السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسباب فقدان اللذة في العبادة، وكيفة علاجها
ما هي أسباب فقدان اللذة في العبادة، وكيف علاجها عملياً؟
بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعــد: فلا شك أن العبادة لله -عز وجل- لها لذة عظيمة في قلب المؤمن والمؤمنة، يقول النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام-: (وجعلت قرة عيني في الصلاة). ويقول لبلال رضي الله عنه: (أرحنا بالصلاة) يعني أقمها حتى نستريح فيها. فالصلاة وهي أعظم العبادات بعد الشهادتين راحة للقلوب وقرة عين ونعيم للروح لمن أقبل عليها، وحضر فيها بقلبه، وخشع فيها لله، واستحضر أنها عمود الإسلام، وأنها مناجاة للرب -عز وجل-، ووقوف بين يديه، فبذلك يرتاح فيها وتقر عينه، ويجد لذةً لها في نفسه، في قيامه وقراءته، وركوعه وسجوده، وسائر ما شرع الله فيها، فنصيحتي لكل مؤمنة، وكل مؤمنة الإقبال على العباد من صلاة وغيرها، وإحضار القلب فيها، والشعور بأنه يفعلها لله وحده، يرجو ثوابه ويخشى عقابه، وأن له في ذلك الخير العظيم عند الله -عز وجل- إذا أخلص له، وفعلها على وجه السنة لا على وجه البدعة، فالصلاة، والزكاة، والصدقات، والصيام والحج والعمرة والأذكار الشرعية، قراءة القرآن الكريم، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كلها عبادات لها لذة عظيمة في القلوب، وراحة في القلوب، ونعيم للروح، يتذكر فيها المؤمن أنه يفعل شيئاً يرضي الله -عز وجل-، وأنه شيء أمر الله به، وأن شيء يؤجر عليه، فيرتاح لذلك، ويستلذ ذلك، وتقر عينه بذلك، لما فيه من الخير العظيم، ولما فيه من امتثال أمر الله، ولما فيه من الخير العظيم من جهة الثواب الجزيل من الله، وما يترتب عليه من تكفير السيئات، وحط الخطايا، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، وهكذا ما يترتب على الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر من مصلحة العبادة وتوجيههم إلى الخير، وإعانتهم على ما شرع الله وعلى ترك ما حرم الله، فكل هذا مما تستلذه النفوس الطيبة، وترتاح له القلوب، وتقر به العيون، أعني عيون المؤمنين والمؤمنات، قال جل وعلا في كتابه العظيم، وهو أصدق القائلين: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (2-4) سورة الأنفال. وقال -عليه الصلاة والسلام-: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل: وإنما عدل يخاف الله ويرجوه، وشاب نشأ في عبادة الله إنما استلذها لما عرف فيها من الخير، ولما وقر في قلبه من تعظيم الله والإخلاص له، ومحبته سبحانه. والرغبة فيما عنده، ورجل قلبه معلق بالمساجد: إنما علق قلبه بالمساجد لما وجد في الصلاة من الخير، والراحة والطمأنينة، والنعيم، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، لما وجدا في المحبة في الله من الخير العظيم، والراحة في القلوب، ونعيم الأرواح والألف العظيم؛ لأنهم يعلمون أن هذا يرضي الله، وأن الله شرع لهم ذلك، وأنه يحصل به من الخير العظيم ما الله به عليم من التعاون والتواصي بالحق والتناصح. الخامس: رجل دعته امرأة ذات منصبٍ وجمال، فقال إني أخاف الله؟ لماذا قال هذا؟ لما وقر في قلبه من محبة الله وتعظيمه، وخوفه ومراقبته سبحانه وتعالى، حتى ترك هذه المرأة التي دعته إلى الفجور وهي ذات منصب وجمال فأبى عليها خوفاً من الله ورغبةً فيما عنده، وأنساً بطاعته، وتلذذاً بما يرضيه سبحانه وتعالى، وهكذا المرأة إذا دعاها ذو منصبٍ وجمال إلى الفاحشة، فقالت: إني أخاف الله، وابتعدت عن ذلك لما وقر في قلبها من المحبة لله، والنعيم الروحي واللذة لطاعة الله، واتباع شريعته. السادس: رجل تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، لماذا؟ لما وقر في قلبه من محبة الله وتعظيمه، وأنه سبحانه يعلم كل شيء ولا تخفى عليه خافية، وأنه يحب الإخلاص له، ويحب العمل من أجله سراً، فلهذا لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، من عظيم إخلاصه، وعظيم رغبته بما عند الله، ,عدم مبالاته برياء الناس وحمد الناس وثناءهم. والسابع: رجل ذكر الله خالياً، رجل ذكر الله خالياً ما عنده أحد ففاضت عيناه؛ خوفاً من الله وتعظيماً له ومحبةً له سبحانه، أنساً به -عز وجل-، فصار من السبعة الذين يظلمهم الله في ظله، والخلاصة أن الإقبال على الله في العبادة واستحضار عظمته، وأنك تريد وجهه الكريم، وأنك فعلت هذا ابتغاء مرضاته، وطاعةً لأمره، ومحبةً له سبحانه، وحرصاً على ما يرضيه ويقرب لديه، كل هذا مما يجعلك تستلذ بالعبادة وتقبل عليها، وترتاح لها وتتنعم بها، وفق الله الجميع.
