من أعظم القربات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع الذي سأتطرق إليه بالغ الأهميه ولا يكفيه عدة صفحات ولكن سأحاول جاهدة أن أختصر قدر المستطاع .
لا يخفى على كل ذي لب أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو باب واسع بدءا بالتناصح باللين وتوجيه كل مخالف لشرع الله والصبر على الأذى وإحتساب الأجر من الله سبحانه ،فعظم الأجر على قدر المشقة ، فهو من أجل القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه "والعصر إن الإنسان لفي خسر إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" بذلك يقسم الله على أن الإنسان في خسارة وهلاك وإستثنى عن الخسران الذين آمنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم وصبروا على المصائب ومنهم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على صبرهم على الأذى والتواصي بالحق معناه هو التناصح بين المسلمين بعضهم لبعض والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولعظم شأنها ولأهميتها جاء ذكر الخصلة الثالثة وهي التواصي بالحق ، وختم سبحانه وتعالى الخصلة الرابعة وهي التواصي بالصبر وهو الصبر على آداء الحق .
أختي وأخي في الله إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأمور الهامة في حياة المؤمن لأن في تحقيقها نجاة للأمة من الفساد ومن إنتشار الرذيلة ، وقد جاء ذكر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مواطن عدة من القرآن الكريم وما ذلك إلا لعظم منزلتها في الإسلام وقد قدمه الله سبحانه وتعالى على الإيمان في قوله تعالى " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " وهنا الأمة المقصوده هي أمة محمد عليه الصلاة والسلام كما جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز وجل " وأصل المعروف توحيد الله والإخلاص له ، وأصل المنكر الشرك بالله وعبادة غير الله . وقد بعث الله الرسل لتوحيد الله الذي هو أعظم المعروف وينهون الناس عن الشرك بالله الذي هو أعظم المنكر ، فالواجب على كل مؤمن ومؤمنه التآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر والتواصي بالحق والصبر عليه
وأيضا لعظم شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نجد في الآية التاليه قدم سبحانه وتعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة . مع أن الصلاة عمود الدين وهي أعظم الأركان بعد الشهادتين . " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ".وبين سبحانه وتعالى أن الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والمقيمين للصلاة والمؤتين للزكاة والمطيعين لله ولرسوله أولئك هم أهل الرحمة، فقال سبحانه وتعالى: "أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ " اللهم إجعلنا منهم ووالدينا والمسلمين أجمعين "
وقد كان في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته من بعده أشد تمسكا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما ذلك إلا لعظم شأن هذا الواجب .
ولا يخفى عليكم ما آل إليه الوقت الراهن من بعد الناس عن التناصح وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكثرة الرذيله وظهور المعاصي وحاجة الناس الشديدة للعودة لتطبيق ما أمرنا الله به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبذلك أوصي نفسي وإياكم أختي وأخي في الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي يقدرون أن يٌغيروا عليهم ولايُغيروا إلا أصابهم الله بعقاب قبل أن يموتوا " ، فمن رأى منكم منكر في أخيه المسلم فليناصحه بالمعروف واللين كل حسب طاقته ، في المنزل بين أهله ، في الأسواق ، في الطريق ، في المسجد في كل مكان وزمان ، ولا تأخذك بالله لومة لآئم ولكن عليك بالرفق واللين كما قال صلى الله عليه وسلم لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها " يا عائشة إرفقي ، فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه ولا نزع من شيء قط إلا شانه ""قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان مثقال حبة خردل وقال صلى الله عليه وسلم :" يا أيها الناس إن الله يقول لكم مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوني فلا أجيبكم وتسألوني فلا أعطيكم وتستنصروني فلا أنصركم وما زاد عليها ". ختاما أختي في الله : أقول إذا رأيتي في أخت لك في السوق أو المدرسة أو في أي مكان مخالفة لشرع الله فلا تتحرجي لمناصحتها بالرفق واللين وفي ذات الوقت لاتتوقعي القبول والإيجاب ومقابل ذلك لاتصابي بالإحباط أو الضيق لأن الله سبحانه وتعالى يقول " وأمر أهلك بالصلاة و إصطبر عليها ". فالأجر يتضاعف في الصبر على الأذى والمشقة ، فلا تحزني أخيتي إن الله ناصر جنده .
أخي في الله : الشباب في هذا الزمن الذي كثرت به المخالفات والمعاصي والفتن يحتاجون لمناصحتهم فلا تبخل عليهم وتذكر الأجر العظيم من الله للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والصابرين على الأذى ، فإذا قابلك من يصدك عند النصيحة فلا تقف عندها بل إمضي قدما وتذكر أن هذا الطريق ليس محفوف بالورود ولكن من يصبر عليه يجد من الله الثواب العظيم كما وعد ربنا سبحانه
وختاما لا ننسى مناصحة من هم على غير ملتنا و يعيشون بيننا ، أنه يجب عليهم التقيد بالتعاليم الدينيه خاصة المظهر الخارجي من لباس محتشم والبعد عن التبرج والسفور ويتقيدون بنظام البلد التي يعيشون بها ولا يعفيهم أنهم على غير ملتنا فهم يحتاجون للنصح إلى أن نرى بلادنا وبلاد المسلمين نقية طاهرة من الساقطين .
اللهم إجعلنا ممن يستمع القول ويتبع أحسنه
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
جزاك الله خيرا اخي الفاضل على الموضوع القيم والهادف والدي نحتاج اليه كثيرا في وقتنا والله المستعان … اللهم اجعلنا ممن يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر لوجهك وحدك سبحانك .
قال الله تعالى * كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر *
وهذا خير دليل على وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ..بالاظافة الى حث النبي صى الله عليه وسلم على هذا الامر كثيرا لان فيه صلاح المجتمع .
تقبل الله صالح اعمالنا
بارك الله فيكم