تخطى إلى المحتوى

مفتي الجزائر أحمد حماني رحمه الله 2024.

في الذكرى العاشرة لوفاة العلامة الشيخ أحمد حمَاني (1915-1998)
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.في29 جوان 1998غادرنا مفتي الجزائر المجاهد الشيخ أحمد حماني تاركا وراءه فراغا يصعب ملأه،وقد كان رحمه الله نعمة علينا لم نحس بها إلا بعدما افتقدناها، وأحاول في هذه المناسبة التذكير بحياة هذا الرجل عسى أن أحقق بهذا المقال أمنيته، إذ قال في معرض حديثه عن الشيخ عبد الحميد بن باديس وإبراهيم بيوض ومن قبلها الشريف التلمساني :"عسى أن يدرس شبابنا المسلم آثار رجاله ويحاول أن يعمل عملهم ويصبر صبرهم ويخدم دينه وأمته ووطنه خدمتهم وأن يكون قدوته الحسنة في كل أعماله وسيرته من كان قدوتهم ألا وهو سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال الله لنا فيه:"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر".
الميلاد والنشأة: ولد أحمد بن محمد بن مسعود بن محمد حماني يوم الاثنين 26 شوال 1333هـ الموافق ل6 سبتمبر 1915 م بقرية آزيار من دوار ، تمنجر بلدية العنصر دائرة الميلية، لكن والده غير تاريخ الميلاد إلى 1920 حتى يكمل دراسته قبل أن تدركه الخدمة العسكرية ، ينتسب الشيخ أحمد إلى عائلة مشهود لها بمقاومة الظلم ومنه الظلم الاستعماري فقد رأى بنفسه بعض أنواع السلاح المحفوظة عند عمه الصادق وهي لجدهم الذي عاصر الاحتلال الفرنسي للمنطقة وقاومه بتلك الأسلحة ،كما أن طيلة الاحتلال لم يسجل التاريخ أن واحدا من العائلة تعاون- بالعمل في وظيفة بسيطة أو خطيرة مع الفرنسيين حتى كتبت التقارير الفرنسية في تحرياتها عن المنتمين إلى عائلة حماني بأنهم من عائلة مشبوهة ، ويذكر محمد الصالح بن عتيق في مذكراته عن والد الشيخ أحمد بأنه احد العلماء المصلحين تتلمذ على يد الصالح بن مهنا الذي أخذ العلم بالأزهر، وقد كان محمد حماني من أنصار الإصلاح والمحاربين للطرقية التي هي وسيلة الاستعمار في نشر البدع والخرافات، وهذا الرجل له وزنه في المنطقة وكلمته مسموعة بها ،فهو مشهود له بالعلم والمعرفة" . اذن كانت الخطوات الأولى لأحمد حماني وسط هذه الأسرة التي اشتهرت بالعلم والعمل بدء بجده الأول محمد الذى شارك في صناعة القرار في أواخر العهد العثماني إذ كان من رجال إدارة ابن عزالدين ، إلى مقاومة الاستعمار والحرص على بث الروح المتميزة ،الرافضة للظلم والتي جسدها جده الثاني مسعود بضربه قائدا عينته فرنسا، إلى أبيه محمد الذي سبق وصفه . ويذكر حماني في مذكراته، حرص عائلته على تعليم أبنائها إلى جانب تدريبهم على الحياة ومشاقها من البداية ،يقول:" كنا نقرأ القرآن ونعمل: نشارك في الحياة بمقدار جهدنا ،وإذا أخرجنا من الكتاب أعطي لنا قطيع الجديان والخرفان للرعي، وإذا جاءت غلة الزيتون عطلنا القراءة وشاركنا في أعمال الجمع والالتقاط والعجن، ولما أخذنا ندرك تعلم الصلاة ،علمنا والدي رحمه الله فرائضها وسننها وعلمنا رسم القرآن، ولما شببنا عن الطوق شاركنا بعمل أكثر في رعي قطيع الحيوانات وإطعامها العلف والحصاد والدرس وحراسة الحقول ،هذه التنشئة في بيئة ريفية،لقنت حماني دروسا لاتقدر بثمن، فتعلم معنى الصبرعلى الشدائد في وسط طبيعي تكثر فيها الصعاب، والأكثر من ذلك تعلم الإخلاص وصفاء السريرة كصفاء ونقاوة هواء البادية القليلة السكان، التي عادة ماتكون سالمة من شرور ،تجد طريقها في مجتمعات كثير ة العدد لكن دوار ازيار أين تربى حماني حوالي خمسة عشر سنة، سكانه معروفون والنظام القبلي لازال سائدا به، وعزلة هذه القرية فضل من الله على القرية وسكانها وفي هذا الإطار يقول حماني:" وكانت هذه العزلة من فضل الله على السكان إذ كانوا لايعرفون عن الروامة وشرورهم الا بالسماع ولا يرون منهم إلا حارس الغابة، أو بعض رجال الدرك الذين كانوا يزورون الدوار لمطاردة الهاربين من شر فرنسا راكبين خيولهم.كما أن أخبار القرية وشؤونها لا يصل إلى مسامع العدو الا قليلا حتى القايد قد ابعد الله شره عنها لأن مقره في بني فتح على بضعة أميال وبينها وبين ازيار غابات ووديأن فإذا جاء الفصل المطير أنقطعت الطرق، لذلك كان سكان ازيار يعيشون في شبه جمهورية لهم قوانين ورئاسة العقلاء يطيعونهم في المعروف وكانت تلك السنوات كافية لتحصينه حين يباشر السفر طلبا للعلم، فيأمن من شرور النفس ويتقوى على الشدائد التي تعترضه. -ومن بين هذه الشدائد قلة المال ، الفقر،-
يتبع إن شاء الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.