تخطى إلى المحتوى

من رياض النفوس 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قد قرأت كثيرا من كتاب (رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وأفريقية
وزهادهم ونساكهم وسير من أخبارهم وفضائلهم وأوصافهم).

وقد أحببت أن أنقل لكم بعض الآداب والحكم من الشعر والنثر تسلسلا في هذا الموضوع

قال أبو عثمان سعيد بن الحداد: كان ابن غانم كثيرا ما ينشد هاذين البيتين في مجلسه:

إذا انقرضت عني من العيش مدتي @¤@ فإن غناء الباكيات قليلُ
سيُعرض عن ذكري وتنسى مودتي @¤@ ويحدث بعدي للخليل خليلُ

—————————————————————————————————————————————————————-

قال سحنون بن سعيد التنوخي :

(أشقى الناس من باع آخرته بدنياه, وأشقى منه من باع آخرته بدنيا غيره).
قال بعض الناس ممن حضر هذا الكلام لسحنون: إن بعض الشعراء قد ضمن هذا المعنى في بيتين

عجبت لمبتاع الضلالة بالـــهدى @¤@ ولمشتري دنياه بالدين أعجبُ
وأعجب من هاذين من باع دينه @¤@ بدنيا سواه ذاك للحين أقـــرب

فأمر سحنون من حوله أن يكتوبها.

———————————————————————————————————————————————————-

قال أبو خلف الخياط: يقول ابن المبارك:
وعــبرة في سواد الليل جارية @¤@ على الخدود, لحر النار قد دمعوا
——————————————————–

وأبيات لم يذكر قائلها
العفو أولى بمن كانت له القُدَرُ @¤@ لا سيما عن مقر ليس ينتصر
أقر بالذنب إجلالا لســــــــــيده @¤@ فقام بين يديه وهو يعتــــــــذر

وقال آخر
دع الدنيا لمن جهل الــصوابا @¤@ فقد خسر المحب لها وخابا
وما الدنـيا , إن راقــتـك إلا @¤@ كبلقــــــعة رأيت بها سرابا
———————————-
قال أبو الحسين الكانشي: ((بلغني أنه لما مات- محمد بن سحنون بن سعيد التنوخي المالكي- رثاه جماعة،
منهم أحمد بن أبي سليمان رثاه بقصيدة ثلاثمائة بيت)) منها يقول:
ألا فأبكِ للإسلام إن كنت باكياً @¤@ لحبل من الإسلام أصبح واهيا
تثلم حصن الدين وأنـــهد ركنه @¤@ عشية أمسي في المقابر ثاوياً
إمام حباه الله فضلا وحــــكمة @¤@ وفقهه في الدين كهلا وناشيا
وزوده التقوى وبصره الهــــدى @¤@ فكان بلا شك إلى النور هادياَ
ألا أيها الناعي الذي جلب الأسى @¤@ وأورثنا الأحزان، لا كنت ناعياً!
نعيت إمام العالمين محمداً @¤@ وقلت: مضى من كان للدين راعياً
ومن كان مصباحاً دليلاً على الهدى @¤@ وللصالحين العالمين مواليا
ومن كان حبرا عالماً ذا فضيلة @¤@ تقيا رضيا طاهر القلب زاكيا
وقلت: ابن سحنون مضى لسبيله @¤@ وأبصرته، حقاً كما قلت، ماضيا
فغادر أهل القيروان بوحشة @¤@ وكان لهم أنساً وخلا مواتيا
فجللهم شجوا، وألبسهم أسى @¤@ وأوقرهم هماً على الحزن راسيا
ندبت ابن سحنون معلمي الذي @¤@ تعرفت خيرا حين كان إماميا
قضى وانقضت عني لذلك راحتي @¤@ وأفنى سروري عندما صار فاينا
سأذكر لا أنفك، ما دمت باقيا @¤@ وإن مات، أوصافا له ومساعيا
قد أرضى جميع الناس إذ كان فيهم @¤@ فنعه إله الخلق لا زال راضيا
فقد عاش خمسا بعد خمسين حجة @¤@ يحامي عن الإسلام إلا ثمانيا
وناظر أهل العلم أمرد يافعا @¤@ ولمل التحى، بالعلم قام مناديا
ولما علاه الشيب أبصرت نوره @¤@ بما قد كساه الله أزهر فاشيا
كذلك ذو النفس الكريمة إنما @¤@ يعاطي الفتى الخطب الجليل تعاطيا
ومن قول سحنون ومن قول مالك @¤@ وضعت دواوينا لنا هي ما هيا
وكان لك الله الذي حطت دينه @¤@ بجنته الفردوس عنا مجازيا
وحدث سحنون حديثا سمعته @¤@ ولم يك سمع غير سمعك واعيا
فكنت أمينا في الذي قلت صادقا @¤@ ولست لما أحصاه قلبك ناسيا
أقول، وقد أبصرته فوق نعشه:@¤@ عليك سلام الله ألا تلاقيا
أيا تاركا الدنيا، تركت لأهلها @¤@ أسى باطنا، وجداً عليك، وباديا
غدوت إلى قبر لدى باب نافع @¤@ فسار اليه الخير أجمع غاديا
أزال سرور الناس سترك عنهم @¤@ وألقى عليهم في الخميس الدواهيا
فأوجستهم: من كان قربك ساكناً @¤@ ومن كان في الافاق يسكن نائيا
عممتهم بالوجد، إذ بنتَ، مثلما @¤@ عممتهم بالنفع إذ كنت باقيا
لمن جاء يبغي العلم كنت معلما @¤@ ومن جاء للمعروف كنت مواسيا
ومن جاء مظلوما ذليلا لنصره @¤@ تقول له: يا مرحبا بك جائياً
فأقسمت نذرا عامدا قول مالك: @¤@ عليّ به حجا إلى البيت ماشيا
ثلاثين عاما إن حججت أحجها @¤@ كذلك أو ألقى من الموت لاقيا
لقد حل من قلبي مصاب محمد @¤@ بوجد نفي نومي وغير حاليا
فلو أنه يفدى من الموت والبلى @¤@ لكنت له دون البرية فاديا
يقول بني، حينن أنكر حاليا @¤@ وأبصر دمعي فوق خدي جاريا
وأبصرني صبّا أبيت مسهدا @¤@ أراعي النجوم الطالعات تواليا
وأضحي شجيّ القلب دائم عبرة @¤@ كثيبا حزينا خاليا من عزائيا:
أراك أبي – في الليل- ساهر مقلة @¤@ وتصبح مشغولا عن الطعم طاويا
أمالا رزئت، ام أصابتك علة @¤@ فأصبحت منها خافض الصوت عانيا؟
فقلت له: مالي سليم، وليس بي @¤@ سقام فأبغي للسقام مداويا
ولكنني، لما فقدت محمدا،@¤@ فقدت لما ارجوه فيك رجائيا
رأيتك مولودا فوجهت رغبتي @¤@ إلى الله واستصحبته لك خاليا
بأن يدفع الأسواء عنك بعصبة @¤@ ولا زلت فيما عدا ذلك راجيا
وأبصرت اهل العلم عند محمد @¤@ وعلمهم يرقى على العلم عاليا
وما منهم إالا مناظر صاحب @¤@ وآخر لا ينفك للذكر تاليا
فأملت أن تأتي إلى المجلس الرضى @¤@ ومنيت نفسي عند ذاك أمانيا
فحال قضاء الله دون مشيئتي @¤@ فأبصرتني من أجل ذاك لما بيا
أكابد أحزانا بقلب موله @¤@ عليه و ما يزداد الا تماديا
فيا عين جودي بالبكاء وأسعدي @¤@ عليه عيونا لا تزال بواكيا
ويا قلب عش صبا كثيبا محزنا @¤@ فإني أدينك إذ وجدتك خاليا
وحق لقلب يعرف الله لا يرى @¤@ على حاله خلوا من الشجو صاحيا
ويا قبر سحنون وقبر محمد @¤@ أظلكما الله الغمام الغواديا
توافي شريف الحلم والعلم فيكما @¤@ ووافاكما التفضيل لما توافيا

