تخطى إلى المحتوى

من فنون ترويض النفوس 2024.


قال أبو عبد الله حارث بن أسد المحاسبي في آداب النفوس

قهر النفس على طلب الآخرة


فإذا قطع عليها العبد الطمع من أسباب الدنيا وغلب بعقله هواها رجعت بطمعها إلى أسباب الآخرة لا محالة لأنها بنيت على الطمع
فإذا تجردت من أسباب الدنيا وأقلبت على نفسها بالإياس من المخلوقين رجعت برغبتها وطمعها الى اسباب الآخرة فجدت في طلبها واجتهدت وعزفت عن الدنيا وباينت الهوى وخالفت العدو وتبعت العلم وكانت مطية للعقل صابرة على مر ما يدل عليه الحق فنجت وأنجت

وسيلة تحصيل الخوف والحزن

وتعاهد يا أخي قلبك عند هممه وألزمه الفكرة في أمر المعاد فلا تفارق قلبك وتوهم بقلبك هول المطلع عند مفارقة الدنيا وترك ما قد بذل اهلها فيه مهج نفوسهم وتدنيس أعراضهم وإخلاق مروءاتهم وانتقاص أديانهم ثم تركوا ذلك كله وقدموا على الله فرادى آحاد مع ما قد وردوا عليه من وحشة القبر وسؤال منكر ونكير وأهوال القيامة والوقوف بين يدي الله والمساءلة عن جميع ما كان منهم من قول أو فعل من مثل مثاقيل الذر وموازين الخردل
وسؤاله عن الشباب فيم أبلى شبابه وعن العمر فيم أفنى عمره وعن المال من أين اكتسب وعمن منع وفيم انفق وعن العلم ماذا عمل فيه وعن جميع الأعمال التي صدقوا فيها والتي كذبوا فيها
فإنك يا أخي إن شغلت قلبك بذلك وأسكنته إياه وكان فيك شئ
من صحة تركيب العقل فإنه سيكل منك لسانك ولا يعدمك الخوف اللازم مع الحزن الدائم والشغل المحيط بقلبك


وقال رحمه الله

فإن العبد إنما يؤتى من قبل التهاون باليسير، وهو الذي يوقع في الإثم الكبير، والتهاون باليسير هو الأساس الذي يبني عليه الكثير؛ فيكون أوله كان تحفظاً، ثم صار انبساطاً، ثم صار من الانبساط إلى ذكر اليسير، ثم صار من اليسير إلى ما هو أكثر منه، فلا تشعر حتى ترى نفسك حيث كنت تكره أن ترى فيه غيرك، ففي ترك اليسير ترك اليسير والكثير

وأقوى الناس على ذلك، وأصدقهم عزماً هو الذي إذا عزم أمضى عزمه ولم يلْوِ، وأضعف الناس في ذلك أضعفهم عزماً، وهو الذي يعزم ثم يحل عزمه، ولا يكاد يمضي عزماً

بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
نحن في أمس الحاجة الى ترويض النفوس وتهديبهافهي أمارة بالسوء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميرة34 الجيريا
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
نحن في أمس الحاجة الى ترويض النفوس وتهديبهافهي أمارة بالسوء

جزاك الله خيراً

الله المستعان
جزاكم الله خيرا
و أعاننا على أنفسنا

jazak allah khairan

الله يخليك

وجزاكم الله خيراً


وسائل علاج الكسل والفتور

من كتاب تهذيب النفوس للشيخ الدكتور هشام عبد الجواد الزهيري

1- أن يصحب المرء أناسا ذوى همة عالية يشجعونه على سلوك الطريق فيصحب من هم أفضل منه ليشجعوه على أن يكون مثلهم ولا يصحب من هو أفضل منهم لئلا يتكاسل وفى الحديث : " المرء على دين خليله ".

2- أن يجعل لنفسه عبادات مرتبطة بالغير لا يستطيع التخلف عنها ليجبر نفسه عليها عند الكسل كتحفيظ القرآن وتعليم الغير العلم فإذا بحيائه من الناس يمنعه من الكسل .

3- أن يكون ديدن العبد الاستعاذة بالله من الكسل وفى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : " وأعوذ بك من الكسل " وليصدق فى تضرعه إلى الله أن يصرف عنه الكسل .

