ومن الحكم البالغة التي أوردها الأستاذ مالك ابن نبي عن المؤرخ وِلْ ديورنت
أن حوارا جرى بين الفيلسوف الصيني كونفوشيوس – (551 – 479ق.م) –
وبين أحد تلاميذه الذي سأله عن أوجب ما يجب على أية سلطة أن تضمنه
ليستقر أمرها وترسخ أركانها، ويمتد كيانها،
فقال الحكيم الصيني لتلميذه عليها أن تؤمّن أمورا ثلاثة هي:
1- ضمان لقمة العيش لكل إنسان.
2- توفير الضروري من التجهيزات العسكرية.
3- توفير القدر الكافي من ثقة الناس بحكامهم..
ارتأى التلميذ أن يستزيد من حكمة أستاذه فسأله:
وإذا كان محتّما علينا أن نستغني عن أحد هذه الأمور الثلاثة، فعن أيها نستغني؟
قال الحكيم لتلميذه: نستغني عن التجهيزات العسكرية..
فسأل التلميذ أستاذه الحكيم مرة أخرى:
وإن كان مفروضا علينا أن نستغني عن أحد الأمرين الباقيين، فعن أيهما يكون الاستغناء؟
فأجاب الحكيم تلميذه:
نستغني عن القوت، لأن الموت هو مصير الناس أجمعين، ولكنهم إن فقدوا الثقة في حكامهم لم يبق أي أساس للدول