————————————–
قال أحمد بن أبي سليمان:
يا لذة قصرت وطال بلاؤها @¤@ عند التذكر في الزمان الأول
لما تذكرها وقال نــــــدامة @¤@ من بعدها: ياليتني لم أفعل

————————————-
وله أشعار كثيرة منها:
لما نحى عمري ثمانين حجة @¤@ وأيقنت أني قد قربت من المدى
تركت تكاليف الحياة لأهلها @¤@ وجانبتها طوعا مجانبتي الردى
رأيت حليم القوم فيهم مقدما @¤@ ومن نال علما نا جاها وسؤددا
أرادني بحمد الله في المال زاهدا @¤@ وفي شرف الدنيا وفي العز أزهدا
تخليت من دنياي إلا ثلاثـــــة @¤@ دفاتر من علم وبيت ومسجدا
غنيت بها عن كل شيء حويته @¤@ وكنت بها اغنى وأقنى وأسعدا
وقد ذم قوم ما فعلت جهالة @¤@ فعدوا مع الجهال بالجهل أحمدا
ولو فهموا رأيي وأمري لأبصروا @¤@ وقالوا رأيا سديدا مسددا
ألم تر ان الدهر أوقر أهله @¤@ هموما وأن العيش صار منكدا
فما حل يوم فيه إلا بفجعة @¤@ وأنت لأخرى فيه منتظر غدا
وما فرحة إلا ستصبح ترحة @¤@ وما صاحب إلا سيصبح مفردا
وكم قد رأينا من عزيز مشرف @¤@ يبيت مقرا في القباب ممهدا
فجته المنايا وهو في حين غفلة @¤@ فأضحى ذليلا في التراب موسدا

منقول من شبكة سحاب السلفية

رائع بارك الله فيك

آمين وفيكم بارك الرحمن

الجيريا

الجيريا

الجيريا

الجيريا

آمين وفيكم بارك الرحمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.