4- أن يعرف العبد تقصير نفسه فلو تعبد من باب أنه يزداد لربما تكاسل بعكس ما لو تعبد من باب تعويض النقص والتقصير الذى كان عنده لما تكاسل كطالب الكلية الذى لا يتكاسل أيام الامتحانات لعلمه بقرب الامتحانات وشدة تقصيره أثناء السنة فكذلك العابد لو أيقن بقرب وفاته وتقصيره لما تكاسل.

5- أن يفكر فى الموت وقرب أجله وأنه ربما كان اليوم آخر أيامه فإذا به يحسن العكل وقد قال معروف : "أعوذ بالله من طول الأمل فإنه يمنع حسن العمل " وفى الحديث : "إذا صلى أحدكم فليصل صلاة مودع فإنه أجدر بأحدكم أن يحسن صلاته".

6- إذا أصابه فتور فليقرأ سير العباد فى كتب الزهد ككتاب حلية الأولياء وصفة الصفوة وسير أعلام النبلاء .

7- أن يعرف سبب الكسل ويعالجه:

أ- فالبعض يصاب بالفتور إذا فقد لذة ما كان يجد :
فيقال له وطن نفسك على العبادة فإن أبت فأعلمها بطول الطريق وأنه لابد من الاختبار فهل تنال سعادة الدنيا والآخرة هكذا بلا تعب ؟ ولتعلم أن العارفين وجدوا ما تجد فى نفسك فصبروا وتغلبوا على الكسل حتى وصلوا إلى الله فإن صبرت لحقت بهم وإلا فلا .

ب- والبعض قد يصيبه الفتور والملل لحنينه إلى الشهوات بعد ما تركها فترة ما :

فنقول له لا تهدم ما بنيته فى الأيام السابقة فإن البناء بطئ والهدم سريع ولعلك لا تجد إرادة للزهد فى قلبك بعد فاصبر رحمك الله فهذا اختبار وامتحان فلا تسقط مكانتك عند الله.

جـ- والبعض قد يأتيه الكسل لكونه نال شهوة من المباحات ككثرة طعام مثلا فاستحقر نفسه وترك الطريق :

فنقول له ما لا يدرك كله لا يترك جله وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يشبع أحيانا للمصلحة والحاجة والعارف الكامل من كيف قلبه على كل الأحوال فلربما احتاج المرء إلى الشبع أحيانا.

8- ألا يترك الحد الأدنى مما يستطيع إجبار نفسه عليه لئلا تتعود نفسه على الكسل وحتى تعلم أن صاحبها لا يوافقها فى كل ما تطلبه فلو تكاسل مثلا عن قيام الليل قلنا له قم بأقل من وردك مه التدبر فإن لم تستطع فلتقم بأكثر من وردك بلا تدبر فإن لم تستطع فلتقم بأقل من وردك مع إطالة الركوع والسجود وإن لم تتدبر وعلى العموم لا يترك المرء شيئا مما تستطيعه نفسه ولو بقهرها عليه والله المستعان.

9- أن يستغل العبد وقت الفتور فى الطاعة ولا يخلو أمره من حالتين :

أ‌- يأتيه الفتور كثيرا وهذا حال المبتدئ :
فنقول له اجعل أعمالك اللازمة فى وقت الفتور كصلة الرحم وزيارة إخوانك فى الله وغيرها .

ب‌- قليلا ما يأتيه الفتور :

فنقول له اجعله فى جمع أوراق العلم أو تحضير أوراق الدراسة ولا بأس بجعله فى صلة الرحم

– وإنما لم أقل بجعله فى صلة الرحم ابتداءا لأن صاحب هذه الحال قليلا ما يأتيه الفتور وصلة الرحم ليست عملا هامشيا إن توفر له وقت فعل وإلا فلا بل هو عمل أساسي لابد من تنظيم وقت له فنقول لصاحب هذه الحال لو أردت جعل وقت فتورك فى صلة الرحم بجانب وقتك الذى خصصته لصلة الرحم فلا بأس فالإكثار من صلة الرحم خير إلى خير إلا أنه لا بد من مراعاة حال الناس وعدم مضايقتهم بكثرة الزيارة – .

10- أن يعلم أن الفتور اختبار وسيزول قريبا إن شاء الله ولو صبر فلا يجزع ولا ييأس بل ليستبشر خيرا فإن إيمانه سيزداد لو نجح فى الاختبار .

نقلاً عن ملتقى الحديث

بارك الله فيك وجزاك الله الخير الكثير وشكراااااااااااااااااا على الموقع الجميل لقد اضفته الى favoris

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.