يبكي كثير من الناس عند سماع أو قراءة القرآن عندما يتدبرون معاني الآيات ويفهموها جيداً فيستوعبون جيداً ويحسون بمشاعرهم ويرون بقلوبهم الصادقة ما في الآيات من وصف لموضوع من الموضوعات التالية
(1) حال آخرة من قصر في عبادة الله في دنياه، وما يتعرض له من العذاب يوم القيامه جزاء تهاونه وتقصيره في العبادة، فيخشى على نفسه التقصير وسوء العاقبة.
(2) حال آخرة من كفر بالله واتخذ الدين لهواً ولعباً أو ظناً ووهماً وأماني فعبد غير الله مدعياً أنه الله كذباً ووهماً بغير دليل موثوق على إلوهية غير الله (وبالطبع لا يوجد دليل موثوق إلا على وحدانية الله وأنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له) كحال عبدة الأوثان, والنجوم, والرهبان, والمسيح بن مريم، والأولياء, والملائكة, وغيرهم من المعبودات الكاذبة, فيرى المؤمن في الآيات ما سيتعرض له هؤلاء من العذاب الدائم الخالد بلا نهاية, فيخشى على نفسه أن يتقلب قلبه فيدخله الشرك فيحق عليه العذاب المقيم كهؤلاء الكفار والمشركين.
(3) حال آخرة من أطاعوا الله وأخلصوا في عبادته وماتوا على عقيدة صادقة واضحة غير منحرفة، ويرى في الآيات ما يتمتعون به من رضا الله عنهم في الجنة، واستمتاعهم بالراحة والطمأنينه والرفاهية في الجنة وأعلى جائزة في الجنة هي أن يروا وجه الله عز وجل الذي لم يره أحد في الدنيا، فيتمنى أن يكون من هؤلاء المؤمنين الصادقين لينال رضا الله عز وجل ويدخل الجنة ويرى وجه الله عز وجل.
(4) حال الأنبياء ورسل الله وكم قاسوا في الدنيا من العذاب واضطهاد الكفار لهم, وتحملهم كل ذلك في سبيل تبليغهم لرسلات الله حتى يوصلوا لنا هذا الدين (الإسلام) الذي فيه رضا الله عز وجل ووصف للطريق المستقيم نحو طاعة الله ونوال رضاه، فيحس كم هو إنسان ضعيف، وكم أكرمه الله بإرسال هؤلاء الرسل، وكم جاهدوا من أجل توصيل رسالة الله له ليخلصوه من موروثات الشرك والكفر ليطهروه ويرسموا له الطريق واضحاً نحو رضا الله عز وجل، فيبكي على كل ذنب أذنبه في حياته وعلى كل طاعة لم يعملها ليستحق رحمة الله عز وجل
بعض آيات القرآن الكريم تتحدث عن هذه المواضيع, وعندما يتفهمها المسلم أثناء قراءته لها أو سماعه لها, يهتز كيانه فيبكي طمعاً في رضا الله عز وجل مع قناعته بأنه لا يستحق الجنة بعمله ولكن برحمة الله فيطلب رحمة الله بدموعه من قلبه وإحساسه الصادق، ولا يكون عمله الصالح إلا شفيعاً له عند الله ليطلب به الرحمه، ولكن مهما عمل من عمل صالح فعمله الصالح لا يكافيء شكره لله عز وجل على نعمه الكثيرة والغاليه, والتي أهمها أن هداه الله إلى الإسلام, دين الله الذي فطر الناس عليه
**عجباً من الناس ، يبكون على من مات جسده ، ولا يبكون على من مات قلبه***
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..اما بعد..جزاكم الله خيرا اخي على ما تفضلت به..قال ابن القيم رحمه الله:
( وأعظم الخلق غروراً من اغتر بالدنيا وعاجلها، فآثرها على الآخرة ورضي بها بديلاً من الآخرة، حتى يقول بعض هؤلاء: الدنيا نقد والآخرة نسيئة، والنقد أنفع من النسيئة، ويقول بعضهم: ذرة منقودة ولا دُرة موعودة، ويقول آخر منهم: لذات الدنيا متيقنة ولذات الآخرة مشكوك فيها ولا أدع اليقين للشك وهذا أعظم تلبيسالشيطان وتسويله، والبهائم والعجم أعقل من هؤلاء، فإن البهيمة إذا خافت مضرة شيء لم تقدم عليه ولو ضربت، وهؤلاء يقدم أحدهم على ما فيه عطبه وهو ينظر إليه، وهو بين مصدق ومكذب، فهذا الضرب إن آمن أحدهم بالله ورسوله ولقائه والجزاء فهو من أعظم الناس حسرة لأنه أقدم على علم، وان لم يؤمن بالله ورسوله فأبعد له ) انتهى.
قال الحسن البصري رحمه الله: ( عجبت لقوم أمروا بالزاد، ونودي فيهم بالرحيل وهم يلعبون ).
وقال بعض الحكماء: ( عجبت ممن يحزن على نقصان ماله، ولا يحزن على نقصان عمره، وعجبت من الدنيا مدبرة عنه والآخرة مقبلة عليه، كيف يشتغل بالمدبرة ويعرض عن المقبلة ).
يقول ابن القيم رحمه الله: ( من أراد أن يعرف قدره عند السلطان فلينظر ماذا يوليه من العمل، وبأي شغل يشغله ).
قال يوسف بن عبيد رحمه الله: ( ما شبهت الدنيا إلا كرجل نائم فرأى في منامه ما يكره وما يحب فبينما هو كذلك إذ انتبه ).
يقول ابن الجوزي رحمه الله: ( من تأمل بعين الفكر دوام البقاء في الجنة في صفاء بلا كدر، ولذات بلا انقطاع وبلوغ كل مطلوب للنفس والزيادة مما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من غير تغيير ولا زوال، إذ لا يقال ألف ألف سنة ولا مائة ألف ألف سنة بل لو أن الإنسان عد الألوف ألوف السنين لا ينقضي عدده، وكان له نهاية، فبقاء الآخرة لا نفاذ له، إلا أنه لا يحصل ذلك إلا بنقد هذا العمر، وما مقدار عمر غايته مائة سنة، منها خمسة عشر صبوة وجهل ( قبل البلوغ ) وثلاثون بعد السبعين إن حصلت ضعف وعجز، والتوسط نصفه نوم، وبعضه زمان أكل وشرب وكسب، والمنتحل منه للعبادات يسير، أفلا يشتري ذلك الدائم بهذا القليل، إن الإعراض عن المشروع في هذا البيع والشراء لغبن فاحش في العقل، وخلل في الإيمان بالوعد. أ.هـ. ).
لا تأسف على الدنيا وما فيها *** فالموت لاشك يفنينا ويفنيها
واعمل لدار البقاء رضوان خازنها *** الجار أحمد والرحمن بانيها….قال محمد بن واسع رحمه الله: ( إذا رأيت في الجنة رجلاً يبكي ألست تعجب من بكائه؟ قيل: بلا، قال: فالذي يضحك في الدنيا وهو لا يدري إلى ماذا يصير هو أعجب منه ). ..منقول للموعظة و التذكير..و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
شكرااااااا
الله يخليك
شكرا اختي الكريمة
الصورة تعبر عن نفسها
شتان بين الثرى والثريا
نسأل الله ان يهدي المسلمين جميعا
السلام عليكم
تم بحمد الله حذف الصورة.