جاء في "سير أعلام النبلاء" (11/ 202 – 203 ط الإحياء): « قال أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الانصاري مؤلف كتاب " ذم الكلام ": سمعت عبد الصمد بن محمد بن محمد، سمعت أبي يقول: أنكروا علي أبي حاتم بن حبان قوله: النبوة: " العلم والعمل ". فحكموا عليه بالزندقة، هجر، وكتب فيه إلى الخليفة، فكتب بقتله.
قلت -أي: الذهبي(ت748هـ)-: هذه حكاية غريبة، وابن حبان فمن كبار الأئمة، ولسنا ندعي فيه العصمة من الخطأ، لكن هذه الكلمة التي أطلقها، قد يطلقها المسلم، ويطلقها الزنديق الفيلسوف، فإطلاق المسلم لها لا ينبغي، لكن يعتذر عنه، فنقول: لم يرد حصر المبتدأ في الخبر، ونظير ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: " الحج عرفة "، ومعلوم أن الحاج لا يصير بمجرد الوقوف بعرفة حاجا، بل بقي عليه فروض وواجبات، وإنما ذكر مهم الحج.
وكذا هذا ذكر مهم النبوة، إذ من أكمل صفات النبي كمال العلم والعمل، فلا يكون أحد نبيا إلا بوجودهما، وليس كل من برز فيهما نبيا، لأن النبوة موهبة من الحق تعالى، لا حيلة للعبد في اكتسابها، بل بها يتولد العلم اللدني والعمل الصالح.
وأما الفيلسوف فيقول: النبوة مكتسبة ينتجها العلم والعمل، فهذا كفر، ولا يريده أبو حاتم أصلا، وحاشاه، وإن كان في تقاسيمه من الاقوال، والتأويلات البعيدة، والاحاديث المنكرة، عجائب، وقد اعترف أن " صحيحة " لا يقدر على الكشف منه إلا من حفظه، كمن عنده مصحف لا يقدر على موضع آية يريدها منه إلا من يحفظه » اهـ.
و قال الإمام الذهبي-رحمه الله- (ت748هـ) أيضاً في "سير أعلام النبلاء" ( 6/ 149 ط الإحياء):
« صرنا في وقت لا يقدر الشخص على النطق بالإنصاف، نسأل الله السلامة »اهـ.
قلت: إذا كان هذا في زمانه -رحمه الله- فكيف بزماننا ؟!!
لا اعتقد ان هناك خلقا اجل واكمل من الانصاف
بارك الله فيك
بارك الله فيكم جميعا
اللهم صلي وسلم على رسول الله و آله و صحبه و من والاه