من يشكو عكس ذلك سماحة الشيخ؟ جزاكم الله خيرا؟ من يشكو عكس ذلك من قسوة القلب عليه أن يعالج نفسه، بالإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن الكريم، والحذر من الذنوب والمعاصي، والتوبة إلى الله مما سلف مع الصدق في ذلك، فإذا صدق مع الله، في التوبة من المعاصي، وفي الإكثار من ذكر الله، وفي الإقبال على عبادته بقلبه واستحضار عظمة الله، وأنه سبحانه وتعالى يراقبه، إن الله كان على كل شيءٍ رقيبا سبحانه وتعالى. وأن معه ملكين: أحدهما يكتب الحسنات، والثاني يكتب السيئات. باستحضاره هذه الأمور يلين قلبه، ويخشع قلبه ويستلذ الطاعة، ويرتاح لها، ويأنس بها.
لتحميل المقطع : من هنا
أو هنا
بارك الله فيك اخي الفاضل محمد على الافادة القيمة …………ونسأل الله الهداية وان لايحرمنا من لذة التقرب اليه
بارك الله فيك اخي الفاضل على النقل القيم
ورحم الله جبل السنة وشيخها ..
الذنوب والمعاصي أهم أسباب فقدان لذة العبادة.
قال الشافعي -رحمه الله-:
شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : "إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل، كبلتك خطيئتك".
قسوة القلب عليه أن يعالج نفسه، بالإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن الكريم، والحذر من الذنوب والمعاصي، والتوبة إلى الله مما سلف مع الصدق في ذلك، |
السلام عليكم
قسوة القلب مااااا اصعبهااااااا
اللهم اهدنا وتب علينا و اعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك
بارك الله فيك و رحم الله الشيخ الفاضل
وأخبرني بأن العلم نـــورٌ *** ونـور الله لا يهدى لعاصي.
فمتى خشع القلب
سمع الدعاء
بارك الله فيكم على المرور كل باسمه
اللهم ردنا إليك ردّا جميلا
جزاكم الله خيرا إخواني الأفاضل
قال بعض السلف
( ما ضرب الله عبداً بعقوبة أعظم من قسوة القلب )
وقال ابن القيم رحمه الله
(( وكلما كثرت الذنوب أشتدت الوحشة , وامرً العيش عيش المستوحشين الخائفين , واطيب العيش عيش المستأنسين , فلو نظر العاقل ووازن لذة المعصية , وما توقعه من الخوف والوحشة , لعلم سوء حاله وعظم غبنه , اذا باع أُنس الطاعه وأمنها وحلاوتها بوحشة المعصية وما توجبه من الخوف والضرر الداعي له )
وقال سفيان الثوري رحمه الله
( حرمت قيام الليل بسبب ذنب اذنبته )
شكرا لكم ادامنا الله في طاعته
شكرا لك على الموضوع المفيد جدا
شكرا لكل من مر من هنا
بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير
وفقك الله اخى الكريم على الموضوع وهو فى غاية الاهمية
كيف يصل المسلم فى صلاته الى اقصى مراتب الخشوع
كيف كان السابقون يخشعون الى درجة عدم ملاحظة ما يدور حولهم من امور
وما هو حالنا اليوم مع الصلاة
اللهم ارزقنا الانس بقربك وارزقنا الهداية وثبت قلوبنا على الحق
شكرااا
العفو بارك الله فيك أختي النجمة
فعلا لم نعد نحس بطعم للحياة بسبب بعدنا عن الاستقامة الحقيقية
شكرا للمشاركة بارك الله فيك