعة لا يكون بسبب هذه المذاهب ومبادئها الإسلامية وإنما بسبب الهوى والعصبية والشعوبية وغيرها من النعرات التى قضت عليها الديانة الاسلامية ولكنهم أيقظوها بعد موتها ، قال صلى الله عليه وسلم {الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ ، وَلاَ يَخْذُلُهُ ، وَلاَ يَحْقِرُهُ ، التَّقْوَى ههُنَا – وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ – بِحَسْبِ امْرِىءٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِم. كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ}[2]

{1} سنن ابن داوود عن جبير بن مطعم رضي الله عنه
{2} صحيح البخارى ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه

منقول من كتاب {سؤالات غير المسلمين}

بارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.